الكهرباء مشكلة تؤرق كل بيت في اليمن

2014-03-30 11:48:30 الاقتصادي/ محمد الواشعي

الانقطاع المتكرر للكهرباء ظاهرة عايشها المواطن اليمني على مدة السنوات الماضية، ولا تزال مشكلة مؤرقة لكل بيت في اليمن، لا فرق بين الأحياء الراقية والأرياف‏,‏ كما أن الجميع يصرخون من تفاقم حدة الإطفاءات بشكل ملحوظ‏, و تعود تلك الانقطاعات إلى أسباب متعددة أبرزها أن الطاقة المنتجة لا تتناسب مع كمية الاستهلاك إلى جانب الاعتداءات المتكررة على خطوط نقل الطاقة في محافظات مأرب و صنعاء، وأيضاً تراكم المديونيات والربط العشوائي وعدم الصيانة الدورية للمحولات والمحطات الكهربائية وهو ما يؤدي إلى انخفاض كفاءة توليد التيار الكهربائي.

محافظة ذمار رغم عدم ارتباط شبكتها الكهربائية بمحطة مأرب الغازية التي تتعرض خطوط نقل الطاقة التابعة للمحطة لاعتداءات مستمرة إلا أنه كان لهذه المحافظة نصيب الأسد من الإنطفاءات الكهربائية إذ ارتفعت حدة الانقطاعات المتكررة إلى مدة قياسية في الآونة الأخيرة تصل إلى 12 ساعة يومياً تعيشها ذمار بلا كهرباء، خصوصاً في حال تعرض خطوط كهرباء محطة مأرب الغازية للاعتداء، حيث يتم اقتطاع جزء كبير من الميجاوات المخصصة لمحافظة ذمار وتحويلها لتغطية العجز في أمانة العاصمة وبالتالي حدوث عجز كبير وانقطاع متواصل للتيار الكهربائي في ذمار.

و قد أثار ارتفاع حدة الإنطفاءات حالة استياء واسعة في أوساط المواطنين في المحافظة، وهو ما اعتبره ناشطين وضع لم يعد يحتمل ودفعهم إلى الدعوة إلى مسيرة شعبية بالشموع تجوب شوارع مدينة ذمار مساء الأربعاء القادم احتجاجاً على انقطاع الكهرباء.

يقول مسئولون في كهرباء ذمار أن توجيهات عليا تقف وراء تواصل الإنطفاءات الكهربائية على ذمار تلك التوجيهات قضت بنقل مجموعة من المحولات الكهربائية إلى محافظة إب أثناء الاحتفالات بعيد 22 مايو تقريباً عام 2009 أو 2008م ..ولم يتم إعادتها، توجيهات عليا أيضاً قضت بنقل مجموعة أخرى من المحولات من ذمار إلى عدن خلال استضافة بلادنا لبطولة خليجي 20!! و لم يتم إعادتها، أيضاً انطفاءات متكررة من وحدة التحكم المركزية على ذمار بشكل غير عادل و يفوق معدل الإنطفاءات في المحافظات الأخرى!.

 يشعر أبناء ذمار بالظلم وعدم اكتراث لمعاناتهم في ظل غياب مطلق لدور السلطات المحلية بالمحافظة، تقول نورا الدربي إن الظلم تفاقم على ذمار، تم اخذ محولاتنا وبعدها لم يعرفوا في أي إقليم يضعونا وكأننا حمالة عدد وتضيف " والله حرام الضرب في الميت حرام نتعرض لكل هذا الظلم و نحن مواطنين يمنيين ورغم موقع المحافظة الاستراتيجي والهام بين المحافظات على الأقل لازم ينظروا لأبناء هذه المحافظة بعين الرحمة".

و يقول معين أحمد أن الكهرباء مازالت تنقطع لفترات تزيد مدتها على 12 ساعة يومياً و هو ما يؤثر على المحلات التجارية ويزيد من حالة التعثر التي يمر بها التجار والعمال الذين يتعرضوا لخسائر كبيرة و تتوقف أنشطتهم وأعمالهم التجارية، ويشير فؤاد الحميني طبيب أن انقطاع الكهرباء يؤثر على العمل في المستشفيات وأقسام العمليات والعناية المركزة ويعرض حياة المرضى للخطر.

ويقول أبو بكر صالح موظف محل أنترنت أن تكرار الإطفاءات وعودتها يتسبب في خسائر فادحة وحرق الأجهزة الكهربائية و الكمبيوترات.

تقول معلومات خاصة لصحيفة " أخبار اليوم الاقتصادي" أن عدد من المحولات الكبيرة في محطة التحويل بمدينة ذمار خرجت عن العمل بسبب أعطال فنية، و يصل عددها إلى 4 محولات ضخمة، و بحسب المعلومات أنها تعطلت بسبب الإهمال وعدم صيانتها بشكل دوري رغم أنه لم يمر على دخولها قيد الخدمة سواء فترة وجيزة، مشيرة إلى أن توقف تلك المحولات أثر وبشكل كبير في مستوى انقطاع التيار الكهربائي عن المحافظة.

على الجانب الآخر كشف -نائب مدير فرع مؤسسة الكهرباء بمحافظة ذمار- عن صعوبات كبيرة يواجهها فرع المؤسسة تسببت في تفاقم الإنطفاءات الكهربائية التي تشهدها المحافظة بشكل متزايد في الآونة الأخيرة، و قال المهندس/ فاروق عزيز -نائب مدير الفرع- أن هناك عجز في المحطة المركزية و تتحمل المحافظة العبء الأكبر من المعاناة نتيجة ذلك العجز حيث لا يتم مساواتها ببقية المحافظات وتفوق الإطفاءات المركزية في محافظة ذمار بقية المحافظات الأخرى.

و أشار المهندس عزيز إلى العديد من العوائق و المشاكل التي يعاني منها فرع المؤسسة وتعود إلى مشاكل متراكمة من السنوات الماضية، حيث أن تراكم مديونية الكهرباء لدى المؤسسات الحكومية والمواطنين يعد من أبرز الصعوبات التي يواجهها الفرع، إذ تصل المديونيات إلى 2 مليار و635 مليون ريال منها مليار و242 مليون لدى الجهات الحكومية إضافة إلى ما تسبب به نقل محولات تابعة للمحافظة إلى محافظات أخرى، منها نقل محولات كهربائية من ذمار إلى محافظة إب قبل سنوات خلال الاحتفال بالعيد الوطني22 مايو، ولم تتم إعادتها، و توقيف محولات أخرى تعمل بالديزل بحجة التلوث وتم نقلها إلى محافظة عدن خلال استضافة بلادنا لــ خليجي 20، مؤكداً أن تلك المحولات نقلت بتوجيهات عليا إلى تلك المحافظات ولم تتم أعادتها حتى اليوم، و هو ما أدى إلى حدوث عجز كبير في توليد الطاقة الكهربائية بالمحافظة.

و أكد عزيز أن مشاكل إجبارية تعاني منها المؤسسة تضطرها إلى اللجوء لقطع التيار الكهربائي و ذلك للحفاظ على سلامة المحولات من الانفجار نتيجة الضغط الزائد عليها، مشيراً إلى أن هناك أعمال توسعة للمحطات الكهربائية بذمار خلال العام الحالي 2014، حيث سيتم إعادة تأهيل شبكة الضغط العالي والمنخفض مختلفة المقاسات والأطوال وتركيب محولات 10 محولات ثلاثية الطور، و 7 محولات أخرى أحادية الطور، كما سيتم إنشاء دائرة جديدة يتم توصيلها بين ذمار ويريم وإنشاء محطة كهرباء في مدينة يريم، مشيراً إلى أنها ستخفف من العبء المتفاقم على محافظة ذمار.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد