لا يزال التصريح الذي أدلى به سلطان البركاني ـ الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام ـ عن اعترافات وزيري الدفاع والداخلية في مجلس الوزراء بأنهما فقدا السيطرة على الأمن في البلاد، لا يزال صداه مدوياً، حيث ورغم خطورة مثل هذه الاعترافات والتي أوردها أيضاً على لسان وزير الدفاع اللواء الركن/ محمد ناصر أحمد: لا يمكننا أن نحفظ الأمن في أي منطقة في البلاد، لم يصدر إلى الآن أية نفي حكومي أو من الوزارتين لتصريح البركاني ما يشير إلى صحة التصريح.
ويتخوف مراقبون في حالة عجز وزارتين سياديتين في البلاد عن السيطرة عن الأمن في البلاد، من انعكاسات خطيرة قد تهدد ما توصلت إليه العملية السياسية، حيث ورغم محدودية ما تحقق خلال الفترة الانتقالية، إلا أن عدم قدرة الدفاع والداخلية بالسيطرة عن الأمن في البلاد ينذر بتفاقم الأوضاع الأمنية المتدهورة إلى حيث الكارثة.
وفي السياق وصف الخبير العسكري العميد/ثابت حسين في تصريح لـ"أخبار اليوم" بأن الأوضاع الأمنية في البلاد لا تزال مضطربة في البلاد، وأنها تتراجع يوماً إثر يوم، وقال إن وزارة الدفاع قطعت شوطاً كبيراً فيما يخص إعادة الهيكلة، وإنهاء الانقسام في القوات المسلحة وملاحقة العناصر الإرهابية، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع ظلت خلال السنوات الماضية عبارة عن وزارة لوجستية لم تمتلك سلطة القرار والسيطرة والقيادة على الوحدات العسكرية، وبالتالي فمن غير المعقول أن ننتظر منها إعادة السيطرة الكاملة خلال عام واحد.
وقال إن وزارة الداخلية إلى الآن أخفقت كثيراً في إعادة هيكلة وبناء الأجهزة الأمنية والسيطرة على الأوضاع الأمنية بعكس الدفاع التي قال إنها قطعت إلى الآن شوطاً لا بأس به في إنجاز عملية الهيكلة.
وأشار العميد ثابت حسين إلى أن التغيير في اليمن يجد نفسه أمام أعداء كثيرين ممثلين في النظام السابق وقوى أخرى ليست من مصلحتها أن تحلحل الأمور وخاصة فيما يخص قضيتي الجنوب وصعدة وتدفع باتجاه بقاء الأوضاع متأزمة وتحاول الوقوف دون بناء دولة قائمة على مؤسسات، مشيراً إلى أن هناك عدة قوى مستفيدة من عدم نجاح الانتقال السياسي السلمي للسلطة.
