((بن علي)) من الوصول إلى الأفول..

قرار يمني إقليمي دولي ينهي زعامة محمد علي أحمد بعد عامين من صناتها

2013-11-19 11:57:44 اخبار اليوم / تقرير


"منع محمد علي أحمد من دخول مؤتمر الحوار بمسدسه الشخصي بعد أن اعتاد الدخول بسلاحه منذ اليوم الأول للحوار"...
في يمن ما بعد الثورة الشبابية السلمية والتغيير وفي زمن حاكمية المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية برعاية إقليمية ودولية لـ (( سفراء العشر الراعية)) وفي ظل الاحتكام لمجلس الأمن الدولي وقراريه 2014, 2051 وفي عهد الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني وفي ظل مرحلة استثنائية تشهدها البلاد؛ أبرز عناوينها مؤتمر الحوار الوطني الشامل لتأسيس يمن جديد بعقد اجتماعي جامع وضامن لمستقبل الجميع في ظل مؤسسات حديثة تحفظ للبلد أمنه ووحدته واستقراره.. برزت ظاهرة ((الرجل الاستثنائي)) والزعيم المصنوع والفرد المدلل كنجم استثنائي ظل منذ عودته من لندن إلى عدن 26 مارس 2012م بوجه عام ومنذ قدومه إلى صنعاء في 17 مارس 2013م ليشارك في الحوار, ظل محمد علي أحمد ـ الشهير إعلامياً بـ ((بن علي))- من ذلك اليوم وحتى أيام مضت حالة استثنائية برزت معها مواهب هذه الشخصية التي منحها الحكم والرعاة الإقليميين والدوليين وحتى الإعلام الرسمي والحزبي والأهلي منحوها ((هالة)) ـ جعلت من صاحبها رجلاً فوق النظام والقانون والمبادرة وآليتها و الحوار وأنظمته ولوائحه, متجاوزاً الجميع كـمدلل ووحيد عصره وزمانه.. حصل على الفلل الفارهة المزودة بأحدث (( الأسانسيرات واللفتات والمصاعد)) وعلى ملايين الدولارات من المانحين وعلى الاعتمادات الشهرية بعشرات الملايين ومئات آلاف من الدولارات كمستحقات لآلاف المسلحين التابعين له والذين صرفت لهم الدولة آلاف القطع من الأسلحة الشخصية والرشاشة, كما تحصل على أحدث السيارات المصفحة الفارهة والمدرعة من الدولة وعلى رعاية تامة من صرفيات نقدية وعينية وتموين نفطي ومن فتح قصور الدولة والفنادق الفارهة متعددة النجوم وغيرها من الامتيازات الغير مسبوقة للرجل في حله وترحاله, ناهيك عن اصطحابه لسلاحه الشخصي كاستثناء داخل مؤتمر الحوار وفي اللقاءات الرئاسية التي طالما ((هنجم)) خلالها على أقرانه باستعراض أحدث ((المسدسات)) وكثير في تلك اللقاءات لا سيما في الحوار.. ما استعرض صلف تهديداته النابية- كلاماً وفعلاً- تجسد ذلك بحادثة اعتدائه على عضو مؤتمر الحوار ليزا الحسني في 19/5/2013م ـ لكن اليوم يبدو أن النجم أفل والهالة اضمحلت وللمرة الأولى تم منع ((بن علي)) من دخول الحوار بسلاحه المعهود..

صناعة الزعامة..
حظي محمد علي أحمد بلقب القيادي الجنوبي والزعيم الحراكي منذ الوهلة الأولى لتسريبات عودته إلى اليمن بعد مؤتمر القيادات الجنوبية المنعقد في القاهرة خريف العام 2011م أي بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني وفي مساء 26 مارس آذار 2012م أي بعد شهر واحد من تسلم الرئيس عبدربه منصور هادي قيادة اليمن رسمياً ـ وصل محمد علي أحمد إلى مطار عدن الدولي وتم استقباله استقبال الرؤساء والملوك من قبل الشقيق الأكبر للرئيس اللواء/ ناصر منصور هادي وكيل الجهاز المركزي للأمن السياسي لمحافظات ((عدن ـ لحج ـ أبين ـ الضالع)) وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية الغربية آنذاك الشهيد اللواء الركن/ سالم علي قطن وعدد من القيادات المحلية والتنفيذية ودخل عبر صالة كبار الضيوف من بوابتها الرئيسة..

رعاية يمنية وإقليمية وأممية..
 ومنذ ذلك التاريخ وعلى مدى نحو عام كامل لم يزر محمد علي أحمد صنعاء بل استمر في الإقامة بعدن وزار عدداً من المناطق المجاورة لها وسافر غير مرة للخارج وعاد إلى عدن فحسب.
 وفي تلك الفترة صنعت آلة الإعلام الرسمي وقيادة الدولة ممثلة بالرئيس هادي وعدد من سفارات الرعاة الإقليميين والدوليين وبمشاركة المبعوث الأممي وحتى قيادات حزبية شاركت في صناعة نجم القيادي الجنوبي كزعيم للحراك وبفعل الدعم الرسمي والداخلي والخارجي توسع تنظيم ((مؤتمر شعب الجنوب)) وبرز إلى الواجهة بمساعدة مكونات جنوبية أخرى وساعده في ذلك انضمام وجوه جنوبية سياسة ورأسمالية معروفة إلى جواره كرجل الأعمال/ أحمد بن فريد الصريمة وعبدالله الأصنج وآخرين..

الانفراد بالقرار
وبعد زهاء عقدين من الزمن على متن طائرة خاصة وصل إلى صنعاء في صباح 17 مارس 2013م محمد علي أحمد برفقة رجل الأعمال الصريمة للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي تم تدشينه في اليوم التالي ليتم الدفع بالصريمة كنائب لرئيس مؤتمر الحوار ورئيس لفريق القضية الجنوبية وبعد شهر واحد ونيف غادر الصريمة للخارج وقدم استقالته من مؤتمر الحوار ليخلفه ياسين مكاوي في نيابة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني, فيما أمسك محمد علي أحمد بتلابيب مكون الحراك المشارك في الحوار الممثل بـ 85 عضواً وبقيادة مؤتمر شعب الجنوب الممثل بأكثر من 60 عضواً من مكون الحراك..
 وفي يوم 7/5/2013م فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار يزكي محمد علي أحمد لرئاسة الفريق بمقترحٍ من مكون الحراك الجنوبي.

حظوة ملكية!!
وخلال الفترة الماضية بنحو عام وسبعة أشهر على عودة محمد علي أحمد ولا سيما في السنة الجارية وجد محمد علي أحمد من الحظوة ما لم يكن يحلم بها وما لم يخطر على باله من الرئيس هادي وأركان حكمه ومن المبعوث الأممي والسفراء الخليجيين والغربيين في البلد.. وبحسب معلومات ومصادر سياسية وإعلامية متداولة ومن خلال اتصالات خاصة أجرتها "أخبار اليوم" مع عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية ولا سيما قيادات في الدفاع, أكدوا أن محمد علي أحمد يحظى برعاية غير مسبوقة, حيث تمول كل نفقاته ونفقات مؤتمر شعب الجنوب وكل تحركاته وسفرياته وتنقلاته في الداخل والخارج على حساب الدولة..

قصور وملايين وسلاح
 وأكدت أغلبية تلك المصادر لـ "أخبار اليوم" صحة المعلومات المتداولة عن تسلم محمد علي أحمد لنحو 70 مليون ريال شهرياً- زهاء 300 ألف دولار أميركي- كاعتمادات شهرية لنحو 5000 مسلح تابعين له (( لجان شعبية)) وسبق أن حصل من الدولة على نحو 5000 آلاف قطعة سلاح آلي ورشاش لهم وأنه بتوجيه من الرئيس هادي تم تمليكه فلتين ((كقصرين)) تضاهي قيمة كل منهما بـ 300 مليون ريال يمني ومؤثثتين بأحدث الأثاث الملكي الفاخر ومزودتين بأحدث ((الأسانسيرات ـ المصاعد الكهربائية)) وأنه فقط تسلم في رمضان الفائت بالمناسبة نحو 150 مليون ريال...

قصة 23 مليوناً من قطر!!
وأشارت تلك المصادر لمعلومات تفيد بحصول محمد علي أحمد على مبلغ 23 مليون دولار أميركي تحت مسمى التعويض له ولجماعته عن الفترة الماضية وأن المبلغ الممنوح لمحمد علي أحمد كان مقدماً من دولة قطر كهبة لليمن وأن تسليمه لـ (( بن علي)) كان على أساس المساهمة والمساعدة في إنجاز الحوار الوطني الشامل وإنجاحه للحفاظ على اليمن ووحدته وأمنه واستقراره وأن الرئيس هادي قد تدخل شخصياً في صرف المبلغ وأن المبلغ قد تم صرفه لـ محمد علي أحمد بالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي السيد/ جمال بن عمر إلى دولة قطر الشقيقة..

شهور الزعامة المصنوعة!!
وخلال الشهور الأولى من الحوار أظهر محمد علي أحمد وجهاً مغايراً باصطفافه إلى جوار الرئيس هادي وكان يوحي للآخرين بأنه الذراع الأيمن للرئيس وبأنه قيادي ورجل دولة وسياسة وحاول تلبيس هذا الحال على عدد من الأحزاب اليمنية وصار محمد علي أحمد معروفاً بـ (( بن علي)) في تناولات الإعلام وسخرت القيادة للرجل كافة السبل والوسائل للظهور كزعيم جنوبي ويبدو أن كل ذلك كان ضمن صفقة له مع الرئيس هادي ـ أدركها الكثيرون من الوهلة الأولى في اليمن

ديكتاتورية وملاطيم!!
وداخل مؤتمر الحوار ومع الأيام وما أغدقته السلطة على الرجل بدأت تلوح في الأفق خبايا شخصيته الحقيقية, فتحول إلى ((دكتاتور)) ونصب من نفسه ولياً على شعب الجنوب وعلى المشاركين في الحوار من مكون الحراك ((85)) , حيص قام بالصفع باليد على عضو مؤتمر الحوار ليزا الحسني في 19/5/2013م وكانت تلك فاتحة الصفعات التي تبادلها عدد من أعضاء الحوار وكان ((بن علي)) هو من سن الحوار بالأيدي و ((الملاطيم)) في موفنبيك.

اليمنيون والهنود والأحباش!!
 وبعد ذلك بأيام بدأ محمد علي أحمد سيناريو آخر في الحوار وهو الإقدام على تهديد زملائه المتحاورين بالتصفية الجسدية والسحل والقتل ومن ذلك ما حدث مع عضو الحوار الوزير/ أحمد عبيد بن دغر وآخرين.. ولم يسلم الشعب اليمني من صفاقة محمد علي أحمد فكان المردود عليه بأنه سيسمح لأبناء اليمن بالعمل في الجنوب جنباً إلى جنب مع الهنود والصوماليين والأحباش وأنه سيمنحهم امتيازات حال الانفصال ونقل الإعلام عدداً من تلك التصريحات وما على شاكلتها..

اعتكافات ومقاطعة!!
 ومن منتصف شهر أغسطس الماضي وحتى اليوم اعتكف بن علي مرتين مع إجازات العيدين الفطر والأضحى حيث اعتكف في عدن وسافر إلى لندن وعاد بضغوط رئاسية ودبلوماسية يمنية وغربية للمشاركة واستحوذ على القضية الجنوبية وما تسمى لجنة الـ16 وبدا واضحاً ذهابه نحو الانفصال وتسلطه على ممثلي الحوار في اللجنة التي باتت لجنة انفصال وبدأ فصلاً جديداً من الخلافات مع الرئيس هادي ورعاة المبادرة..

بح.. السلاح ممنوع!!
يوم أمس الأول وللمرة الأولى منذ بداية الحوار في 18 مارس 2013م وحتى اللحظة ـ تعرض محمد علي أحمد للتفتيش على أبواب مؤتمر الحوار بفندق (الموفنبيك)) وتم منعه من الدخول بالسلاح ـ المسدس الشخصي وثارت ثائرته لذلك وفي ذات اليوم أيضاً تم استبدال ثلاثة من ممثلي الحراك الخمسة في لجنة الـ 16 وهم: لطفي شطارة ورضية شمشير وخالد بامدهف بثلاثة آخرين هم: من محمد علي الشدادي ورياض ياسين وخالد باراس ليظل محمد علي أحمد وبدر باسلمة من المكون في اللجنة وهنا رفض محمد علي أحمد وثارت ثائرته وأعلن بدر باسلمة تمسكهم بالفريق الأساسي دون تبديل وخرج شطارة بتصريح لصحيفة كويتية يقول: لن ننسحب من الحوار إما أن نحقق الهدف الذي جئنا من أجله أو يفشل الحوار.. وخلال الأسابيع الأخيرة اتضحت الجفوة بين الرئيس هادي ومحمد علي أحمد إلى أن وصلت حد رفض الأول اللقاء بالأخير غير مرة في الأيام الأخيرة ومن ثم دعم الرئيس لإعادة هيكلة مؤتمر شعب الجنوب بعيداً عن سيطرة بن علي ووصولاً لتقليم أظافره في فريق الـ 16.

البديل الأبيني القادم
ومن اللافت أن البديل الجديد المقدم من هادي وهو البديل الأبيني نسبة إلى ((أبين)) محافظة الرئيس ومحمد علي أحمد كان من ذات المحافظة وهو محمد علي سالم الشدادي ـ نائب رئيس البرلمان وعضو فريق القضية الجنوبية بالحوار, فهذا الأخير المستبدل أمس جاء رافعاً سقف المطالب بالانفصال الواضح وفي حين يطرح محمد علي أحمد خيار الإقليمين والمرحلة التأسيسية ـ جاء الشدادي ليطرح ما سماه (تقرير المصير) ـ الانفصال ـ كسقف ومطلب في الحوار وهنا بدا واضحاً أنه من يمكن تسميتهم بـ (( ثقاة الرئيس)) المنحدرين تماماً من محافظة أبين ـ باتوا وفق مراقبين؛ أبرز اللاعبين لتمديد الفترة الانتقالية ومن ثم التمديد للرئيس هادي من خلال ((تصفير عداد الحوار)) في القضية الجنوبية التي تحولت لمحطة ابتزاز من قبل شخصيات يصنعها النظام والرئيس ونجد الجنوبيين وقياداتهم الحراكية الميدانية يعلنون كل يوم وكل ساعة براءتهم من هؤلاء المتحاورين الذين لا يمثلون شعب الجنوب وإنما يمثلون أنفسهم ولتستمر اللعبة حتى إشعار آخر..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد