في ذكرى تأسيس جيش الجنوب الـ 42..

لا جيش.. فقط حراكيون

2013-09-04 17:20:35 تقرير خاص


انتظر الحراك الجنوبي 1 سبتمبر لاستغلاله في إظهار تماسكه، ولكن ما حدث هو انه برزت على السطح مدى تفاقم الخلافات بين القيادات الحراكية في الجنوب الأمر الذي بدا أكثر وضوحاً في عرض عسكري هزيل، وكانت الذكرى الـ 42 لتأسيس الجيش في جمهورية اليمن الديموقراطية قبل الوحدة، مجرد تقرير ميداني واضح لما آل إليه الحراك بكافة فصائله.
وهو ما أكده ضابط متقاعد من أعضاء جمعية المتقاعدين لـ"أخبار اليوم" – اشترط عدم الإفصاح عن اسمه- وقال إن غياب التنسيق والإقصاء الذي واجهه العديد من الضباط والقيادات الشابة تسبب في جعل العرض هزيلاً، مشيراً إلى ان من قاموا بالعرض لم يُعمل لهم أية بروفات سابقة، وانه لم يتجاوز المشاركون في العرض 200 فرد موزعين على 5 فرق كل فرقة تضم من 30 إلى 40 فرداً.
واكد المصدر أن هناك مجموعات أخرى كانت معدة للعرض العسكري وتم عمل بروفات عسكرية لها للعرض إلا أن ما حدث من إقصاء تسبب في عدم مشاركتهم في العرض، وهو ما تسبب في ظهور عرض عسكري هزيل- حد قوله.
ورأى سياسيون أن العرض العسكري في ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي الذي أحيتها فصائل الحراك في عدن الأحد الماضي، لم يكن سوى "استعراض عضلات" بين قوى الحراك المتصارعة على القيادة، خصوصا بعد شعور بعضها بأنه أصبح مهمشا من قبل القيادات الجنوبية في الخارج، فيما رأى آخرون أن العرض العسكري يحمل في طياته دلالة وإشارة إلى احتمالية للعمل المسلح في الجنوب خصوصا مع اقتراب موعد انتهاء الحوار الوطني والاستعداد لمناقشة مشروع الدستور والاستفتاء.
وفيما حرص الحراك على استغلال الحدث لإيصال رسائل مفادها أن الدولة الجنوبية السابقة ما زالت حية وأن القوى الانفصالية قادرة على استعادتها وفرض السيطرة عليها، لفت المحلل السياسي عبد الناصر المودع في حديث للجزيرة نت إلى أن العرض العسكري لا يعني أن هناك جيشاً جنوبياً قادراً على السيطرة فعلاً على الأرض حتى لو حدث الانفصال، فالجيش الجنوبي جرى تمزيقه وتم تدميره وتقسيمه أثناء الحرب الأهلية وصراع الجنوبيين مع بعضهم بعضاً في حرب 13 يناير 1986 بسبب المصالح السياسية.
وصبيحة 1 سبتمبر 1971 تم الإعلان عن تأسيس الجيش الجنوبي كجيش وطني رسمي لجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية بعد قرابة أربعة أعوام من نيلها الاستقلال عن الاحتلال البريطاني في 30 نوفمبر 1967 وازداد عتاده العسكري إبان الصراع العالمي بين المعسكرين الغربي والشرقي, حيث انضمت اليمن الجنوبي إلى زميلاتها من الدول الحليفة للاتحاد السوفيتي في 1981 في معاهدة صداقة بين كل من ليبيا وأثيوبيا لإدانة التحركات الأمريكية في المنطقة.
وفي ثمانينيات القرن الماضي انهكت الصراعات الداخلية المسلحة تماسك الجيش العسكري الجنوبي الذي تم تمزيقه بيديه نفسه وتم تدميره أثناء الحرب الأهلية وصراع الجنوبيين انفسهم مع بعضهم البعض في حرب 13 يناير 1986 بسبب المصالح السياسية الضيقة آنذاك.
وفي 22 مايو 1990 تمت الوحدة اليمنية بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية وكانت بمثابة منقذ لجيش جمهورية اليمن الديموقراطية من انهياراته وصراعاته الداخلية التي خلفتها الحروب الأهلية التي تسببت في الكثير من الضغائن والأحقاد بين مكونات الجيش، خصوصا بعد انهيار المنظومة الاشتراكية ممثلة بالاتحاد السوفيتي الداعم الرئيسي لنظام الحكم جنوب اليمن.

مثلث العنف السلاح..حراك و قاعدة وحوثيون

في تاريخ اليمن الحديث لم يحدث أُن أقيمت عروض عسكرية خارج إطار الدولة, لكن هذه المعادلة لم تعد دقيقة؛ مع بروز جماعات العنف والسلاح على الأرض سواءً في الشمال أو في الجنوب وفي الوسط والأطراف.
ففي صعدة شمال اليمن.. برز الحوثيون في عروض عسكرية مستفزة خصوصاً أثناء تشييع جثمان سيدهم الرميم" حسين بدر الدين" إلى قمة جبل الجمجمة، حيث برز العرض في بزات الحرس الثوري الإيراني في إشارة واضحة لاعترافهم بالدعم الذي يتلقونه من ايران كأذرع لها في اليمن، ويتفق الحوثيون والحراكيون في جنوب اليمن في ذات المصدر الممول لزعزعة الأمن والاستقرار "ايران" كقاسم مشترك يجمع الطرفين في محور واحد هو : السلاح والعنف والخروج عن الدولة.
يكتمل طرف المعادلة لمثلث العنف والسلاح بجماعات "القاعدة" التي أقامت عروضها العسكرية في العديد من المناطق التي برزت فيها خصوصاً محافظة أبين خلال سيطرتها على المحافظة ومديرياتها وخوض خرب عنيفة مع القوات الحكومية لمدة عام تسببت في نزوح مئات الآلاف من المدنيين إلى محافظات عدن ولحج ومحافظات أخرى، ناهيك عن تدمير البنية التحتية للمحافظة، قبل إعلان الجيش دحرها في يونيو 2012.
وخاض الحوثيون ستة حروب مع القوات الحكومية في صعدة منذ 2004 خلفت مئات الآلاف من النازحين حتى اللحظة خارج المحافظة، كما خاضوا حروباً أخرى متقطعة استهدفوا فيها السلفيين ومساجدهم في المحافظة خصوصا في دماج بهدف أن لا يكون هناك من يختلف معهم، حيث يرى الحوثيون في جماعة السلفيين مصدر قلق دائم ومؤرق، وماتزال مليشيات الحوثي تستهدف السلفيين في مديريات صعدة وتنامى هذا الاستهداف منذ أغسطس الماضي حتى اللحظة.

قال إنه كلما اقتربت الدولة من الجنوبيين ابتعدوا واتخذوا تصرفات تسيء للقضية..
الناخبي: العرض العسكري ليس له فائدة فالدولة مدت يدها للجنوبيين
إذا كانت هناك قيادات في الدفاع دعمت العرض فهي بعيدة عن خط سير البلد ومعالجة الاختلالات والأخطاء

قال الأمين العام للحراك الجنوبي عبدالله الناخبي عضو مؤتمر الحراك الوطني الشامل إن على الجنوبيين أن يطوروا من أساليبهم وخططهم في المطالبة بحقوقهم وان يلجأون إلى أسلوب التفاعل الإيجابي مع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمعالجة قضايا الجنوب بعد حرب 1994، مؤكداً أن الأبواب مفتوحة للحلول الآن.
وأردف: "أما انهم يسيروا على الطريقة التي يمضون بها فهذا سيتعبهم أكثر وسيقف عائقاً لمعالجة القضية الجنوبية".
وأكد أمين عام الحراك الجنوبي لـ"أخبار اليوم" أن العرض العسكري الذي أُقيم في ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي لم يكن له أي فائدة " فالدولة قد مدت يدها اليهم، وعليهم فقط أن يتفاعلوا ويتقدموا لحل قضاياهم، لكن ما يحدث الآن هو أن الدولة كلما اقتربت منهم كلما هم ابتعدوا واتخذوا أعمالاً وتصرفات تسيء للقضية".
وأوضح الناخبي: "في السابق كنا في الحراك نقوم بهذا العرض العسكري ردا لـ "علي صالح" الذي كان ينفي أي وجود للمسرحين والمتقاعدين وينفي أي مظالم لنا، وكانت عروضنا العسكرية بمثابة تذكير بقضيتنا التي ينكرها علينا صالح، أما الأن ليس هناك من ينكر القضية الجنوبية فقد اعترفت بها الدولة ووعدت بحل المشاكل وشكلت اللجان لهذا الأمر".
وشدد الناخبي انه على الجنوبيين أن يتفاعلوا لحل قضاياهم وأن عليهم أن يدركوا انهم "اذا لم يبادروا الآن لحل قضاياهم مع الدولة سيكون عليهم انفسهم معالجة هذه القضايا دون مساعدة من احد".
وعن الأنباء التي ترددت عن دعم وزارة الدفاع للحراك لإقامة العرض، قال الناخبي: "لا توجد لدي معلومات بان قيادات من الدفاع ساعدت في إقامة العرض".
واستدرك:" لكن إن وجد أن هناك قيادات دعمت، فانا اعتبر هذه القيادات بعيدة عن خط سير البلد ومعالجة الاختلالات والأخطاء خلال الفترة الماضية". "علينا أن نكثف جهودنا ونساعد الدولة في هذه القضايا" .. قال الناخبي.
وتابع: هذا العرض لا يخدم أي طرف ولا يقدم نتيجة ولا خدمة لأي كان, بقدر ما هو مضيعة لعدم مساعدة الناس لحل مشاكلهم، " كان عليهم أن يكون لديهم كشوفات ويكونوا جاهزين ويتقدموا بها للدولة لحل قضاياهم، فذلك أفضل وأضمن لهم، بدلا من العرض الذي لا يقدم شيئاً في هذا التوقيت".
 وقال الناخبي: نتمنى على الجنوبيين أن يجتهدوا وان يصغوا لطلبات الدولة لمعالجة الحلول للأخطاء التي ارتكبت بعد 94.

ضابط حراكي: البزات العسكرية التي تم العرض بها من مخازن وزارة الدفاع و غياب التنسيق وإقصاء الكثير من الضباط خلف عرضاً هزيلاً ومرتبكاً

اكد احد الضباط المتقاعدين – رفض الإفصاح عن اسمه- لـ"أخبار اليوم" أن غياب التنسيق والإقصاء الذي تم للكثير من الضباط تسبب في جعل العرض هزيلا ومرتبكاً، فمن قاموا بالعرض لم يعمل لهم أي بروفات.
وأشار إلى أن هناك مجموعات كانت معدة للعرض وتم عمل بروفات عسكرية للعرض إلا أن ما حدث من إقصاء تسبب في عدم مشاركتهم في العرض، وهو ما تسبب في ظهور عرض عسكري هزيل- حد قوله.
وقال المصدر إن البزات العسكرية "الكاكي" الخاصة بالجيش الجنوبي سابقاً لم يعد لها أي تواجد وان البزات العسكرية التي تم العرض بها كانت من مخازن وزارة الدفاع.
ولفت إلى انه ليس هناك أي تقدم في معالجة اللجان لقضايا المتقاعدين والمسرحين، مؤكدا لو أن الحكومة بدأت في معالجة القليل من تلك القضايا لكان الأمر مختلف وكان الناس هدأت ولن يحدث شيء.

قال البرلماني عبدالباري دغيش انه على القوى السياسية أن ترتقي إلى مستوى الوطن وان تعلن هدنة من اجل مصلحة الوطن والابتعاد عن المناكفات السياسية..
عرض عسكري في غياب الدولة
قال الدكتور عبد الباري دغيش النائب البرلماني إن الاحتفال بالذكرى 42 لتأسيس الجيش الجنوبي في محافظة عدن جاء نتيجة لغياب مؤسسات الدولة الواضح، مشيراً إلى أن الأوضاع العامة في الجنوب أو الشمال تعكس واقع الحال الذي يعيشه اليمن وذلك بغية فرض واقع جديد على الأرض في ظل عدم التجسيد التوافق الحقيقي بين أطراف المبادرة.
وأضاف: رغم أن مؤتمر الحوار مازال يناقش الكثير من القضايا المدرجة في جدول أعماله إلا أن كثيراً من السلوكيات الميدانية والخطاب الإعلامي مازال يجسد الصراعات القائمة.
واكد أن منطق الكفاح المسلح أو العنف قد أكدت فشلها عبر مراحل التاريخ وانها لم تأتِ بحلول وعادة ما تكون نتائجه إلى المجهول, وانه كان ينبغي على الحكومة تنفيذ النقاط العشرين وخاصة النقطة الأولى والمتعلقة بضرورة أن يتم التواصل مع مكونات الحراك الجنوبي التي لم تشارك وكذا بقية المكونات التي هي خارج مؤتمر الحوار الوطني حيث ينبغي أن تشارك في الحوار، إلا أن ذلك لم ينفذ.
وأوضح دغيش انه حتى اللحظة مبادرة التعاون الخليجي وآليتها المزمنة تجسدت في مضامينها في حالة الأمن والاستقرار وهذا مازال متعثراً وان الأمور لم تتغير وظلت كما هي وكذا القضايا الخدمية المتعلقة بحياة الناس مازالت قائمة.
" يجب أن تكون هناك هدنة بين كل القوى السياسية في المجتمع اليمني ومن مختلف الجهات وكذا إنتاج حالة الأمن والاستقرار أولاً" قال البرلماني دغيش، منوها بانه بدون الأمن واستقرار تظل الأوضاع مضطربة والمواطن يعيش حالة غير عادية نتيجة للأوضاع العامة غير المستقرة، مطالباً القوى السياسية بأن ترتقي إلى مستوى الوطن وان تعلن هدنة من اجل مصلحة الوطن والابتعاد عن المناكفات السياسية.
وقال دغيش إن الأوضاع العامة في اليمن بحاجة إلى فترة انتقالية ثانية لتنفيذ الاستحقاقات الماثلة أمام الحكومة والولوج إلى الأمن والاستقرار باليمن عامة.

علوان: على الحكومة والقوى السياسية والأحزاب أن تتحمل مسؤوليتها لعجزهم على إيجاد المعالجات للقضية الجنوبية وتهدئة الشارع..
عرض رفض الحوار
قال الدكتور طه علوان- المحلل السياسي وأستاذ العلوم المالية والمصرفية في جامعة عدن- إن العرض العسكري الذي أقامه الحراك في ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي الـ 42 تمثل خطورة على الحكومة، وقال انه كان الأحرى بها أن تقوم بإصلاحات في الشارع الجنوبي والشمالي أيضاً عقب الانتخابات الرئاسية مباشرة.
وأشار علوان إلى أن المماحكات السياسية والمصالح الضيقة التي يجري وراءها الكثير من الأطراف بعيداً عن المصالح الوطنية قد أوصلت الأمور إلى ماهي عليه اليوم.
وقال المحلل السياسي إن الاحتفال كان عبارة عن رسالة يريد الحراكيون من خلالها التعبير عن رفضهم لمؤتمر الحوار وإدراكهم بفشله.
وأضاف: أن خروج الجنوبيين للاحتفال بالذكرى 42 لعيد الجيش تتحمل مسؤوليته الحكومة والقوى السياسية والأحزاب التي وقعت على المبادرة الخليجية كونهم قد عجزوا عن إيجاد المعالجات الكفيلة لقضية الجنوبية وتهدئة الشارع.
واستبعد علوان أن يكون العرض العسكري يحمل في طياته إشارة إلى الكفاح المسلح، مشيرا إلى أن الحراك من خلال مناسبة عيد الجيش أراد أن يوجه رسالته للحكومة انهم مازالوا متواجدين على الساحة الجنوبية وان مطالبهم لم تنفذ بعد.
واكد أن موقف الحكومة كان ضعيفاً تجاه الفعالية باعتبار أن الحكومة ليس لديها مشروع وطني لإخراج الوطن إلى بر الأمان وتحقيق مصالح الشعب اليمني عموماً.
وأوضح أن ضعف الحكومة بدأ يظهر على السطح بان هناك مشروعاً قادماً لمرحلة انتقالية جديدة, واكد أن ضعف الحكومة سيزيد الحراك الجنوبي من تصعيد نضاله السلمي كونه يشعر انه مازال قوياً في الساحة الجنوبية.

البيض وباعوم.. مصدر قلق للحراك
تبرز الخلافات بين قيادات الحراك الجنوبي المنقسم في الداخل والخارج بشكل جدي بين حسن باعوم وعلي سالم البيض، حيث يقول مناصرو البيض إن القيادي الجنوبي البارز حسن باعوم بات أشبه بالدمية في يد عدد من اللاعبين السياسيين وانه لم يعد قادراً على القيادة وان تدخلات نجله "فادي" أثرت على قواعده، حيث تمثل الحالة الصحية "حسن باعوم" احد ابرز القضايا المثيرة للجدل في الشارع السياسي في الجنوب ويقولون إن قدراته الذهنية والعقلية لم تعد بالقدر الكاف الذي يؤهله لممارسة حياة سياسية بشكل صحي ، وهو الأمر الذي يرفضه الموالون لـ "باعوم" ويقولون إنه يمضي بإرادة حرة ونزيهة وليس عميلاً لإيران في إشارة إلى البيض، فيما لا يتوانى فصيل البيض المسلح والمدعوم إيرانياً من أن يؤكد تلقيه الدعم من ايران ولا يخفون علاقتهم الوطيدة بالحوثيين في الشمال وعلاقة الحوثيين بهم في الجنوب.
وفي أكثر من فعالية يتم التناقض بين الفصيلين التابعين لـ"باعوم أو البيض" من حيث الدعوة للفعاليات والأنشطة والمسيرات، وعكست تلك الدعوات المتناقضة حجم الخلاف والصراع القائم داخل أروقة الحراك الجنوبي، خلال السنوات الماضية، وبات "علي سالم البيض" رجل جمهورية ايران الإسلامية في جنوب اليمن وخلال الأشهر الماضية بات ينظر إلى "حسن باعوم" على انه رجل المملكة العربية السعودية في اليمن وهو ما ينفيه باعوم.
ورغم تأكيد كليهما على أن العلاقة بينهما جيدة، مثل الخلاف بين الرجلين منطلق صراع سياسي وانعكست الخلافات الناشئة بين الطرفين في الواقع على نشاط الحراك، وباتت تشكل مصدر قلق لحركة الاحتجاجات.

قال المحامي محمد ناجي علاو إن الحراك بفعاليته لإحياء ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي الـ 42 بعرض عسكري, إنما يحاول فرض الأمر الواقع وترسيخ فكرة الانفصال مؤكداً أنه:
"عمل سياسي مستفز"
وأكد رئيس منظمة هود للدفاع عن الحقوق والحريات انه من الناحية القانونية "لا يجوز أن تكون هناك مجموعة أو جماعة تنشئ جيشا في ظل دولة قائمة كمبدأ"، مشيداً بتصرف الحكومة الذي وصفه بـ "المتعقل"، وقال " إن المهرجان والعرض العسكري يعد عمل سياسي مستفز".
وأوضح علاو لـ "أخبار اليوم" انه اذا كانت الحكومة اتخذت إجراءات ضد المهرجان فانه كان سيصاحبه حملة تصعيدية من قبل الحراك المسلح، مؤكداً: "أن العرض العسكري كان بغية إحراج الحكومة".
ولفت علاو إلى أن فرض الأمر بقوة القانون وفتح السجون في ظل الاحتقانات سيزيد من الشرخ السياسي وستجد الأصوات المتطرفة لها شرعية ولكن التعقل من الحكومة وعدم اتخاذها الإجراءات القانونية ضد منظمي الفعالية جعل الفعالية تتم بطريقة سلمية، وأضاف: "لاشك أن تصرف الحكومة يعطي حجة محسوبة على الفصيل المنظم الفعالية من الحراك".
وأوضح أن تعامل الحكومة بهدوء مع الفعالية كان ضرورة، "خاصة أن الناس على وشك إنهاء الحوار الوطني والذي سيفرز اختيارات لناس خاصة من اختار أن تكون هناك أقاليم ومن يسعون إلى اختيار إقليم عدن الاقتصادي وقيام دولة فيدرالية متعددة الأقاليم وان الذين طرحوا تلك الأفكار هم من أبناء الجنوب مثل الذين خرجوا بالعرض العسكري أيضاً من أبناء الجنوب"- كما أفاد.
وقال: "إرادة الناس في الأخير أن تكون مع الدولة في أي شكل من أشكال الحلول".
ونوه علاو بأن الجنوب يعيش أزمة حقيقة وانه لا احد يستطيع أن ينكر بان النظام السابق قد أفسد الحياة السياسية والضمير الوطني ومزق النسيج الاجتماعي وأوجد هذا الشرخ الهائل، في الوقت الذي كان حلم وامل الأجيال اليمنية منذ عشرات السنين بالوحدة، فقد عمل النظام السابق على تمزيق هذا النسيج الوطني لما عمله من إجراءات في الأعوام الماضية من خلال اختطاف الدولة وتضييع مفاهيمها والمظالم التي لحقت بالمحافظات والقطاعات التي كانت تشكل عمود الدولة قبل الوحدة.
ولفت رئيس منظمة هود انه لا يمكن سبق الأحداث بما أن كان الحراك سيصعد نشاطه عقب إعلان نتائج الحوار أم لا، لكنه أشار إلى أن إعلان نخب واسعة من الأخوة في المحافظات الجنوبية رؤاهم للدولة الاتحادية والأقاليم المتعددة والذي اعلن من قبل بعض الهيئات والمنظمات الشخصيات في مؤتمر الحوار، بالإضافة إلى وجهات نظر أخرى والتي تطالب بفك الارتباط.
" تلك الأفكار في الأخير سيتغلب عليها صوت الناس وعلى تلك النخب أن ترجع لأصوات الناس"- قال علاو.

فلاش باك
صادف الأحد الماضي الذكرى الـ42 لتأسيس الجيش الجنوبي فيما كان يسمى قبل الوحدة اليمنية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وفي إطار هذه الفعالية شهدت ساحة العروض في خور مكسر بعدن ، يوم الأحد، عرضًا عسكريًّا كرنفاليًّا نظمته جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لتأسيس الجيش الجنوبي "جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" سابقاً.
واصطفت تشكيلات من الضباط والأفراد وسط ساحة العروض بخور مكسر، مقدمة عرضًا لمجموعة من السرايا التي كانت تنضوي تحت لواء جيش جنوب اليمن سابقًا.
واحتشد أنصار الحراك الجنوبي يراقبون العرض العسكري الذي قدمه الأفراد والضباط في الجيش الجنوبي السابق، وبعد العرض العسكري أُلقيت عدد من الكلمات والقصائد الشعرية، أشادت بالجيش الجنوبي الذي طرد الاحتلال البريطاني.
وكان المهندس حيدر أبوبكر العطاس أول رئيس وزراء لدولة الوحدة قد أدلى بتصريح صحفي لوسائل الإعلام بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس جيش الجنوب، قال فيه: "يحتفل شعبنا(اليوم الأحد الأول من شهر سبتمبر 2013م) بالذكرى السنوية للاحتفال بيوم الجيش الذي تأسس عشية الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م وإعلان جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية الحرة والمستقلة موحدة أكثر من 22 سلطنة ومشيخة في دولة مدنية موحدة نالت ترحيب واعتراف العالم - شرقه وغربه - بها دولة حرة مستقلة ذات سيادة، وأصبحت عضوًا في الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة وعضوًا فاعلًا في جميع المنظمات الإقليمية والدولية"، وفي ختام حديثة قال العطاس: ونحن نحيّي جماهير شعبنا، بفئاته المختلفة، بهذه المناسبة التاريخية نشيد بالدور البارز لجمعية المتقاعدين والمسرّحين قسرًا – عسكريين.
كما صدر عن المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستقلال الجنوب بيانًا في ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي، جاء فيه: "ها هو جيش دولة الجنوب سيخرج مطلع سبتمبر هذا العام في كل محافظات الجنوب ليس من أجل إحياء ذكرى تأسيسه وحسب، بل وليرسل رسائل سياسية للعالم: أن شعب الجنوب بكل أطيافه وشرائحه الاجتماعية سوف يحيي هذه الذكرى وغيرها من المناسبات بعروض عسكرية ومهرجانات خطابية في ساحات الثورة

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد