50 مسلحاً يحاصرون أكبر مصفاة نفط عراقية في بيجي والبرلمان يفشل بتبني الطوارئ ويطالب بدعم دولي

الجيش يستعيد تكريت وينسحب من كركوك.. وأنباء عن انسحاب "التنظيم" من الموصل

2014-06-13 12:37:15 أخبار اليوم/ وكالات

فشل البرلمان العراقي أمس الخميس في إقرار حالة الطوارئ لعدم اكتمال النصاب، في حين دعا سفير العراق بفرنسا مجلس الأمن الدولي لدعم بغداد.

وأكد مصدر برلماني حضور 128 نائبا فقط، علما أن النصاب يتطلب حضور 163 نائبا من أصل 324.

ودعا رئيس الوزراء نوري المالكي- في وقت سابق البرلمان- إلى تبني قانون الطوارئ لمواجهة المسلحين الذين سيطروا على مدن عراقية عديدة ويخوضون معارك ضد الجيش العراقي شمالي العاصمة بغداد.

ومعظم الذين قاطعوا جلسة البرلمان من السنة والأكراد الذين يعارضون منح سلطات استثنائية للمالكي.

تزامن ذلك مع مطالبة سفير العراق لدى فرنسا فريد ياسين أمس الخميس مجلس الأمن الدولي بالموافقة على تقديم مساعدة عسكرية إضافية للعراق تشمل دعما جويا وطائرات من دون طيار.

وأضاف إنه "على حد علمه" لم تطلب الحكومة العراقية بعد أن تشن الولايات المتحدة هجمات جوية على المسلحين الذين استولوا على عدة مدن عراقية خلال الأيام الأخيرة.

وكان مفتي الديار العراقية/ رافع طه الرفاعي, قد حذر نواب البرلمان من التصويت على إعلان قانون الطوارئ في البلاد، معتبرا كل من يصوت لصالح هذا القانون خائنا لأهله، على حد تعبيره.

كما حذر أمير قبائل الدليم في العراق/ علي الحاتم, البرلمان من التصويت على إعلان حالة الطوارئ بالبلاد، وطالب الكتل السياسية بإقالة المالكي وتشكيل حكومة مؤقتة.

محاصرة مصفاة نفط

وعلى صعيد منفصل فقد قالت الشرطة ومهندس (شاهد عيان) إن متشددين مسلحين حاصروا أكبر مصفاة نفط عراقية في بلدة بيجي بشمال البلاد أمس الخميس.

ودخل المتشددون إلى بيجي أول مرة مساء الثلاثاء المنصرم، واقتربوا من المصفاة، لكنهم تراجعوا في وقت لاحق إلى القرى المجاورة، بعد أن توصلوا لاتفاق مع زعماء العشائر المحلية.. وقال شاهد عيان آخر يقيم في منزل قرب المصفاة إن المتشددين كانوا يستقلون أكثر من 50 سيارة.

التنظيم يدعو أنصاره للتقدم إلى بغداد

وفي تطور لافت، دعا جهاديو "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الذين شنوا هجوماً خاطفاً في شمال ووسط العراق، أنصارهم للتقدم إلى بغداد، وذلك بحسب ما أعلن موقع سايت الأميركي الذي يراقب المواقع الإسلامية.

وفي تسجيل صوتي يعود إلى تاريخ أمس الأول ونسب إلى المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أبو محمد العدناني، أمر الأخير "الجنود بالتقدم إلى بغداد" وانتقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لعدم "كفاءته".

وقال حسب ترجمة موقع سايت "واصلوا الانتشار. المعركة لم تحتدم بعد ولكنها ستحتدم في بغداد وفي كربلاء. كونوا على أهبة الاستعداد"... "ازحفوا على بغداد".

وفي كلامه إلى المالكي الذي وصفه بـ"بائع الشعارات"، قال "لا يوجد شخص مجنون أكثر منك إلا الذين يقبلون بك رئيس حكومة وقائد".. وأضاف "لقد خسرت فرصة تاريخية لشعبك في السيطرة على العراق وأن الشيعة سيلعنوك مدى الدهر".

انسحابات وسيطرة

وفي سياق منفصل فقد ذكر مسؤولون عسكريون أكراد أمس الخميس أن القوات الكردية بسطت سيطرتها الكاملة على مدينة كركوك النفطية العراقية، بعد أن تخلى الجيش عن قواعده هناك. ونقلت وكالة "رويترز" عن المتحدث باسم قوات البشمركة جبار ياور قوله "سقطت كركوك بأكملها في أيدي البشمركة ولم يعد هناك وجود للجيش العراقي ".

وأكد العميد شيركو فاتح رؤوف، قائد اللواء الأول من قوات البشمركة في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن القوات الكردية لن تسمح بدخول أي عنصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" طالما تسيطر على جميع مناطق المدينة.

الجيش العراقي يستعيد السيطرة على تكريت

 من جهة أخرى أعلن الجيش العراقي, أنه استعاد السيطرة على مدينة تكريت التي كان المسلحون قد استولوا عليها يوم أمس الأول.. وقالت مصادر في وزارة الدفاع العراقية إن الفرقة الـ16 بمساندة الوحدات الخاصة قامت بعملية عسكرية ضد المجاميع المسلحة وسيطرت على المدينة.. من جهتها أفادت قناة "العراقية" أن قوات الجيش نجحت في تحرير مبنى إدارة مدينة تكريت، مضيفة إن عملية التحرير أسفرت عن مقتل 19 مسلحا دون تقديم معلومات حول وقوع ضحايا بين العسكريين.

"التنظيم" ينسحب من الموصل

وفي سياق متصل أفادت وكالة "رويترز" أمس الخميس بأن التلفزيون الحكومي العراقي بث صورا لقصف الطيران الحربي مواقع للإسلاميين المتشددين في مدينة الموصل وضواحيها.

على صعيد آخر نقلت "السومرية نيوز" عن شهود عيان من أهالي الموصل، أن عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" أخلوا شوارع المدينة بعد "أوامر بالانسحاب إلى ربيعة". وقال شهود العيان، إن "شوارع مدينة الموصل بدت، أمس الخميس، خالية من عناصر التنظيم، لافتين إلى "عدم وجود أي مظهر لتواجدهم في المدينة"، وأشار الشهود إلى أن "إخلاء الشوارع جاء بعد ورود أوامر من قيادة التنظيم بالانسحاب إلى ناحية ربيعة، (125 كم غرب الموصل)، الواقعة على الحدود مع سورية".

ويشهد العراق تدهورا أمنيا دفع رئيس الحكومة نوري المالكي إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد، وذلك بعد سيطرة مسلحين من تنظيم "الدولة الإسلامية" على محافظة نينوى بالكامل، وتقدمهم نحو محافظة صلاح الدين وسيطرتهم على بعض مناطقها.

ردود أفعال دولية أميركية

إلى ذلك قال البيت الأبيض أمس الخميس، إنه لا يدرس إرسال قوات برية للعراق، في أعقاب تصريحات للرئيس باراك أوباما قال فيها إن بلاده مستعدة لاتخاذ إجراء عسكري عند تهديد مصالحها المرتبطة بالأمن القومي، مؤكدا وجود تحركات عسكرية قصيرة المدى وفورية ينبغي عملها في العراق والمسؤولون الأمريكيون يبحثون كل الخيارات.

وأضاف أوباما- معلقا على ما يجري العراق من تدهور أمني- إنه "من مصلحة أمريكا ضمان ألا يحصل الجهاديون على موطئ قدم في العراق"، وأضاف أنه لا يستبعد شيئا عند بحث مساعدة العراق في التعامل مع المتشددين المسلحين".

وقال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس من جهته، إن "صعود الجهاديين يهدد وحدة أراضي العراق ويشكل خطورة على الاستقرار الإقليمي"، وإنه يتعين على المجتمع الدولي التعامل مع الوضع في العراق بصورة عاجلة.

وقال مسؤول أمريكي إن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصل برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الخميس لبحث الأزمة الأمنية المتفاقمة في العراق.

الناتو ينأى بنفسه ولافروف ينتقد واشنطن

وقبل ذلك، استبعد أمين عام حلف الأطلسي دورا للحلف في العراق، وقال إنه يتابع الموقف عن كثب، في وقت يتصاعد جدل روسي أميركي حول ما يجري في العراق.

وفي التفاصيل، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الخميس، أن تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق يهدد وحدة وسلامة أراضي العراق ويشكل فشلا "تاما" للتدخل الأميركي والبريطاني في هذا البلد.

وقال لافروف- في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية إيتار تاس- إن "ما يحدث في العراق يعكس الفشل التام للمغامرة التي قامت بها أولا الولايات المتحدة وبريطانيا، ثم فقدتا السيطرة عليها نهائيا"، وأضاف أن "وحدة العراق مهددة".

وقبل ذلك، أعربت الولايات المتحدة، فجر أمس الخميس، عن دعمها للقادة العراقيين الذين يواجهون هجوماً واسع النطاق لجهاديي الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بشمال البلاد.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، في بيان، إن "الولايات المتحدة ستدعم القادة العراقيين في عملهم لتحقيق الوحدة الوطنية الضرورية لكسب المعركة ضد الدولة الإسلامية".

وفي مواجهة زحف جهاديي "الدولة الإسلامية" في اتجاه بغداد، تعهدت واشنطن بزيادة المساعدة للعراق، وهي تدرس شن ضربات جوية بواسطة طائرات بدون طيار في حال طلبت الحكومة العراقية ذلك.

وقال كارني: "سوف نعمل مع الكونغرس لدعم صندوق الشراكة لمكافحة الإرهاب الذي أنشئ حديثاً، والذي سيؤمن المرونة والموارد الضرورية لمساعدة العراقيين على تلبية الحاجات المستجدة مع استمرار تطور التهديد الإرهابي الناجم عن الدولة الإسلامية في العراق والشام".

وأضاف أنه "عملاً باتفاق الإطار الاستراتيجي، سوف نواصل أيضاً ونعزز بحسب الحاجة المساعدة للحكومة العراقية للمساعدة على بناء قدرة العراق على وقف مساعي الدولة الإسلامية في العراق والشام لنشر الفوضى في العراق والمنطقة، وذلك بشكل فاعل ومستديم".

يذكر أن الولايات المتحدة كانت وعدت، الأربعاء المنصرم، بمساعدة العراق، بما في ذلك العمل العسكري، لمواجهة هجوم الإسلاميين المتطرفين بعد عامين ونصف العام من انسحاب قواتها من هذا البلد.

سفير العراق بباريس يدعو للتدخل

وفي باريس، دعا سفير العراق لدى فرنسا مجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، إلى الموافقة على تقديم مساعدة عسكرية إضافية للعراق تشمل دعما جويا وطائرات بدون طيار.

ولدى سؤاله عما يريده العراق من مجلس الأمن الدولي، قال فريد ياسين، إن بلاده تحتاج إلى معدات وطيران إضافي وطائرات بدون طيار.

وأضاف أنه على حد علمه لم تطلب الحكومة العراقية بعد أن تشن الولايات المتحدة هجمات جوية على مسلحين إسلاميين يزحفون فيما يبدو صوب بغداد.

وأوضح السفير أن القوات الخاصة العراقية تعمل الآن على استقرار الوضع في العاصمة.

وكان مقاتلو "داعش"، قد سيطروا، الأربعاء المنصرم، على مدينة تكريت وهم يتقدمون في اتجاه بغداد, واضطرت أكثر من 2500 عائلة إلى مغادرة منازلها في الموصل، وهي مدينة يقدر عدد سكانها بمليوني نسمة، ولجأت إلى مساجد ومدارس. ودخلت نحو 100 ألف عائلة إلى أربيل في إقليم كردستان العراق.

بريطانيا توفد فريقاً إنسانياً إلى العراق

أعلنت وزارة التنمية الدولية في بريطانيا، أمس الخميس، عن إرسال فريق من الخبراء في الشؤون الإنسانية إلى العراق حيث فر مئات آلاف الأشخاص من المعارك في شمال البلاد.

وقالت وزيرة الدولة للتنمية الدولية، جاستين غرينينغ، في بيان "إن مئات آلاف الأشخاص، بينهم نساء وأطفال، اضطروا للفرار من منازلهم فيما تمتد المعارك في شمال العراق".

وأضافت إن الفريق الذي أرسل مساء الأربعاء مهمته "تقييم الوضع الميداني والتنسيق مع شركائنا".

وتابعت الوزيرة "نحن نتابع الوضع عن كثب، ومستعدون لتقديم كل مساعدة ممكنة".

فيما لم يتضح عدد الخبراء ومكان عملهم على الفور.

خلفان يهاجم المالكي

من جانبه قال نائب رئيس شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، إن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي لا يستطيع إدارة مدرسة بصورة صحيحة فكيف به يدير دولة كاملة.

وقال خلفان- في سلسلة من التغريدات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر- "إذا تأملت وجه المالكي لا ترى فيه بشرى خير.. ولا تفاؤل.. إنه طاقة سلبية.. ياليت السيد المالكي يدرك أن العراق تحتاج قائدا أكبر منه بكثير.. قال إرادة شعبية.. هذا اختيار لقائد العراق.. والله ما يدير مدرسة صح."

وتابع قائلا: "كان جيش العراق تفر منه قوات إيران بما أوتيت من قوة بشرية وقتالية.. واليوم في عهد السيد المالكي يفر جيشها من داعش.. يا للكارثة!"

وخاطب العراقيين قائلا: "جربتوا المالكي شفتوا انه دمر البلد.. طيب جربوا الحكيم.. جربوا علاوي...الرجل من مسك العراق وكل شيء ينهار.. لا أدري أجد الحكيم أقرب إلى نفوس العرب من المالكي."

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد