اختتم أعماله بصنعاء بعدد من التوصيات والقرارات.. مؤتمر الإعلام المعاصر بين حرية التعبير والإساءة إلى الدين ..يدعو إلى تنشيط الهيئة العالمية للإعلام الإسلامي

2009-02-11 03:39:42


أخبار اليوم/حسان الحجاجي

اختتمت مساء أمس أعمال المؤتمر الدولي "الإعلام المعاصر بين حرية التعبير والإساءة إلى الدين" الذي أقامته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد خلال اليومين الماضيين.

وقد ألقيت في المؤتمر "16" ورقة عمل من قبل عدد من الباحثين والأكاديميين إضافة إلى العديد من الكلمات والمداخلات وتناولت أوراق العمل ثلاثة محاور رئيسية هي الأولى: دوافع الإساءة إلى الإسلام والمسلمين وأسبابها، والمحور الثاني أزمة الوعي بالدين والأخلاق في الإعلام المعاصر، في حين كان المحور الثالث: واجب الأمة الإسلامية في معالجة الإساءة إلى الدين.

وقد بين المشاركون في المؤتمر أن هناك جملة من الدوافع وراء الحملة التي تشن عبر أجهزة الإعلام والدعاية تتصدرها الأمور التالية:

1 ضعف مستوى الضبط الإعلامي والثقافي العالمي بسبب تطور تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال والإعلام المباشر.

2- انتشار ظاهرة العنف والإرهاب التي طغت على الساحة العالمية وما تلاها من حملات عسكرية ووصم المسلمين بالإرهاب.

3- النزوع إلى مسخ الشخصية الإسلامية باسم الاندماج الاجتماعي.

وفي البيان الختامي للمؤتمر الذي أشار إلى الحوار الجاد الذي جرى بين المشاركين تناول الحملات الإعلامية وتوظيف الآلة الإعلامية الغربية المتأثرة بالصهيونية بكيل السباب للمسلمين وإلصاق تهم الإرهاب والوحشية ظلماً واعتنافاً وإذكاء روح الكراهية والعداء لهم تحت مبررات حرية التعبير والحقوق الدستورية والقانونية أكد المشاركون أن هذا الواقع الذي يناقض مبادئ وثيقة اليونسكو حول حرية الإعلام واحترام ثقافة الشعوب والذي يسيء إلى البعد الموضوعي لحرية التعبير يجدد الحاجة إلى تصحيح المسار ووضع حدود ملزمة لكل ما ينتهك المعتقدات والرموز الدينية واستكمالاً لدور رابطة العالم الإسلامي في إطار مبادرة الحوار العالمي التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كل من مكة المكرمة ومدريد.

وقد أوصى البيان الختامي للمؤتمر بما يلي:

1- التزام النهج الإسلامي الذي سنه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه مهتدياً بقوله تعالى: "قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين" يوسف: 108.

2- تحديد مضامين الخطاب الإعلامي وأساليبه بما يتناسب مع احترام الشعوب وثقافتها ولغاتها: "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم" إبراهيم: 4.

3- دعوة رابطة العالم الإسلامي ووزارة الأوقاف والإرشاد في الجمهورية اليمنية إلى تكوين لجنة مشتركة تضم رجال الفقه والثقافة والإعلام لوضع برنامج عمل يعالج الإساءات إلى الإسلام وتبريراتها في إطار الأمور التالية:

أولاً: البحث العميق في الجذور والأسباب الحقيقية الكامنة وراء الحملة العدائية على الإسلام التي تخطت حدود المواثيق والأعراف الدولية.

ثانياً: التواصل والتعاون مع المؤسسات الإعلامية والثقافية التي تهتم بشكل موضوعي بالإسلام، بدافع التعرف على حقيقته وحضارته، وتأثيره في ثقافة الشعوب المسلمة، ومدارسة النخب الفكرية والسياسية الغربية التي تدافع عن خيار التعامل مع العالم الإسلامي من منطلق الاعتراف بكونه رصيداً حضارياً أصيلاً لما يزخر به من إمكانات قادرة على الإسلام في حل المشكلات الإنسانية المعاصرة.

ثالثاً: تنظيم المزيد من مؤتمرات الحوار ومنتدياته استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، مع توسيع مشاركة وسائل الإعلام الإسلامي في هذا المجال لتقوم بدورها الواعي في التعريف بالإسلام والرد على الإساءات وتصحيح الصور النمطية السلبية عن مبادئه وشريعته الغراء.

رابعاً: مطالبة المنظمات والمؤسسات الإعلامية بتنسيق مواقفها والارتقاء بخطابها الإعلامي إلى مستوى المهمة المناطة بها، وإعادة النظر في طريقة عملها تجنباً لنقاط الضعف، والابتعاد عما يؤدي إلى التفرق وسعياً إلى الالتفاف حول منظومة الأفكار الإسلامية بدل مجموعة الأفراد المتحزبة عملاً بقوله تعالى: "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون" الأنعام: 159.

4- يطالب المؤتمر الإعلاميين المسلمين بتفويت الفرص على المسيئين للإسلام، وعدم الانجرار إلى مزالق الإعلام المعادي للإسلام الساعي لإثارة الكراهية وأنواع الصراع الحضاري والثقافي والديني، وأن يحرصوا على إبراز المنهج الإسلامي في مجالات الحريات وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة، والتعريف بالجانب الاجتماعي في الإسلام،وبيان محاسنه فيما يتعلق بشؤون المرأة والزواج والأمومة والطفولة، وبيان عظمة شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، وبيان مواقفه التي تكشف المعاني الإنسانية والتربوية العظيمة.

5- ودعوة الإعلاميين المسلمين إلى توضيح موقف الإسلام والمسلمين من المتغيرات السياسية الاقتصادية والتعايش السلمي بين الأمم.

6- إقامة دورات تأهيلية لإعلاميين متخصصين بمعالجة الإساءات الموجهة للإسلام والمسلمين، بحيث يتحقق فيهم ما يلي:

التمكن الجيد من العلم الشرعي وخاصة القرآن والسنة وما كان عليه سلف الأمة الصالح.

المعرفة الجيدة بالواقع عموماً وواقع الثقافات والمجتمعات الغربية.

المعرفة العامة بالشبهات المثارة ضد الإسلام بين الغربيين والردود التفصيلية عليها.

المتابعة الواعية لاتجاهات الرأي العام ووسائل الإعلام تجاه القضايا والموضوعات الإسلامية، وتأصيل فكرة حرية التعبير لدى الآخرين وفق الضوابط الخلقية والقوانين الدولية التي تمنع الإساءة للأديان.

7- تنشيط الهيئة العالمية للإعلام الإسلامي لتنفذ ما وضعته من خطط في مجال توظيف وسائل الاتصال الحديثة في خدمة الأهداف الإسلامية والتنسيق بين وسائل الإعلام في العالم الإسلامي، والتوسع في الاستفادة من شبكة المعلومات العالمية "الإنترنت".

8- دعوة منظمة "اليونسكو" للتعاون مع رابطة العالم الإسلامي في مجال الحوار ومتابعة ما بدأته عام 2007م من مناقشة حرية التعبير في إطار فهم مشترك لمضامين حقوق الإنسان والتعاون بين أتباع الحضارات.

9- تكوين لجنة إعلامية عليا يشارك فيها علماء وإعلاميون للنظر في السبل الثقافية والوسائل العلمية التي تضمن تحقيق أهداف العمل المشترك بين مؤسسات الإعلام والمنظمات الإسلامية والعلماء والدعاة مع التوسع في الحوار بين الهيئات الإسلامية وعلماء الاجتماع والإعلاميين المسلمين.

10- إقامة منتدى عالمي سنوي بإشراف رابطة العالم الإسلامي وتنظيمها يكون الهدف منه رصد ما يسيء إلى الإسلام في الإعلام المعادي وفتح قنوات الحوار مع العلماء والخبراء والأكاديميين غير المسلمين لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام في المجتمعات المختلفة والعمل على إزالة مختلف مظاهر سوء الفهم.

11- دعوة كليات الدعوة والإعلام في جامعات العالم الإسلامي إلى إيجاد مقرر دراسي يختص بالخطاب الإعلامي شكلاً ومحتوى، ومطالبتها بالاهتمام بالدراسات الجامعية في موضوعات الحملات الإعلامية على الإسلام والمسلمين ومعالجة مضامينها والرد عليها، وتوجيه طلاب الدراسات العليا إلى العناية بهذا الموضوع في رسائلهم العلمية.

12- إنشاء معهد عالمي للإعلام الإسلامي يتولى إلى جانب التدريب والتأهيل، مهمات النشر المتخصص في قضايا الاتصال الدولي الإسلامي، ويدعو المؤتمر رابطة العالم الإسلامي إلى إعداد دراسة عن المعهد ومناقشته في المؤتمر الثاني للإعلام الإسلامي الذي ستعقده الرابطة قريباً إن شاء الله في أندونيسيا.

13- تأييد مطالبة مؤتمر مكة المكرمة السابع بإنشاء هيئة استشارية من المتخصصين في القوانين والأنظمة العالمية، تعمل في إطار رابطة العالم الإسلامي مهمتها المتابعة القانونية للإساءات، والتعرف على الوسائل القانونية لمنعها، بما فيها رفع دعاوى قضائية على كل من يسيء إلى الدين الإسلامي، وذلك أمام المحاكم المختصة في بلد المسيء، وكذلك أمام المحاكم الدولية.

14- دعوة رجال المال والأعمال والغرف التجارية والصناعية والمؤسسات الاقتصادية في العالم الإسلامي إلى الإسهام في دعم المؤسسات الإسلامية المتخصصة بالتعريف بالإسلام وبنبي الرحمة محمد صلوات الله وسلامه عليه، تحقيقاً لأهدافها في تبليغ دعوة الإسلام عبر مختلف الوسائل الإعلامية.

15- تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي بين المسلمين واستخدام إمكاناتهم السياسية والاقتصادية في مواجهة الإساءة إلى الإسلام.

16- التواصل مع مؤسسات الإعلام العالمية من خلال ندوات خاصة مشتركة وشرح الصورة الصحيحة للإسلام للشخصيات المؤثرة فيها، وبيان الردود الإسلامية على الحملات والاتهامات الباطلة، وحثها على نقل الصورة الصحيحة عن الإسلام.

17- دعوة أتباع الرسالات الإلهية إلى الوقوف مع المسلمين في مواجهة ثقافة العداء للأديان ورفضها، والتصدي لدعاة الإلحاد والتعاون في إبراز المشتركات التي جاءت بها رسالات الله.

18- دعوة وزارات الإعلام والثقافة في البلدان الإسلامية إلى التنسيق في مجال التصدي للحملات الإعلامية التي تستهدف الإسلام والمسلمين ومطالبتها بالتنسيق والتعاون في هذا الشأن مع رابطة العالم الإسلامي والمنظمات الإسلامية الأخرى.

وقد وجه المؤتمر الشكر لرابطة العالم الإسلامي على مثابرتها في الدفاع عن الإسلام وعن حامل رسالته عليه السلام، وعلى إنشائها المركز العالمي للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم، وأثنى على أعماله ومنجزاته، وطالب المنظمات الإسلامية ووسائل الإعلام الإسلامي بالتعاون مع المركز.

كما وجه المشاركون فيه الشكر والتقدير لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية على رعايته للمؤتمر، وشكروا وزارة الأوقاف والإرشاد في اليمن، وعلى رأسها معالي وزير الأوقاف والإرشاد اليمني القاضي/ حمود عبدالحميد الهتار على الجهود المبذولة في خدمة الإسلام والدفاع عنه.

وقدم المشاركون شكرهم وتقديرهم إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، الملك/ عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على خدمته للإسلام ورعايته لشؤون المسلمين، وعلى مساندته لبرامج رابطة العالم الإسلامي، وإلى سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، كما وجهوا شكرهم وتقديرهم للرابطة ممثلة بمعالي أمينها العام الدكتور/ عبدالله بن عبدالمحسن التركي على تنفيذ البرامج الإسلامية والثقافية والإعلامية، وعلى ما تقدمه من خدمه للإسلام والمسلمين، ودعوا الله العلي القدير أن يبارك في هذه الجهود.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. <

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد