الضالع.. مشروع مياه (عزاب) و(القدم) مغلق منذ عام والسلطة في سبات عميق

2014-04-28 06:28:55 تقرير/ هشام عميران

يعتبر مشروع مياه عزاب والقدم في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع، المشروع الرئيسي والمغذي لمنطقتي "عزاب" و"القدم" اللتان يبلغ عدد سكانهما ما يقارب ستة آلاف نسمة، إلا أن فساد الهيئة الإدارية للمشروع – حسب آراء بعض المواطنين - بتوقيفه بعد أن بسطت أذرعها لتستولي على عائدات المشروع وأموال تقدر بالملايين لتذهب هدراً في مهب رياح الفاسدين وليذهب المستفيدون من المشروع إلى الجحيم..
مرت سنوات على المشروع ولم يحس المواطن بأي تحسن له وكلما تغير فاسداً جاء الأكثر منه فساداً حتى أن تلك النعمة العظيمة لم تراع بالحفاظ عليها والعمل على دوامها بأحسن حال فالإهمال الشديد والصراعات والخلافات الشخصية بين الجمعية العمومية والهيئة الإدارية للمشروع وعدم الوضوح والشفافية بين القائمين على المشروع، كل ذلك كان سبباً في تراجع المشروع إلى الوراء ووصوله "من السيئ إلى الأسوأ"، إضافة إلى أن المشروع بحاجة إلى إنزال عدة "مواسير" فالماء يقل تدريجياً وكذلك "ماكينة ضخ الماء" بحاجة إلى صيانة وإصلاح الأعطال لإنقاذ المشروع، لكن الطامة الكبرى أن الهيئة الإدارية تفيد بأن ليس لها القدرة على ذلك وذلك بسبب العجز المالي... فيا ترى أين أموال المشروع التي تقدر بالملايين؟ سؤال يصول ويجول بين أوساط المواطنين المستفيدين من المشروع والكل منتظر إجابة لذلك السؤال لكن للأسف فكما يقال "ليلة العيد تبان من العصر"..
الحاج والحاج الآخر
لقد كانت المقدمات الملموسة بين القائمين على المشروع والخلافات وتبادل الاتهامات والأقوال بأن الحاج "علان" سارق والحاج "فلتان" فاسد والحاج "زعطان" سبب دمار المشروع والحاج "سين" نهب أموال المشروع دون مراعاة المسؤولية والأمانة التي وكلت إليهم. وفي النهاية مشروع مياه عزاب والقدم ضحية الحاج والحاج الآخر.!!
حيث قال الحاج- محمد ناجي حزام عميران - رئيس لجنة الدفاع عن المشروع- بأن الفساد المالي والإداري هو سبب توقف المشروع الذي مر على توقيفه ما يقارب العام دون مراعاة حال المواطنين لاسيما النساء اللاتي يقطعن المسافات الطويلة ويتنقلن من بئر إلى أخرى ومن وادي إلى آخر، بل يقضين الساعات الطوال فوق الآبار وفي الأودية حتى وقت متأخر من الليل بحثاً عن الماء..
معاناة وحكاية
أما الشيخ علي أحمد منيف، فقد أوضح بأن الأهالي يكابدون مر آلامهم ويعانون معاناة حكايتها لا تكاد تنتهي.. لافتاً إلى أن الأهالي يعيشون بحالة حرجة نتيجة توقف مشروع المياه الذي يعتبر المغذي الرئيسي للمنطقة التي تفتقر للمياه الجوفية، وأن المعمعة والعصبية العمياء كانت أحد الأسباب الرئيسية لتدهور المشروع ووصوله إلى حالة يرثى لها.

وأضاف منيف: بدل من أن يفكر المواطن بتوفير مصاريف البيت أصبح همه الشاغل كيف يتدبر قيمة (حمار) كوسيلة لنقل الماء الذي لا يتوفر إلا في مناطق بعيدة بهدف التخفيف عن المرأة التي لا حول لها ولا قوة..
شفا جرف هار
من جانبه أفاد الحاج أحمد ناجي الشاوش بأن المشروع "على شفا جرف هار" بسبب الفساد المالي من قبل الهيئة الإدارية للمشروع والذي يتهما الأهالي بنهب واختلاس أموال وعائدات المشروع.
وأضاف الشاوش: هرمنا من فساد القائمين على المشروع الذي رائحته طالت المجلس المحلي، بالإضافة إلى مماطلة الجهات المختصة بالقضية دون التوصل إلى حلول تفضي بتشغيل المشروع..
طالبات المدرسة فوق الآبار

من جهة أخرى أكد الأستاذ- شاكر عويضان -مدير مدرسة الإخلاص عزاب- بأن عدداً كبيراً من طالبات المدرسة يتغيبن عن الدراسة ليذهبنَّ يبحثنَّ عن الماء.

 مضيفاً: بدل أن تستغل المرأة الريفية تعليمها والاهتمام بمستقبلها كونها مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق تضل طوال اليوم وحتى وقت متأخر من الليل فوق الآبار في الأودية كي تحصل على دبة أو دبتين ماء.
دبروا الحمار

عدة مسيرات انطلقت إلى قسم شرطة الفاخر بمديرية قعطبه طالب الأهالي من خلالها بمحاسبة الهيئة الإدارية للمشروع وإلزامهم بدفع ما بحوزتهم من أموال وعائدات المشروع وبالمقابل تم سجن القائمين على المشروع الذين اتهمهم الأهالي بالفساد ونهب واختلاس أموال المشروع، إلا أنهم لم يعكفوا بالسجن طويلاً فقدتم إخراجهم من السجن وبضمانة من الأخ "عمر عميران" -أمين منطقة عزاب- والذي خروجهم كان مشروطاً على أن يسلموا عائدات المشروع ويقوموا بتشغيله على الفور لكنهم قابلوا ذلك بالتهرب والتلاعب كلاً يبرئ نفسه ويوجه التهم للأخر..لكن الحقيقة كما يقال (عادت حليمة إلى عادتها القديمة)، فلم يشتغل المشروع ولم يخضع من أطلق سراحهم للحساب، بل زادت الأمور سوءا ليمر شهر آخر والمواطنون يبحثون عن الماء بوسائل شتى كالسيارات والموتورات والوايتات، وبدل من أن يفكر المواطن بتوفير احتياجات البيت أصبح شغله الشاغل كيف يتدبر قيمة ( حمار)
لم يطق الأهالي تلك المعاناة فنفذوا وقفات احتجاجية أمام مديرية الأمن بمديرية (قعطبه) في محافظة الضالع لتنتهي تلك الوقفات بسجن المتهمين بإفلاس وتوقيف المشروع، حينها ألتزم الأمين العام للمجلس المحلي بالمديرية- حسين العصامي للأهالي بأنه سيتم ضبط المتهمين ولن يفرج عن أحد منهم إلا من سلم ما عليه من عائدات وأموال للمشروع.
اتهامات
إلى ذلك أكد- خالد مصلح سلمان -رئيس الرقابة والمحاسبة- بأن الأمين العام للمجلس المحلي- حسين العصامي أحنث بوعده وخيب أمل الأهالي بإفراجه عن رئيس الجمعية والمحصل اللذان حتى اللحظة لم يسلما ما عندهما من أموال وعائدات للمشروع والتي تقدر بالملايين رغم إقرارهما..

 وأضاف سلمان: لذلك فلنقل أنه ليس هناك هيئة إدارية للمشروع بل أخطبوط نشر أذرعه الفاسدة ليستولي على عائدات المشروع فأموال المشروع ذهبت سدى بل في مهب الريح فالمشروع ينتقل من مشكلة إلى مشكلة أكبر ومن خراب إلى خراب أشد.. أشهر مرت وهيئة الرقابة والمحاسبة ولجنة الدفاع عن المشروع تدعو ولازالت تدعو القائمين على المشروع لتسليم أموال وعائدات المشروع التي بحوزتهم بعد أن استكملت الحسابات اللازمة وتم المصادقة والتوقيع عليها..
وأشار سلمان إلى أنهم ناشدوا الجهات المختصة والمسؤولة والمعنية بإحالة من لم يسلم ما عنده من عائدات وأموال للمشروع إلى نيابة الأموال العامة وفي القريب العاجل.. لكن (لقد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي) – حسب قوله.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد