لدى افتتاح أعمال الدورة الثانية للمؤتمر العام الرابع للتجمع اليمني للإصلاح.. اليدومي يدعوكافة القوى السياسية إلى طاولة الحوار لإخراج البلاد من الأزمات القائمة ..العتواني: المشترك لم يقبل أن يكون العامان القادمان تمديداً لعمر الفساد والاختلالات

2009-03-12 04:22:01


وسط حضور جماهيري حاشد اكتظت به قاعة المؤتمرات الدولية "ابولو" افتتح حزب التجمع اليمني للإصلاح مؤتمره العام الرابع في دورته الثانية تحت شعار "النضال السلمي طريقنا للإصلاح الشامل".

وفي حفل الافتتاح الذي حضره الآلاف من أعضاء الإصلاح وقياداته وبمشاركة قيادات الأحزاب الأخرى ومنهم حزب المؤتمر الشعبي العام الذي مثله في مؤتمر الإصلاح الشيخ/ صادق أبو رأس الأمين العام المساعد للمؤتمر أكد رئيس الهيئة العامة للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ/ محمد اليدومي أن انعقاد هذا المؤتمر يجسد منهجية الإصلاح الشوروية الديمقراطية ومدى تجذرها في أوضاع الحزب الداخلية ومستويات بنيانه القيادية والتنظيمية.

ودعا اليدومي أعضاء المؤتمر العام أن يجعلوا هذا المؤتمر محطة ومنطلقاً لوثبة أكبر في العمل والنضال السلمي نحو تحقيق تطلعات شعبنا وأمتنا.

مبدياً يقينه بأن التفاعل الإيجابي مع القضايا المطروحة أمام المؤتمر سيكون مردوده كبيراً وأثره عظيماً.

واتهم اليدومي سياسات السلطة التي وصفها بغير الرشيدة بأنها انتجت جملة من الاختلالات الخطيرة في مختلف جوانب الحياة حيث مارست التضييق على الحريات والحقوق وأهدرت الثروات والمال العام وتدهورت الأوضاع الصحية والتعليمية فضلاً عن ارتفاع معدلات البطالة واستشراء الفقر وازدياد ظاهرة الانتحار الفردي والجماعي الناجم عن الجوع وسوء التغذية وفي ظل هذه السياسات وانتشرت الجريمة وساد الاستبداد وتسيد الفساد وصار كل منهما يغذي الآخر.

وقال اليدومي: إن السلطة فوتت على اليمنيين فرص البناء المؤسسي للدولة الوطنية التي طالما حلم بها اليمنيون وناضل من أجلها الثوار إلا أن ما تم هو العكس حيث كرست الممارسة الفردية على حساب دور المؤسسات الدستورية وحلت الولاءات والمصالح الضيقة محل الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية.

وأضاف: لقد جرى التضييق على التعدد السياسي الوطني لصالح تعدد آخر تتغذى منه وفيه المشروعات اللاوطنية وفسدت السياسة وتسممت أجواءها بصورة بات يصعب معها رؤية الثنائية التعددية سلطة ومعارضة واتسعت دائرة الإقصاء والتهميش ورفض الشراكة الوطنية وهذا ما يجعل السلم الاجتماعي والاستقرار عرضة للاهتزاز.

ودعا الأطراف السياسية والاجتماعية إلى طرح أجندتها على الطاولة بشفافية وصدق لإدارة حوار جاد ومسؤول يفضي إلى ما من شأنه إخراج البلاد من أتون الأزمات القائمة.

وقال إن السلطة كان بإمكانها خلال الفترة الماضية أن توفر الأجواء والظروف لتحقيق ذلك لكنها تقاعست عن هذا الدور الذي كان يمكن أن يجنب البلاد الكثير من المشاكل ويقطع الطريق أمام المشاريع المشبوهة.

وعن الاتفاق الأخير الذي توصلت إليه أحزاب اللقاء المشترك والحزب الحاكم والذي قضى بتأجيل الانتخابات لعامين أكد رئيس الهيئة العامة للإصلاح أن هذا الاتفاق يضع الجميع أمام تحديات ومسؤوليات كبيرة محذراً من إهدار الوقت الذي ستكون عواقبه وخيمة.

وحث اليدومي في ختام كلمته أعضاء المؤتمر على بذل مزيد من الجهود والتضافر والتماسك في ساحات ميادين العمل والنشاط وعلى مزيد من الالتحام بزملائهم في المشترك وبجماهير الشعب.

من جانبه خاطب رئيس اللقاء المشترك وأمين عام حزب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري سلطان العتواني مؤتمر الإصلاح بأن إخوانهم في بقية أحزاب اللقاء المشترك يتطلعون إلى نتائج هذا المؤتمر بأمل كبير معولين عليها أن تكون إضافة قيمة تثري التجربة التنظيمية والحزبية والسياسية والوطنية وما سينتهي إليه هذا المؤتمر من نتائج من شأنها تعزيز البناء السياسي والوطني في ظل ظروف بالغة التعقيد والصعوبة.

واستعرض العتواني إنجازات حققها اللقاء المشترك ودوره في الدفاع عن حقوق المواطنين بالنضال السلمي والطرق الشرعية.

وعلق العتواني على الاتفاق الذي بين المشترك والمؤتمر بالقول: إن المجلس الأعلى للمشترك وهو يوقع على الاتفاق كان ينطلق من حرصه على مصلحة الوطن واستقراره واستجاب لصوت العقل الذي نتمنى أن يكون ناضجاً وضابطاً لكل الحوارات القادمة المتعقلة بتنفيذ بنود الاتفقا وفق جدولة زمنية محددة وواضحة.

وأكد رئيس اللقاء المشترك أنهم لن يقبلوا بأن يكون العامان القادمان تمديداً لعمر الفساد والاختلالات والانتهاكات الصارخة لحقوق المواطن والوطن ونهب المال العام وتبديد الثروة الوطنية.

وقال العتواني إن تأجيل الانتخابات لا يعد حلاً للأزمة لأننا أمام تحد سياسي ووطني حقيقي والدعوة هنا لمواجهة هذا التحدي ليست موجهة فقط للمشترك وإنما هي موجهة أيضاً للسلطة والحزب الحاكم.

ودعا الحزب الحاكم إلى اغتنام الفرصة الوطنية التي أتاحتها من خلال التأجيل للانتخابات وذلك من أجل تحقيق إصلاحات وطنية رئيسية في النظام الانتخابي والنظام السياسي وأبدى التزام المشترك في العمل بروح الفريق الوطني من أجل هذه الإصلاحات مع التمسك بمسؤولياتهم في الدفاع عن حقوق المواطنين والعمل على تحقيق مطالبهم.

وتطرق العتواني في كلمته إلى المقاومة الفلسطينية مستهجناً حالة الخذلان العربي الرسمي المتواصل.

ودعا إلى سرعة رفع الحصار عن غزة مشدداً على ضرورة مواصلة الدعم والمساندة بكل أشكالها للمقاومة الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني.

وأيد العتواني حق الشعب السوداني الشقيق في الدفاع عن وحدة أراضيه وسيادته ورموزه السيادية أمام الهجمة الغربية الشرسة وصد المؤامرات الرامية لتقسيم السودان واعتبر قرار المحكمة الجنائية باعتقال البشير قراراً خطيراً موجهاً ضد السودان كدولة مؤكداً أن هذا المخطط لا يستهدف السودان فقط بل هو يستهدف أيضاً الأمة ككل.

وفي ذات السياق نقل الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام تحايا رئيس الجمهورية للمؤتمر متمنياً نجاحه في تقويم مسارات العمل السياسي الوطني والخروج برؤى ناضجة وقرارات موفقة تلبي طموحات قيادة وقواعد حزب الإصلاح للمرحلة القادمة.

واستعرض أبو رأس الشراكة الوطنية التي تجسدت بين المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح والتي وجدت تحت مظلة الوحدة المباركة والتعددية السياسية مناخاً مثالياً للتنامي وكذلك الشراكة المصيرية في مواجهة تداعيات الأزمة السياسية التي نشبت آن ذاك وتطورت إلى حرب صيف 94م ولم يقف الإصلاح موقف المتفرج بل شارك في الدفاع عن الوحدة.

وكان قد شارك في المؤتمر عدد كبير من العلماء والمشائخ وفي مقدمتهم الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني والشيخ صادق عبدالله بن حسين الأحمر.

وكانت أغلب الكلمات قد أشارت إلى ضرورة الوقوف إلى جانب شعب فلسطين ومقاومته وكذلك الشعب السوداني.

من جانبه هنأ حزب البعث العربي الإشتراكي قطر اليمن عبر رسالة بعثت إلى المؤتمر من أمين الحزب الدكتور/ عبدالوهاب محمود هنأ حزب الإصلاح بانعقاد مؤتمره الرابع.

مثمناً موقفه النضالي والوطني تجاه قضايا الوطن والتحديات التي تواجه الوطن والأمة العربية والإسلامية.

وأعلن وقوف حزب البعث معه ومع أحزاب اللقاء المشترك على درب النضال السلمي والديمقراطي لتحقيق أهداف شعبنا وأمتنا متمنياً أن يكلل المؤتمر بالنجاح وأن يخرج بتصورات وقرارات تعزز مسيرة الوطن نحو الطموح لبناء يمن المستقبل المشرف.

وكان للمرأة في المؤتمر الرابع للتجمع اليمني للاصلاح حضور كبير وملفت وكان لها ايضا كلمة في المؤتمر ألقتها الدكتورة أمة السلام رجاء حيث قالت أن المؤتمر الرابع يمثل إحدى الوقفات الهامة في مسيرة الإصلاح التي انطلقت عام 1990م وشاركت فيها المرأة إيماناً منها بأهمية الدور المنوط بها، وكيف لا وقد كانت المرأة في تاريخنا الإسلامي الملاذ الآمن والحصن الحصين للدعوة في أيامها الأولى وأدركت أن الخطاب الرباني موجه إليها كما هو موجه إلى أخيها الرجل في تحمل المسئولية تجاه دينها ومجتمعها وأمتها. . قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم).

وأضافت : نحن نعتبر حركتنا وجهودنا اليوم سير على ذات الطريق الذي بدأته أم المؤمنين والمؤمنات خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها وعن أمهات المؤمنين أجمعين - والتحديات التي تقف أمام المرأة المسلمة والعربية وأمام أمتنا بشكل عام. . تجعل من حركة المؤمنة الواثقة بربها والمستمدة خطاها من دينها جهاداً بل وأسمى أنواع الجهاد.

واستعرضت رجا ء جملة من الإنجازات التي وجدت طريقها إلى الواقع ومنها :

- التأثير لإعادة صياغة عقلية المرأة اليمنية وفق المنهج الإسلامي بعيداً عن الوافد الفاسد والموروثات الاجتماعية الخاطئة والمفاهيم المغلوطة التي أثرت على نحو كبير من البيئة وانعكست على المرأة بشكل خاص.

وانطلاقاً من قاعدة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) تركزت جهودنا على إحداث القناعات بأهمية دور المرأة وأثرها في تغيير الواقع وعلى السلوك المنبثق من القناعات بحيث يعبر هذا السلوك عما نؤمن به. .

وبالتأكيد لايزال الجهد مطلوباً في هذا المجال حتى نصل إلى ما وصلت إليه المرأة المسلمة في عهود الإسلام الذهبية.

وأكدت أن اتساع القاعدة النسائية للإصلاح دليل على أن الإصلاح هو الخيار للمرأة التي تريد أن تنطلق لإثبات حقها دون أن تفقد هويتها، وهو الخيار لمن يريد أن يتصدى لفكر الغلو أو لفكر التفريط وهو المكان الذي يلبي للمرأة طموحاتها ويحتوي تطلعاتها لمشاركة حقيقية أكبر وأعمق أثراً في المجتمع وقد دلت المرحلة السابقة وكذلك الميدان أن التجمع اليمني للإصلاح ينسجم في حركته مع معطيات الواقع ومع طموحاته أيضاً.

واستعرضت جملة من المشاكل التي مازالت تعانيها المرأة أهمها: ارتفاع نسبة الأمية بين النساء وارتفاع نسب التسرب في التعليم بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، وتراجع أداء مؤسسات الدولة بشكل عام والفساد المستشري فيها وهو ما يجعل آليات الإصلاح أصعب ويفتح الباب على مصراعيه لكثير من الممارسات الخاطئة التي تنعكس على مجتمعنا وتؤثر بالطبع على المرأة كما تؤثر على الرجل.

ونوهت الدكتورة رجاء الى أن المرأة تستطيع أن تلعب دوراً حاسماً في المجال الإعلامي وفق الرؤية والمنهجية الإسلامية الشاملة، وأن الارتقاء بخطابها الإعلامي هو العنوان الحقيقي الذي نقدمه للآخرين عنا.

وقالت ايضا : وكما كانت المرأة الإصلاحية رائدة في مجال الدعوة بين النساء بما تتطلبه من مهارات في النصح والوعظ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشهدت لها الساحة اليمنية بهذه الريادة ونريد اليوم أن تحقق المرأة الإصلاحية الريادة في الأداء الإعلامي الذي يقدم المرأة اليمنية النموذج، وهناك الكثير من الميادين الإعلامية التي يمكن أن تساهم فيها المرأة في الإصلاح وتحتاج لدعمكم وتشجيعكم.

وأضافت : إن الإصلاح كان له دور رائد في دفع المرأة للمشاركة السياسية في العملية الانتخابية وإن هذا الدفع قد أحدث درجة من التنافس التي دفعت الكثيرين من أحزاب أخرى للاقتداء بالإصلاح.

وتابعت الحديث قائلة : وفي المجال السياسي لا يفوتنا أن نذكر أن حضور المرأة الإصلاحية في البنى التنظيمية المختلفة ومكانها من أحداث نجاحات متتالية توجّت بمشاركتها في مجلس الشورى والأمانة العامة ومجالس شورى المحافظات بعد أن تواجدت في المؤتمرات العامة والمكاتب التنفيذية وغيرها، والمتتبع لمسيرة الإصلاح يلمس التطور الملحوظ في هذا الإطار. . إن هذا الحضور الواسع بالإضافة إلى أدائها المتميز وانضباطها التنظيمي والرغبة والتفاني في العمل، وكذلك اتساع قاعدتها التنظيمية يحتم علينا مراجعة وضع المرأة ووضعها في الموضع الذي تستحقه في نظم الإصلاح ولوائحه بما يمكنها من إدارة العمل بكفاءة أعلى وبما الإصلاح كان له دور رائد في دفع المرأة للمشاركة السياسية في العملية الانتخابية وهذا الدفع قد أحدث درجة من التنافس التي دفعت الكثيرين من أحزاب أخرى للاقتداء بالإصلاح يتناسب مع مسئوليتها وواقعها، ونحن نثق دوماً أن قيادات الإصلاح وقواعده وكما كنت دوماً سيكون لها أكبر الأثر في دعم المرأة الإصلاحية وتفجير طاقاتها. مؤكدين ثقتنا بقيادتنا التي لم تستغل المرأة يوماً ولم تجعلها ورقة لأهداف ومكايدات سياسية.

الى ذلك طالبت منظمات المجتمع المدني في كلمتها التي القاها نقيب الأطباء والصيادلة اليمنيين مؤتمر الإصلاح اتخاذ قرارات مناسبة لدعم استقلالية منظمات المجتمع المدني ، ورفع اليد عنها كي تقوم بدورها خارج الأحزاب في تحقيق أهدافها لصالح منتسبيها فليس من المجدي لأجهزة الدولة ولا للأحزاب أن تسيطر على منظمات المجتمع المدني وحتى عندما يعمل الحزبيون في هذه المنظمات فهم يعملون ضمن ضوابط وآليات تختلف عن الآليات الحزبية الداخلية.

ودعت تلك المنظمات كافة الأحزاب الفاعلة إلى الانخراط في عمل دؤوب من أجل تنشيط المنظمات النقابية والعمالية والحرفية والفلاحية والتعاونية وإخراجها من سيطرة الأجهزة الرسمية كي تنهض بدورها المستقل من أجل استخلاص حقوق العمال والفلاحين والمواطنين المشروعة والارتقاء بمستوى معيشتهم.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد