عدن الأولى سياحياً

2013-08-14 17:49:11 تقرير خاص


تتصدر محافظة عدن قائمة المحافظات اليمنية في السياحة على مدار العام, خصوصاً في فصل الشتاء وغالباً ما يطلق عليها "العاصمة الشتوية" لتميزها بمناخ جميل تفتقره أي محافظة سواها، لكنها تظل العاصمة الأولى سياحياً على مدار العام أيضاً.. وفي موسم الأعياد تحقق عدن رقماً قياسياً في استقبال عدد كبير من الزوار الذين يفترشون شواطئها على مدار اليوم دون ملل تعلو الفرحة محياهم ولا تفارق شفاه أطفالهم.
ولا تقتصر محافظة عدن على زوارها من اليمنيين أبناء المحافظات الأخرى وخصوصا المحافظات الشمالية صنعاء وتعز وإب وعموم المحافظات فقط, لكنها أيضا تكون قبلة الزائر من دول مجلس التعاون الخليجي.


تقول الإحصائيات إن هناك أكثر من 300 ألف زائر من عموم محافظات اليمن قضوا إجازة عيد الفطر المبارك في محافظة عدن ـ حاضرة اليمن وعاصمتها الاقتصادية ـ بينهم خليجيون وأجانب، حيث تشير إحصائيات مصلحة الهجرة والجوازات أن هناك قرابة عشرة آلاف خليجي والمئات من الأجانب دخلوا اليمن خلال الأربعة الأيام الأولى لعيد الفطر المبارك عبر منفذي شحن بالمهرة والطوال بحجة والطوال..
 وقالت إن الرقم في تزايد مستمر, متوقعة قدوم عدد أكبر خلال الأيام القادمة، ناهيك عن اليمنيين العائدين من دول الخليج لقضاء إجازة العيد مع أهاليهم وذويهم.
وأوضحت الإحصائيات أن 2622 خليجياً دخلوا رابع أيام العيد, إضافة الى 41 زائراً أجنبيا، فيما كان 3243 خليجياً دخلوا ثالث أيام العيد، و3039 خليجياً آخرين دخلوا ثاني أيام العيد.
جاذبية عدن
تقع محافظة عدن على ساحل خليج عدن، بين دائرتي عرض (47- 12) شمال خط الاستواء وتبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة تصل إلى حوالي (363) كيلو متراً، كما وتمتاز مدينة عدن بموقع طبيعي جذاب للسياحة ففيها سواحل عدة للتنزه.
وتقع مدينة عدن على فوهة بركان خامد وكانت أشبه بجزيرة، حيث تكون ميناء عدن التاريخي بفعل تعاقب عملية طغيان البحر وانحساره وبتوالي عمليات التعرية المختلفة على فوهة البركان لتكون برزخ (خورمكسر) ولتصبح عدن شبه جزيرة.
وتزخر عدن إلى جانب شواطئها الخلابة بعدد من المواقع الطبيعية والتاريخية التي تهم الزوار مثل(صهاريج عدن، قلعة صيرة، منارة عدن، قصر سلطنة لحج, المتحف الوطني، المتحف العسكري عدن، بيت الشاعر الفرنسي رامبو، تحصينات جبل حديد وجبل شمسان، مسجد العيدروس، معبد زرادشتي (الفرس)، الكنائس التاريخية البريطانية).
ثقافة، توعية, وسياحة
وشهدت عدت استعدادًا جيداً هذا العام لاستقبال عيد الفطر وزوار المدينة القادمين من مختلف محافظات اليمن، حيث تعددت الأنشطة الثقافية والسياحية لتواكب أفراح العيد بكافة الفنون الشعبية التي تميزت بها عدن كالمسرح والموسيقى والغناء والفنون التشكيلية والفنون الشعبية والأكروبات وفي جميع المنتزهات والأماكن السياحية في المدينة.
وبحسب تصريحات مدير مكتب الثقافة بمحافظة عدن/ رامي نبيه, فإن البرنامج القافي هذه المرة كان متكاملاً لإسعاد الزائرين للمدينة وإنه سار بوتيرة عالية من خلال إقامة معرض للفنون التشكيلية في صهاريج عدن وحفلات فنية في جميع الأماكن السياحية للعائلات والأفراد مثل (مطاعم الحمراء ومسرح خليج الفيل وساحات جولد مور وساحلي أبين والغدير) إلى جانب تنظيم زيارات إنسانية في العيد لمركز سرطان الطفل ومستشفى الأمراض النفسية.
فيما ظل مركز التوعية البيئية التابع لصندوق النظافة والتحسين بمحافظة عدن خلال أيام العيد الفطر يعرض فيلماً توعوياً حول أهم المعالم السياحية والتاريخية والأثرية بالمحافظة أمام زوار ورواد السواحل والحدائق والمتنزهات العامة.
ووفقاً لتصريحات مدير المركز جميل القدسي فإن الفيلم هدف إلى إيصال رسائل بيئية للزوار ومرتادي السواحل تبيّن أهمية سلامة البيئة بالنسبة لحياة المجتمع وصحته وتعريفهم بالمعالم السياحية والتاريخية والأثرية في محافظة عدن كمحميات الأراضي الرطبة وصهاريج عدن وقلعة صيرة وهضبة عدن الكبرى وسلسلة جبال شمسان وصوراً لبعض المساحات الخضراء في عدن.
كما وشمل الفيلم يشمل فلاشات وإرشادات بيئية تدعو إلى تعاون الجميع مع عامل النظافة لوضع المخلفات في أماكنها المخصصة والحفاظ على الأشجار وجمالية المساحات الخضراء ومواقع تنزههم ونظافة البيئة بوجه عام، بالإضافة إلى إرشادات تتعلق بالسلامة المرورية ومساوئ وأخطار استخدام الأكياس البلاستيكية غير المأمونة خاصة في نقل وحفظ الأغذية والمشروبات الساخنة باعتبارها أهم أسباب الإصابة بالأمراض السرطانية.
مدير عام مكتب السياحة بعدن/ جعفر أبوبكر جعفر, قال إن من ضمن الاستعدادات لاستقبال الزوار في عدن, فقد أعد مكتب سياحة عدن برنامجا سياحيا لاستقبال الزوار الوافدين للمحافظة خلال إجازة عيد الفطر المبارك من خلال نزول فرق ميدانية للمنشآت السياحية كالفنادق والمباني السياحية والرقابة على الخدمات المقدمة للزائرين ومراقبة الأسعار لضمان عدم المغالاة فيها، كما شكّل المكتب فريقا خاصا من المرشدين السياحيين الذي يعملون على تقديم خدماتهم للزائرين من خلال إرشادهم بالمعالم السياحية والأثرية واطلاعهم على برنامج الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية التي ستقام في بعض المنتزهات والأماكن السياحية بالتنسيق مع مكتب الثقافة لإحياء الليالي السياحية.
إجراءات أمنية
أثناء وصولك إلى أحد النقاط الأمنية على مداخل عدن تجد واضحاً التشديدات الأمنية لمنع دخول السلاح إلى المدينة، كما شوهدت دوريات خاصة من قوات الأمن الخاصة لملاحقة المسلحين والعناصر الخارجة عن القانون في المحافظة بهدف تعزيز فرص الأمن والاستقرار وفرض السكينة العامة في المحافظة ومنع حمل وحيازة السلاح أو التجول به في أحياء المدينة, إضافة إلى تخصيص دوريات أمنية لتأمين المنتزهات والأماكن السياحية الخاصة بالنساء والعائلات لضمان عدم تعرضهن للمضايقات والمعاكسات، الأمر الذي ولّد حالة من الارتياح لدى مواطني المحافظة وزوارها.
ارتياح
وأبدى زوار عدن ارتياحهم هذه المرة لقضاء إجازة العيد في مدينتهم المفضلة، خصوصا بعد أن انتشرت خلال الفترة الماضية الأخبار السيئة التي أساءت للمدينة من انتشار المسلحين وعصابات التقطع التابعين لفصائل من الحراك المسلح، وتفشي ظاهرة المخدرات والحشيش وحبوب الهلوسة بين شباب المحافظة، وجعلت الكثير من مظاهر السياحة تختفي ويقل عدد الزوار.
فهذا يحيى محمد مفتاح ـ من محافظة ذمار الذي كان مع أطفاله في شاطئ جولد مور ـ يقول:" أنا تاجر ومنذ سنوات أقضي العيد في منطقتي, كان هناك تخوف من النزول الى عدن بفعل ما نسمعه من أخبار عن الوضع الأمني, لكن هذه المرة قررت أنا والأسرة ثاني يوم للعيد, السفر إلى عدن للتنزه لما نسمعه عن تحسن الأوضاع فيها بشكل كبير".
وأضاف:" بصراحة وجدنا عدن شيئا آخر مختلفا تماماً الناس يكرموك بحفاوة الاستقبال والتواضع, والجانب الأمني والخدماتي مستقر جدا، وتشعر أن هناك خدمات وعمل يستحق الشكر".
و يقول ممدوح أحمد ـ أحد أبناء محافظة تعز ـ :"هنا في عدن شعرت شعورا مختلفا تماما الناس طيبة والجو جميل  للتنزه وما فيش مايعكر المزاج هذا العام".
وعن برنامج تنزهه وأسرته ومستوى الخدمات قال: "احنا من الصبح نروح الشواطئ وأحيانا الحدائق وفي المساء نتجول في شوارع المدينة قبل العودة لمكان إقامتنا في الفندق".
وتمنى ممدوح أن يبذل الكثير من الجهد والاهتمام لإنجاز الكثير لهذه المدينة- حد قوله.

عشر حالات قضت غرقاً في سواحل عدن والرقم في ازدياد مستمر بسبب تجاهل التحذيرات من التعمق في السباحة..
العشاق وعاشقيه
مدير خفر سواحل عدن:
- المواطنون يشتمون الجنود عند تحذيرهم من عدم السباحة
- يونيو يوليو أغسطس وسبتمبر شهور لاتصلح للسباحة وتكثر فيها الدوامات
- حتى تواجد قواربنا في هذه الشهور عرض البحر يعتبر مغامرة بسبب اضطرابات الموج

ازدادت حوادث الغرق في شواطئ عدن خلال أيام العيد بسبب جهل الزوار بحالة البحر وهيجانه, رغم التحذيرات المتوالية التي تطلقها خفر السواحل والشرطة البحرية بعدم التعمق في السباحة بسبب حالة البحر المضطربة وأمواجه العالية.
"نور، سعاد وابتسام" ثلاث شقيقات يقطن في مديرية الشيخ عثمان منطقة الممدارة بلوك رقم 5، قضين غرقاً أمس الأول الاثنين خامس أيام العيد في ساحل العشاق بالتواهي، إضافة إلى الشاب نشوان الذي قضى أيضا غرقا أثناء محاولته انقاذ الفتيات إلا أنه لم يستطع بسبب شدة الأمواج المتلاطمة وارتفاع نسبة المياه، في حادثة هي الأكثر حضورا في أذهان الناس وأخبار الصحف والمواقع الالكترونية بعد أن انتشلت فرق الغوص التابعة للقطاع البحري لخفر السواحل قطاع خليج عدن الجثث الأربع.
وتقول الإحصائيات إن هناك عشر حالات قضت غرقا في ساحلي (جولد مور والعشاق) بمحافظة عدن، فيما تم انقاذ العديد من الأشخاص من الغرق عبر فرق الشرطة البحرية وخفر السواحل قطاع خليج عدن، حيث أنقذت فرق الغوص البحري أمس الثلاثاء حياة شابين من موت محقق جراء تعمقهما في السباحة في ساحل جولد مور بمديرية التواهي.
وأكد العقيد/ أحمد صبحي الجحافي ـ مدير عام خفر السواحل بمحافظة عدن ـ أن عدد حالات الغرق التي شهدتها سواحل عدن خلال إجازة عيد الفطر المبارك بلغت 10 حالات غرق متوفين فيما تم انقاذ (15) شخصاً من المواطنين في ساحل العشاق بمديرية التواهي. 
وأضاف الجحافي ـ في تصريح لـ "أخبار اليوم" ـ إن خفر السواحل بذلت جهودا كبيرة لإنقاذ المواطنين من الغرق, مشيراً إلى أن جنود خفر السواحل طالبوا مرتادي السواحل بعدم السباحة نهائيا في البحر وأن عليهم الالتزام بالإرشادات العامة المتواجدة في كل السواحل, إلا أن المواطنين عادة ما يواجهون الجنود بالشتم والألفاظ غير خلاقة ويتجاهلون التحذيرات ويصرون على السباحة.
وأكد أن خفر السواحل قد أعلنت بواسطة الصحف والإعلام المرئي بعدم نزول البحر, خاصة في الأشهر من يونيو- وحتى منتصف سبتمبر, وذلك نتيجة للرياح التي يشهدها البحر, حيث يكون مضطرب مع تواجد الحيسة البحرية " الدوامات"، وأضاف:" حتى تواجد قوارب خفر السواحل في البحر خلال تلك الأشهر تعد مخاطرة كبيرة".
وكان فريقاً تابعاً لخفر السواحل ـ قطاع خليج عدن ـ الأحد الماضي تمكن من إنقاذ ستة أشخاص من الغرق في البحر بساحل العشاق، وبحسب ما جاء في وكالة سبأ فإن اثنين ممن تم إنقاذهم توفيا في مستشفى الجمهورية التعليمي, بعد أن تم إسعافهم من قبل أفراد الشرطة البحرية.
كما تمكن شابان في نفس اليوم الأحد من انقاذ أسرة من أهالي محافظة عدن مكونة من سبعة أفراد من الغرق إثر انقلاب قاربهم الصغير الذي قذفت به أمواج البحر الهائجة بعيدا عن ساحل منطقة الخيسة بمديرية البريقة.
وتستمر الشرطة البحرية بإطلاق تحذيراتها لجميع مرتادي الشواطئ بعدن بعدم السباحة وعدم صعود القوارب الصغيرة في كافة شواطئ عدن بسبب هيجان البحر وارتفاع الأمواج والرياح الشديدة خصوصاً في هذه الاشهر الثلاثة، مؤكدة بأن عدد الغرقى في ازدياد مستمر بسبب تجاهل التعليمات.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد