إرث متشح بالدم.. من يغتال الجنوب؟

2013-09-09 17:11:55 عبد الرزاق الحطامي


مازال الغموض يحيط ظاهرة الاغتيالات, التي مازالت تطال قيادات أمنية وعسكرية, بكثير من الحيرة والضباب.
وفيما قيدت أغلب حوادث الاغتيالات, التي شهدتها اليمن منذ وحدة1990م وحتى العام2013م الحالي, ضد مجهول، كثيراً ما تقف أصابع الاتهام الرسمية عند تنظيم القاعدة، الذي لم يفصح عن مسؤوليته وتبنيه أغلب حوادث الاغتيالات، المتهم بها رسمياً, ويرى متابعون للشأن السياسي في اليمن إنه مجرد شماعة.

وإذ لا تخلو محافظة يمنية من حوادث اغتيال نوعية، تستهدف ضباطاً وقيادات أمنية وعسكرية, تبدو المحافظات الجنوبية الأكثر نصيباً، في إحصائيات ضحايا الاغتيالات، التي يشبهها البعض بحرب إبادة صامتة، وتتهم قيادات في الحراك الجنوبي, ونخب سياسية وثقافية من أبناء المحافظات اليمنية, الدولة, بالوقوف وراءها.
وخلال الأعوام الأربعة الماضية تفاقمت الاغتيالات، بشكل مثير للرعب, وسط عدة تساؤلات عمن يقف وراء هذا المسلسل الدموي الذي لا تلوح في أفقه الرمادي بشائر الفصل الأخير.. ثمة من يربط ما يحدث الآن من اغتيالات تطال في أغلبها مسؤولين أمنيين من أبناء المحافظات الجنوبية، بما شهدته اليمن مطلع تسعينيات القرن الماضي، في الفترة الانتقالية التي أعقبت وحدة1990م، وإن الاغتيالات الحالية امتداد لمخطط تصفية، في مرحلة انتقالية جديدة، أعقبت ثورة فبراير2011م الشبابية السلمية, فترة الربيع العربي الذي بدأ الذبول.
وتستبعد قيادات حراكية أن يكون القاعدة المنفذ الوحيد لهذه الاغتيالات، دون استبعاد كونه أحد أطرافها، إلا أنهم يعتبرون الاغتيالات الأمنية جرائم سياسية بامتياز, وهم يتهمون ما يطلقون عليه "نظام صنعاء" بالوقوف وراءها، مستندين إلى عدم قيام الأجهزة الأمنية والرسمية بتحقيقات كاشفة، أو القبض على أي من منفذي الاغتيالات أو المتهمين بها.
وبحسب مصادر حراكية، يأتي تفريغ الجنوب من كوادره الأمنية والعسكرية، مع مؤشرات باستعادة ما يصفونه بـ"دولة الجنوب" وهويتها الجغرافية التي كانت عليها ما قبل1990م.
ولقي العشرات من الضباط من أبناء المحافظات الجنوبية مصرعهم في اغتيالات متتالية منذ 2009م.. وبحسب مراقبين ومصادر فالعام2013م يعد الأكثر دموية والأشد نزيفاً..
وتتحدث مصادر في الحراك الانفصالي المسلح عن وجود "فريق تصفيات" في صنعاء، يُدار بأيادٍ مخابراتية لم تعد خفية، وكان العشرات من كوادر الحزب الاشتراكي اليمني الشريك في وحدة مايو1990م تعرضوا لحوادث اغتيال متتالية في المرحلة الانتقالية (90 ـ1994م)، راح ضحيتها عدد غير قليل من قيادات الحزب ومسؤولين حكوميين من الجنوب.
وتكشف إحصائيات لناشطين جنوبيين عن أكثر من (160) شخصية قيادية جنوبية استهدفهم "نظام صنعاء في المرحلة الانتقالية الأولى (90 ـ94)، غير أن هذا الرقم يبدو مهولاً، في ظل عدم وجود إحصائيات دقيقة لمنظمات حقوقية محايدة.
وقد لقي 20 ضابطاً جنوبياً حتفهم في العام (2009 ـ2010م)، لينخفض عدد ضحايا الاغتيالات إلى (13) ضابطاً جنوبياً في عام الربيع2011م، وهو ما يعزز شكوك جنوبية في وقوف نظام علي صالح وراء اغتيالات قيادات الجنوب، وانشغاله بأحداث ثورة فبراير2011م وتداعياتها الأمنية والسياسية، في إحراز عدد أقل من ضحايا الاغتيالات "الممنهجة"، وفي العام2012م كان (36) ضابطاً من ذات المحافظات في عداد ضحايا الاغتيال.
ويتواكب مع مسلسل الاغتيال (على انفراد) سواء بالرصاص أو القنابل اليدوية أو العبوات الناسفة، سقوط طائرات عسكرية وحربية، بشكل متكرر، تقول بعض التقارير والإحصائيات بأن أغلب ضحايا سقوط الطائرات كوادر عسكرية من خيرة الخبرات الأمنية والعسكرية القادمة إلى صنعاء من محافظات جنوبية.
وهذا ما يدعم لدى الدكتور/ محمد علي السقاف فكرة الاستنزاف الممنهج لكوادر الجنوب في عمليات تصفية ممنهجة ومتعمدة، تزايدت مع مؤشرات قرب استعادة الجنوب دولته، كما يقول في أحد مقالاته.
لدى السقاف عدة ملاحظات تمنحه يقيناً في أن تنظيم القاعدة بريء من هذه الاغتيالات وأن هناك مخططاً لتصفية القيادات الجنوبية مازال قائماً في صنعاء منذ 23عاماً، حيث تم التخلص من قيادات عسكرية ذات كفاءات عالية، عبر تصفية جسدية متلاحقة، كما أن صنعاء استقدمت هذه الكفاءات الجنوبية وزجت بها في حروب صعدة الست، في عملية استنزاف لقوام ما كان يعرف بجيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
ويشير السقاف إلى ندرة قبول الجهات الرسمية لطلاب جنوبيين في الكليات العسكرية والطيران والأمن، وإلى وجود مخطط تصفية للطيارين الجنوبيين وعجز رسمي واضح في حماية كوادر الجنوب، متوقعاً عودة جماعية لهذه الكوادر إلى مناطقهم في الجنوب.
ووفقاً لإحصائية أوردتها صحيفة "السياسة" الكويتية، فقد خسر جهاز الأمن السياسي اليمني (الاستخبارات) 136 ضابطاً ومساعداً خلال السنوات الأربع الماضية، بينهم 86 ضابطاً من مختلف أعلى الرتب.
وفي الوقت الذي يستثمر فيه حراكيو الانفصال حوادث اغتيال جنوبيين في تعزيز نزعة الانفصال واعتبار ما يحدث جزءاً من مخطط إبادة "شمالي" لقدرات الجنوب، بدءاً بحرب صيف 94م ومروراً بتسريح قيادات عسكرية وأمنية من وظائفها، واغتيال عدد كبير من المسؤولين الأمنيين من المحافظات الجنوبية.. يتردد حديث عن أن أغلب من تم استهدافهم هم أصلاً من القيادات العسكرية والأمنية الموالية للرئيس الانتقالي عبد ربه هادي، حيث ارتفعت وتيرة الاغتيالات في عهده أضعافاً.
وبالنسبة لكون أكثر تلك الاغتيالات تطال قيادات وضباطاً من أبناء محافظات جنوبية وشرقية, فالأمر لا يخلو عند الباحث في شؤون النزاعات المسلحة علي الذهب, من أحد التوصيفات التالية:
(هناك إرث تاريخي متسخ بالدماء، والشحناء والانتقام, بين قيادات الجنوب بعضها البعض، أفرزتها الأحداث الدامية هناك والتي كان آخرها أحداث يناير1986م، التي قسمت هذه القيادات إلى ما يعرف بالطغمة والزمرة.. وهو ما لا يمنع- بحسب الذهب- من أن تنتج هذه الحالة الأمنية والسياسية المتردية مناخاً مناسباً لتحقيق نزعات ذلك الإرث المرير لأي من الطرفين..
هناك من يستغل هذا الأمر ويتربص بالقيادات العسكرية الجنوبية, بما يدفع باتجاه إثارة سخط الإخوة في محافظات الجنوب للتمسك بمواقفهم المتشددة من مخرجات مؤتمر الحوار المتوقعة والتي لا تتفق مع ما ينادي به البعض من تقرير المصير أو الفيدرالية (من إقليمين) التي ستمهد للانفصال السلس)..
ومن ضمن التوصيفات التي يضعها الباحث الذهب هو أنه ما من شك بأن الجيش والأمن أصبحا مخترقين (بكل ما تعنيه الكلمة) من قبل عناصر تعمل لصالح أي ممن له خصومة سياسية أو فكرية مع هذا الجيش، سواء تلك الخصومة التي تولدت خلال فترة حكم الرئيس السابق, أو التي أفرزتها الأحداث الثورية التي مرت بها البلد خلال العامين المنصرمين، فضلاً عن غياب الحس الأمني اللازم, خاصة في هذه المرحلة تحديداً التي تعد من أسوأ مراحل الحصاد الثوري في أي بلد وأي عصر.
ويتابع الذهب: يجب التسليم بأن القيادات العسكرية والضباط هم هدف مشترك لكثير من الجماعات المسلحة التي لها مواقف عداء من هذه الشريحة, وعلى وجه الخصوص تنظيم القاعدة و الجماعات الدينية المتطرفة.
كما أن علينا, ونحن نعيش ظاهرة الاغتيالات في صفوف أبناء القوات المسلحة والأمن, ألا ننسى موجة الاغتيالات التي طالت الكثير من أبناء هاتين المؤسستين في ظروف حروب صعدة الست التي كان أحد طرفيها جماعة الحوثيين.

اغتيالات
تورد "أخبار اليوم" بعض حالات الاغتيال التي استهدفت مسؤولين أمنيين وضباطاً وقيادات عسكرية في عدد من محافظات الجمهورية، الفترة الأخيرة:
1.   نجاة الضابط صالح المصطفى قائد شرطة من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة وضعت في سيارته وانفجرت بُعيد نزوله منها.
2.   مقتل الضابط في جهاز الاستخبارات المقدم/محمد يحيى القدمي بعبوة ناسفة انفجرت عندما استقل سيارته في أحد أحياء العاصمة.
3.   انفجار قنبلة تحت سيارة العقيد في المخابرات/عبد السلام عبد الله بعد خمس دقائق من مغادرته للسيارة.
4.   العقيد الدكتور/ منصور الواسعي يصاب بجروح بالغة إثر إطلاق مسلحين النار عليه بالقرب من مبنى البحث الجنائي في تعز والواسعي مدير شؤون الأفراد والضباط في الأمن السياسي.
5.   نجاة أركان الأمن الخاص عبد اله الضالعي من محاولة اغتيال في محافظة شبوة
6.   اغتيال الضابط عمر محفوظ بن عمرو برصاص مسلحين عقب خروجه من مسجد بابكر بمنطقة الخية مديرية القطن.
7.   نجاة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة من محاولة اغتيال تعرض لها جراء إطلاق نار على موكبه في صنعاء.
8.   الضابط غاندي العبسي ينجو من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة رميت على منزله في منطقة الستين الجنوبي.
9.   إصابة العميد عبد الله حسين المحضار من الأكاديمية العسكرية بعبوة ناسفة انفجرت في سيارته.
10.   مسلحون يطلقون النار على سيارة مدير مستشفى الشرطة بصنعاء محمد أحمد الزيدي.
11.   ضابط في وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للأمن المركزي ينجو من محاولة اغتيال في حي نقم.
12.   سقوط قتيل و25جريحاً في استهداف مسلح لحافلة تقل عسكريين من سلاح الجو، قرب صنعاء.
13.   مصرع العقيد علي هادي مدير عمليات الأمن السياسي بمحافظة عدن، إثر إطلاق النار عليه ومقتل ابن شقيقه في الحادثة.
14.   مقتل العقيد سمير القرباني مسؤول الأنشطة الرياضية في قوات الحرس الجمهوري متأثراً بجروحه نتيجة إصابته برصاص.
15.   مصرع الضابط في المخابرات مطيع باقطيان في عملية اغتيال في المكلا حضرموت.
16.   اغتيال الضابط شاكر الباني من قبل مجهولين في حضرموت.
17.   اغتيال العميد أحمد بارمادة نائب مدير الأمن السياسي بالمكلا، أمام منزله.
18.   نجاة الضابط في قوات مكافحة الإرهاب محسن حمران من محاولة اغتيال في صنعاء.
19.   مقتل العميد ناصر مهدي أركان حرب المنطقة الوسطى بمحافظة مأرب.
20.   العثور على جثة نائب مدير أمن مديرية القطن المقدم النميري عبده العودي بعد اختطافه على يد مسلحين مجهولين.
21.   اغتيال الضابط في قوات الأمن بشير الخطيب أمام كلية الشرطة بالعاصمة صنعاء.
22.   نجاة مدير المخابرات بوادي حضرموت محمد الحاذق من عملية اغتيال بعبوة ناسفة زرعت في سيارته.
23.   اغتيال قائد محور ثمود العسكري فضل الردفاني برصاص مسلح يستقل دراجة نارية.
24.   مقتل العقيد في جهاز الأمن السياسي حسن علي المنصوري برصاص مسلحين في بلدة لبعوس محافظة لحج.
25.   اغتيال العقيد بالجيش عبد المجيد علي برصاص مسلح يستقل دراجة نارية في محافظة لحج.
26.   نجاة العميد الركن أحمد محمد مانع قائد القوات الخاصة في محافظة الحديدة من محاولة اغتيال استهدفت موكبه.
27.   مسلحون يغتالون العقيد المتقاعد عبد المجيد السلامي في محافظة لحج.
28.   مقتل الضابط في الأمن السياسي المقدم عمر محفوظ في حضرموت.

أبرز الاغتيالات الانتقالية بعد وحدة 1990
10 سبتمبر 1991: اغتيال حسين الحريبي وجرح عمر الجاوي في صنعاء.
17 مارس 1992: اغتيال محمد لطف مسعود، عضو الحزب الاشتراكي اليمني، في تعز.
30 مارس 1992: اغتيال مصلح الشهواني في صنعاء.
26 أبريل 1992: محاولة اغتيال عبدالواسع سلام، وزير العدل، وهو جنوبي اشتراكي، وقد أصيب بجروح.
أبريل 1992: انفجار قنبلة في منزل سالم صالح محمد، عضو مجلس الرئاسة، نائب رئيس الحزب الاشتراكي آنذاك.
14 يونيو 1992: اغتيال هاشم العطاس، شقيق رئيس الوزراء حيدر أبو بكر العطاس، في الشحر حضرموت.
20 يونيو 1992: مقتل أحد أعضاء الحزب الاشتراكي عندما أغارت الشرطة على مكتبه في رداع.
21 يونيو 1992: اغتيال ماجد مرشد سيف، عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، ومستشار وزير الدفاع. عملية الاغتيال تمت في صنعاء من قبل رجال يرتدون ملابس عسكرية، كما قال شهود عيان.
8 يوليو 1992: رجال مقنعون يهاجمون أنيس حسن يحيى، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي، خارج بيته في عدن، ولم يصب أحد بأذى.
20 أغسطس 1992: هجوم صاروخي على منزل ياسين سعيد نعمان، رئيس مجلس النواب، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي. وقد أصيب الطابق العلوي من المنزل. ولم تكن هنالك إصابات في الأرواح.
10 سبتمبر 1992: مقتل اثنين من حراس منزل رئيس مجلس النواب ياسين سعيد نعمان، جراء انفجار قنبلة ألقيت على منزله.
14 أبريل 1993: إلقاء قنبلة على منزل عبدالرحمن الجفري، رئيس رابطة أبناء اليمن، ولم يصب أحد بأذى.
27 أبريل 1993: مقتل 7 من مناصري الحزب الاشتراكي في دائرة انتخابية في صعدة، من قبل أنصار صادق عبدالله الأحمر.
29 أكتوبر 1993: مقتل ابن أخت نائب الرئيس علي سالم البيض، خارج منزله في عدن، وقد نجا من محاولة الاغتيال اثنان من أولاد البيض.
15 نوفمبر 1993: إطلاق نار من ثكنات للجيش على منزل عدنان علي سالم البيض. ولم يصب بأذى.
11 ديسمبر 1993: شخص مجهول يطلق النار على صحيفة “صوت العمال” في صنعاء. ولم تقع إصابات.
17 ديسمبر 1993: الشرطة العسكرية تمنع سيارة رئيس الوزراء حيدر أبو بكر العطاس، ومرافقيه، من المرور في نقطة عسكرية على مداخل صنعاء، وقد سمح له بالمرور بعد توسط مجاهد أبو شوارب وغيره.
4 يناير 1994: اغتيال 5 أفراد من القوات المسلحة في لحج؛ اثنان منهم برتبة رائد، في ظروف غامضة.
7 يناير 1994: اغتيال عبدالكريم صالح الجهمي، عضو الحزب الاشتراكي اليمني، خارج منزله في صنعاء.
3 مارس 1994: مقتل عضو في الحزب الاشتراكي و6 آخرين في إب.
25 مارس 1994: اغتيال حيدر عبدالله غالب، عضو الحزب الاشتراكي، طعنا بالسكاكين، بالقرب من جامعة صنعاء.
4 أبريل 1994: اغتيال أحمد خالد سيف، مسؤول الحزب الاشتراكي في منطقة النجدة محافظة تعز، رميا بالرصاص.
رمضان عام 92: اغتيال محمد سعيد البريكي، مأمور مديرية ميفعة بمحافظة شبوة سابقا، من قبل عناصر من الجهاد مدعومة من قائد عسكري في صنعاء.
وبعد انقضاء الفترة الانتقالية بسنوات، وفي تاريخ 28 ديسمبر 2002، حدث الاغتيال الأكبر، الذي طال الشهيد جار الله عمر، أمين عام مساعد الحزب الاشتراكي، على يد متطرف، داخل مؤتمر عام لحزب التجمع اليمني للإصلاح.

انزياح أوراق التوت
ليندا محمد علي*
من المستفيد من تصفية القيادات العسكرية الجنوبية وما الهدف من تلك التصفيات؟
سؤال تضعه وتجيب عليه المحامية ليندا محمد علي التي ترى أن من بين أهداف اغتيال وتصفية القيادات العسكرية والأمنية خمسة أهداف رئيسية تتمثل في:
1.   استبدال السياسة المتبعة لمواجهة الحراك السلمي الجنوبي العصي على التطويع والسحق، لأن من يتصدى للحملات الأمنية الرسمية ويقدم صدره عاريا أمام رصاص أجهزة الأمن لا شك أن يخشى الموت بعبوة ناسفة أو على أيدي ملثمين، وبالتالي يكون مواجهة الحراك من خلال صناعة العمليات الإرهابية أداة سهلة لتقليص مساحة الثورة الجنوبية وإجبار أبناء الجنوب على القبول بالفتات الذي سيقدمه لهم مؤتمر الحوار الوطني.
2.   التخلص من الكفاءات الجنوبية التي لم تتورط في عمليات فساد أو إنها أقل فسادا من نظرائها من أساطين النهب والسلب الذين ما يزالون يتمتعون بنفوذ وسلطات لم تأخذها منهم الثورة الشبابية السلمية سواء من أنصار الرئيس المخلوع أو ممن ادعوا أنهم قد أيدوا الثورة وهم من حافظوا على كل المصالح التي بنوها من خلال سوء استخدام السلطة العسكرية والأمنية ونهب المؤسسات العسكرية والأمنية ومواردها.
3.   تعميم حالة الانفلات الأمني في عموم المحافظات اليمنية ونقل هذه الفوضى إلى محافظات الجنوب لمساواتها بشقيقاتها الشمالية والقضاء على ما تبقى من روح مدنية ورثها الجنوب من عهود ما قبل الاستقلال وما قبل وحدة 1990م الموءودة.
4.   الهدف الرابع هو الإبقاء على حالة الانفلات الأمني لأن الاستقرار الأمني يعني الاستقرار السياسي وبالتالي توفر أجواء لتفعيل القانون والبدء بفتح ملفات الفساد الإداري والمالي والسياسي وانزياح أوراق التوت التي تستر بها العابثون وغطوا بها عوراتهم السياسية والأخلاقية والاقتصادية.
5.   قطع الطريق على القيادات الجنوبية المبعدة في حرب 1994م والتي يمكن أن تخلق عودتها للعمل حالة من اختلال التوازن بين قوى الفساد والقيادات النزيهة، أو بين المخلصين لكل الوطن، وأصحاب النزعة الشطرية الانفصالية من "أنصار وحدة 7 يوليو".
* محامية

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد