إلى نخبة الموفمبيك الغارقين في العطاءات السخية..

أنصتوا لفقراء اليمن

2013-10-31 19:27:12 تقرير خاص/ وليد عبد الواسع


على قارعة طريق ترابي بالقرب من مدينة الحديدة (إحدى المدن الصناعية الكبرى في اليمن) كانت امرأة تقول للناشطة أطياف الوزير: ( نحن جائعون ونحتاج إلى وظائف). وتقول شبكة الـ ( سي إن إن): إن فقراء اليمن الذين يمثلون نصف سكان البلد لا يملكون أصواتاً كافية في مؤتمر الحوار.. وعلى غرار تلك المرأة هناك العديد من الناس الذي لا يعرفون حتى ما هو الحوار، فهم يسعون جاهدين من أجل كسب لقمة العيش.

في مقطع من شريط فيديو أعده ناشطون يمنيون يستطلع آراء الناس حول مؤتمر الحوار الذي يجب أن تقتضي محادثاته إلى صياغة دستور جديد للبلد الأفقر في الوطن العربي, كانت المرأة تتحدث وكلها خيبة أمل في مؤتمر عول عليه كثيرون الخروج بالبلد إلى بر الأمان وأعدوه مفتاح الحل لأزمات البلد التي تعصف بـ(24) مليون إنسان يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة. ويتحدث متابعون عن خيبة أمل في مؤتمر الحوار الذي كان يعول عليه تحقيق الكثير من مطالب الشعب من خلال ما يعمل في مؤتمر الحوار ومثله الحكومة والبرلمان ورئاسة الدولة من سباق ذوي النفوذ من أجل تحقيق مكاسب شخصية بعيدة عن هموم المواطن والوطن اليمني. يقول الكاتب اليمني/ قيس غانم: في مرحلة معينة كان هناك أمل بأن مؤتمر الحوار قد يتوصل إلى خارطة طريق للبلد.. لكن بعد عامين تبدى لمعظم اليمنيين أن المستفيدين الوحيدين كانوا أولئك الخمسمائة وخمسة وستين مندوباً الذين شاركوا في المؤتمر داخل فندق الموفمبيك. وبحسب غانم فالبرلمان الحالي هو الآخر يبدو غير مستعد أو غير قادر على القيام بأي دور يمثل مصالح الجماهير، وفوق ذلك يواصل أعضاؤه تعزيز مكاسبهم الشخصية وعوائلهم وأصدقائهم. ولا يختلف الوضع أيضاً بالنسبة للحكومة، فالبطانة التي تحيط بوزراء الحكومة يستمرون في ممارسة عاداتهم الفاسدة المتأصلة ولا يمكنهم الرجوع وجعل أنفسهم كحراس أمناء للشعب. ويضيف:" اهتمام المواطن البسيط ليست الشؤون الخارجية أو الثروة المعدنية أو القاعدة، وقد لا يعنيه لو كان رئيسه هادي أو صالح أو زعطان.. ما يحتاجه المواطن البسيط في بلد من أقل البلدان في مستوى إنتاج الفرد هو: الأمن, المسكن، الغذاء، الماء، الكهرباء، المواصلات، الصحة، وفرصة للعمل". قال تقرير نشرته صحيفة جولف نيوز الإنجليزية: إن المستفيدين الوحيدين من مؤتمر الحوار الوطني هم أولئك الخمسمائة وخمسة وستين مندوباً المشاركين في المؤتمر الذي انعقدت جلساته داخل فندق موفمبيك من خلال ما يتلقون من مخصصات مالية سخية. وانتقد تقرير دولي حديث الطابع السياسي المهيمن على أعضاء في مؤتمر الحوار الوطني الذين يغلبون مصالحهم الخاصة على مصالح الشعب وقيام دولة حقيقية تلبي تطلعات الشعب، وأعادت الأسابيع الأخيرة إلى أذهان المراقبين ما كانوا يتوقعونه من أن المتنفذين الذي كانوا يمسكون بزمام السلطة قبل اندلاع الثورة الشبابية هم على المرجح من سيقرر ما ستؤول إليه الأوضاع نهاية المطاف. ورغم الإشادات بالأسلوب والعمل الذي قام به أعضاء الحوار وأثار الإعجاب عاب التقرير الصادر عن فورين بوليسي ابتعاد القضايا المطروحة في المؤتمر عن مطالب الشعب التي خرج من أجلها اليمنيون في الثورة.. "إن القضايا المطروحة في مؤتمر الحوار ليس لها علاقة بالمظالم التي خرج من أجلها آلاف اليمنيين إلى الشوارع وظلوا يتظاهرون على مدى أشهر في ربيع العام 2011م". تقرير المراجعة النصفي لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن الصادر عن الأمم المتحدة يقول: رغم أن مؤتمر الحوار الوطني كان يمثل مفتاحاً لحل الأزمة, إلا أنه غدا يمثل خطراً يغمر الاحتياجات العاجلة للمساعدات الإنسانية..
"إن الاحتياجات الإنسانية في اليمن ظلت وما تزال على حالها دون تغيير إلى حد كبير وهي مؤشرات تثير اتجاهاتها المترافقة مع أحداث شهدتها الأشهر الأخيرة قلقاً يحتمل أن يلقي خطر تأثيراتها المتقلبة على الوضع الإنساني".
ويطالب مراقبون حكومة باسندوة التغلب على الفساد المستشري في البلاد من أجل إنقاذ ملايين الفقراء من اليمنيين.. بيتر ساليسبري هو كاتب, ومستشار لمشروع مندى اليمن في تشاتام هاوس يصف مشكلة الفقر في اليمن بأنها ليست جديدة، فحتى قبل انتفاضة 2011م كان أكثر من 40% من السكان يعيشون تحت خط الفقر وكان حينها- وفقاً للبنك الدولي- أكثر من ثلث الشعب الذين تتراوح أعمارهم بين (15- 25) سنة عاطلين عن العمل.
"إن الاحتياجات الإنسانية وأعمال العنف من قبل النخبة والفراغ الأمني الذي شهده البلد عام 2011م تسبب فقط في انهيار الاقتصاد الذي كان ضعيفاً أصلاً"
قال بيتر.. موضحاً أن الوضع ظل يشهد استقراراً منذ 2011م، فالمساعدات الإنسانية التي ظلت تتدفق إلى اليمن بمئات ملايين الدولارات حملت معانٍ بأن البلد سيبقى بمنأى عن أزمة الجوع لعام أو عامين آخرين على الأقل.. "لكن ذلك لا يعني أن المستوى المعيشي للفقراء قد يتحسن بصورة كبيرة في ملحة معينة من المستقبل القريب", أضاف ساليسبري. وفي ظل النمو السكاني المقدر نسبته ( 2.3%) سنوياً ونضوب الموارد النفطية، التي تمثل مصدراً لما نسبته 70% من إيرادات الحكومة تؤكد التقارير على حاجة الاقتصاد اليمني لإجراء تغييرات واسعة النطاق. يقول بيتر إنه ينبغي على الحكومة أن تقلص من اعتمادها على النفط وأن تعمل على بناء اقتصاد متنوع يوفر عدداً كبيراً من فرص العمل لليمنيين الذين يجب أن يحصلوا بالمقابل على مستوى أفضل في الجانب التعليمي، حيث أن أكثر من ثلثي البالغين لا يجيدون القراءة والكتابة، ومستوى أفضل في الجانب الصحي. ويضيف:" بعض هذه القضايا تم تناولها خلال مؤتمر الحوار.. وصحيح أنه لا توجد حلول سريعة للمشاكل لكن كي تتكلل المرحلة الانتقالية بالجاح، سيكون من الضروري أخذ احتياجات عامة الشعب بعين الاعتبار، فالناشطون الذين خرجوا إلى الشوارع على مدى العام 2011م يجب أن يلقوا الدعم في سعيهم للحصول على حكم أكثر شفافية وخضوعاً للمساءلة، كما يجب الإنصات إلى صوت الفقراء في اليمن".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد