بدت جلسة الحوار الوطني الثانية أمس الأربعاء ساخنة جداً، في الوقت الذي تعمد فيه أعضاء من ممثلي الشعبي العام: فائقة السيد وسلطان البركاني- بحسب مراقبين- تعمدا إثارة الفوضى لإحراج رئاسة الجلسة التي أدارها الدكتور ياسين سعيد نعمان- أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، الذي افتتح جلسة الأمس, طالباً من الجميع الالتزام بضوابط النظام الداخلي لمؤتمر الحوار والوقت المتاح لكل عضو، وهي المعايير السارية على الجميع دون استثناء.

فائقة تذكرت المخبازة
"فائقة انتهى الوقت فائقة انتهى الوقت" الدكتور ياسين يوجه كلامه إلى فائقة السيد - وهي مستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة وممثلة في الحوار ضمن قائمة الشعبي العام - التي كانت ماتزال تصرخ " لحظة يا ياسين لا تختزلوا الأمور".
ينهض الدكتور ياسين من على المنصة " سأغادر الجلسة"، فتتدخل لجنة النظام بإبعاد فائقة عن المايك.
"اجلسي يا فائقة بلا كلام فاضي، احترمي الوقت"، قال الدكتور ياسين بعد أن استعاد هيئته على المنصة، ليسود القاعة تصفيق حار، وأردف نعمان مخاطباً الحضور: "فائقة بس ذكرت المخبازة، هي تريد أن تقول لنا ما غيروا وجبة الغداء، هذا الذي افتهم لنا من كلامها".

يتعمد الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي، وهو أحد ممثلي حزبه في الحوار الوطني إثارة الفوضى، في أي مكان يتواجد به، بحكم النزق الذي عُرف عنه وعدم احترام المكان الذي يتواجد به..
بالأمس صفعة مدوية تلقاها البركاني في جلسة مؤتمر الحوار الثانية التي تولى رئاستها الدكتور ياسين سعيد نعمان - أمين عام الحزب الاشتراكي رئيس لجنة التواصل في اللجنة الفنية للحوار-، كانت كفيلة بأن تعيد البركاني إلى صوابه والاعتذار عن أساليبه الفوضوية التي اتسم بها، إلا أن نزقه وقف سداً منيعاً لفعل ذلك، ليقف من على مقعده موجهاً نظراته إلى المنصة حيث الدكتور ياسين، وعليه علامات التحدي.
الدكتور ياسين بلهجة حازمة للبركاني: (اسكت يا سلطان وإلا سأحيلك إلى لجنة الانضباط).
الكثير ممن حضروا الجلسة عبروا عن استيائهم لما بدر من الشيخ البركاني – كما يحب أن يطلق على نفسه- وقالوا إن البركاني لا يكف عن إثارته فوضى وأحاديث جانبية كثيرة وبصوت مرتفع، تعمل على تشويش الاجواء، باستثناء الجلسة الأولى التي أمس الأول تولى رئاستها الدكتور عبد الكريم الارياني.
يقول مراقبون إن البركاني تعمد إثارة تلك الجلبة لأن الذي يقف على المنصة هو الدكتور ياسين سعيد نعمان، الذي يحظى باحترام وحب الجميع، وغالباً ما يوصف نعمان بـ "رجل الاجماع الوطني".
وكان البركاني في أكتوبر الماضي أظهر عدائه الشديد للدكتور ياسين عقب محاضرة سياسية ألقاها في مقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمن لتفنيد الوضع السياسي الراهن، قال فيها إن " المؤتمر هو نقطة ضعف العملية السياسية" ,داعياً كوادره إلى النهوض به.
إلا أن البركاني – حسب ما جاء في صحيفة اليمن اليوم المملوكة لنجل صالح -الرئيس السابق- ووصف الدكتور ياسين بالنعامة، وقال إنه كان يتمنى على الدكتور ياسين ، أن يكون له موقف جاد يحسب له لا عليه، مشيراً إلى أن ما عبر عنه ياسين يعد ارتداداً كبيراً من قبله وشركائه على الاتفاقات والتفاهمات المبرمة بين الجانبين، وأردف:" ولكننا وجدناه يغرد بعيداً كمن استهوته أو فرضت عليه لعبة الهروب من الحقيقة، حتى صار أشبه بالنعامة تدفن رأسها في الرمال حتى لا ترى مصرعها، وذلك سواء بادعائه أن المؤتمر الشعبي العام هو نقطة ضعف العملية السياسية". كما ورد في الصحيفة حينها.


