الاستشارات الهندسية والواقع المأمول

2014-02-23 10:18:56 م/عبد الله حسين الغيلي


يعتبر العمل الاستشاري الهندسي, أحد أهم فقرات العمود الفقري في العمل الهندسي، وعليه يرتكز دور كبير في إصلاح مسار العملية الهندسية والتخطيط، وغير ذلك من المجالات التي تقع تحت مظلة الهندسة.

والعالم المتقدم أجمع يولي هذا المجال أهمية كبيرة لما له من مردود إيجابي على جودة ونوعية الإنجاز، وفي اليمن يعاني هذا القطاع الهام من تهميش كبير، لا نعرف أنه متعمد أو ناجم من جهل، ولكن هذا بدوره نتج عن أثار سلبية كثيرة.

ورغم المحاولات التي يقف وراءها أفراد من أبناء المهنة بدافع خدمة الوطن والمهنة، والتي تشق طريقها بصعوبة وينتج عنها ثمار طبية، إلا أن الوضع العام وعدم الوعي بأهمية ما لهذا القطاع من دور في البناء والتخطيط والعمران، يمثل عائقاً كبيراً في الارتقاء به، خاصةً وأن الدولة هي المعني الأول بتطوير وإعطاء هذا القطاع حقه من الاهتمام وإفساح المجال له لممارسة وظيفته الفعلية، تنظر إليه بأنه فائض في العمل الهندسي.

إضافة إلى القطاع الخاص الذي قد يكون آخر ما يفكر فيه هو العمل الاستشاري الهندسي، كونه يعتبره كلفة إضافية، وهنا يتعقد الوضع أكثر، كون المعني الأول وهو الدولة يتعامل بهذه الدونية مع هذا الشريان الهام والرئيس في العمل الهندسي، ومثله رأس المال الذي يعتبره كلفة إضافية إلا في القليل والنادر.

وانطلاقاً من واقع المسؤولية والأمانة المتوجبة علينا تجاه وطننا الغالي، فإننا نشد على أيدٍ من الزملاء من المهندسين الاستشاريين، الذين شرعوا في السير بخطوات هامة، لتشكيل كيان يجمع تحت مظلته كل الاستشاريين، وكذلك عملهم الهادف إلى انتشال هذا القطاع ورد الاعتبار له، أسوة بما هو حاصل في كثير من دول الجوار، حيث يحظى القطاع الاستشاري الهندسي باهتمام وعناية فائقة تمكنه من القيام بوظيفته كما يجب ويحقق أفضل النتائج.

وما نرجوه هنا من الدولة إعادة النظر في دور الاستشاري ومثله المهندس بكافة تخصصاته لضمان مخرجات سليمة وغير معاقة مثل الحاصل في الوقت الراهن، وهذا بدوره سيسهم في تحقيق نقلة نوعية في العمل الهندسي عامة وتحسين نوعية الناتج العام، وفي المقابل الحد من الهدر والعبث والإهدار الكبير لموازنات ومخصصات مشاريع التنمية والبنية التحتية.

ومادام الخاسر الأكبر من التغييب والتهميش الكبير للعمل الاستشاري الهندسي، هو الوطن فإن من الواجب سواءً على الدولة أو القطاع الخاص وكذلك المختلط ومن أبناء المهنة أيضاً، إعادة التفكير والتكاتف والضغط باتجاه تمكين الاستشاري ومثله المهندس بكافة التخصصات، من القيام بدوره في عملية النهوض بالبلد، وتحقيق ناتج عام سليم للمهنة الهندسية، فالوطن قد دفع فاتورة باهظة جراء الوضع الحاصل.

وقد آن الأوان للخروج من دائرة الرمي بالحبل على الآخرين والخروج من إطار الأنا الضيق نحو الفضاء الأوسع والعمل من أجل الوطن والمهنة ومستقبل الأجيال، تحت مظلة المهنة والعمل الجماعي المخطط والمنظم والهادف، وبعيداً عن التفكير في تحقيق منافع ذاتية.

وبكل أمانة هذا ليس من أجل كسب ود أي رضا أو لفت نظر، بل نابع من ثقل الأمانة التي يزداد ثقلها يوماً تلو الآخر، وحتى لا نصحو يوماً ونحن عاجزين عن تعاظم ثقلها وتنكسر ظهورنا وحينها نكون قد خنا هذه الأمانة والوطن والمهنة، وأشهد الله على صدق كل حرف وكلمة في هذا الطرح، وأنه نداء من القلب إلى القلب.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.

 وأخيراً مثلما تستهوينا الوردة الجميلة بأسرارها العظيمة، فلماذا نبخل على الوطن بأن يكون كذلك ما دام هو وردتنا وعشقنا الجمال البهي الذي يحتوينا بكل ما نحوي ولا يتذمر منا، بل يمدنا بالحب والأمل.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد