فسر الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية, سعيد عبيد الجمحي, تواجد عناصر تنظيم القاعدة في مديرية وصاب بمحافظة ذمار يأتي بعد أن تم التضييق على نشاط التنظيم في الأماكن التي يتواجد بها, مثل مأرب وشبوة وأبين وحضرموت والبيضاء.
وقال الجمحي في تصريح لـ"أخبار اليوم" إن تنظيم القاعدة لا يمكن أن يتخلى عن المناطق التي ترعرع فيها وتمكن من التوغل فيها.
ولقي خمسة أشخاص مصرعهم في مديرية وصاب بمحافظة ذمار, أمس الأول الأربعاء, جراء قصف طائرة بدون طيار على سيارة يشتبه بأنها كانت تقل عناصر من القاعدة.
الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية, سعيد عبيد الجمحي, اعتبر الغارة الجوية الأميركية في حال استهدفت فعلاً عناصر تنتمي للقاعدة بأنه يعد مؤشراً على أن العين الأميركية أصبحت تلاحق تنظيم القاعدة وأن التنظيم بات مخترقاً تلاحقه الجواسيس أرضاً والغارات جواً, ما يجعله يمر بحالة حرجة.. منوهاً بأن حديثه هذا يأتي كتوصيف للواقع بموضوعية ولا يعني الرضى عن الغارات الأميركية التي تشنها الطائرات بدون بطيار, كما قد يفهم البعض.
وأشار الجحمي إلى أن التنظيم في الآونة الأخيرة تفوق جداً في أدائه الاعلامي عبر شبكة الإنترنت, بينما الاعلام اليمني ما يزال ركيكاً، لافتاً إلى أن التنظيم استطاع استقطاب أعضاء جدد بواسطة نشاطه الإعلامي من خلال كسب تعاطف الناس بتصوير نفسه صاحب حق ومظلوم.
وأوضح الجمحي بأن تنظيم القاعدة لجأ خلال الفترة الأخيرة للبحث عن أماكن بعيدة عن الأضواء وشخصيات وعناصر غير معروفة يتم التحرك من خلالها, بمعنى استقطابات واسعة وهذه تتم من خلال نشاط إعلامي غير عادي.. مشيراً إلى كلمة للقيادي القاعدي الشيخ/ إبراهيم بن سليمان الربيش وكلمات تسجيلية مرئية كثيرة، وكل هذه الكلمات الدعائية تستهدف الأنظمة اليمنية والسعودية, لأنها أنظمة مرتدة- حسب التنظيم.. كما يتوجه النشاط الإعلامي لمزيد من الاستقطاب ويصور القاعدة على أنها مظلومة وخصومها الظالمون.
وأشار إلى أن التكتيك الجديد يتضمن الدخول في مناطق ومساحة جغرافية غير معروفة وعناصر جديدة والانتشار من خلال الأنصار وهم المناصرون لوجستياً للقاعدة واستغلال انشغال الحكومة اليمنية ومنظومة الحكم بالحوار ومسألة هيكلة الجيش.. منوهاً بأن توجه الطائرات إلى مثل هذه الأماكن يجعل التنظيم يستخدم تكتيك الترويج بأن الطائرات الأميركية تخترق سيادة اليمن بأكمله، حيث يحاول التنظيم عدم الاعتماد على أعضائه المعروفين أو المطلوبين.
وقال إن ثبت أن هذه العناصر تنتمي للتنظيم ومتورطة, إذ أن هناك عناصر يكسبها التنظيم للتمدد والدعم؛ فهذا يعني أن التنظيم مخترق.. مشيراً إلى أن التنظيم لا يعرف شمالاً ولا جنوباً للتحرك والانتشار فيها، مؤكداً أن القاعدة ستظل تناور في المناطق السابق لها وتعود لها وقت الحاجة, حيث قد استطاعت استقطاب عناصر غير معروفة في هذه المناطق, كما أن هناك من تأثر بها وانبهر بحكم القاعدة في هذه المناطق.
إلى ذلك قال سكان محليون إن الطائرة كانت تحوم منذ الصباح على المنطقة، وإنها بدأت بالقصف بعد صلاة العشاء على السيارة التي تحمل عناصر يشتبه بانتمائهم للقاعدة، وكان على متنها كمية من الأسلحة.
وقال أحد أبناء منطقة "مذلب"- وهي تقع ضمن نطاق مديرية «وصاب»- لـ "المصدر أون لاين" إن أعضاء خلية القاعدة كان يقودهم شخص يدعى «حميد الردمي».. مضيفاً بأنه ضابط أمن وأسس الخلية أواخر عام 2011.
وأضاف: «ما تزال الطائرة تحلق في أجواء المنطقة، ونخشى أن تضرب أهدافاً مدنية».
وحصلت "أخبار اليوم" على أول صور خاصة لضحايا الضربة الجوية التي استهدفت عناصر يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة في وصاب العالي, مساء الأربعاء.
ويظهر في الصورة جثة غازي حمود العماد الذي فارق الحياة بعد دقائق من وصوله إلى مستوصف طبي في وصاب العالي متأثراً بجروحه التي أصيب بها عندما كان برفقة حميد الردمي, زعيم القاعدة في وصابين واللذان لقيا مصرعهما أثناء استهداف سيارتهما بصاروخين من طائرة بدون طيار في منطقة مذلب مخلاف بني الحداد, على بعد مئات الأمتار من مركز مديرية وصاب العالي.
وأسماء القتلى في الغارة الجوية هم:" حميد مانع الردمي, مكرم علي احمد حمود, إسماعيل المقدشي, نجم الدين علي عبدالله الراعي, غازي حمود العماد".