قال بن عمر إنه يجب معالجة مظالم حرب 94، كما وجه رسالة واحدة – حد وصفه- إلى الحراكيين، بان عليهم نبذ العنف كوسيلة لبلوغ أهداف سياسية، وانه عليهم الالتزام بمبدأ الحوار من أجل حل القضية الجنوبية.. وقال: "ليس هناك حل آخر"، وأوضح بن عمر أنه عندما زار اليمن أول مرة رآها وكأنها "بيروت" أيام الحرب الأهلية، إلا أن الوضع الآن مختلف وأصبح أفضل.
أخبار اليوم/ خاص
قال المبعوث الأممي جمال بن عمر أمس إن وضع اليمن أصبح أفضل مما كان عليه في السابق حيث كان دائما ما يصفه بـ "الهش".
وقال: كانت اليمن في زيارتي أول مرة لها مقسمة وكأنها بيروت أيام الحرب الاهلية، كانت الطرقات مقطوعة، تظاهرات يومية في الشوارع وكانت القاعدة تسيطر على محافظة كاملة في الجنوب، والآن تحسن الوضع الامني بشكل كبير".
واستدرك المبعوث الاممي وقال إن التحديات ايضاً ماتزال موجودة على المستوى السياسي والاقتصادي والامني، وان هذه التحديات اعترفت بها الحكومة اليمنية كما اعترف بها مجلس الامن، وأضاف:" هذا ما دفع مجلس الامن، باتخاذ القرار 2051".
وأكد بن عمر على أن هيكلة الجيش أمر متفق عليه وانه أحد بنود اتفاق نقل السلطة والآلية التنفيذية، وانه تم الاتفاق على إعادة تكامل القوات المسلحة حتى تكون تحت قيادة واحدة وطنية وتعمل في إطار سيدة القانون.
وقال إنه نظراً لأهمية هذا البند "هيكلة الجيش" لإنجاح المرحلة الانتقالية.. اتخذ الرئيس هادي الخطوات الأولية في هذا الاتجاه وكانت التعيينات العسكرية في وقت سابق، وتلا ذلك خطة متكاملة لإعادة الهيكلة وان هذا تم بجهد يمني، نال إعجاب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وأضاف:" ستلي هذه القرارات إجراءات عملية من أجل تطبيقها، ونتمنى ان يتم هذا في أقرب وقت ممكن".
وأكد بن عمر في مؤتمر صحفي عقده عصر أمس على انه يجب معالجة المطالب الحقوقية للجنوبيين واتخاذ اجراءات قوية لمعالجة المظالم بعد حرب 1994، وقال:" هناك اعتراف من الجميع على انها كانت جسيمة وانه حان الوقت لمعالجتها، وليس هناك خلاف بين اليمنيين حول هذا الموضوع".
واقترح بن عمر ان يكون هناك برنامج متكامل لمعالجة تلك القضايا التي تهم الجنوبيين وتوفير الإمكانات، الضرورية والعمل على تنفيذ الاجراءات، في أقرب وقت ممكن، لأن ذلك سيساعد على خلق مناخ جديد ومساعد للحوار الوطني- حد قوله.
وقال بن عمر إنه على تواصل مع قيادات في الحراك منذ مدة طويلة، وانه سيبقى على اتصال معهم ايضاً، وقال:" رسالتنا لجميع الاطراف في الحراك واحدة، انه على جميع الاطراف نبذ العنف كوسيلة لبلوغ أهداف سياسية، وانه على جميع الاطراف الالتزام بمبدأ الحوار من أجل حل القضية الجنوبية عبر الحوار، فليس هناك حل آخر إلا عن طريق الحوار".
وأضاف:" هناك فرصة الآن لبدء هذا الحوار وفق ما هو متوفر من آلية، في اطار مؤتمر الحوار الوطني".
وعبر المبعوث الأممي عن أسفه الشديد لوقوع قتلى وأعمال عنف في الأسابيع الأخيرة في الجنوب, مطالباً الحكومة اليمنية بتقصي الحقائق ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.
و قال إنه قرر رفع تقرير حول المرحلة التي بلغتها العملية الانتقالية في اليمن إلى مجلس الأمن لدى عودته إلى نيويورك بعد أيام قليلة، مشيراً إلى اعتزازه بانطلاق أعمال مؤتمر الحوار الوطني، مؤكداً أن المجتمع الدولي سيواصل دعمه لعملية الحوار.
وقال: "لقد قدم اليمنيات واليمنيون نموذجاً حضارياً رائعاً وكانت فعلاً لحظات تاريخية لنا جميعاً أن نرى جميع الفئات والمكونات اليمنية تجتمع تحت سقف واحد وتبدأ عرض قضاياها للنقاش بصراحة وانفتاح". وأردف: إن اليمنيين اثبتوا ببلوغ هذه المرحلة أنهم نموذج فريد من نوعه ويجب ان يحتذى به في المنطقة التي تزداد اشتعالاً يوماً بعد يوم ,فهم الوحيدون في المنطقة الذين حققوا انتقال السلطة عبر عملية تفاوضية سلمية- حد قوله.
" سنضع خبراتنا تحت تصرف اليمنيين كلما طلبوا ذلك". قال المبعوث الأممي الخاص لليمن.
وأضاف: "نجد أن تمثيل الشباب وصل الآن إلى 28 في المائة وبلغ تمثيل النساء المتفق عليها بين مكونات المؤتمر، وان مكون الشباب والنساء هو امر جديد لم تشهده العملية السياسية اليمنية من قبل".
وأكد المبعوث الاممي عن دعم الامم المتحدة لجميع الأطراف المؤمنة بالحوار السلمي للتعاطي مع قضايا مهمة ومعقدة تمهد للانتقال إلى يمن جديد مبني على الديمقراطية وسيادة القانون ومبدأ تداول السلطة، وقال إنه سيلتقي اليوم الخميس بممثلي الشباب والنساء ليستمع إليهم ويجدد دعمه لهم كونهم يشكلون حجر الأساس في بناء مستقبل أفضل لليمن.



كشف أمين عام مؤتمر الحوار عن تشكيل فريق عمل متكامل قوامه 80 شخصاً لمناقشة المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية التي تستهدف معالجة آثار احداث الماضي.
وقال أحمد عوض بن مبارك: "عبر هذا الفريق ستطرح كافة القضايا ليس بهدف نبش الماضي ولكن من الضرورة بمكان ان نعترف بالأخطاء وأن نجبر الضرر بما يهيئ المناخات الملائمة للانتقال الى المستقبل "، واستدرك: تاريخنا مليئ بالمشاكل والصراعات وغرقنا فيها، ولكن اليمنيين هم أكثر توقاً اليوم إلى المصالحة، انهم ينتمون إلى المستقبل لا وكلاء للماضي، وقال: "الماضي مهم وضروري تقييمه واستخلاص العبر منه ومعالجة آثاره ولكن الأهم منه هو ننتقل إلى المستقبل ونعيش المستقبل بكل تفاصيله".
وعن مدى تأثير غياب بعض قادة فصائل الحراك الجنوبي عن الحوار لمعالجة القضية الجنوبية، أكد بن مبارك في مؤتمر صحفي عقده أمس "أن الجنوب قضية وليس أشخاصاً ولا يمكن لأي شخص أن يحتكر أو يدعي أنه الوحيد من يمثل قضية الجنوب".
وقال :" بالتأكيد أن هناك قوى أخرى تساهم في تمثيل الشارع الجنوبي وترفع قضيته وقدمت تضحيات وقدومها ومشاركتها في هذا المؤتمر سيكون محل تقدير وهذا ما نتمناه ونسعى له ومازال الباب مفتوحاً لمشاركتهم، لكن لا يمكن القبول في ذات الوقت بأي طرح يرى بأن من يشاركون حاليا في المؤتمر من بقية قوى الحراك السلمي والذين استمعنا إلى كلماتهم ومداخلاتهم بأنهم لا يعبرون عن الشارع الجنوبي".
ووجه بن مبارك دعوة لكل من لم يلتحق بعد بالمؤتمر بأن "هذا المؤتمر مفتوح ومازال هناك مجال لممثلي كل أبناء اليمن بأن يشاركوا في أعماله".
وقال إن مؤتمر الحوار يدار وفقاً لمبادئ أساسية يتصدرها مبدأ الشمول من حيث الموضوعات والمشاركة وهذا ما تجسد من خلال تمثيل المشاركين لمختلف الأطراف السياسية والتكوينات والمنظمات، مبيناً في هذا الصدد ان قوام المشاركين في المؤتمر 565 عضواً وعضوة وقد حضر508 أعضاء وعضوات منهم جلسات المؤتمر في الثلاثة الأيام الماضية والمتبقون ليسوا منسحبين فبعضهم تأخر وصولهم من خارج الوطن وآخرون مكلفون بمهام رسمية ,بينما من أعلنوا مواقفهم بعدم المشاركة في الجلسات الأولى لأعمال المؤتمر لم يتجاوز عددهم عشرة أشخاص.
وأشار بن مبارك إلى أن المؤتمر أتسم ايضا بشمول الموضوعات التي تناقش ولأول مرة قضايا اليمن الرئيسية كلها والتي تتمثل في تسعة موضوعات تشمل القضية الجنوبية وقضية صعدة وبناء الدولة والحكم الرشيد وقضايا اجتماعية وحقوق وحريات, فضلاً عن المصالحة والعدالة الانتقالية وأسس بناء الجيش ودورهما في الحياة السياسية وغيرها من الموضوعات الرئيس التي ستشكل أسس صياغة الدستور القادم وملامح الدولة اليمنية القادمة. الدولة المدنية الحديثة التي لطالما حلمنا بها.

تصدرت بالأمس قضيتا صعدة والقضية الجنوبية نقاشات ومداخلات على طاولة الحوار الوطني، حيث شدد المشاركون على أهمية المعالجة الجذرية لهاتين القضيتين "صعدة والجنوب" باعتبارهما مفتاحاً لمعالجة مختلف قضايا الوطن.
صعدة والجنوب مفتاحان معالجات قضايا الوطن

إرساء دعائم السلم الاجتماعي والخروج بالبلد إلى بداية طريق الاستقرار من خلال استكمال مهمة هيكلة الجيش والأمن على أسس مدروسة بحيث لا تخضع للأهواء والمزايدات.
تلك كانت مطالب شباب الثورة السلمية التي رفعها أمس مبارك البحار ممثل الشباب في مؤتمر الحوار، مؤكداً إيمانهم بأهمية الحوار الوطني في صنع التغيير.
استعرض البحار التضحيات التي قدمها الشباب من أجل وطنهم، وقال: "نشارك اليوم في الحوار الوطني الذي لم يكن ليقام لولا تضحيات وصمود شباب الثورة والحراك الجنوبي على أساس المشاركة في صنع القرار، وحيث تقوم مشاركتنا على أساس تحقيق أهداف الثورة الشبابية السلمية، ومبادئ الدولة المدنية الحديثة، وحل القضية الجنوبية كمدخل لحل وطني يرتضيه الجميع".
فيما قال ممثل منظمات المجتمع المدني، فيصل سعيد فارع: " هذا المؤتمر هو بداية لبرنامج هام وعميق ومعقد وواسع ينتظر منه تحقيق آمال شعب تواق إلى المزيد من التقدم والعدالة الاجتماعية والحريات الفردية والجماعية".
واشار إلى أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل يستند في مرجعيته إلى رغبة الشعب وفي مقدمتهم شهداء وجرحى التغيير إلى تأسيس دولة الحريات والعدالة والديمقراطية والتنمية والاستقرار.
وأردف: "إن مخرجات هذا الحوار يجب أن تكون عميقة وشاملة وصادقة إذا ما رغبنا حقاً في جعل هذا الحوار مثمراً وناجحاً".
وعن حزب البعث العربي الاشتراكي القومي أكدت بلقيس الحضراني في كلمتها على ضرورة الحرص على إنجاح الحوار الوطني وجعله تجربة جديرة بأن تكون نموذجاً للكثير من الدول، ومصدر فخر واعتزاز للأجيال القادمة، داعية الجميع إلى تغليب روح المواطنة والهوية الجامعة والتسامح على المصالح والهداف الشخصية والحزبية الضيقة والتواجد في قلب المصلحة العليا للوطن، والقواسم المشتركة ومبادئ الالتزام الاخلاقي وقالت إنه بغياب ذلك "يكون الولاء للقبيلة والعشيرة والقرية والطبقة الاجتماعية والطائفة".
وقالت إن الحوار فرصة تاريخية ونادرة حتى نتفق على أسس بناء الدولة اليمنية الحديثة والمؤسسات الدستورية وترسيخ سيادة القانون وشكل الدولة بما يعمل على ترسيخ قاعدة المشاركة السياسية ويضمن الشراكة الوطنية لكل أبناء اليمن من أقصاه إلى أقصاه ويحافظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره.
ن جهته دعا عبد العزيز البكير في كلمة الحزب القومي الاجتماعي، إلى أهمية الأخذ بمبادئ الحكم الرشيد بما يقتضيه من عدم تكرار للتشريعات السلبية الجامدة التي تسوغ احتكار السلطة في يد حزب واحد أو فرد أو قبيلة.
وقال إن الهدف الأول لمؤتمر الحوار الوطني هو البحث عن الحلول المثلى للقضية الجنوبية العادلة ولقضية صعدة وبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي تحقق مبدأ المواطنة المتساوية وتحدد كيفية وماهية نظام الحكم الفدرالي الاتحادي الذي يكفل أن يكون الشعب مالكاً للسلطة ومصدرها الوحيد.
وعن القطاع الخاص نوه أحمد بازرعة –رجل أعمال- إلى أهمية مؤتمر الحوار الوطني الذي يشارك فيه مختلف الأطراف والمكونات السياسية والاجتماعية والفئات من كافة أنحاء الوطن تحت لواء هدف واحد: العبور باليمن إلى الدولة المدنية التي تقوم على مبدأ العدالة والمساواة، دولة النظام والقانون، دولة يحصل فيها الكبير والصغير، الذكر والأنثى على كامل حقوقهم، ويعيش فيها الجميع في أمن واستقرار وعدالة.
وقال بازرعة: إذا أردنا أن نعيش بأمان واستقرار فإنه من الضرورة أن نصل أولاً إلى مصالحة مجتمعية وإلى نقاط التقاء حقيقية حول معظم القضايا الأساسية، لأن السير بعجلة التنمية يحتاج إلى عقل ورشد وهذا الأمر يفرض علينا تحديد المسارات واسترشاد خارطة طريق.
وأضاف: لقد افتقدنا في الماضي إلى العقل الاقتصادي الذي يوجه عملية التنمية وهذا ما ينبغي أن نتداركه في الحاضر والمستقبل.
وشدد على أن الحلول الأساسية لمعظم المشاكل هي البدء بنبذ الخلافات والشقاق والاجتماع على كلمة واحدة حتى نتمكن من الوقوف على قضايانا الهامة وفي مقدمتها قضيتا الجنوب وصعدة وغيرهما من القضايا السياسية والحقوقية والتنموية.
وجاءت المداخلات من قبل أعضاء مؤتمر الحوار متضمنة تصوراتهم بشأن ما يتعين على المؤتمر الوقوف عليه من قضايا وأولويات، كما تضمنت مقترحات ورؤى هامة حول اليمن الجديد و الحوار والسبل الكفيلة بإنجاحه بما يحقق الأهداف المنشودة منه، كما و ركز المتحدثون على أهمية ان يحرص الجميع في كلماتهم ومداخلاتهم على تجسيد روح الوفاق والتسامح وتعزيز قيم المحبة والإخاء وتجنب المزايدات والمناكفات التي تعكر صفو اجواء الحوار، مؤكدين أن نجاح مؤتمر الحوار مرهون باستشعار الجميع لمسؤوليتهم الوطنية وان يحرصوا على تغليب مصالح اليمن العليا على ما دونها من مصالح حزبية ومناطقية وذاتية.
وتناول المتحدثون جملة من القضايا المرتبطة بجوانب القصور والأخطاء التي ارتكبت في الماضي وضرورة معالجتها وتجنب تكرار حدوثها في الحاضر والمستقبل بما في ذلك المظالم والممارسات الخارجة على القانون، التي شهدتها عدد من المحافظات وفي مقدمة ذلك نهب الاراضي والاستيلاء عليها بطرق غير مشروعة سواء كانت أراضي عامة أو خاصة، مؤكدين في ذات الوقت أهمية تنفيذ النقاط العشرين التي كانت اقترحتها اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار الوطني بما يعكس الحرص على معالجة أخطاء الماضي وتهيئة كافة الأجواء والمناخات لا نجاح الحوار الوطني الشامل.
وأجمع المشاركون على أن أغلب مشاكل اليمن ترجع إلى ما رافق العقود الخمسة الماضية من غياب للدولة الوطنية دولة النظام والقانون القائمة على العمل المؤسسي والديمقراطية والشفافية.
وشدد المشاركون على ضرورة أن يخرج هذا المؤتمر برؤية وطنية استراتيجية تؤسس للدولة المدنية الحديثة التي تكفل العدالة والمساواة بين جميع المواطنين وترسي النظام والقانون فوق الجميع دون محسوبية أو مناطقية أو قبلية أو مذهبية .
كما وتحدثوا عن طبيعة العوامل التي ولدت المظالم في المحافظات الجنوبية والشرقية وكذا أسباب الحروب في صعدة وما نتج عن ذلك من شعور بالغبن والظلم لدى المواطنين، مشددين على أهمية المعالجة الجذرية لهاتين القضيتين "صعدة والجنوب" باعتبارهما مفتاحاً لمعالجة مختلف قضايا الوطن.