ما تزال عروس البحر الأحمر تعيش وضعاً كارثياً جراء مياه المجاري التي باتت تلازم سكان المدينة حتى داخل منازلهم كزائر ثقيل وغير مرغوب به، بسبب طفحها بالشوارع والأزقة واختلاطها بمياه الشرب منذ رمضان وخلال أيام العيد وحتى اللحظة، وفي 31 يوليو أعلنت الحديدة محافظة منكوبة بالمجاري والأوبئة ومهددة بكارثة بيئية.
وخلال أيام العيد عاشت الحديدة عزلة كبيرة, حيث طغت روائح مياه المجاري والصرف على رائحة عطور العيد ونسيم البحر المنعش، فمعظم مواطني عروس البحر الأحمر ظلوا حبيسي المنازل ولم يستطيعوا مغادرتها وزيارة بعضهم البعض واكتفوا باتصالات هاتفية والبعض الآخر اكتفى بتبادل تهاني العيد على شبكات التواصل الاجتماعية (فيس بوك وتويتر وفليكر والإيميلات).
غياب رسمي
السلطات المحلية في الحديدة لم تحرك ساكنا حتى اللحظة وخلال الأسبوع الماضي ظهرت تهديدات المجلس المحلي بإغلاق صندوق النظافة والتعاقد مع شركات, خاصة لتولي المهمة، إلا أنه لا إجراءات تذكر على الأرض قام باتخاذها المجلس المحلي "فقط اجتماع وتهديد"، حيث انعدمت الخدمات وغابت الجهات المعنية، وعدم القيام بشفط تلك المياه وبحيرات الصرف الصحي، فشوارع المدينة تحولت إلى مستنقعات كبيرة من بحيرات سوداء خاصة في شارع صنعاء الشارع الأهم والأكبر في مدينة الحديدة وشارع الدمغة والذي توقفت فيه الحركة بسبب ارتفاع بحيرة مياه الصرف الصحي والذي أضيف إليه بقايا مياه الأمطار ليتم تغطية الشارع من الرصيف إلى الرصيف وبارتفاع وصل إلى 50 سم, الأمر الذي أدى إلى توقف الحركة فيه، ناهيك عن انتشار البعوض والحشرات الضارة في كل الأحياء والأزقة وترسب القمامة في كل مكان.
وهناك مقولات كثيرة ترددت تفيد بأن طفح المجاري وانهيار شبكة الصرف الصحي كان بفعل فاعل عن طريق إلقاء الكثير من الاحجار والصخور في فتحات المجاري المتوفرة في شوارع المدينة ما تسبب في انسدادات كبيرة تسببت في تلك الفيضانات ما أدى إلى تهدم عدد من المنازل أيضاً، إلا أن مواطني الحديدة يؤكدون أن هناك تعمُّداً لتهميش محافظة الحديدة من المشاريع؛ ما أدّى إلى إغراق المحافظة بالأوبئة، مطالبين بكشف المتسبّب الرئيس وراء عرقلة تنفيذ مشروع إصلاح شبكة الصرف الصحي والتي تم اعتمادها قبل أشهر والمشاريع الأخرى.
استجابة متأخرة
وبعد مرور 19 يوماً منذ إعلان عروس البحر الأحمر منكوبة بالمجاري والأوبئة وتجاهل الجهات المختصة لنداءات المواطنين وجعلهم يعيشون العيد وأواخر رمضان تحت سطوة رائحة المجاري وعفونتها التي غزتهم إلى المنازل، يظهر وزير المالية/ صخر الوجيه ليعلن أن وزارته خصصت 10 ملايين دولار لمعالجة المشكلة، حيث قالت وزارة المالية إنها خصصت 10 ملايين دولار لمحافظة الحديدة لمعالجة مشاكل المجاري الطافحة التي اجتاحت المنازل وسادت الشوارع.
ونقلت صحيفة "الثورة" أمس السبت عن وزير المالية مطالبته قيادة محافظة الحديدة والمجلس المحلية والمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي إعداد تقرير ودراسات بمطالبهم المالية بصورة عاجلة وطارئة, الخاصة بحل مشكلة شبكة الصرف الصحي وإعلان المناقصات الخاصة بالمشرع الذي رصد له 10 ملايين دولار بهدف إنقاذ المواطنين من المجاري الطافحة بالمحافظة التي دخلت إلى منازلهم وأغلقت عددا من الشوارع الرئيسية والفرعية ومعظم حارات وأحياء المحافظة.
وبحسب ما جاء في الصحيفة، أكد الوجيه ـ في اجتماعه بقيادة المحافظة والمجلس المحلي والجهات ذات العلاقة ـ حث على أهمية إنزال المناقصات الخاصة بشراء وتوريد وتركيب المعدات وآليات الخاصة بالمجاري وبصورة عاجلة التي اعتمد قيمتها مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير بالمحافظة والبالغة ثلاثة مليارات و200 مليون ريال.
توظيف
وطالب الوجيه قيادة المحافظة إلى البحث عن شركة استشارية تكون ذات خبرة عالمية لإعداد الدراسات الخاصة بمشروع الشبكة الجديدة للصرف الصحي وإدخال المناطق المحرومة كون ذلك يمثل الحل الجذري لمعاناة الناس بهذه المحافظة الذي يمثل إيرادات ميناءها فقط 40% من الإيرادات الجمركية على مستوى الجمهورية.
ووجه قيادة المجلس المحلي باستكمال الإجراءات القانونية الخاصة بتوظيف عمال النظافة بالمحافظة اسوة بزملائهم بمحافظات تعز وعدن وصنعاء.