انتشرت في بلادنا ظاهرة التقطعات والنهب والسلب حتى صار المواطن يخاف أن يخرج من بيته أو يسافر منفرداً خشية أن يقع في أيدي أولاد الحرام من اللصوص المحترفين والمتهبشين وقطاع الطرق على الخطوط الطويلة حتى بات هذا الأمر مزعجاً في نفوس المواطنين.. لا ندري ما هي الأسباب في انتشار هذه الظاهرة؟ هل في الجهل وضعف الوازع الديني؟ أم تفشي الفقر والبطالة وغلاء الأسعار؟ أم يا ترى في الانفلات الأمني؟! لكن حتى لو يكن أحدهما أوكلاهما فالأصل في هذا الفعل التحريم وليس الإباحة، ومهما تكن شدة المجاعة في ظل ظروفنا الاقتصادية السيئة.. إلا أن هذا لا يجيز لنا سلب حق الغير بالإكراه وبدون حق ولا يجيز لنا إفزاع الناس وتخويفهم، لأن هذا الفعل يعد جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون بل وحدا من حدود الله. والمشكلة أن هذه الجريمة صارت موضة في عصرنا الحاضر وبالفصيح حرفة ترتكبه بعض الجماعات المنحرفة بشكل منظم ومرتب من خلال اختيار الفريسة والوقت والمكان المناسبين، وقد انتشرت هذه الجريمة بشكل كبير في ظل هذه الأوضاع المزرية والتي تمر بها بلادنا. وتعدى ذلك لتصبح حتى في المجتمعات القبلية المعروفة بأصالتها ونبذها لهذه الظاهرة السيئة..

 الغريب في الأمر أن بعض هذه الجماعات تستند إلى بعض الظهور القاسية، فتجدها لا ترتكب هذه الجريمة بدافع الفقر أو الحاجة.. إنما بدافع التسلط والقوة وفرض الهيبة في المجتمع، ولا ندري إلى متى ستظل هذه العصابات تفسد في الأرض وتقلق أمن واستقرار المواطن؟ ولا ندري إلى متى سنظل نعاني الفقر والبطالة والإرهاب؟!

ويتمنى الناس أن يروا وطناً خالياً من الفاسدين والمتنفذين وقطاع الطرق ولصوص الشوارع والمال العام، ومن عصابات الأرضي وقاطعي أنابيب النفط والغاز والكهرباء، ومن دعاة الظلام وأصــحاب الأفكار المتطرفة، كما يتمنون من حكومة الوفاق الوطني الاهتمام أكثر بالجانب الاقتصادي للمواطن لا الجانب السياسي لأن ضيق الحال من المحال.

وفي الأخير...الوطن... بحاجة إلى تضافر الجهود وتكاتف الجميع للمرور به من هذه المرحلة الصـــعبة، كما أنه بحاجة إلى غربلة الشواذ وتصحيح الأفكار والرؤى وهيكلة حقيقـــية، فما مضى يكفي والعاقبة للمتقين.