أول يمني يدلي بشهادته بالكونجرس:

ضربات الطائرات بدون طيار من شأنها تعزيز مكانة المتشددين وتحويل الحلفاء إلى أعداء

2013-04-25 16:47:34 أخبار اليوم/ ترجمة خاصة



ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بأن استخدام ضربات الطائرات بدون طيار باليمن قد زاد بشكل كبير خلال العقد الماضي مع تكتم سياسي كبير عنها، لكنها مؤخراً حظيت باهتمام أكبر، بما في ذلك مساعي الكونغرس للوصول إلى المذكرات القانونية السرية التابعة لإدارة أوباما والخاصة بعمليات القتل المستهدف.
وقالت ـ في تقرير لها ـ إن مثل هذه العمليات أيضاً تستغرق وقتاً أطول لوضع خططها وتقييم مخاطر أن يتم قتل أو أسر أي فرد أميركي من قوات الكوماندوز الأميركية.
وأدلى يمني، درس في جامعة أميركية، بشهادته في الكونجرس يوم الثلاثاء حول إحدى الغارات المُنفذة بطائرة بدون طيار على قريته في اليمن الأسبوع الماضي وكيف أرعبت السكان وحولتهم ضد الولايات المتحدة، رغم فشل الدعاية الإرهابية في السابق القيام بذلك.
وقال فارع المسلمي: إن أصدقاءه وجيرانه اعتادوا في المقام الأول في التعرف على الولايات المتحدة من خلال "قصصي عن التجارب الرائعة التي مريت بها هنا", مع ذلك عندما يفكرون في أميركا الآن، فإنهم يشعرون بالخوف من الطائرات بدون طيار التي تحلق فوق رؤوسهم وأن ما فشل المتشددون المسلحون في تحقيقه، أنجزته ضربة واحدة بطائرة بدون طيار في لحظة".
وأكد المسلمي أن أحد الذين قُتلوا في الهجوم كان الجميع يعرفونه جيداً، فكان من السهل جداً أن تعتقله قوات الأمن اليمنية.
الشهادة التي أدلى بها المسلمي أمام اللجنة الفرعية القضائية في الكونجرس الخاصة بالدستور والحقوق المدنية وحقوق الإنسان، كانت جزءاً من جلسة استماع علنية نادرة على استخدام الطائرات بدون طيار.
إدارة أوباما لم تبعث أي شخص للإدلاء بشهادته في جلسة الاستماع التي عقدها السيناتور ريتشارد دوربين، عضو ديمقراطي من ولاية إلينوي.
شهود عيان تضمنوا أخصائيين قانونيين، من بينهم عقيد متقاعد في القوات الجوية الذي عمل سابقاً مع برنامج الطائرات بدون طيار، والجنرال المتقاعد/جيمس كارترايت، النائب السابق لهيئة الأركان المشتركة.
وعلقت الصحيفة الأميركية بالقول: ما تم مناقشته من مواضيع اشتمل على عدد من المدنيين الذين قُتلوا من دون قصد في الضربات وما إذا كان ينبغي أن تكون هناك محكمة سرية للموافقة على من يحق استهدافه، إضافة إلى القضايا القانونية التي أثارها قتل مواطنين أميركيين تم اعتبارهم إرهابيين.
ونسبت لعدد من الشهود أن الحكومة ينبغي عليها أن تكون منفتحة وواضحة أكثر حول المعايير والإجراءات التي تستخدمها في اختيار من ينبغي أن يكونوا مستهدفين، لكن البعض شددوا على أنه من الناحية القانونية فإن ضربة الطائرة بدون طيار لا تختلف عن غيرها من وسائل القوة المميتة، مثل المدفعية وغارة الكوماندوز أو هجوم بصاروخ كروز.
العقيد المتقاعد مارثا مكسولي من القوات الجوية قالت إن الطائرات بدون طيار تقوم بـ"الرقابة والتدقيق" لأنه يمكنها أن تحوم فوق الهدف، مع قدرتها على إحباط توجيه الضربة حتى الثانية الأخيرة، وأضافت أيضاً إنه عندما تظهر إمكانية اعتقال أي شخص بدلاً من قتله، فهناك مخاطر أيضاً في سقوط ضحايا من المدنيين في حال تم إرسال فرق الاعتقال.
وقالت إن مثل هذه العمليات أيضا تستغرق وقتاً أطول لوضع خططها وتقييم مخاطر أن يتم قتل أو أسر أي فرد أمريكي من قوات الكوماندوز الأميركية.
وجاء في شهادة المسلمي: (((في أواخر العام الماضي، كنت مع زميل أميركي من إحدى وسائل الإعلام الدولية في جولة في أبين, فجأة بدأ السكان المحليون مضطربين جدا, كانوا يتحركون بطريقة انفعالية ويشيرون وهم قلقون نحو السماء, بناء على خبرتهم السابقة مع هجمات الطائرات بدون طيار، قالوا لنا إن الشيء الذي يحوم فوقنا، بعيد عن الأنظار ويصدر منه أزيز غريب، كانت طائرة استطلاع أميركية.
توقف قلبي, كنت عاجزاً.. إنها المرة الأولى التي أخشى على حياتي أو على حياة صديقي الأميركي في اليمن.. كنت واقفا هناك تحت رحمة الطائرة بدون طيار.
لا يمكنني أن أساعد أحداً، لكني اعتقدت أن مشغل هذه الطائرة بدون طيار قد يكون أحد أصدقائي الأميركيين، حيث ولي صداقات عميقة في أمريكا.. كان عقلي في سباق وقلبي يتمزق, كنت ممزقاً بين بلد عظيم أعرفه وأحبه وبين الطائرة بدون طيار تحوم فوق رأسي والتي قد لا تفرق بيني وبين أحد متشددي القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
كانت مشاعري في لحظة أكثر صعوبة لم أشهد مثلها من قبل.. هذا الشعور عصف بي عندما تعرضت قريتي قبل أيام فقط لضربة الطائرة بدون طيار, كان هذا أسوأ شعور مر بي.
لعدة أيام وأنا حزين لأنني كنت أعرف أن قصف قريتي من قبل الولايات المتحدة من شأنه أن يعزز مكانة المتشددين هناك, والأسوأ من ذلك، كنت أعرف أن الضربة ستجعل ناساً مثل الردمي يبدون وكأنهم أبطال, في حين أبدوا أنا وكأني شخص قد خان بلاده من خلال الدعم الأميركي))).

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد