إلى السيد محبوب بن علي: أفتونا في المتهربين ضريبياً!!

2014-02-23 10:14:34 نبيل الشرعبي


شهادة "الإيزوا" بمستوياتها الثلاثة، كل العالم يتعامل معها بمفهوم غير ما يجري في اليمن، حيث الجميع يسوق لها أنها تعني أن المنتجات التي تصدرها الجهة التي حصلت عليها، ذات جودة عالية، وهو مفهوم خاطئ تماماً.

فالإيزوا لا علاقة لها بجودة المنتجات نهائياً، بل خاصة بجوانب أخرى بمستوياتها الثلاثة التي تتدرج بداية من التعامل مع البيانات والأرشفة ثم التنظيم الإداري وإدارة الحسابات وأخيراً تنظيم المنشأة والتطوير وتقنية العمل.

فما معنى أن يستمر من يود أن يقدم منشأة أو مُصَّنع أو فيتم على أنه ذو جودة عالية، عبر الاستغلال السيء لهذه الشهادة التي صار العالم يتعامل معها على أنها ترهة.. أليس من العيب والجُرم الاستغلال السيء لهذه العاهة وكذلك العاهات التي تروج لها بأنها تعني جودة عالية للسلع والمواد الاستهلاكية، ولا تستطيع التفريق بين سلعة غذائية أو استهلاكية وتلحيم بوابة حضيرة بهائم، وبين مصنع أغذية ومخرطة حديد.

الخميس قبل الماضي اعتقد السيد/ محبوب علي المتحدث الرسمي باسم الرئيس هادي، في أفخم فندق باليمن، وبصوته الجهوري، لم ينسى أن ينقل تحيات فخامة هادي إلى الحضور وتهنئة عشرين شركة، أُطلق عليها أفضل عشرين شركة للعام 2013م، وفي غمرة الابتهاج السيد محبوب ذهب إلى القول بأن الاستثمارات تقتضي لضمان نجاحها بيئة مشجعة وتعاون،... إلخ، وهذا شيء رائع مع أن الجميع يعرفه لكن لا بأس به أفضل من المزايدة والحديث عن تحقيق إنجازات لرئيسه هادي في هذا المجال، وهو الذي ـ هادي ـ وعلى الهواء مباشرة أطلق دعوة لمستثمري الصين، للمغامرة والاستثمار في اليمن مع تأكيد إخلاء مسؤولية حكومته من تحمل أي تبعات في بلد يحكمه، وهو مكتظ بالإرهاب الذي تسبب في إغلاق أكثر من 95% من المنشآت السياحية كما أكدها ـ هادي ـ أواخر العام الماضي في زيارته للصين.

السيد محبوب علي قد يكون معذوراً حين لم ينسى زج التهاني للشركات دون استثناء، وذلك من منطلق الدور الذي يؤديه حالياً، لكن لا عذر له وهو الصحفي الذي يدرك ويحفظ عن ظهر قلب كيف أن هناك عباءة تشتغل بدواعي الاستثمار ولا تقر بقانون أو حق للبلد.

إنك تستحق أيها السيد محبوب، الذي كنت تحبذ أن تطلق على جموع الصحفيين أصدقاء ـ أن يشار إليك في تناولات إعلامية، لذكرك أن الضربات الإرهابية الموجعة لأنبوب نقل النفط، كلف البلد والاقتصاد اليمني 4.7 مليار دولار حتى العام الماضي، مع أن الرقم لم يكن جديداً، وقد صار يحفظه اليمنيون كأحد فروض الصوم، إلا أنه لا بأس به.

الشيء الآخر والذي ذكرته ولم تضف جديداً هو أهمية الاستثمارات في النهوض الاقتصادي والتنموي للبلدان، إلا أن وسائل الإعلام الرسمية، لم تجد بداً من التسويق له بأنه كما قال الطيب "المتنبي وإني لآت بما لم تأتِ به الأوائل"، ولا مانع من أن تقطر من نبض الفقراء تكاليف حبر وورق أو غيره، لتضيف على قول الطبيب ولن تأتي به الأواخر.

من قرارة أنفسنا كانت ألذ أمنية نودها لك، بأن تقف وسطاً كما كان يفعل رئيس الوزراء الأسبق ذو البشرة الصهباء والأصول الحضرمية عبد القادر با جمال، حين يكون في مثل الموقف الذي دفعت إليه دفعاً، وكم كان سيغدو من الروعة أن تشيد بما قدمته الشركات التي حظيت بتوصيف أفضل، وفي المقابل أن تشير إلى ما اختصته لنفسها على حساب الوطن وتطوره، خاصة وأنت الصحفي الذي كنت تفزعنا بخطاباتك وأنت نقيب (للصحفيين) اليمنيين، عن الحيادية والموضوعية وعدم التسويف.

السيد محبوب علي: بكل شفافية لا يعني الطرح سالف أو لا حق الذكر بدواعٍ أو سواها، وقدسية القلم لا مقصد ودوافع منه سوى أنك كنت قدوة ولا نود أن تهوي من مكانتك.. وبقدر ما نعي أن "برستيج" التمثيل الرسمي يجبرك على التنازل عن أمور، لكن لا يعفيك من أن تكون مشاكساً كما كان با جمال.

إحدى الشركات التي جرى تصنيفها ضمن أفضل عشرين شركة بموجب قانون الضرائب اليمني يتوجب عليها أن تدفع سنوياً ما يقارب 184مليون دولار، لكنها وبموجب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للرقابة لا تدفع سوى 4 ملايين دولار قاطع مقطوع وهو ما ليس سائداً في العالم أجمع, فكيف تأتي لتبارك لهذه الشركة الأفضلية، وهي لا تقر بحق لا لك ولا لي ولا لأي يمني والوطن أولاً.

شركات أخرى وبحسب تصريحات مسؤولين كبار بمصلحة الضرائب وتقارير رسمية ومنظمات، من كبار المتهربين ضريبيين والمتلاعبين بالقيم الجمركية والمنتهكة لحقوق العمال وغير ذلك، وأخرى متورطة بالسطو على أراضٍ ضمن مخططات تطوير البلد وأبرزها مخطط تطوير مؤسسة موانئ خليج عدن، ولم تقم بتسوية الأمر حتى الوقت الراهن، وأمور أخرى لا داعي لذكرها كون الروائح التي تسد الأنوف تغني عن سردها وعلى الطرف الآخر لا أحد ينكر وجود استثمار ورأس مال يستحق التقدير والتكريم.

فهل يدرك السيد بن علي لماذا مثل هذه الأمور تستدعي إنصاف تقدير للرجل ذي النظارة الأشهر والبيضاء الرجل عبد القادر با جمال، حتى ولو كان هناك ما يستدعي تقديره غير هذا الأمر فيكفيه، ولا أعتقد أنه قد تداعى من ذاكرتك ولو سهو، أحداث تصعيد القائمة السوداء للمتهربين ضريبياً والمطالبة بالشفافية وتشديد الرقابة على القيم الجمركية وغيرها مما هو حق للوطن، وصولاً إلى قوله" البنوك اليمنية أكشاك سجائر والمنشآت الصحية والتعليمية الخاصة لا تقدم شيئاً ومن الأفضل إغلاقها رأس المال الذي لا يحترم الوطن والقوانين والمواطن ليس للوطن به حاجة".

ولا أخفيك يا نقيب (الصحفيين) الأسبق، أن الرجل با جمال ليس محلاً للمقارنة هنا البتة، ولكن لتقر أنك وقعت في فخ لم نكن نرغب به لك، وإذا لم تعشَ وتجزم به، فتلفت حولك واقرأ الأسماء واحداً واحداً..

وختاماً لا أحد يوسف الصديق، فيما امرأة العزيز هي الحاضرة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد