المؤتمر الصحي الأول بتعز..

هل سيكون خارطة طريق لإصلاح وضع الصحة المتدهور؟

2013-08-19 16:02:58 هموم الناس/خاص

من أجل إصلاح النظام الصحي وبهدف الوصول إلى وثيقة استراتيجية لتحسين وتطوير أداء الخدمات الصحية العامة، انبثقت رؤية عقد مؤتمر صحي بمثابة نقطة تحول لإنهاء التدهور الصحي الحاصل، ولاستعادة هيبته ومصداقيته.. وفي هذا الاطار تم تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد للمؤتمر, حيث مكثت اللجنة على مدى أكثر من عام في الإعداد والتهيئة للمؤتمر المزمع عقدة في الفترة من 25 -27 أغسطس الجاري.
اللجنة على مدى ثلاث جولات عقدت العديد من الورش البحثية واللقاءات بمختلف الشرائع المتصلة بالمشكلة من أجل تحقيق الإجماع في الوصول إلى وثيقة استراتيجية لتحسين وتطوير أداء الخدمات الصحية العامة بالمحافظة وتمثل خارطة طريق لمستقبل تخطيط وتنفيذ برامجها، فخرجت بعدة أهداف منها غرس مفهوم العدالة والجودة لدى مخططي الخدمات الصحية، وتبني آليات ومنهجيات جديدة كفؤة وفاعلة تقدم حلول للتحديات وتعـزيز مبدأ التكاملية في علاقة البرامج الصحية والممارسة الرشيدة للإدارة و بناء قاعدة للمعلومات لقطاع الصحة.

في البدء أشار رئيس اللجنة العليا للمؤتمر الدكتور/ توفيق القرشي إلى أن المؤتمر يهدف إلى وضع حلول ورؤى وتصورات جادة للمستقبل تمكن القطاع الصحي من وضع أسس لكل المعالجات المتعلقة بالمشكلات الصحية القائمة، وبالتالي تخطيطها في برامج العمل الصحي القادم، وأقول نعم يجب أن يخرج المؤتمر وفق هذه الحلول الجدية ويجب أن تكون هذه الحلول الجدية هي الأساس للخطط وبرامج المستقبل.
وعن أهم القضايا التي سيناقشها المؤتمر قال القرشي: أهم قضايا القطاع الصحي هي اختلال تنفيذ اللامركزية، ويجب أن تكون هناك رؤية محددة وواضحة ودقيقة ومتفق عليها من كل الأطراف، وعلى مدى عشر سنوات في ممارسة لامركزية من عام 2003م إلى اليوم، وهذه بحاجة إلى تقييم وتصحيح وتصويب ، أيضاً في ممارسات تتم في اطار اللامركزية لا تخدم البرنامج الذي أتت من أجله اللامركزية وبالتالي واجب تصحيحها.
وعن أوضاع المستشفيات قال: هناك مشاكل متعلقة بإعفاءات الفقراء والتأمين الصحي وتوزيع الكوادر الفنية على مختلف المستشفيات في المدينة والريف والاستقرار والرضا الوظيفي غير موجود، الجودة، وكفاءة استخدام الموارد، كل هذه القضايا وغيرها بحاجة إلى الوقوف عندها، والمؤتمر سيعمل على إثارة هذه القضايا وسيسلط الأضواء، وبعد ذلك سيكون هناك توجه، وستطرح هذه القضايا على الطاولة ويجب أن تخرج بحلول سواء على المدى القصير أو الطويل.
وحول الحلول التي سيتبناها أشار إلى أن المؤتمر دعا إلى تقديم أوراق تستعرض بعض التجارب في الدول والمؤسسات والقطاعات، والمؤتمر منتدى لحشد كل هذه الأفكار والتجارب والجهود وتداولها وإسقاطها على احتياجات مدينة تعز، وهذا لأول مرة تعز تنفتح على كل الأفكار والرؤى والتجارب القائمة في مكان ما ونحاول أن نضع السؤال: هل يمكن تطبيق هذه التجارب في تعز؟.
واختتم رئيس اللجنة العليا بالقول: نحن قلنا في المؤتمر الصحي الأول واللجنة التحضيرية هم من تصدوا لهذه المسألة بعمل طوعي ومهمتهم رمي حجر في الماء الراكد، وليس مهمتهم خلق كل الحلول والبدائل للقضايا القائمة والمثارة، وبعد طرح القضايا ستداولها الأيدي والعقول والأفكار، وإن شاء الله نلاقي من يلتف حول هذه الأفكار ومن يتبنى قضايا الصحة على المستوى المحلي والوطني.
 
عـــوائـــــق:
مقرر المؤتمر الدكتور/ محمد توفيق أشار إلى عدد من العوائق التي واجهت المؤتمر وقال: هناك صعوبات تواجه اللجنة منها ما هو نابع من اللجنة بأن أعضاء اللجنة كانوا يتصورون أن الدعم المادي متاح وفي أي لحظة لكن اكتشفنا انه عدم وجود ميزانية كان احدى العقبات؛ لأن المؤتمر غير مدرج في ميزانية مكتب الصحة أو في المحافظة، أما المشاكل الأخرى أن هذا هو المؤتمر الأول ودائما المؤتمر الأول تشوبه بعض العيوب والأخطاء، ونتمنى أن تكون هذه العيوب غير مؤثرة على النتائج المتعلقة بالمؤتمر.
وحول المحاور التي سعى المؤتمر لمناقشتها قال توفيق: في البداية كان هناك توجه أن يعالج المؤتمر كل المشكلات التي تواجه النظام الصحي في محافظة تعز وكان الطرح أن نضع هذه المشكلات أمام الباحثين على أن يتولى الباحثون عملية وضع حلول للمشكلات، وبالفعل قام أعضاء اللجنة التحضيرية بوضع ذلك في عدد من المشاريع البحثية، وهذا المشاريع لم تجد صدى، من المحتمل لعدم وجود دعاية قبلية كافية للمؤتمر، أو لأن المشاكل غير نمطية، أو أن البعض يعتقد أن المؤتمر حكر على الأطباء، فلم يشارك عدد كبير، ثم أعيد النظر في محاور المؤتمر على أن يشمل المؤتمر مشاريع بحثية ومحاور، إلى جانب ما تم مناقشته خلال عام على هيئة ورش فالمؤتمر يشمل ثلاث جوانب هي الورش العلمية وهي عبارة عن أسئلة نقاشية، منها موضوعات المحاور والتي ستتضمن مشروعات بحثية فيما يتعلق بالمحاور المؤتمر يضم 8 محاور تغطي كل ما يتعلق بالخدمات الصحية بداية من التخطيط وانتهاء بموضوعات ذات علاقة بالقطاع الصحي.
وأضاف توفيق أنه تم حتى الآن استقبال 27 ورقة اغلبها خارجة عن محاور المؤتمر ولكن بعد فحصها ومراجعتها وجدنا الأوراق الحائزة على قبول هي ورقتين باعتبارها مسائل علمية لمست المشاكل البحثية المطلوبة، أحدها قدرت التكلفة لإنجازها باهضه جداً، أما بقية الأوراق سيتم إدراجها ضمن المحور الثامن الذي أضيف مؤخراً الذي يشمل المواضيع ذات العلاقة بالقطاع الصحي، ويمكن كلها تقدم كأوراق علمية أما كحلول للمشاكل المطروحة فلم نجد أي ورقة تلامس المشاكل، رغم أن الدعاية والإعلان تمت من وقت مبكر، وحول تفاعل مراكز الدراسات والجامعات مع المؤتمر أشار إلى أن المؤشرات غير مطمئنة، لأن معظم الذين شاركوا من جامعة تعز وأبناء تعز المنتشرين في المحافظات الأخرى وقليل من مكاتب الصحة ووزارة الصحة، وكان أملنا أن يكون عدد المشاركين ضخم، وفي هذه الحالة احتمال نلجأ إلى تكليف باحثين بتقديم بحوث في المجالات.
 
تــــوصيـــــات:
عضو اللجنة العلمية الدكتور جمال عبدالرحمن علي أشار من جانبه إلى أن مخرجات المؤتمر لا تعتمد اعتماد كلي على المشروعات البحثية ولكن هناك جزئيات أخرى ضمن هذا المؤتمر, حيث أن المشاكل التي واجهت القطاع الصحي أدت إلى تدهور وتدني الخدمات الصحية، صنفت وفندت إلى حدود 27 مشكلة أساسية تم تقسيمها إلى 13 سؤالاً نقاشياً، عبارة عن مسائل نقاشية لا تحتاج إلى آليات تصحيحية جديدة وإنما تحتاج إلى تعديل النمط الهيكلي وتفعيل وتعديل القوانين الموجودة، حيث عقدت ورش عمل من 12 إلى 21 يناير الماضي، خرجت بعناصر حلول لهذه المشاكل وإجراءات تنفيذ لها، وهذا الجوانب تعتبر جاهزة، أي أن نصف المشاكل المطروحة تكاد تكون محلولة، وتبقي هناك 14 مشكلة تحتاج إلى إدراج الأليات جديدة أو نقل تجارب مشابهة في مناطق أخرى، فالحلول لم تكن مدرجة ضمن الخطط الصحية سابقاً، وسميناها مسائل بحثية، وواجهنا انتقادات في كلمة بحثية، هي قد لا تكون بحث علمي، وإنما دراسة للخروج بالية للخروج من المأزق والمشاكل الموجودة، أي إصلاح النظام الصحي.
وقال جمال: رفعت توصيات خلال المراحل التحضيرية للمؤتمر وبينت عن وجود خلل في تنفيذ قوانين أو إجراءات موجودة بالأصل، على سيبل المثال: نوصي المعهد الصحي باعتماد مادة التخطيط كمادة في منهج تدريس القوى الصحية، وتوصية أخرى أشارت: من الملائم أن يتوفر في مستوى المحافظة وحدة متخصصة بمراقبة تنفيذ السياسات الصحية والالتزام بأهدافها وتقييم النجاحات المتحققة، فهذه لا نستطيع أن نعممها لأنها بحاجة إلى قوانين، وبدورنا نرفعها إلى الجهات المعنية للأخذ بها.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد