هل آن الأوان للقول بخطورتها؟..

أبراج وأمراض.. وذبذبات مُقلقة!!

2014-01-20 06:23:22 هموم الناس/خاص


 باتت مسألة ثبوت تأثير الإشعاعات الكهرومغناطيسية التي تصدرها أبراج الاتصالات على صحة الإنسان شبه محسومة, تثبت الكثير من البحوث التجريبية التي أجريت في العديد من الدول أن لها أضرارا كبيرة على صحة الإنسان, جاء في مقدمتها الإصابة بـ «سرطان الدم «اللوكيميا», وسرطان الثدي لدى النساء, والتشوهات الخلقية التي يتعرض لها الجنين, وفقدان الذاكرة» مختصون في اليمن لاحظوا مثل تلك الأعراض, ودعوا لدعم القضايا المنظورة أمام المحاكم اليمنية والتي رفعها مواطنون متضررون ، لكن غياب مركز الأبحاث المختص بذلك أوقع القضاء في مأزق.. أصبح مألوفاً مشهد أبراج الهواتف النقالة, وهي تغطي أسطح بعض المباني, فالمبالغ المالية أغرت سكانها، فيما المواطنون المجاورون زادت مخاوفهم لانتشار الإشعاعات المغناطيسية, حسبما أورده متخصصون بينوا مخاطرها على المدى البعيد وليس المباشر, ما ينذر بخطر يشمل كل الأهالي الذين هم على مقربة منها.

ذبذبات مغناطيسية

أكد مواطنـون يسكنون بجوار منازل توضع فوق سطوحها أبراج الاتصالات حدوث تغيرات صحية عليهم، كفقدانهم الشهية والتوتر العصبي وعدم القدرة على التركيز.. عبد الله سعيد (ماجستير برمجة حاسوب) عبر عن مخاوفه من أبراج الاتصالات المجاورة لمنزله, لإصدارها ذبذبات مغناطيسية, فتكت بأسرته وأطفاله, وحسب توصيفه أن القاطنين قرب الأبراج من أبناء حارته مستاؤون بما وصلوا إليه من الأعراض السلبية من (إعياء وكآبة وقلق وانزعاج في النوم) ويطالب الجهات المختصة برفع البرج المجاور لمنزله فالأبراج أصبحت متقاربة وفي أغلب الأماكن ما يجعل الأمراض قريبة منهم.

عبد الحميد حشيبري يتحدث هو الآخر بقوله: من حق الإنسان العيش في بيئة تحافظ على سلامة بدنه, ومن هذا المنطلق ذهب مع مجموعة من أصحاب المنازل المجاورة, لرفع قضيتهم إلى القضاء، لكن الحال كما يصف “مُغني جنب أصنج” لا أحد يسمع شكواهم. ويضيف: المحاكم تخلي مسئوليتها بحجة عدم وجود مركز أبحاث في اليمن، مع أن جميع الدراسات في الدول المتقدمة تثبت ذلك, ومن الممكن للجهات المعنية أن توجه برفعها إلى الجبال البعيدة أو تعطي أجهزة للأماكن المتضررة تطرد الذبذبات المغناطيسية كما فعلت الدول المتقدمة.

وقال حمود عبـاس من سكنة حي الشماسي إن أعراضاً صحية تطرأ عليه وهي فقدان الشهية وعدم التركيز وتوتر أعصابه فضلا على الم الرأس المستمر، وعزا حمود أسباب ذلك إلى وجود برج تابع لإحدى الشركات النقالة في اعلى بيت في منطقته.

دراسات علمية


تشير الدراسات الفرنسية إلى مدى تأثر الناس المجاورين, وخاصة الطوابق العالية الواقعة في مستويات موازية لنقاط البث, وينجم عن ذلك أعراض مرضية تظهر عند التعرض لها, وحددت الدراسة أن الناس البعيدون منها (300) متر يصابون بـ (الإرهاق ,الصداع ,اضطراب في النوم) فيما البعيدين (200) متر يصابون بالضجر والانفعال، أما القريبون منها بقدر(100) متر وهم الأكثر ضررا يتعرضون لفقدان الشهية والقلق والاكتئاب بشكل ملحوظ وقد تؤذي مرضى القلب حيث تؤثر على تنظيم دقات القلب.

فيما بينت دراسات أوربية على رأسها (ألمانيا والسويد واليونان وبريطانيا, الآثار السلبية على السكان القريبين منها بعمل مقارنة مع أناس يسكنون في مناطق لا توجد بها أبراج جوالات مع مراعاة السن والجنس والمستوى التعليمي والمستوى المعيشي, وكشفت النتيجة أن السكان القاطنين في الأماكن القريبة من أبراج الجوالات يصابون ( بسرطانات بالدم, والثدي, وتشوه الجنين لدى النساء) وتعتبر أخطرها، فيما زيـادة ضربات القلب والعقم وصداع وفقدان في الذاكرة ورعاش لا إرادي ودوخة وأعراض إعياء وكآبة وقلق وانزعاج في النوم تكون بشكل أكثر، ووجدوا خلال هذه الدراسة أن السكان الموجودين في مكان البرج كانت شكواهم من الأعراض السابقة أقل من الأشخاص الساكنين في المباني الموجودة بعيدة عن البرج.

قلق عالمي


حتى يتمكن الأشخاص من إجراء مكالماتهم الهاتفية, قامت شركات الهواتف بتقسيم المساحات الجغرافية إلى مساحات صغيرة تسمى كل منها “خلية” في قلب كل خلية تقع “قاعدة برج” وتكمن خطورة هذه الأبراج في الأشعة الكهرومغناطيسية المنبعثة منها التي تصل إلى جسم الإنسان، وتتفاعل مع الخلايا في جسم الإنسان, نتيجة اقتران المجال الكهربي للأشعة مع الخلايا تمتص الخلايا طاقة الأشعة، وتسبب ارتفاعاً في درجة حرارة الخلايا، ما يسبب الكثير من الأمراض الخطيرة.

وتعترف منظمة الصحة العالمية, أنه هناك قلقاً عالميّاً سببه وجود ارتباط بين التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية الصادرة من أبراج الاتصالات، وبعض الأمراض، وتتفاوت درجة هذا القلق العالمي من بلد إلى آخر، وبناء على ذلك تبنت منظمة الصحة العالمية مشروعاً دوليا لدراسة الآثار الصحية للمجالات الكهرومغناطيسية وتوصلت إلى أن لها أضراراً تلحق بصحة الإنسان.

صعوبة إيجاد الأدلة

القاضي رفيق أحمد، أوضح أنه سبق وأن رفعت قضايا من هذا النوع إلى المحكمة إلا أن القضاء يجد صعوبة في التعامل معها, إذا ما لجأنا لإجراء فحوصات للتأكد من الأضرار التي لحقت بالمواطنين فالموارد المالية غير متوفرة, وغياب مركز الأبحاث في اليمن يزيد من صعوبة إيجاد الأدلة؛ وأضاف: “سنلجأ إلى تقرير الأطباء لإثبات الضرر أو نفيه، وفي حال ثبوته سنلزم الجهات المدعى عليها بجبر الضرر “ هذا وقد دعا القاضي إلى إنشاء مراكز للدراسات والأبحاث لمساعدة القضاء لحل مثل هذه القضايا.

- فيما المهندس عبد الله سعيد هو الآخر يكشف أن هناك أضراراً صحية أكيدة، ويؤكد أنه صدر قرار في تعزبعهد المحافظ الحجري بمنع تكثيف المحطات والهوائيات داخل المدن لكن لا فائدة؛ وما يجري على أرض الواقع هو زيادة معدل الخليات داخل المدن، فالشركات المستثمرة تدفع مبالغ نقدية كبيرة تغري بها أصحاب المنازل العالية..

أمراض عديدة

الأطباء والأخصائيين في مستشفيات الجمهورية يوكدون بانهم لاحظوا أن المرضى الذين يعانون من أورام في الدماغ وفقدان في الذاكرة والصداع هم ممن يسكنون تحت أبراج الاتصالات، يقول: الطبيب علي المحمدي من تعز: هناك نسبة كبيرة من الأطفال الذين يخلقون مشوهين هم ممن يسكنون تحت أبراج الاتصالات، كما يصاب السكان هناك بأمراض عديدة ملاحظة كأورام في الدماغ وصداع مستمر وغير ذلك من الأمراض الخطيرة.

إعادة تركيب الهوائيات

مهندسين في مكاتب الاتصالات يقولون: بأنهم يتعاملون وفق قرار مجلس الوزراء الخاص بالاتصالات بأن تكون المنازل التي يوضع فوقها الهوائيات هي من أعلى المباني، كي لا يتعرض لها أصحاب المنازل المقابلة للمخاطر، وإضافة إلى ذلك هناك مقاييس نتبع سيرها (عدم توجيهها للمدارس والمستشفيات وغيرها من الأماكن المزدحمة ) ووضع (التأريت) المناسب مع مانع الصواعق بدرجة ممتازة حفاظا على المواطن, والهوائيات مرتفعة بنسبة ( ثلاثة ) أمتار فوق المنزل.

- ويضيفون: أما قضية الأمراض فأنهم من خلال ممارستهم للعمل يشعرون أثناء جلوسهم أمام الهوائيات أنها ترسل إشعاعات ضارة تصيبهم بـ (التعرق) لكن المشكلة تكمن في عدم وجود مركز دراسات في اليمن تثبت ما نحن فيه من «قلق»، ويؤكدون زيادة نسبة الشكاوى من المواطنين المتضررين داخل المدن, وقيام هذه المكاتب بالتوجه عند وجود مثل هذه المشاكل لحلها، وإعادة تركيب الهوائيات الغير ملتزمة بمعايير منظمة الصحة العالمية, ويفيد بأنه تم دفع تعويض للأهالي المتضررين من أبراج الشركات إذا ثبت التقصير, ويزيد نسبة الضرر لشركات الجوال قليل لأنها تمتلك أبراج مرتفعة بإمكانها البث إلى أماكن أبعد دون تكرار الخليات، فهي تعمل بنظام يختلف عن سائر الشركات، ويؤكدون بأن مكاتب الاتصال تراعي شكاوى الناس كونها تسبب ضرراً على الأهالي، ولا يمانعون من استقبالها، وعلى الأهالي المتضررين إيصال شكواهم إلى مكا تب.

فالمهندس عادل حسن العسولي يقول: الأضرار منتشرة حتى على مستوى الهاتف المحمول أثناء الرد على المكالمات وخاصة في حالة ضعف البطارية في الدرجات الأخيرة، واقصى ما تولده تلك الإشعاعات هو التسخين في منطقة صيوان الأذن في حال الاستمرار بالاتصال لأكثر من عشر دقائق، ويزيد: تتفاوت الأضرار من الهوائيات فأجهزه ( cdm ) تقوم بالبحث عن الخلية وهنا تكون الأضرار قليلة، بينما شركة (gsm) فالهوائيات تبحث عن الجهاز وهنا تكون الإشعاعات المغناطيسية قوية تصيب المواطنين.

تحركات أممية


نظرا للخطر الذي يتعرض له الأشخاص المتواجدون عند أبراج الاتصالات, كرس الأطباء والباحثون بمختلف دول العالم مطالبهم إيجاد حلول لهذه المشكلة، ولهذا اعتبرت السويد هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة وصرف لهم معونات مادية, ودول أخرى عززت الإنفاق المادي في مجال البحوث العلمية لتصل لحلول جذرية تؤمن الوضع الصحي, وتوصلت إحدى البحوث لتصميم الأبراج بهندسة عالية الدقة خفف من حجم المعاناة .

وختاماً..

عدم إثبات ضرر أبراج الاتصالات بنسبة 100 % عن طريق الأبحاث العالمية, وغياب مراكز الأبحاث العلمية في اليمن, وعدم قدرة الأطباء على البت في أضرارها.. أحدث إرباكاً في المحاكم التي يعتبرها المواطنون الملجأ الأخير، وبالتالي فتح الباب أمام شركات الاتصالات اليمنية لتتنصل من مهامها.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد