القوات المسلحة.. طائرات الدرونز الأميركية.. الحوثيون.. الحراك المسلح.. القاعدة..

مدانون بانتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال

2014-02-04 10:19:36 تقرير خاص/ وليد عبد الواسع


تظل حقوق الأطفال في اليمن عرضة للانتهاكات بما فيها الجسيمة.. حتى غدت المسألة مشغلة لمنظمات ومراقبين مختصين.. وتعد القوات الحكومية والجماعات المسلحة من أمثال الحوثيين والحراك الجنوبي المسلح وتنظيم القاعدة من أبرز المدانين في ارتكابها..

وما تزال التقارير منها الدولية- التي يعرب مراقبون إزائها عن قلقهم المتعلق بالأطفال المتأثرين في اليمن ـ تتحدث عن حالات قتل للأطفال وتشويههم كواحدة من الأصناف الستة لتلك الانتهاكات الجسيمة التي يتناولها هذا التقرير..
تقرير أممي يكشف عن قتل وتشويه مئات الأطفال.. ومجلس الأمن يدعو اليمن الامتثال للقانون الدولي..

وتشير المعلومات إلى حالات تندرج ضمن الأصناف الستة للانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها ضد الأطفال في اليمن, القوات والجماعات المسلحة، خصوصاً في مناطق النزاعات المسلحة، حيث كان للاضطرابات فيها تأثير شديد على الأطفال، وفقاً لتقرير أممي حديث, وهو أول تقرير يتناول بالتحديد حالة الأطفال والنزاع المسلح في اليمن.. ويتضمن معلومات تفصيلية عن الأحداث التي تندرج ضمن هذه الانتهاكات خلال الفترة (يوليو 2011- مارس 2013م).
أطفال بين القتل والتشويه

وذكرت الأمم المتحدة أنها وثقت- خلال الفترة المشمولة بالتقرير- حالات إبلاغ تتعلق بما عدده 564 طفلاً، قُتل منهم 135 طفلاً (111 ولداً و24 بنتاً) وتعرض 429 منهم للتشويه (370 ولداً و59بنتاً), ومن ضمن هذه الحالات، تم التحقق من 290 حالة، منها 79 حالة لأطفال قتلوا (62 ولداً و17بنتاً) و210 حالات لأطفال تعرضوا للتشويه (180 ولداً و30بنتاً)، ومعظم الحالات التي لم يتحقق منها حدثت في التفرة ما بين تموز/ يوليو وكانون الأول/ ديسمبر 2011م، حين أُبلغ عن حالات 274 طفلاً إما تعرضوا للقتل (49 ولداً و7 بنات) أو التشويه (190 ولداً و28 بنتاً)، ولم يتسن التحقق من هذه الحالات بسبب ما ذُكر أعلاه من صعوبات اعترضت أعمال الرصد في تلك الفترة.
قتلة البراءة

وفقاً لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن الأطفال والنزاع المسلح في اليمن, فهناك صعوبة في تحديد هوية الجناة المسؤولين عن قتل الأطفال أو تشويههم, إذ يُجهل هوية الجاني في 53% من الحلات الموثقة التي تشمل 157 طفلاً (131 ولداً و26 بنتاً) تعرضوا للقتل أو التشويه، بالنظر أساساً إلى ارتفاع عدد الأحداث المتصلة بالألغام والذخائر غير المنجرة ومخلفات الحرب من المتفجرات والأجهزة المتفجرة المرتجلة، وتم التحقق في الفترة المشمولة بالتقرير مما مجموعة 89 حالة (72 ولداً و17 بنتاً) تتعلق بقتل الأطفال أو تشويههم على يد القوات المسلحة اليمنية (المشكلة من الحرس الجمهوري، والفرقة المدرعة الأولى، وقوات الأمن المركزي، والشرطة العسكرية): قُتل 26 طفلاً (19 ولداً و7 بنات)، وتعرض 63 طفلاً (53 ولداً و10 بنات) للتشويه، وبالإضافة إلى ذلك، كان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وجماعة أنصار الشريعة مسؤولين عن مقتل 13 طفلاً (10 أولاد و3 بنات) وتشويه 16 طفلاً (كلهم أولاد)، وكانت مجموعة الحراك المسلحة مسؤولة عن مقتل طفل واحد وتشويه 6 أطفال (5 أولاد وبنت واحدة)، وكانت جماعة الحوثيين المسلحة مسؤولة عن مقتل اثنين من الأولاد.
ضحايا ألغام وذخائر

وتعزى مجموعة 97 من الإصابات في صفوف الأطفال (86 ولداً و11 بنتاً) إلى مختلف أنواع الأسلحة المتفجرة، فمن الأطفال الضحايا من قُتل ومنهم من جُرح بسبب الألغام والذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب من المتفجرات، بما في ذلك الأجهزة المتفجرة المرتجلة، ولقي أربعة أطفال حتفهم نتيجة هجمات انتحارية بالمتفجرات (ثلاثة في أبين ورابع في محافظة البيضاء). ولا يزال الجناة غير معروفين في 39 حالة، في حين تفيد التقارير أن الجناة في ثلاث حالات أخرى من أعضاء تنظيم القاعدة في شبه الجزية العربية وجماعة أنصار الشريعة، ومن ضمن 97 طفلاً مصاباً، قُتل 23 ولداً وبنت واحدة، وشُوه 63 ولداً و10 بنات، وتُعزى غالية هذه الحالات إلى أحداث تتعلق بالذخائر غير المنفجرة سقط فيها 71 ضحية في صفوف الأطفال ممن قتلوا (13 ولداً وبنت واحدة) أو شوهوا (50 ولداً و7 بنات)، ووقع 65 % من هذه الحوادث في محافظة أبين، حيث تضرر منها 46 طفلاً، قُتل منهم 8 (كلهم أولاد) وشوه 38 (36 ولداً وبنتان).

فعلى سبيل المثال، قام صبي في الثانية عشرة من العمر يري أصحابه قطعة من الذخائر الحبية، فانفجرت القطعة وأصابت الصبي وتسعة أولاد آخرين بجروح، وكان ذلك في 1 تموز/ يوليو2012م ووقع حادث آخر في كانون الأول/ ديسمبر 2012م عندما عاد طفلان إلى البيت بقطعة من الذخائر الحربية فانفجرت فيهما مودية بحياة الصبي البالغ من العمر12 سنة وملحقة جروحاً بالغة بشقيقه ذي الأربع سنوات. وقد زاد عدد الحوادث التي فيها أطفال وألغام وذخائر غير منفجرة ومخلفات الحرب من المتفجرات في أعقاب عودة المشردين داخلياً إلى أبين بعد حزيران/ يونيو2012م عندما استعادت الحكومة السيطرة على المنطقة، وراح 59 طفلاً (54 ولداً و 5 بنات) ضحية لحوادث موثقة في الفترة من تموز/يوليو2012م إلى آذار/ مارس 2013م، بالمقارنة مع 38 طفلاً (32 ولداً و6 بنات) كانوا ضحايا لحوادث أُبلغ عنها قبل تموز/ يوليو2012م.
رصاصات الموت

وأصيب 70 طفلاً آخر (56 ولداً و14 بنتاً) بطلقات نارية، وكان ذلك في معظمه نتيجة وقوعهم في تقاطع النيران، مما أدى إلى مقتل 17 طفلاً (13 ولداً و4 بنات) وتشويه 53 طفلاً (43 ولداً و10 بنات)، ووقع أكثر من نصف الحوادث في عدن (60%)، وأصيب فيها 43 طفلاً (33 ولداً و9 بنات)، قُتل منهم 8 أطفال (6 أولاد وبنتان) وشُوه 34 طفلاً (27 ولداً و7 بنات)، ففي حزيران/ يونيو2012م، على سبيل المثال، قُتل ولد يبلغ من العمر 16 سنة وجُرح ثلاثة أولاد تبلغ أعمارهم 13 و15 و17 سنة، عندما أطلقت قوات الأمن المركزي النيران على موكب جنائزي لولد كانت القوات المسلحة اليمنية قد قتلته في وقت سابق وفي 21 شباط/ فبراير 2013، عندما نظم الحراك الجنوبي احتجاجات في عدن وقت مرور نحو عام على الانتخابات الرئاسية لعام2012م، ألحقت قوات الأمن المركزي تشوهات بثلاثة أولاد في سن السادسة عشرة والسابعة عشرة كانوا ضمن المشاركين في المظاهرات، وبالإضافة إلى ذلك، أصيب ثلاثة أطفال (بنت في سن الثانية عشرة وولد في سن السادسة عشرة وآخر في سن الرابعة عشرة) بجروح في خضم إطلاق قوات الأمن المركزي النار عشوائياً على المتظاهرين.
قصف عشوائي

وقتل 25 طفلاً آخر (6 أولاد وبنت واحدة) و شُوهوا (15 ولداً و3بنات) في القصف العشوائي، ففي 13 آب/ أغسطس 2011م، على سبيل المثال، أصيب ثلاثة إخوة بجروح بليغة عندما احتموا بالقرب من بيتهم خلال قصف عنيف شنه الحرس الجمهوري على قريتهم في مديرية نهم من محافظة صنعاء، وأصيب أربعة أولاد (تتراوح أعمارهم بين 11 و 13سنة) بتشوهات في محافظة شبوة وهم يلعبون كرة القدم في منطقة عارية على مقربة مما يُدعى أنه مخبأ لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تعرض لقصف على يد القوات المسلحة اليمنية.

وسقط 19 طفلاً (15 ولداً و4 بنات) بين قتيل (ولد واحد) ومصاب بتشوهات (14 ولداً و4 بنات) من راء شظايا القذائف، ففي 30 آذار/ مارس 2012م، على سبيل المثال أُصيب خمسة أولاد (في سن 11 و12 و13) كانوا يلعبون على قارعة الطريق بجروح من شظايا قنبلة ألقتها القوات المسلحة اليمنية في غارة جوية أصابت سيارة لبعض أنصار جماعة الشريعة في محافظة شبوة.
قنابل الجو

وقُتل أربعة وعشرون طفلاً (6 أولاد و6 بنات) أو شوهوا (12 ولداً) بسبب قنابل أُلقيت من الجو، التحقق من أن 8 من هذه الحوادث راح ضحيتها أطفال بسبب هجمات شُنت بطائرات بلا طيار على مخابئ لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وجماعة أنصار الشريعة في أبين وشبوة والبيضاء، فأدت إلى مقتل ستة أطفال (5 أولاد وبنت واحدة) وتشويه 8 أطفال (7 أولاد وبنت واحدة)، ومن الحوادث الأخرى تشويه ولد في الثانية عشر أصيب بجروح بالغة بسبب قنبلة ألقيت من الجو بينما كان الولد يلعب كرة القدم في العراء في مديرية خنفر بمحافظة أبين في 29 حزيران/ يونيو2012م.
تفجيرات القنابل

وسقط 12طفلاً (10 أولاد وبنتان) بينهم (ولدان اثنان) قتيلان (8 أولاد وبنتان) مصابين بتشوهات من جراء تفجيرات بالقنابل، ففي 29 شباط/ فبراير 2012م، أصيب ولد في السابعة عشرة وهو يتبضع في السوق بجروح خطيرة بعد انفجار قنبلة في مديرية كريتر في عدن، ولم تُعرف هوية الجناة سوى في حالة واحدة، وتتعلق هذه الحالة بحادث ارتكبه أحد أعضاء قوات الأمن المركزي، وأدى إلى تشويه ستة أطفال.
هجمات القنابل

وسقط أحد عشر طفلاً (10 أولاد وبنت واحدة) بين قتيل (ولد واحد) ومصاب بتشوهات (9 أولاد وبنت واحدة) من جراء هجمات بالقنابل، ففي 26 أيلول/ سبتمبر 2012م، على سبيل المثال، قام عضو سابق في جماعة أنصار الشريعة، 40سنة، وكان من باعة القات، بسحب إبرة قنبلة في أحد الأسواق الواقعة في مديرية رصد بمحافظة أبين، فقتل في الانفجار خمسة أفراد، منهم الفاعل نفسه، وولد في عامه السابع، وجُرح ستة أولاد في سن 4 و 11 و 15 و 17.
طفولة على فوهة مدفعية

وأما بقية الحوادث فقد سقط فيها سبعة أولاد بين قتيل ومصاب بتشوهات بسبب نيران المدفعية، كما قتل خمسة أطفال أو أصيبوا بتشوهات في هجمات بمدافع الهاون، ونسبت حالتان إلى القوات المسلحة اليمنية وحالة واحدة إلى جماعة أنصار الشريعة وحالة أخرى إلى جهة مجهولة، ووقع حادث في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2011م في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء، عندما أطلقت دبابة للحرس الجمهوري قذيفة مدفعية أصابت مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون في الخارج، فقتلت ثلاثة أولاد (في عمر 9 و 14 و 17) وجرحت ثلاثة أولاد آخرين في سن الثانية عشرة، وطفلاً في سن الثامنة، ووقع حادث بمدفع هاون (لم تعرف هوية من كان وراءه) في 12 نيسان/ أبريل 2012م في مديرية لودر بمحافظة أبين، حيث أًصيبت محطة كهرباء وجُرح ولد كان ماراً بالمكان.

وخلال الفترة المشمولة بالتقرير وقع 75% من الحوادث التي مست 219 طفلاً (190ولداً و29بنتاً) في المحافظات الجنوبية، أبين (111 ولداً و11بنتاً وعدن (48 ولداً و12بنتاً) ولحج (13 ولداً و4 بنات) وشبوة (15 ولداً وبنت واحدة) والضالع (3 أولاد وبنت واحدة)، ووقعت ثاني أعلى نسبة من الحوادث في محافظات الوسط والغرب، حيث أُبلغ عن وقوع حوادث مست 53 طفلاً في مدينة صنعاء ومحافظات صنعاء وتعز وحضرموت والبيضاء، وأُبلغ عن 18 من الحوادث مست 13 ولداً و5 بنات في المحافظتين الشماليتين حجة وصعدة.

وقال التقرير إن مجلس الأمن- عقب زيارة وفد له اليمن في يناير وفبراير 2013م- أعرب عن شواغله المتعلقة بالأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح في البلد, كما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه من خطورة وضع الأطفال المعرضين للقتل والتشويه بسبب النزاع المسلح.

وقال: يساورني قلق بالغ من أن الأطفال معرضون بشدة لخطر القتل والتشويه بسبب الألغام والذخائر غير المنفجرة وخلفات الحرب من المتفجرات, فضلاً عن الهجمات الانتحارية والأجهزة المتفجرة المرتجلة والهجمات التي تشنها الطائرات بلا طيار.

وأدان التقرير الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال باستخدام هذه الأسلحة, وأهاب بجميع أصحاب المصلحة أن يمنعوا هذه الهجمات ويتخذوا الخطوات اللازمة للتقليل من تأثيرها على الأطفال. ووفقاً للتقرير فقد دعا مجلس الأمن اليمن الامتثال للقانون الدولي فيما يخص الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد