الذكرى الثانية مجزرة كنتاكي

2013-09-18 17:56:33 • تقرير خاص


في الذكرى الثانية لمجزرة كنتاكي ـ التي ارتكبتها قوات الرئيس السابق بحق شباب الثورة ـ يعود لشوارع العاصمة صنعاء ألقها اليوم بمسيرة حاشدة تعيد محاكمة صالح ورفع الحصانة عنه إلى الواجهة مجدداً، فيما تؤكد اللجنة التنظيمية للثورة أن هناك برنامجا تصعيديا سيتم الكشف عنه بعد غدٍ الجمعة بحسب بيان لها تلقت الصحيفة نسخة منه.

أنس السعيدي وأمنية الجنرال
لم تتحقق أمنية الجنرال/ علي محسن الاحمر بأن يكون اسم الطفل الشهيد "أنس السعيدي" هو اسم الحديقة ـ مقر الفرقة الأولى مدع سابقاً- كما أعلن عن رغبته بذلك أواخر سبتمبر 2011، إلا أن الرجل ـ الذي يحظى باحترام كبير ومصداقية، بصفته حامي الثورة من تعنت الرئيس السابق وقواته ـ يبدي ارتياحه من تحقق أمنيته ولو لم تكن بنفس الاسم الذي رغب به- " حديقة الشهيد أنس السعيدي"، وستظل حديقة 21 مارس هي حديقة الشهيد أنس على الأقل في قلب الرجل آثر أن يستمع لصوت إنسانيته ليقف في وقح نظام قبيح رغم إغراءات الرئيس السابق.
أصغر رموز الثورة
لم تخلُ ساحة من ساحات الثورة في عموم محافظات الجمهورية من صوره، كما لم تكن لتخلو أي مسيرة ثورية منها أيضاً، فيما تمنت العديد من النساء لو كان أنس هو ابنهن الذي يفخرن به، وأطلقت أخريات اسمه على مواليدهن.
هو الشهيد الطفل "أنس السعيدي" ـ أصغر شهداء الثورة اليمنية السلمية ـ سقط برصاصة قناص قاسِ من قناصة نظام صالح الاثنين 19/9/2011 صباح اليوم الثاني من المجزرة البشعة التي ارتكبتها قواته أيضا في "كنتاكي" التي أصبحت جولة النصر "وسقط فيها 26 شهيداً و1000 بين جريح ومصاب وحالات اختناق بالغازات السامة.
وأثارت جريمة قتل الشهيد انس ـ الذي لم يكمل شهره العاشر بعد ـ استنكار ونقمة الشارع اليمني، وتم استبدال اسم شارع الرياض الذي استشهد فيه أنس - وهو شارع تجاري- إلى" شارع الشهيد أنس"، وكان استشهاد انس صادماً لعائلته ولجميع اليمنيين، إذ استعصى فهم أسباب قتل رضيع من قبل القوات العسكرية الموالية لنظام الرئيس صالح.
وتحول الطفل أنس السعيدي إلى رمز من رموز الثورة الشبابية السلمية، وعُلقت صورة مجسمة له في وسط ساحة التغيير بصنعاء باعتباره أصغر شهداء ثورات الربيع العربي.
ونُقل عن والد انس ـ لوسائل الإعلام ـ تفاصيل مصرع طفله الرضيع أن قناصاً يرتدي زياً مدنياً أطلق النار من أحد المباني المرتفعة المطلة على ساحة التغيير بشارع الرياض على الزجاج الخلفي لسيارته التي كانت متوقفة مقابل مكتبة لبيع المستلزمات الدراسية لتخترق الجانب الأيمن من مؤخرة رأس الطفل الرضيع وتخرج من مقدمة جبينه، وكانت الساعة حينها الحادية عشرة صباح الاثنين 19/9/2011.

كنتاكي الحزين
الأحد 18/9/2011 الساعة الرابعة عصراً.. خرج عشرات الآلاف من شباب ساحة التغيير في مسيرة حاشدة باتجاه شارع الزراعة - المدخل الشرقي لساحة التغيير ـ يهتفون بصوت عالِ بإسقاط النظام ومحاكمته وإقامة دولة مدنية ينشدونها تحقق العدل والمساواة وتكفل لهم كرامة العيش.. إلا أن بلاطجة "صالح" وقواته الموالية التي كان يقودها نجله "أحمد" وابن أخيه "يحيى" كانت تتربص بهم هناك في منطقة باب "القاع" وفي الأزقة والحواري ومن أسطح البنايات والمباني الحكومية المحيطة، إضافة إلى قناصة آخرين كانوا يعتلون أسطح البنايات الكبيرة في " كنتاكي" كـ عمارة "لا اله إلا الله" وبرج عذبان وبنايات أخرى في شارع هائل المحيط بساحة الثورة وشارع بغداد.. ليصل الشباب بمساندة حماة الثورة إلى جولة كنتاكي ونصبوا خيامهم هناك بعد مجزرة بشعة ارتكبتها قوات "صالح" وبلاطجته راح ضحيتها 26شهيداً ومئات الجرحى، وأطلقوا عليها جولة النصر.
القاع وصمود الثوار
وصلت مسيرة شباب ساحة التغيير في الرابعة والنصف وما أن اقتربت المسيرة من مبنى مؤسسة الكهرباء في منقطة "باب القاع" حتى واجهت قوات نظامية من الأمن المركزي ومكافحة شغب وبلطجية مسلحين ينهالون على المسيرة السلمية بالرصاص الحي بجميع أنواع الأسلحة: كلاشنكوف، آر بي جي، ورشاشات، ومدافع المياه التي استخدمت فيها مياه المجاري، ناهيك عن استخدام مضاد الطائرات والدوشكا.
استمر الهجوم على الثوار السلميين قرب مؤسسة الكهرباء في مذبحة بشعة سطر فيها الشباب ملحمة من الصمود في مواجهة آلة القمع الفتاكة التي استخدمها "صالح"، وقام بلاطجة صالح بإحراق مبنى الكهرباء بهدف إيجاد مبرر لارتكاب تلك مجزرة بحق المتظاهرين السلميين.
وكانت قوات الأمن تطلق قذائف "آر بي جي" بشكل مباشر على المتظاهرين ما أدى إلى تهشم رؤوس عدد منهم- بحسب إفادة شهود عيان لوسائل الإعلام حينها ـ مؤكدين بأن جنوداً من اللواء الرابع والأمن المركزي استخدموا الرصاص الحي، وأسلحة 12/7 ما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى.
ومع اقتراب المغرب والهجوم ما يزال مستمراً على الثوار كان المستشفى الميداني لساحة التغيير قد استقبل 20 شهيداً و100 مصاب بالرصاص الحي وأكثر من 500 حالة إصابة باختناقات جراء الغازات السامة التي أطلقت عليهم، ما يؤكد وقوع مجزرة حقيقية ارتكبت بحق المتظاهرين، وأكدت تقارير المستشفى الميداني أن الإصابات التي تلقاها الشباب تركزت في الرأس والصدر والرقبة، مشيرين إلى أن بعض الجثث وصلت مفصولة الرأس وبعضها برؤوس مهشمة.
تعزيزات حماة الثورة
وفيما استمر الهجوم على شباب الثورة في القاع وقرب مؤسسة الكهرباء قامت قوات عسكرية مزودة بالأسلحة الثقيلة والآليات بمحاولة اقتحام ساحة التغيير من المدخل الجنوبي للساحة قرب سور كلية الآداب من جهة جولة كنتاكي، وقامت بإطلاق عدد من القذائف مرت فوق الساحة باتجاه مقر الفرقة الأولى مدرع التي أعلنت انضمامها للثورة وحماية الثوار عقب مجزرة جمعة الكرامة 18 مارس 2011.
وشهدت ساحة التغيير توافداً كبيراً للثوار لحماية الساحة من أي محاولة اقتحام محتملة، فيما انطلقت عدد من المسيرات الغاضبة والمستنكرة لمجزرة نظام صالح في حي القاع، في كل من عدن وتعز وإب والحديدة، فيما شهدت مداخل تلك الساحات في المحافظات تطويقاً كبيراً من قوات موالية لـ"صالح"، معلنين تضامنهم مع ثوار ساحة التغيير وتنديدهم بما يحدث من مجازر ضدهم.
واستمرت تضحيات الشباب وصمودهم في القاع وتمكنوا من تجاوز السياج الأمني ووصلوا إلى جولة "كنتاكي"، وحينها وصلت تعزيزات معادية نحو أكثر من 20 حافلة محملة بالمسلحين من البلاطجة، باشروا الاعتداء على الشاب من جديد قبيل المغرب، إلا أنهم ظلوا صامدين معلنين عزمهم أداء فريضة صلاة المغرب هناك تحت وقع الرصاص والانفجارات التي هزت العاصمة بدون خوف مخلدين لوحة رائعة للصمود والحرية.
ووصلت تعزيزات الفرقة الأولى مدرع في الساعة السابعة والنصف إلى المنفذ الجنوبي لساحة التغيير لتأمين المنفذ من هجمات قوات صالح وبلاطجته المتوالية الهادفة لاقتحام الساحة واستمرت الاشتباكات بين القوتين (حماة الثورة ـ وحماة صالح) والثوار ما يزالون يتعرضون للهجوم العنيف أيضاً في جولة كنتاكي ويواجهونه بصمود أسطوري.
وكانت ما تزال سيارات الإسعاف أيضاً تنقل المصابين والجرحى والشهداء إلى المستشفى الميداني والذي بدوره أطلق نداءً عاجلاً إلى الأطباء للمساعدة كما أطلق نداء استغاثة للتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى.
فيما يحاول المتظاهرون اقتحام مبنى وزارة الأشغال في جولة كنتاكي، والذي يتمركز فيه بلاطجة مسلحون يطلقون النار وقذائف آر بي جي على المتظاهرين من داخل المبنى.
سلموا أنفسكم
بعد اشتباكات عنيفة مع الأمن المركزي والحرس الجمهوري والبلاطجة استطاع حماة الثورة (الفرقة المدرعة) السيطرة على المباني المحيطة بمبنى وزارة الأشغال في "كنتاكي" وكانت الساعة حينها الثامنة وبضع دقائق ليدعو "حماة" بمكبرات الصوت البلاطجة المتحصنين في المبنى إلى أن يسلموا أنفسهم وأن المكان أصبح تحت السيطرة، فاقتحم حماة الثورة مبنى الأشغال الذي يتحصن فيه البلاطجة، حينها كان عدد الشهداء قد ارتفع إلى 25 شهيداً ومئات الجرحى والمصابين باختناقات، حيث أكد المستشفى الميداني أنه حتى ذلك الوقت ارتفع عدد المصابين بالرصاص الحي إلى 270، بالإضافة إلى أكثر من 800 مصاب بالغازات السامة، و25 شهيداً، مفيداً بأن عدد الشهداء مرشح للزيادة بسبب أن معظم الإصابات كانت حرجة وتقع في الرأس والصدر والرقبة.
تحت السيطرة
وبعد تعرضها للقصف العنيف بقذائف الـ"آر بي جي" والمواجهات الشرسة من قوات الحرس والأمن المركزي أثناء قيامها بحماية المتظاهرين وحماية الساحة من الاقتحام تمكنت قوات الفرقة الأولى مدرع "حماة الثورة" من دحر قوات الحرس والأمن المركزي، واستطاعت إحكام السيطرة على جولة كنتاكي إلى الجنوب من ساحة التغيير، ومع اقتراب الوقت من التاسعة مساءً تجاوز حماة الثورة والثوار حدود "المنطقة الخضراء" كما كان يطلق عليها، وتم فرض السيطرة إلى ما بعد جولة كنتاكي، وفرار قوات الحرس والبلاطجة منها، وتمكن المتظاهرون من حصار آخرين في المباني التي كانوا يتحصنون فيها، والقبض على العديد من البلاطجة المسلحين.
جيناكي ياكنتاكي
«جيناكي جيناكي يا جولة كنتاكي» هكذا كان شباب الثورة يرددون عند جسر جولة كنتاكي وأحكموا السيطرة بمساندة جنود الفرقة المدرعة وحماة الثورة ويسيطرون على كافة مداخل ومنافذ "كنتاكي" وقاموا بتشكيل نقاط تفتيش أمنية، وبدأت قوات الفرقة بتمشيط شارع الدائري بالقرب من مكتب نجل صالح "أحمد"، الذي وجدوا فيه العديد من البلاطجة المسلحين حاولوا إحراق الوثائق الموجودة فيه إلا أن حماة الثورة والشباب استطاعوا إخماد تلك الحرائق وقبضوا عليهم وسلموهم إلى اللجنة الأمنية في الساحة، فيما بدأ شباب الثورة بنصب أول خيمه في جولة كنتاكي باتجاه منطقة حدة والزبيري وكانت الساعة حينها تشير إلى التاسعة مساءً.
جولة النصر
"من جولة النصر سنزحف حتى القصر" هكذا هتف الثوار بحماس شديد وهم يوسعون حدود ساحتهم وخيامهم إلى جولة "كنتاكي" التي أطلقوا عليها "جولة النصر"، وحينها عزم الثوار على أداء صلاة العشاء بعد نصب خيامهم، فيما استمرت الفرقة بتمشيط شارع الدائري باتجاه جولة الرويشان، واستطاعت فرض سيطرتها على المنطقة المحيطة بالكامل.
معاودة الهجوم
ما حدث في جولة النصر لم يكن مرغوباً لدى نجل صالح وابن عمه، حيث وجه الثوار وحماة الثورة صفعة قوية إليهم، فحاولوا على استحياء استعادة مواقعهم، حيث بدأت تتوالى أصوات الانفجارات وضرب رصاص كثيف على امتداد شارع الزبيري من جوار وزارة الشباب والرياضة -غرب جولة النصر- وأخرى من جوار المستشفى الجمهوري - شرق جولة النصرـ فيما ظل المتظاهرون ملتزمين بعدم التحرك من جولة النصر مهما كلف الأمر من تضحيات، عاقدين العزم على مواصلة الزحف نحو دار الرئاسة طلباً للحسم الثوري، حيث والمؤشرات كانت تدل على تعثر التسوية السياسية جراء مماطلات ومراوغات "صالح" المتكررة بشأن التنازل عن الرئاسة لنائبه، و الدخول إلى مرحلة انتقالية.
وفي العاشرة والنصف مساءً وصلت تعزيزات كبيرة من قوات الحرس إلى جوار المستشفى الجمهوري ووقعت اشتباكات عنيفة في المنطقة المحيطة بالمستشفى قرب جولة النصر سقط فيها العديد من الجرحى في صفوف الفرقة المدرعة، كما عاودت قوات نجل صالح قصفها لجولة النصر والشباب المرابطين فيها بقذائف "آر بي جي" وسقوط عدد من الضحايا من الشباب.
اليوم الثاني للمجزرة
وفي تمام الثالثة فجراً من صبيحة 19/9 نفذت القوات التابعة لبقايا النظام عملية قصف مكثف على جولة كنتاكي، وعلى «عمارة لا إله إلا الله»، التي تعرضت لقصف مكثف، وأكثر من 50 قذيفة، من قبل دبابات ومدافع الحرس المتمركزة في شارع بغداد وشارع هائل، ومعسكر الحرس في عطان، في محاولة لهدم العمارة على رؤوس المعتصمين بجوارها، واشتعلت النيران في عمارة «لا إله إلا الله»، ولكن شباب الثورة لم يغادروا جولة كنتاكي، في الوقت الذي تجاوز فيه القصف المدفعي الجولة إلى عمق ساحة التغيير التي تعرضت لعشرات القذائف فجراً، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المعتصمين في الساحة، وسمع دوي إطلاق نار بأسلحة الرشاشة كما سمع دوي انفجارات، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من جهة تقاطع جولة النصر "كنتاكي" وسط صنعاء.
ووصل منذ فجر الاثنين إلى المستشفى الميداني 13 شهيداً وعشرات الجرحى جراء القصف والقنص على الساحة من جميع الاتجاهات.
اليوم الثالث للمجزرة
عاودت القوات التابعة للنظام قصفها ساحة التغيير بصنعاء، وجولة النصر بقذائف الهاون والمدفعية، كما لم تهدأ العاصمة من الانفجارات المتواصلة، وفوجئ المعتصمون بساحة التغيير فجر الثلاثاء 20/9 بسقوط ثلاث قذائف هاون على الساحة بجولة القادسية، مخلفة 4 شهداء وعدد من الجرحى، فيما استمر الهجوم بالقذائف ليرتفع العدد إلى 9 شهداء مع ظهر الثلاثاء بينهم أطفال، فيما استمر القصف على عدة أحياء سكنية بالصواريخ والبوازيك وقذائف الهاون بشكل عشوائي تسبب في تدمير العديد من المنازل وإحراقها في شارع هائل والأحياء المحيطة بالساحة، فيما تجددت الاشتباكات في شارع الزبيري بين حماة الثورة وقوات الحرس والأمن المركزي الذين يحاولون استعادة جولة النصر "كنتاكي" التي نصب الشباب فيها خيامهم.
100 شهيد
وأكدت إحصائيات المستشفى الميداني أنه خلال ثلاثة أيام من الهجوم على الشباب في كنتاكي وصل عدد الشهداء 87 شهيداً وأكثر من 1000 جريح ومصاب بحالات اختناق بسبب الغازات السامة، في حين أن القصف الذي طال منزل علي محسن الأحمر وحميد الأحمر في منطقة الخمسين في حدة خلف 13 قتيلاً وعدداً من الجرحى.


يتذكرون كنتاكي
كتب/ ياسر الجابري
 " من أبناء محافظة تعز جبل حبشي أحد جرحى جولة كنتاكي في يوم الاثنين 19/9/2011م , رغم صغر سنه إلا أنه قدم لليمن ما عجز عن تقديمه الكثير من السياسيين والنخب التي تدعي قدرتها على التغيير, فيما هي لا تزال تجيد فن التنظير ليس إلا, خرج مطالبا الحرية ومناشدا العدالة رافضا للظلم حد قوله رغم أن مرارات المعاناة والظلم لم يكن قد تجرعها من النظام بعد !! نظرا لصغر سنه الذي لم يتجاوز ال 14 عاما.
أصبعه الصغيرة (الخنصر) مبتورة, نتيجة إصابته بتلك الشظايا ولا يستطيع أن يكتب بها بعد أن بترت بفعل تلك الشظايا, وإصبعه (البنصر) تم عمل زراعة عظم لها في مستشفى جامعة العلوم, كما كانت نتيجة تلك الإصابة تهشم عظم مرفق الساعد الأيمن مع جزء من المفصل , وتم إجراء له عملية زراعة عظم له في الأردن على حسابه الخاص, يحمل في قلبه كثيرا من الآمال والتفاؤل لا يعرف اليأس الى قلبة سبيلا, ودعناه وهو يقول (لا يهمني أي شيء ....المهم هو ان تحقق الثورة أهدافها)..
يشتاق أسامه لمدرسته معاذ ابن جبل في شارع الرقاص بالعاصمة صنعاء التي تركها للعام الثاني على التوالي, يشتاق للعودة إلى فناء مدرسته واللعب مع زملائه وأصدقائه بعد أن حُرم منها بفعل شظايا مضاد طيران سكنت جسده البريء الطاهر في حي القاع , ولا تزال (4) من هذه الشظايا مستقرة في الحجاب الحاجز كما تفيد التقارير الطبية ذلك .
الوركي.. جريح في الشيخوخة
الوالد الوركي ـ أحد أبناء محافظة عمران مديرية عيال سريح عزلة الورك أحد جرحى جولة كنتاكي في يوم الأحد 9 شوال 1432هـ الموافق 18 /9 2011م ـ أصيب بطلقة ناريه في عينه اليمنى أدت الى تمزق العروق في الجهة اليمنى للرأس مما أدى إلى شلل وفقدان النظر التام بها, وصعوبة كذلك في السمع في الأذن اليمين حتى أصبح لا يسمع إلا بصعوبة بالغة خاصة في أذنه اليمنى كما يقول, تلقى العلاج في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا, مكث هناك قرابة شهرين, حتى تماثل للشفاء وأصبح فقط يرى بالعين اليسار, لا شيء يواسي آلمه كما يقول سوى أن يرى أهداف الثورة تتحقق كاملة غير قابلة للتجزئة أو التقصيد المريح كما تسير علية اليوم..
إعاقة ووضع مأساوي
الجريح محمد المالكي ـ من أبناء محافظة اب مديرية السياني ـ في عنفوان شبابه أعطاه الله بسطة في الجسم وقدرة على تحصيل الرزق الحلال لأولاده البالغ عددهم (8) أولاد, كان يعمل في مزرعة للقات كان قد أستأجرها قبل حوالي 3 أعوام في مدينة البرح محافظة الحديدة, كانت توفر له مصدر دخل لا بأس به, جعلته يعيش مرتاحا مطمئنا مع أولاده, ولكن مع انطلاق الثورة وانعدام مادة الديزل لم يستطيع مواصلة عملة في مزرعة القات في مدينة البرح التي كانت تمثل مصدر الدخل الوحيد له ولأسرته عندها غادر الى العاصمة صنعاء, وهناك عمل مقوت في حي القاع, ومع انشغاله بعملة إلا أن الثورة لم ينساها فكان يشارك الثوار في مسيراتهم التي كانوا يطوفون فيها شوارع العاصمة.
وفي يوم الأحد 18/9/2011م خرج مع زملائه للمشاركة في المسيرة السلمية التي دعا اليها شباب الثورة , خرج كما يقول وهو حامل كفنة بيديه, عازم في خلجات نفسة أنه لن يعود في ذلك اليوم, كونه كان يشعر أن شيئا ما يخفيه البلاطجة للثوار الذين أعلنوا في تلك المسيرة التصعيد الثوري, وعندما وصل مع الثوار الى جولة النصر (كنتاكي) كان على موعد حينها مع طلقة استقرت في ساق قدمه , والتي كان من آثارها فقدان 10سم من عظم الساق كما يقول الأطباء, حتى أصبحت قدمه معطلة لا يقدر العمل ولا السير عليها..
أبرز المعاناة هي فقدانه لرجله, كونها أصبحت غير قادرة على العمل ولا يقدر أن يتحرك إلا بعكازته, يريد كما يقول علاج لرجله ولا أريد غيرها أي شيء, ناهيك عن معاناته النفسية والاجتماعية التي يعاني منها جراء الإصابة, التي جعلته لا يستطيع توفير لقمة العيش لأبنائه, إضافة إلى عجزه عن توفير إيجار البيت الذي كان قد استأجره في صنعاء ثم غادر بعد شهرين ليسكن في مدينة القاعدة بعد ان عجز عن دفع الايجار كما يقول.
محمد عاد الى مصر من رحلته العلاجية التي غادرها في 26يناير 2011م ضمن الدفعة الأولى من جرحى الثورة الذين غادرو الى القاهرة للعلاج على نفقة الدولة والذين تم تسفيرهم عن طريق مؤسسة وفا لرعاية أسر الشهداء والجرحى .

جريمة منحوتة على الأجساد
 مالك محمد علي ثابت البعداني ـ من محافظة إب، يبلغ من العمر 39 سنة، متزوج ولديه4 بنات ـ كان يعمل مدير مبيعات في إحدى الشركات بمحافظة ذمار وكان غالباً ما يتردد على الساحة.
في يوم 18 -9 -2011 كان في منطقة معبر بذمار وعندما سمع عن مجزرة القاع ندم كثيراً لعدم التحاقه بها، وفي نفس الليلة رجع إلى منزله القريب من جولة كنتاكي، ليخرج في اليوم الثاني 19سبتمبر 3 مرات إلى الساحة، وفي الرابعة أصابته رصاصة دخلت من الكتف الأيسر لتخترق القفص الصدري وبالقرب من القلب وتستقر في العمود الفقري, أدخل على إثرها العناية المركزة، وسببت له الإصابة تهشماً في الفقرة الثالثة من العمود الفقري، ومشاكل صحية في الرئة فأصيب بشلل نصفي رغم إجراء عملية في الأردن.
مالك البعداني غادر إلى مصر للعلاج ضمن الدفعة الأولى من جرحى الثورة الذين تم تسفيرهم عبر مؤسسة وفاء لرعاية أسر الشهداء والجرحى والذي أحب من خلال هذه الذكرى أن يبعث بكل عبارات الشكر والتقدير للمؤسسة التي أضحت الجهة الوحيدة التي تخفف من معاناتهم وتقف معهم في كل وقت وحين.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد