أخبار اليوم/خاص
في إطار زيارته لمحافظة إب قام القاضي/ حمود الهتار وزير الأوقاف والإرشاد صباح يوم أمس بزيارة مدرسة الإمام البيحاني حيث كان في استقباله الشيخ/ محمد المهدي رئيس جمعية الحكمة اليمانية بمحافظة إب ومدير المدرسة والمعلمون والمشرفون في المدرسة.
وألقى الوزير الهتار كلمة توجيهية للطلاب أثناء الزيارة قال فيها: يكفيكم فخراً أنكم مشمولون بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، وأنكم من عدول هذه الأمة لأنكم تحفظون سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأن أساتذتكم ومشائخكم من حفظة القرآن والسنة وممن يعملون بهما، وهذا فضل من الله عز وجل من به عليكم، وأرجو أن تبذلوا قصارى جهدكم في تحصيل العلوم الشرعية إضافة إلى العلوم الإنسانية الأخرى والتطبيقية التي أنتم بحاجة إليها.
وأضاف الهتار بالقول: أخوانكم وآبائكم القائمون على هذه المدرسة اختاروا لها اسماً يحظى باحترام من كل أبناء اليمن، بل وفي كل أنحاء العالم الإسلامي، فالإمام البيحاني كان مدرسة ربانية تقوم على أساس الكتاب والسنة وكتبه معلومة ومحفوفة بالاهتمام من قبل المشائخ والعلماء واعتمدنا عليكم أن يكون كل واحد منكم مدرسة أخرى لأن هذا العلم الذي تتلقونه في هذا المكان يجب أن يقترن بالعمل حتى ينال الإنسان الأجر من الله عز وجل ويحظى بالفوز في الحياة الدنيا وفي الحياة الأخرى، وذكر وزير الأوقاف الأوضاع التي كانت عليها الدعوة قبل ثلاثين عاماً حيث كان الدعاة يعدون بالأصابع، وكذلك حفظة القرآن، أما اليوم فإن فضل الله عظيم من به علينا وعليكم فالحمد لله على ما تحقق ونسأله تبارك وتعالى أن يوفق الجميع لطاعته إنه على كل شيء قدير.
بعد ذلك توجه معالي وزير الأوقاف والإرشاد إلى مبنى ديوان عام المحافظة حيث كان في استقباله القاضي/ أحمد عبدالله الحجري محافظ إب ، وفي قاعة المحافظة وبحضور عدد من علماء المحافظة والخطباء والمرشدين افتتح كل من القاضي/حمود الهتار وزير الأوقاف والإرشاد والقاضي/ أحمد عبدالله الحجري محافظ إب اللقاء التشاوري للخطباء والمرشدين حول السياسة الإرشادية الحاضر والمستقبل في المحافظة بعنوان "مشروع السياسة العامة للإرشاد الديني" وألقى القاضي الحجري في بداية اللقاء كلمة رحب فيها بوزير الأوقاف لزيارته للمحافظة وقال: يحذونا أمل كبير في هذا اللقاء المبارك وفي بداية العام الجديد ف "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم.
وتغيير النفوس يعد ميدان من ميادين الأخوة العلماء والخطباء والمرشدين فلهم الدور الأكبر بعد الله عز وجل في هذا الميدان، ولذلك تأتي الأهمية الكبيرة للدور الخطابي والإرشادي.
وأكد المحافظ على المسؤولية الهامة الملقاة على عاتق الخطباء ودعم قيادة المحافظة لهم لما فيه إصلاح البلاد والعباد وبالذات المرحلة الراهنة ولما يتطلب من أمن واستقرار وطمأنينة لدى المواطنين وبث الأمل في نفوس الآخرين بدلاً من إحباطهم عن طريق الخطاب المأزوم الذي يؤدي إلى الانتحار، مشيراً إلى مساهمة بعض الخطباء في ذلك من خلال التوعية الخاطئة، فربط الإنسان بالله عز وجل وتقوية إيمانه وثقته بالله هي التوعية السليمة وبعد كل ضيق فرج.
وطالب الحجري من الخطباء سعة الصدر والخلفية العلمية بالمستوى المطلوب والثقافة المطلوبة والعلم بالشرع وبالواقع وربط الشرع بالواقع وكيفية التخاطب مع المجتمع وبذر الخير والأمل في قلوب الغير.
بعد ذلك ألقيت كلمة العلماء بمحافظة إب من قبل الشيخ/ عبده عبدالله الحميدي استهل فيها بقوله تعالى: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" صدق الله العظيم، وأشار إلى تنويه الله عز وجل بعدالة علماء الإسلام بقوله تعالى: "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم" صدق الله العظيم، حيث قرن عز وجل شهادة العلماء بشهادته وشهادة الملائكة وأكرم بها من تزكية للعلماء وأنهم عدول بالشهادة على وحدانية الله وقرن شهادتهم بشهادته في الشهادة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قبل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب" صدق الله العظيم.
وأضاف بالقول: إن العلماء في كل زمان ومكان هم ربان السفينة الذين يأخذون بالبشرية إلى ساحل النجاة ويجب أن يكون العلماء صالحين كالملح الصالح للطعام وكذلك هم للبلاد والعباد، ولا بد أن يكون العلماء على مستوى مسؤوليتهم أمام الله ثم أمام البشرية والله سبحانه وتعالى قد حملهم مسؤولية البلاغ والنبي صلى الله عليه وسلم قد حمل العلماء هذه المسؤولية بقدر علمهم فلا يتهيبوا الصعاب ولا يقولوا ما لا يعلمون، لذا يجب على العلماء أن يبلغوا بما وصلهم من الطريق الصحيح السليم ومن العلماء العاملين المأمونين على هذا العلم ونقل فقهه إليهم وقال الحميدي: على جميع العلماء أن يكون علمهم لله عز وجل خالصاً وأن يتعلموا العلم ويعلموه لله فلا يحملهم على ذلك محسوبيات طائفية أو شللية أو حزبية أو قرائبية أو غير ذلك وليكون علمهم مأخوذاً لله ومبذولاً لوجه الله وإذا كان الأمر كذلك فإن النجاح بإذن الله حليفاً لهم في دعوتهم، إذاً قضية الإخلاص لله عز وجل، وقضية نشر العلم للناس جميعاً والنصيحة بدون تمييز بين إنسان وآخر وتوحيد الفتوى لتكون من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولا يكون فيها تسييساً أو ميولاً إلى تبرير إساءة إنسان أو عقيدته أو ميوله ولا نخشى في الله لومة لائم وعدم أخذ النعرات القبلية أو الحزبية أو الشهوانية.
من جهته قال وزير الأوقاف في كلمته التي ألقاها في اللقاء: إن حضور عدد "300" عالم وخطيب في هذه القاعة كفيل في إصلاح أوضاع هذه المحافظة إذا ما أخلصنا النية لله عز وجل وأتبعنا أسلوب التشخيص في عملنا ذلك لأن العمل الدعوي بحاجة إلى رسم سياسات وخطط وبرامج تبنى على تشخيص للواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ثم توضع تلك الخطط لمعالجة المشكلات وفق رؤية ربانية تقوم على أساس الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وأشار الوزير إلى سعي الوزارة دائماً إلى نزع فتيل الصراعات السياسية والحزبية والمذهبية من المساجد حتى تؤدي المساجد رسالتها على أكمل وجه لأن قيادة الوزارة تشعر أن رسالة المسجد الإيمانية والثقافية والاجتماعية تشمل كل أوجه الحياة وهذه الرسالة أكبر من رسالة الأحزاب والجماعات لأنها رسالة الإسلام كاملة والعلماء الأجلاء والخطباء الأفاضل فوق مستوى الأحزاب والجماعات فهم للناس جميعاً ليس لحزب ولا لمذهب ولا لفئة ولا لطائفة ولا لجماعة، فالخطيب يقف على المنبر وأمامه من كل المشارب الفقهية والسياسية.
بعد ذلك قام كل من الوزير الهتار والمحافظ الحجري في زيارة لمؤسسة الصفوة العلمية وكان في استقبالهم الشيخ/ رشاد مدير المؤسسة حيث أطلعا على مهام المؤسسة وأنشطتها، كما قاما بزيارة مؤسسة الإمام الشوكاني للعلوم الشرعية وكان في استقبالهما كل من الشيخ/ محمد المهدي رئيس مجلس أمناء المؤسسة، والشيخ/ عبدالله الحداء المدير العام حيث طافا في فصول وأقسام المؤسسة وقاعاتها واستمعا إلى شرح مفصل من الشيخ الحداء حول ما تقدمه المؤسسة للطلاب الدارسين ومنها تعليم اللغة الانجليزية والحاسوب إلى جانب العلوم الشرعية وزارا المكتبة الخاصة بالمؤسسة وبقية الأقسام الأخرى.
