لصوص الآثار وغياب الاهتمام الرسمي..!!

2013-11-21 12:42:31 أخبار اليوم/ خاص


الجهل والإجرام يقفان بدرجة أساسية وراء عمليات نهب وتهريب الآثار التي تعتبر واحدة من أخطر المشاكل التي يواجهها اليمن. .حيث تشهد نهباً منظماً في ظل عقوبات غائبة وتورط مسؤولين حكوميين في تسهيل مهام شبكات التهريب والتدخل للإفراج عنهم أو تخفيف العقوبات بحقهم في حال وقوعهم في قبضة الأمن.. ويشير البعض بأصابع الاتهام إلى الجهات المعنية في عدم تعاملها بشكل حازم مع مافيا التهريب.. ووفقا لإحصائية سابقة فإن المتهمين بتهريب هذه الآثار التي تعود إلى الحضارتين السبئية والإسلامية ينحدرون من جنسيات يمنية وفرنسية وإيطالية وألمانية وتونسية وسلوفاكية وتشيكية.

بين أبواب مغلقة أمام الزائرين لأسباب أمنية و إدارية، و بين سرقة و نهب آثارها و كنوزها التاريخية، مشاكل جمة تواجهها متاحف اليمن، تصاحبها مخاوف من ضياع المخزون الحضاري للبلاد.
المخاوف اليمنية زادت مؤخراً، ومنذ شهر آذار الماضي تحديداً، حين تمكن لصوص من سرقة عدد كبير من القطع الأثرية من متحف المكلا الواقع في «قصر السلطان القعيطي» في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت في جنوب البلاد. ومن بين المسروقات قطع أثرية ثمينة و مهمة، و بالتالي فإنّ ما حصل يعتبر أكبر عملية سرقة يتعرض لها هذا المتحف.

واستطاع اللصوص سرقة كرسي العرش السلطاني، الذي يمثل أحد الرموز المهمة للدولة القعيطية (1865 ـ 1967)، و هو ما دفع الهيئة العامة للآثار إلى العمل على إعداد ملف خاص بالقطع المسروقة ليتم تسليمها للشرطة الدولية «الإنتربول»، للتعاون في استعادتها.

كذلك، تعرّض متحف الآثار في عدن في جنوب البلاد إلى السرقة، حيث نهبت مجموعة نادرة و فريدة من العملات الذهبية الرومانية.

وطالت السرقة أيضاً بشكل كامل متحف الآثار في زنجبار في محافظة أبين في جنوب البلاد.
ولم يتوقف النهب عند متاحف مدن الجنوب، وإنما طال متاحف مدن الوسط، حيث نهب حراس ومجهولون محتويات متحف السدة التابعة لمحافظة إب.

ويتميز اليمن بتكوينات جيولوجية ومظاهر بيئية شكلت منه متحفاً طبيعياً، فضلاً عن أن هذه البيئة كانت مسرحاً لنشاط بشري يعكس نمطاً حضارياً خاصاً ليجسد أجمل صور الإبداع والعبقرية.

غير أن المتاحف التي تحفظ تاريخ اليمن وهويته الفكرية والحضارية ما زالت مجرد مبانٍ تاريخية و مخازن لحفظ الآثار والتراث، و تزدحم قاعاتها بالمعروضات، في الوقت الذي تخطت فيه متاحف العالم هذا الدور لتتحول إلى مراكز ثقافية وبحثية ومدارس تربوية.

وفي حديث بحينه لرئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف/ مهند السياني ـ الموقف ـ قوله إن ثلاثة متاحف فقط من إجمالي 22 متحفاً في اليمن مفتوحة أمام الزوار حالياً بسبب العجز عن تأمينها، موضحاً أن الهيئة قد تغلق المتاحف الثلاثة إذا استمر خطر التهديد من دون وجود حماية كافية، على اعتبار أن إقفالها يعتبر الطريقة الأفضل لتخزين المحتويات وحمايتها. ولكنه استدرك قائلاً إن «الإغلاق ليس حلاً».
وطالب حينها السياني وزارة الداخلية بتفعيل إدارة الشرطة السياحية وحماية الآثار المستحدثة مؤخراً بغية توفير الحماية لمتاحف البلاد.

وتحدث عن سرقة متاحف عدن والمكلا ولحج، لافتاً إلى أن الهيئة أعدت قائمة بأسماء المعروضات المسروقة لتسلمها إلى «الانتربول».

وبدأ إنشاء المتاحف في اليمن في الجنوب في فترة الاحتلال البريطاني، حيث تم افتتاح معهد في حديقة صهاريج الطويلة في العام 1930, أما في الشمال فتم افتتاح متحف العرضي في تعز في العام 1967، ومتحف صنعاء الوطني في العام 1970.

 ويعد متحف صنعاء الأكبر في البلاد، ويضم أكثر من 75 ألف قطعة تاريخية، وهي تواجه خطر التآكل والرواسب والفطريات بسبب المؤثرات الطبيعية والبشرية.

وتعاني المتاحف من غياب البنية التحتية المناسبة، وتنقسم وفقاً لذلك إلى ثلاثة أنواع: الأول هو المباني التاريخية، ومنها قصور السلاطين والأئمة، وتشمل متحف عدن، ولحج، وسيئون، وصنعاء.
ويضم النوع الثاني مباني تم إنشاؤها لتجميع وتخزين وعرض القطع الأثرية من دون الاهتمام بمواصفات تخطيط وعمارة المتاحف أو مواقعها.

أما النوع الثالث فيتمثل في مبان صممت لتكون متاحف، وهي قليلة بالمقارنة مع النوعين السابقين، ومن بينها متاحف زنجبار و بينون، و ذمار.
وتقع غالبية المتاحف في مبانٍ قديمة حُولت إلى متاحف، وهي تخالف شروط العرض المتحفي، من حيث تجهيز المبنى الذي لا بد أن يتم إنشاؤه خصيصاً ليتناسب مع أسلوب العرض الجذاب وطبيعة القطع الأثرية المراد عرضها، وما يتطلبه ذلك من إضاءة و تهوئة وخلفيات و وسائل شرح. كما أنها تفتقر إلى القدرة على التحكم بالمناخ المحيط بخزائن العرض. ولذلك تواجه آلاف القطع خطر التآكل والدمار.
وكشفت حوادث السرقات المتكررة للمتاحف غياب الأرشفة والتصنيف والتوثيق للقطع الأثرية، كما أن غياب إحصائية رسمية للقطع الأثرية الموجودة في المتاحف يفتح الباب لخروج العديد منها وبيعها لسماسرة تجار الآثار.

لم يوقف أحد
المقتنيات المسروقة من متحف الآثار الواقع بقصر السلطان في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت هي:
- مبخرة كبيرة من النحاس.
- صقر مصنوع من النحاس.
- رأس نمر مصنوع من الفضة الخالصة.
- مسند ظهر خاص بعرش السلطان مغلف بالفضة.
- أعمدة صولجانات سلطانية.
4 رماح بطول متر ونصف مغلفه بالفضة.
ومن قاعة الصور بالمتحف سرقت المقتنيات التالية :-
حذاء قبقاب مغلف بالفضة.
- علم الدولة القعيطية مع تاج و3 قلاع منحوتة كان موضوعا عليها.
ومن القاعات الأخرى تمثال نحاس صغير للرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالإضافة إلى قوقعه بحرية كان مكتوب عليها عبارة سلطان الدولة القعيطية الحضرمية.
وسرق من القاعة الحمراء بالمتحف المقتنيات التالية:-
- مدفع صغير من النحاس.
- محبس هو عبارة عن تمثال لرجل صيني من النحاس.
- مزهريات مصنوعة من النحاس.
4 صحون نحاسية.
يذكر بأن المتحف الوطني في حضرموت هو عبارة عن قصر سابق لأحد سلاطين السلطنة القعيطية ومقره في مدينة المكلا .يتكون من ثلاثة أدوار يحيط به سور بمساحة كبيرة وبناؤه متأثر بطابع العمارة الهندية الذي كان شائعا في ذلك الوقت، وحاليا تم استغلال القصر كمتحف يضم قطعاً أثرية إضافة إلى مخلفات سلاطين الدولة القعيطية.
مكونات المتحف
قسم الآثار القديمة :
ويضم كثيراً من القطع الأثرية والنقوش والعملات القديمة التي يعود تأريخها إلى عصور ما قبل الإسلام، وهي التي عثر عليها من مواقع مختلفة من محافظة حضرموت، ومنها قطع أثرية عثر عليها أثناء حفريات البعثة الأثرية اليمنية الفرنسية في مدينة شبوة القديمة، وقطع أثرية عُثر عليها وجلبت من حفريات البعثة الأثرية اليمنية السوفيتية أثناء مسوحاتها الأثرية في مستوطنات وادي حضرموت القديمة والمهرة.
القسم الخاص بالسلطان :
يحتوي هذا القسم على جناح السلطان القعيطي الذي يستقبل فيه الوفود، ويعقد فيه الاجتماعات الخاصة بمجلس إدارة الدولة، وقاعة العرش، وهي تحتوى على نماذج من التحف النادرة وأدوات كانت متعلقة بشخصية السلطان.
فبرغم كل هذه السرقات لكن الوزير عوبل لم يوقف هنا أحد فلماذا سرقة 100 مخطوطة تاريخية نادرة من احد جوامع مدينة؟

بلانا تمتلك مخزونا كبيرا من الآثار والمخطوطات, لكن الإهمال أدى إلى ضياع معظم هذه الشواهد التاريخية والثقافية لكن الانفلات الأمني الذي نعاني منه أثر سلبا على نهب الآثار من المواقع الأثرية وأماكن حفظها.
ففي منتصف يونيو الماضي قالت وزارة الداخلية حينها إن مجهولين قاموا بالدخول إلى جامع قبة ابن الهادي بمديرية ثلا وسرقة 100مصحف من المصاحف الأثرية القديمة المكتوبة بخط اليد، من داخل مكتبة جامع قبة ابن الهادي التي تحتوي على مخطوطات أثرية نادرة.

وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقاً في سرقة المخطوطات وشرعت بعملية بحث وتحري واسعة بحثاً عن المتورطين بهذه الجريمة التي استهدفت المخطوطات الأثرية النادرة في جامع قبة ابن الهادي.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد