أكد أن الربيع العربي حقق نتائج مبهرة وأسقط أربعة رؤساء..

د/النفيسي: الخطر الإيراني حقيقي وهناك ثورات مضادة بمصر وتحوُّل في السياسة باليمن لإفشال التغيير

2014-03-30 11:10:56 أخبار اليوم/ قسم الرصد

تحدث الدكتور والمفكر العربي عبدالله النفيسي لقناة روسيا اليوم في برنامج "قصارى القول" عن سياسة القمم العربية والدور السلبي الذي ينعكس على شعوبها ووصفها بالنقابات وأنها قد فقدت شرعيتها ولا تمتلك مشروعاً سوى مشروع واحد هو الاتفاق الجنائي على الشعوب العربية، كما أشاد بدور ثورات الربيع العربي حيث قال: إن التغيير بدأ يحصل بالفعل وهذه موجة لن توقفها "خربشات الأطفال والذين يحاولون أن يصنعوا ثورة مضادة..


يؤكد الدكتور والمفكر العربي عبدالله النفيسي بأن الثورة ماضية والتغيير ماضٍ وهذه السُّنة سنة كونية وليست فقط عربية، سنة ستقتلع الكثير من الاشجار وستزرع فسائل جديدة نظيفة وطاهرة تُروى بماء العرب. وأشار- خلال حديثه - إلى الدور الإيراني في احتلال الاراضي العربية بحجم أكبر ممّا تحتله اسرائيل ست عشرة مرة. ووصف تملُّق بعض المسؤولين في القمة العربية لدولة إيران بأن حالةً من الهستيريا والخوف والفوبيا تصيبهم من إيران، مؤكداً على أن الخطر الإيراني ليس خطراً متوهماً بل هو خطر حقيقي..

اتفاق جنائي للانقضاض على شعوب


ووصف النفيسي القمم العربية بأنها عبارة عن استدعاء سياسي بين النظم العربية لتحقيق أدنى حد من الاتفاق الجنائي ضد شعوب هذه المنطقة - حد قوله. مضيفاً: من أول قمة عربية وحتى القمة الاخيرة التي أُقيمت في الكويت، هنالك مشروع للانقضاض على مصالح شعوب هذه المنطقة اكثر من أي مشروع آخر..وقال: إن معظم هذه النظم قد فقدت شرعيتها بسبب أو بآخر وليس هناك مجال للخوف في هذا الموضوع، لكن هذه النقابات التي تحكم العالم العربي ليس عندها مشروع ولذلك ليس عندها الا مشروع واحد وهو "الاتفاق الجنائي على الشعوب العربية" ووزراء الداخلية هم الوزراء الوحيدون الذين يتفقون على هذا الاتفاق الجنائي، "تبادل أمني ومعلومات أمنية" دائماً يصنعون صناعة عدواً متوأماً .

أنظمة تتأكل فيزيقياً

وتابع بالقول: "أنا اعتقد أن النُّظم الحاكمة التي يمثلها هؤلاء مجازاً نسميهم النخب الحاكمة أصبحت بفعل التآكل التاريخي "يعني اصبحت تتأكل فيزيقياً" ولذلك ما شهدناه اليوم من متحدثين "مُصابين بالفواق" وليس هناك من يدخل في مؤتمر قمة وعنده فواق. هناك ناس لديهم صوت "بلوك" يقول كلمة ثم يتوقف قليلاً لأنه لا يعلم ما هي الجملة التي بعد ولذلك هؤلاء في حالة انقراض".

وعلى صعيد متصل فقد أكد النفيسي أن ثورات الربيع العربي حققت نتائج مبهرة أسقطت "القذافي وبن علي وحسني مبارك وعلي عبدالله صالح" وفي الطريق آخرون، وهذا إنجاز تاريخي؛ موضحاً أن التاريخ ليس حفلة شاي بمعنى اشرب الشاي وانتهت القصة بل يراد لها فترة طويلة من الزمن في مد وجذر.

وأضاف: إن ما هو حاصل حالياً أن هذه النخب الحاكمة في الدول التي تسمى معتدلة تقوم بلملمة صفوفها لتوليد ثورة مضادة وهذا الثورة المضادة حدث الآن في مصر وحدث الآن تعديل للسياسة في اليمن وحصل تعديل للسياسة في سوريا.. ثورة مضادة لإيقاف الربيع العربي ولإقناع الشعوب العربية بأن موضوع الربيع العربي أمر لا فائدة منه.

فوبيا إيرانية

وأوضح الدكتور النفيسي أن اللهجة الودية التي يبديها بعض المسؤولين في القمة العربية، لا تعكس حقيقة الأمر وهي من باب التمني الذي يختلط مع هؤلاء المسؤولين ويلاحظ حالة من الهستيريا والخوف والفوبيا من إيران، لكن ليس باليد حيلة ولذلك هم يجاملون إيران..

وأكد أن الخطر الإيراني ليس خطراً متوهماً بل هو خطر حقيقي ومن يدرس دفتر العلاقات العربية الإيرانية سواءً في منطقة الجزيرة العربية أو على مدى جغرافي أوسع "العالم العربي" سيلاحظ أن العلاقة كانت بين إيران والعالم العربي في حالة من التوتر والتدافع التاريخي المستمر، مضيفاً: لا يخفاكم أن إيران تحتل أراضي عربية اكثر من اسرائيل، تحتل منطقة الاحواز العربية التي مساحتها 324000 كم ، بينما فلسطين 20000 كم، يعني الاحواز أكبر من فلسطين 16 مرة وهي أرض عربية وفيها عرب يُضطهدون ويُشنقون ويهمّشون ولا احد يتحدث في هذه القمم عن قضية الاحواز أما فلسطين "فإنسى" حد قوله، ولذلك هذا الخطر الإيراني خطر حقيقي وليس خطراً متوهّماً وما يرسمه الآن الإيرانيون للمستقبل أخطر من احتلال الاحواز ايضاً. ان تروم الجمهورية الإيرانية من خلال الادوار التي تلعبها في سوريا وفي لبنان وفي اليمن والبحرين وتونس والمغرب يعني حيث ما ذهبت في العالم العربي.

مكارثية أميركية

وحول ما ينقص العرب لامتلاك القوة للوقوف امام ايران قال المفكر الكويتي: إنه لا ينقص العرب الا شيء مهم جداً ألا وهو الارادة السياسية، أما الجمهورية الإيرانية والمشروع الإيراني فهو يتمتع بإسناد شعبي ويتمتع بشرعية تاريخية ويتمتع بجدوى حتى اقتصادية ولذلك هذه الفرق بين الطرفين الإيراني والعربي يكون هنا إرادة وهنا غياب الإرادة .

وفي رده على سؤال أن العالم العربي يسير مرة اخرى حول "المكارثية "ملاحقة الناس فقط لأنهم يؤمنون بالفكرة".. قال النفيسي: إن هذه المكارثية هي جزء من الإملاء الأميركي على هذه الانظمة، المرتبطة بالولايات المتحدة وفي نهاية الامر القرار الاستراتيجي ليس بيدها، لكنه بيد الحليف الدولي الذي هو في معظم الحالات الولايات المتحدة.. موضحاً أن الولايات المتحدة لديها نظرية الان بمعنى انه من الافضل ان نستعمل طرف ثالث للقيام بالقضاء على الاسلاميين بدلاً من أن ندخل في موضوع العراق وافغانستان مرة اخرى، فلنفوض هذه الانظمة لتصفية الساحة قبل ان ندخل في موضوع مارشال عربي.. وهذا ما تقوم به الانظمة العربية من تصفية وملاحقة للإسلاميين، الاسلاميين لا يشكلون هذه الخطورة كما يصوّر في الاعلام .

إسلام ماليزيا

وفي مقارنة بين الاسلام في العالم العربي والاسلام في دولة ماليزيا أوضح الدكتور النفيسي بقوله: "لو نقارن الحالة الاسلامية في العالم العربي بالحالة الاسلامية عند مهاتير في ماليزيا فسوف نلاحظ الفارق كبير ،الاسلام في ماليزيا اسلام مريح وانيق وناعم ومعمر، بينما عند العرب أهله يابسة، والخلل في هذا أن العالم العربي يعاني من ثالوث خطير، الخطر الاول هو الطغيان السياسي الذي يهمش الأمة ويطبعها بطابع اليباس الذي تعاني منه هذه النخبة الحاكمة.. والخطر الثاني الذي يئن منه العرب سوء توزيع الثروة يعني هناك فقرا مدقعاً وثراءً فاحشاً.. أما الخطر الثالث فيتمثل في النفوذ الاجنبي الذي يتحكم بديناميات التطور العربي.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد