تمر علينا الذكرى الثالثة لثورة الشباب الشعبية السلمية هذه الأيام بعد أن قطعت البلاد شوطاً كبيراً من النضال الشعبي السلمي ، لمواجهة الفساد ورموزه غير أن هذه الجهود لم تصل حد تحقيق الطموحات والآمال التي خرج من أجلها شباب اليمن وأبناء الشعب في فبراير 2011م .

"أخبار اليوم" وفي معرض حديثها عن ثورة الشعب السليمة ، وأين هي من أهدافها اليوم ؟ وهل سُلبت منهم ثورتهم من قبل ما يُسمى بالقيادات التقليدية ؟ الذين تقلد معظمهم زمام الأمور في البلاد ؟ كل تلك التساؤلات وغيرها واجهت الصحيفة بها عدداً من القيادات الشبابية والثوار بمحافظة حجة والذين عبروا عن رؤاهم بهذا الشأن.. وخرجنا بهذه الحصيلة :


في بداية هذه المساحة بادرنا الإعلامي بساحة الثورة "حورة" هشام واصل – نائب رئيس تحرير صحيفة حورة المحلية- بالقول بأن ثورة فبراير انتقلت من مربع الفعل الثوري إلى تقاسم غنائم الثورة دون أن تقوم الدولة الدستورية التي حلم بها الثوار وهذا المأزق ليس بجديد وإنما التاريخ يعيد نفسه كما حصل مع ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر .

وأضاف بأن ثورة الشباب عملت على إسقاط النظام السابق قبل أن تكون جاهزة بالنظام البديل ليقوم محله مباشرة ، مما جعل النظام السابق يستعيد نفسه شيئاً فشيئاً ، منوهاً إلى أن اليمنيين قد أضاعوا فرص عديدة لقيام الدولة بكل معانيها خلال السنوات الماضية .

وفيما يتعلق بمؤتمر الحوار ونتائجه يدعوا "واصل" لعدم الاستبشار بنتائجه نظراً لأنه لم يكن برأيه حواراً يمني-يمني ، وإنما تم إدارته من قبل جهات خارجية ، منوهاً إلى أن الجميع كان يلاحظ مع نهايته بأن اليمن على وشك الدخول في صراعات مختلفة ، ففي الوقت الذي يعيش المتحاورون جواً حوارياً نجد أعمال القتل والتقطعات والحروب بين الحين والآخر في أكثر من منطقة. مختتماً حديثه بالقول (مشكلتنا في اليمن على مدى التاريخ ليس في النص الدستوري وإنما في تنفيذ هذه النصوص على أرض الواقع) .

بدوره قال الناشط الإعلامي / عبدالجليل اليوسي بأن أهداف الثورة للأسف لم تتحقق بعد هذه السنوات ، معيداً أسباب ذلك إلى أنها لاقت ثورة مضادة في كل القطاعات ، مدللاً على ذلك بحالة الانقسام في تحقيق أهدافها بين معظم قوى الثورة .

وفيما يتعلق بنتائج مؤتمر الحوار الوطني ومدى توافقها مع أهداف الثورة يشير "اليوسي" إلى أنه حقق جزءاً منها كونها بنظره ثورة وليست تسوية ، مشيراً إلى أنه مما يؤسف له سيطرة القوى التقليدية على مقاليد الأمور في البلاد والتي بدورها عملت على انحراف مسار الثورة وتحييد الكفاءات والشباب من مناصب قيادة الدولة ، مختتماً قوله بـ(ما أشبه الليلة بالبارحة .. يبدو أن كل ثورات التحرر في الوطن العربي يراد لها ذلك من قبل قوى متآمرة في الداخل والخارج )

محمد أبو سالم – القيادي والناشط بساحة الثورة – يقول بحماس ويقين بأن الثورة قد حققت بعضاً من أهدافها التي في مقدمتها منجز مؤتمر الحوار الوطني الذي هو جزء من نضالات شباب الثورة لتحقيق أهدافهم ، إلا أنه لم يُنكر بأن هناك محاولات من بعض القوى التي تنتهج العنف مسلكاً لها بالتنسيق مع بقايا النظام السابق ومن فقدوا مصالحهم لإعادة البلاد إلى المربع الأول ، لكننا بعون الله ماضون نحو تحقيق أهداف ثورتنا المجيدة مهما كانت المعوقات .

مؤكداً في الوقت ذاته لأنهم لن يعودوا إلى عهد القطرنة وعسكر العكفة ، أو عهود الأنظمة السابقة ، مشيراً إلى أن شباب الثورة في طليعة القوى التي تسعى لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي يُعتبر ركيزة أساسية للانطلاق نحو بناء دولة المؤسسات والنظام القانون التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات .

الإعلامي علي حسن – مراسل لعدد من وسائل الإعلام- أكد بأن الحادي عشر من فبراير يوم فاصل في تاريخ اليمن الحديث ، أسس اليمنيون في هذا اليوم لعهد جديد و مداميك النظام الحقيقي للبلد بدماء أطهر وأنقى خيرة شباب اليمن ، معتبراً إياها ثورة تغيير للقيم والمبادئ السلبية إلى الأفضل وبناء الدولة المدنية الحديثة..

ويضيف بأن ثورة الشباب السلمية قد أسست لحوار بين الفرقاء السياسيين من خلاله أنقذت اليمن من الانهيار والقتل غير المبرر بين أبناء الوطن الواحد ، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن مؤتمر الحوار لم يكن ملبيا لتطلعات ثورة فبراير وشبابها بالصورة المطلوبة رغم التضحيات التي قدمها الشباب في سبيل عزة وتقدم وازدهار اليمن لكننا ومع ذلك نؤمن بأن مخرجات الحوار نافذة أمل للخروج من مشاكل متراكمة صاحبت البلد طوال الفترات السابقة وبالتالي نطالب بسرعة تنفيذها وتطبيقها على أرض والأخذ على يد كل عابث بأمن واستقرار الوطن ، موضحاً في ختام حديثه بأنه مازالت أهداف الثورة بحاجة إلى إرادة ثورية لتحقيق ما تبقى منها...