اعتبر "المؤتمر الجنوبي" ما حدث في محافظة شبوة الجمعة من اعتداء ارهابي أودى بحياة عدد كبير من الجنود بأنه استمرار ممنهج لتدمير الحالة السياسية والمعيشية والنيل من استقرار الجنوب منذ سابع من يوليو عام 1994م عندما شرع النظام في هدم أركـان الدولة المدنية التي عاش في رحابها شعب الجنوب منذ فجر الاستقلال في الـ30 من نوفمبر 1967م.
جاء ذلك بيان صادر عن القيادة المؤقتة للمؤتمر الجنوبي الأولى بشأن الأحداث التي شهدتها محافظة شبوة وراح ضحيتها عشرات القتلى من الجنود .
وقال البيان إن الفشل السياسي لا يمكن إلا أن يجر الى فشل اقتصادي وأمني، مضيفا: ".. وهذا ما نلاحظه في تدني مستوى المعيشة وفي هذا العدوان الارهابي المتنقل بين محافظات الجنوب ضد المواطنين المسالمين وفي اغتيال الكوادر العسكرية والأمنية الجنوبية بأيادٍ مجهولة، أو في اطلاق يد الارهاب بالاعتداء على المرافق الاقتصادية والعسكرية، لجعل الجنوب في حالة اضطراب دائم واشغاله عن قضيته الأساسية المتمثلة في حق تقرير المصير واستعادة دولته المدنية، وهي جرائم لا يمكن تغطيتها أو تبريرها إلا في نطاق العجز عن ايقافها لأنها تأتي في إطار الابتزاز والتخطيط الممنهج والمتعمد للقوى المتنفذة.
وحمل المؤتمر الجنوبي المسؤولية الكاملة عما آلت إليه حالة الأمن والاستقرار في المحافظات الجنوبية وفي الشمال، القوى السياسية والعسكرية المتنفذة وسياساتها الرامية الى اقتسام التركة لأنها-وفقا للبيان-، لا تعترف بالقضية الجنوبية بل تعتبر الجنوب جزءاً من تلك التركة التي يجري الصراع حولها، وهذا ضرب من الخيال لأن في الجنوب شعب حي يعي حقوقه وواجباته ومستعد للتضحية بأغلى ما يملك لاستردادها.
وأكد البيان على مكانة الجنوب وموقعه الجيواستراتيجي في المنطقة والعالم وتأثير ما يحدث فيه على مجمل الأحداث في الجنوب والشمال ومنطقة الخليج والجزيرة والبحر الأحمر والقرن الافريقي واعتبار الأمن فيه جزء من الأمن الاقليمي والدولي لا يمكن العبث به، داعيا إلى فضح من يقوم بهذه الأعمال والمخططات للإبقاء على حالة عدم الاستقرار وتعكير صفو الأمن لضمان بقاء سيطرتهم وتحكمهم واستغلالهم لموارد الجنوب، معرباً عن ادانته لهذه السياسة وما ينجم عنها واعتبرها دعماً لقوى الارهاب التي تسعى إلى اشاعة حالة الفوضى وعدم الاستقرار، وأكد أن المدخل الصحيح للقضاء على الإرهاب أياً كان مصدره ومكانه يكمن في إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية يرتضيه شعب الجنوب حفاظاً على الأمن والاستقرار المحلي والاقليمي والدولي.
وأكد إدانته بأشد العبارات لإزهاق أرواح العسكريين في شبوة وغيرها سواء نفذته القاعدة أو من يقف ورائها، وأعلن عن تعاطفه مع أهالي الشهداء والضحايا وذويهم.