أغسطس.. حوثي بامتياز

2013-09-03 18:07:10 أخبار اليوم/خاص


مر أغسطس الماضي ثقيلاً على أبناء محافظات: صعدة وإب والجوف وعمران وذمار، وهي محافظات شهدت خلال الشهر المنصر حضوراً مكثفاً ودموياً لجماعة الحوثي المسلحة، أودت بحياة العشرات من المناوئين، وأصيب كثيرون.
ومن وسط العاصمة صنعاء.. دشن الحوثيون أغسطس الدامي من شارع الدائري، حيث أغلقوا هذا الشارع الحيوي، ونصبوا نقاط تفتيش أمنية، قيدت حركة المواطنين والمحال، داخل المربع المغلق بمسلحين من جماعتها دون أن تحرك الحكومة اليمنية ساكناً.
كان الحوثيون ـ مطلع أغسطس ـ يمارسون انتهاكاتهم على نطاق واسع ومكثف، ليس داخل صعدة وحدها، فالمواجهات في مديرية الرضمة، محافظة إب، لم تتوقف، منذ استحداث حوثيون من أسرة آل السراجي نقاط تفتيش، في إحدى احتفائياتهم الخاصة، ذات طابع ديني، الأمر الذي استهجنه أهالي المنطقة، ونجمت عنه سلسلة اشتباكات.
في اليوم نفسه لسيطرة الحوثيين على أحد شوارع العاصمة صنعاء، أصطف عدد من نازحي أبناء صعدة وقياديين في رابطة أبناء صعدة وحرف سفيان، وتكتلات أخرى مدنية لاستقبال النائب البرلماني وأحد أبرز أعيان صعدة الشيخ/عثمان مجلي، عائداً بعد ثلاث سنوات، من المملكة السعودية التي نزح إليها العام2011م، بعد أن قاد مواجهات مع الحوثيين، رفضاً منه لتسليم المحافظة إليهم، إثر تخلي الدولة عنها..
مثلت عودة مجلي، المنتمي إلى أسرة معروفة الدور في تاريخ النضال الوطني وثورة 26سبتمبر التي قامت ضد الحكم الإمامي البغيض، صدمة لجماعة الحوثي المسلحة، التي بدأت في تكثيف عملياتها على أكثر من صعيد، منذ عودة شقيق زعيمها يحيى بدر الدين الحوثي إلى صنعاء، قادماً من ألمانيا، حيث مكث هناك منذ نهاية الحرب السادسة بين الحوثيين وقوات الجيش.
وفي الوقت الذي أطلق فيه نازحو صعدة الألعاب النارية, احتفاءً بعودة الشيخ مجلي الذي يعتبرونه رمزاً لقضيتهم, وأكثر من طالته أضرار إعتداءات الميليشيات الحوثية, التي سيطرت على كافة ممتلكاته وعقاراته داخل محافظة صعدة, ودمرت أغلبها, وكان رصاص المسلحين الحوثيين يحصد أرواح العشرات في عدد من بؤر المواجهة, التي شهدت خلال أغسطس الفائت تمدداًَ خارج بؤر الصراع, منذ اندلاع أول مواجهة عسكرية بين الحوثيين والجيش عام 2004.
وداخل قاعة موفنبيك كانت نقاط التفارق على طاولة فريق صعده وفريق حجة ولجنة الحلول, تعوق أي إمكانية توافق محتمل, مع وجود توجه حوثي واضح لإفشال مؤتمر الحوار الوطني من على طاولة صعده, وبالترافق مع انسحاب مكونات الحراك الجنوبي من الحوار, ورغبة أطراف سياسية في قلب الطاولة آخر النفق.
ما يدور داخل القاعة الأنيقة لا يتنافى البتة مع ما يقدم به الحوثيون على الأرض, في مديرية حيدان في صعدة وبداية أغسطس الماضي, كانت عناصر حوثية تختطف وتعتقل مواطنين وأصحاب محال تجارية, في حملة وصفت بالواسعة.
وفيما أطلق مسلحون حوثيون النار على طقم عسكري تابع لأركان حرب معسكر اللواء الأول مدفعية, أودى بأحد الجنود عند نقطة تفتيش تابعة لميليشيات الحوثي, وتجاوز فيه الطقم أمراً حوثياً بإيقافه.
ولقي خمسة مدنيين بينهم طفل في الثانية عشرة من عمره, مصرعهم في نقطة تدعى ((الرابية)) في مديرية دماج, يتمركز فيها مسلحو الحوثي, قاموا بمباشرة المواطنين الخمسة بأعيرة نارية, عقب عودتهم من صلاة العيد في مركز دماج صعده, وقد سقط عدد من الضحايا.
وبموجب صلح كانت أبرمته لجنة وساطة برئاسة الشيخ حسين الأحمر أواخر عام 2011 عقب عدوان شنه الحوثيون على مركز دماج العلمي, فإن بنداً في اتفاقية الصلح نصت على إزالة نقطة الرابية, غير أن الحوثيين أعادوا في أغسطس الماضي نصب هذه النقطة في إطار استعدادات لتصعيد الوضع, وخروق عدة من قبل الحوثيين, لما توصلت إليه لجان الوساطة في جولات سابقة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد