في خطوة وصفت بأنها تزييف للواقع وقلب الحقائق حول ما يجري في محافظة صعدة, حضر فارس مناع ـ محافظ صعدة ـ في إطار لقاءاته بالعديد من الوزراء هذه الأيام اجتماعاً عقدته اللجنة الوزارية المكلفة بمعالجة أوضاع محافظة صعدة برئاسة وزير الأوقاف والإرشاد الأخ/ حمود عباد, لمناقشة عودة أعضاء السلطة المحلية والتنفيذية المهجرين إلى ممارسة أعمالهم في المحافظة.
حيث شددت اللجنة الوزارية ـ خلال اجتماعها الأربعاء ـ على ضرورة عودة مدراء عموم المديريات الراغبين إلى أعمالهم واستبدال من لا يرغبون في العودة، وكذا توظيف البديل للمدرسين والتربويين الذين تم سحبهم أو تحويلهم من المحافظة بما يضمن انتظام وأداء الوظيفة التربوية والتعليمية في مختلف المناطق والمديريات مع العلم أن أعضاء السلطة المحلية النازحين وكذا الموظفين في سلك التربية والتعليم وبقية المرافق الحكومية التي يسعى الحوثي لاستبدالهم بآخرين من عناصره ـ قد تركوا المدينة ونزحوا منها مع أهاليهم فراراً من جرائم الحوثي وملاحقتهم من قبل مليشياته بعد تدمير منازلهم ونهب أموالهم وممتلكاتهم ومصادرة مزارعهم, وجميعهم الآن يطالبون بوجود الدولة وبسط نفوذها في صعدة وتأمين عودتهم وحمايتهم من ملاحقة مليشيات الحوثي.
وتعد هذه الخطوة تبرئة للحوثيين من الانتهاكات التي ارتكبوها ورداً على من يدعي سيطرتهم على السلطة المحلية وممارسة الحكم بمحافظة صعدة خصوصاً وأن استعدادات وترتيبات تجري داخل أروقة مؤتمر الحوار الوطني لتشكيل لجنة تضم عدداً من أعضاء فريق قضية صعدة للنزول الميداني إلى المحافظة لتقصي الحقائق والاطلاع على الوضع عن كثب.
 وبحسب مراقبين فإن الحوثيين يسعون ـ من خلال هذه الخطوة ـ إلى شرعنة وجودهم في عموم مكاتب السلطة المحلية والتنفيذية وإخفاء أي أدلة تدل على أن الحوثي هو الحاكم الفعلي لصعدة.
 وبحسب المراقبين فإن الحوثيين هم من هجروا أعضاء السلطة المحلية والتنفيذية ليتسنى لهم تعيين مدراء وإداريين تابعين للحركة الحوثية أو خاضعين لأوامرها.
مصادر محلية أوضحت أن قرار اللجنة الوزارية باستبدال من لا يرغب بالعودة من المدراء والتربويين وغيرهم من الموظفين الحكوميين المهجرين هو قرار يصب في مصلحة جماعة الحوثي ويظهر حرصهم (المزعوم) على عودة أعضاء السلطة المحلية والتنفيذية.
ذات المصادر عللت مطالبة الحوثي باستبدال المدراء الرافضين - مع علمه المسبق برفضهم العودة نتيجة لغياب الدولة وخوفهم من بطش عناصر الحوثي - بأنها محاولة لكسب الصفة الشرعية والرسمية للأعضاء الجدد المحسوبين على الحوثي الذين يديرون شؤون المحافظة حالياً.
وكشفت تلك المصادر عن اجتماع مرتقب يضم أعضاء السلطة المحلية المهجرين ووزير الإدارة المحلية /علي محمد اليزيدي لمناقشة عودتهم إلى المحافظة وممارسة مهامهم.
يذكر أن جماعة الحوثي استولت على مركز محافظة صعدة في مارس 2011م وقامت بإبعاد العديد من الإداريين والموظفين غير المحسوبين عليها بما فيهم قرابة 400 تربوي تم نقلهم إلى ديوان عام الوزارة في 2011م.