العاصمة تختنق

2013-09-28 12:32:33 تقرير خاص


أصبحت الاختناقات المرورية والازدحام واحدة من المشكلات التي تعانيها العاصمة صنعاء, كغيرها من محافظات يمنية أخرى.. وغدت تؤرق ليس المواطن فحسب, بل الجهات المسئولة.. ورغم اتخاذ السلطات المعنية عدداً من التدابير لحل أو التخفيف من المشكلة.. لكن ذلك بدا غير مجدٍ..

تمثل الاختناقات المرورية في الأمانة معضلة حقيقية- حد متابعين يؤكدون أنها بحاجة إلى معالجات سريعة ومسئولة- كونها مشكلة قائمة وليست مفتعلة..
 فأصبح المواطن يركب سيارته أو الباص وكابوس الازدحام يطارده لأنه سيتأخر عن عمله أو مريضه الذي ينتظره.
أسباب
وتتعدد الأسباب التي تقف وراء هذه المشكلة, فتزايد عدد السيارات في العاصمة صنعاء تعد واحدة منها. وبحسب تقديرات الإدارة العامة للمرور بلغ عدد ما تم ترقيمها رقماً قياسياً، إذ وصلت إلى 250 ألف سيارة .
وفي ظل الأعداد الكبيرة والمتزايدة لعدد المركبات خصوصاً حافلات الأجرة التي تمثل جزء من أسباب الإشكالية.. في حين لا توجد خطة أو رؤية استراتيجية للحد من استيراد المركبات..
وقد يبدو سعي الجهات المعنية في الحصول على عوائد أكثر من خلال الرسوم التي يتم تحصيلها من جمارك ومرور عاملاً مساهماً في هذا التزايد الكبير.
أرقام
وتشير إحصاءات الإدارة العامة للمرور أن عدد سيارات الأجرة العاملة في الأمانة يصل إلى 45 الف سيارة, فضلاً دخول شركات خاصة بسيارات الأجرة، وتؤكد أن الطلبات المقدمة إليها للحصول على أرقام السيارات الأجرة يفوق العدد المخصص عشرة أضعاف.
 ويبلغ عدد الباصات العاملة في أمانة العاصمة 15000 باص متنوعة، في الوقت الذي تحدد. وهناك 1200 ورشة وسمكرة وهي تسبب الازدحام بسبب عدم وجود مواقف خاصة بها ، ويبلغ عدد الكادر المروري في الأمانة 3273 بين ضابط وفرد موزعين على الأمانة.
عشوائية وضيق شوارع
وتمثل قضية ضيق الشوارع والطرق سبباً ثانياً وعلى عكس ما هو معمول به في الدول الأخرى التي يصل عرض الخط الواحد إلى 14 متراً مع إيجاد مواقف خاصة للسيارات على جانبي الشوارع. فالشوارع في بلادنا لا يزيد عرض الخط الواحد عن 12 متراً.
وتعد عشوائية التخطيط واحدة من الأسباب التي تقف وراء الازدحامان المرورية، أعمال حفريات لمجاري أو خطوط تلفون لا تكاد تنقطع من شارع لآخر.
 وتشير الإدارة العامة للمرور إلى عدد من الأسباب التي تؤدي للاختناقات في حركة السير, أهمها ضيق الشوارع تم تصميمها في الستينات والسبعينات ولم ينتبه الذين وضعوا التصاميم لما يحصل اليوم واعتمادهم على قلة السيارات في ذلك اليوم.
وبحسب إدارة المرور فإن الزيادة المخيفة في أعداد السيارات، سبب من أسباب الاختناقات المرورية، وتعد أسواق القات وورش السمكرة والمطاعم وتسيب بعض رجال المرور ومخالفة سائقي الحافلات لخطوط السير أسباب أخرى.
تشخيص موضوعي:
ويرى العقيد/ عبد الكريم الجائفي من إدارة المرور أن للاختناقات المرورية أسبابها الموضوعية ولا سبيل لإنكارها.. يقول لـ( أخبار اليوم): وهي في الغالب خارج نطاق قدرة المرور للسيطرة عليها.. ومن الأسباب عدم أحساس بعض السائقين بقيمة الوقت.
 إذ تجدهم يخرجون من منازلهم دون أن يكون هناك حاجة لذلك.. ما نشاهده في الشوارع غير مبرر.. حركة السيارات غير منظمة.
وبحسب الجائفي؛ تم القيام بدراسات علمية حول موضوع التحرك بالسيارات بدون حاجة ملحة لذلك.. ووجدوا أن 40% من حركة السيارات يمكن تأجيلها أو إلغائها في حال تم التفكير السليم قبل بدء التحرك.
فيما يتهم محمد أمين - سائق تاكسي السائق بأنه السبب في الاختناقات. إذ يقوم بعكس الخط أو الوقوف وسط الخط ، وأما رجال المرور فهم يقومون بواجبهم ولكن لابد من التوعية للسائقين عبر المرور، كما لابد من ضبط المتسببين بالازدحام، فالقيادة للمركبة فن وأخلاق..
 ويقول: بعض رجال المرور يعكسوا صورة سيئة عن المرور ودوره في خدمة المواطن بل هم من يسببوا عرقلة كبيرة للسير ، ويبدأ السائق بالتلفظ على رجال المرور ونعتهم بألفاظ مسيئة .
 أمين عام نقابة السائقين يقول: ما شهدته العاصمة من نمو عمراني كبير وتطور في مختلف المجالات والتي رافقها زيادة في عدد السكان وارتفاع في عدد المركبات في ظل عشوائية التخطيط وضيق الشوارع وقصور في عمل رجال المرور وغيرها من العوامل أدت إلى اختناقات كبيرة في حركة السير..
وعن المعالجات يقول: المعالجات تكمن في التوسع في بناء الجسور والأنفاق لأنها اثبتت أنها الحل للمشكلة، وأيضاً إيجاد أسواق خاصة بالبساطين وتوعية السائقين بشكل مستمر بقواعد المرور وتخصيص أماكن وقوف للسائقين وتأهيل الكادر المروري ليصبح قادراً على أداء واجبه على أكمل وجه.
تدابير:
وكانت السلطات رأت في الأنفاق والجسور بأنها الحل الأمثل لهذه المشكلة ، ورغم أن الجسور والأنفاق التي تم إنشاؤها في الأماكن التي رأت الجهات المعنية أنها هامة قد خففت من المشكلة. لكن التدبير بدا غير كافياً لمشكلة تتعاظم.
وفي اطار ما اسمته جهود للحد من الاختناقات المرورية التي تشهدها العاصمة صنعاء, جاءت الخطة الاستراتيجية لتنفيذ الجسور والأنفاق والتي بدأ العمل فيها منذ العام 2005م.
ويرى كثيرون أن الاستراتيجية لم تحل إلا شيء بسيط من الإشكالية. وما حدث ليس سوى إهدار أموال على مشاريع .. وكان من هذه المشاريع التي حصلت أخبار اليوم على معلومات عنها:
-   مشروع جسر جولة النصر وتكلفته التقديرية مليار و623مليون و480 ألف ريال.
-   سبعة مشاريع هي: جسر تقاطع شمال القيادة, جسر جولة بيروت, جسر جولة تعز الصافية, جسر جولة عصر, وجسر جولة دار سلم وكلفتها الإجمالية 70 مليون دولار.
-   مشروع جسر ونفق تقاطع الستين الرئاسة تكلفته 13 مليون دولار أميركي.
-   مشروع تقاطع شيراتون وتكلفته مليارين و800 مليون ريال.
-   مشروع تقاطع حدة الزبيري وتكلفته 900 مليون ريال.
-   مشروع تقاطعات المرحلة الرابعة- طريق الدائري 60 مليون دولار
كما عمدت السلطات المعنية إلى القيام بحملات ميدانية على الأسواق العشوائية المنتشرة في عموم مديريات الأمانة, خصوصاً المستحدثة منها في بعض الشوارع والأزقة، وذلك لتنظيم وترتيب هذه المواقع وكذا تأهيل مواقع جديدة لاستيعاب البساطين والباعة المتجولين.. وهي حملات لاقت استحسان كثير مواطنين.. لكنها تظل مجرد حالة وقتية لا أكثر حد كثيرين..
رغم كل التدابير التي اتخذتها السلطات المعنية للحد من الاختناقات المرورية تظل الإشكالية قائمة.. ورغم تشخيص بعض الأسباب وعمل الحلول ما تزال العاصمة تختنق.


الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد