تلبـس كفن الموتى.. وتتنفس مرارة الحياة.. شرعب السلام نموذجاً..

مديريات تعز.. مشاريع متعثرة وفساد مدقع وأجندة تتعمد الإهمال

2014-06-18 14:42:25 تقرير/ فهمان الطيار

لتكون البداية استغاثةً ونداءً في هذا التقرير لتلك شرعب المليحة الجميلة والأصيلة أو لعل الشكوى والصراخ عنوان هذه الكلمات والعبارات اليائسة التي تثور على السطور وترتمي بين أحضان هذه الورق لتندد وتشتكي بما آلت إليه الغالية بلاد السلام.

ليس غريباً ولا عجيباً أن نتحدث ونرصد ونستطلع كفاح وصبر ونضال أبناء الريف والذين استفردتهم الحكومة وكأنهم ليسوا بشراً وأبعدتهم كل البعد عن مستوى الخدمات حتى انهارت قواهم واضمحلت أجسادهم واستشرت المعاناة في كل أماكنهم ومساكنهم..

ففي مديرية شرعب السلام ليس هناك ما يحفظ ماء الوجه للمجلس المحلي بل إنها تُصب على نار جروحها؛ زيت الإهمال والفساد.. حيث أن السلطة المحلية أصبحت تمارس الدور الأمثل في التلاعب بالأركان الأساسية التي تنتصب عليها المديرية كـ "التعليم" و "الأمن" و "الكهرباء" و "الطرقات" وما إلى غير ذلك من مقومات الحياة الأساسية وهي السبب الرئيسي في امتداد جذور الفساد ونهب المشاريع والتلاعب بالحقوق العامة والخاصة للمواطن المسكين, كون المسؤولية تقع على عاتقهم.. هكذا هو حديث الواقع..

فمنذ الوهلة الأولى لزيارتك لهذه المديرية وتتبع المشاريع فيها سوف تلمس بأن الفساد يسير نفس سياسة النظام البائد.. وان المجلس المحلي الذي بني على انتخابات مزورة ومطعون في نزاهتها لا تزال تخطو نفس خطوات النظام الذي أوجدها وتمارس السياسة نفسها، وهي قائمة على إفساد الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتنغيص حياة المواطن..

انطلقت "أخبار اليوم" لتستضيء أملاً من المسؤولين والمتربعين على عرش هذه المديرية.. ومن جانب الموضوعية والمصداقية في الحديث حاولنا جاهدين ومرات متعددة الاتصال بهم لعلهم يدافعون على حماقاتهم بأبسط المبررات ولم نتلقَ منهم سوى الوعود والتهرب لكونهم يعلمون كل العلم بمدى ظلمهم لأبناء هذه المديرية أو لعلهم من ذوي الوساطة والمحسوبية لدى قيادات المحافظة ولن يتم اتخاذ أي إجراءات حيالهم.. وهذا ما يدمي القلب ويبكي الروح عندما نتحدث ونصرخ ونشتكي ولا حياة لمن تنادي.. فإليكم ما جمعنا واستجمعته أنظارنا من صور المعاناة والإهمال وموت الضمير.. فإلى النص:

الفساد ينخر في قلب المديرية

مديرية شرعب السلام.. هذه المديرية ذات الطبيعة الخلابة والتي تبعد عن مدينة تعز نحو عشرين كيلو متراً فقط.. هذه المسافة القصيرة والتي لم تكتمل سفلتتها منذ قامت الثورة ورغم تعاقب أكبر عدد من المدراء والبرلمانيين عليها عجزوا جميعهم عن إيصال الطريق إلى مركز المديرية هذه واحدة من جملة ما يعانيه أبناء المديرية .. والتي لم تعرف يوماً مديراً بقدر جمالها وطيبة أهلها وأما الثانية فلم يقدر لها أن ترى النور إلا نصف عام من عمرها ثم غادرها هذا النور إلى حيث يشاء الله .. وتتفق كل الأطياف السياسية ويعزم المسؤولون على إعادة التيار الكهربائي إلى المديرية.. فاللهم اجمع شملهم ووحد كلمتهم.

نتساءل عن ماهية الدور الذي تقوم به المجلس المحلي في هذه المديرية خصوصاً في الخمس السنوات الأخيرة حيث تخلى هذا المجلس ممثلاً بـ" العميد علي أحمد الشعز " عن أداء مهامه ويأبى الحضور حتى لو جلسة واحدة لساعة واحدة والنظر في موضوع التقارير والمحاضر وتقارير الاجتماعات فكل الموظفين موقعون بيد واحده ولا تكاد ترى رئيس المجلس المحلي حاضر في المجمع الحكومي إلا مره أو مرتين في الشهر.. ثم يعود إلى مدينة تعز وقد زار مكتب السكرتارية المكتب الوحيد في المجمع والذي يظل مفتوحاً طوال العام أما بقية المكاتب فهي مغلقة ومنذ أن وجدت على الرغم من كثرة شاغليها المسمون في حافظة الدوام والتي تبلغ صفحاتها قرابة صفحات كتاب التفسير لابن كثير؛ فسبحان مقسم الأرزاق.

غيض من فيض

لقد عرف أبناء شرعب الأشاوس الأبطال؛ الإقدام والتضحيات والنضال, إلا في الحصول على حقوقهم داخل مديريتهم, فتجد فقيرهم يُسلب ضمانه الاجتماعي قرابة الألفين والثلاثة وأحياناً لا يصلهُ نهائياً لعدم وجود فرع للبريد في المديرية هذا الفرع الذي يمنع وصوله إلى المتنفذين الناهبين لكروت الضمان, حيث أننا حاولنا التواصل مع عضو المجلس المحلي بالمديرية "بسام محمد خالد" لكونه المسؤول عن توزيع الضمان لكن للأسف مجرد وعود لا تروي من عطش ..

من جانب أخر تجد الراكب يدفع "1000" ليصل إلى مدينة تعز ويدفع "2500" ليصل إلى صنعاء فكم فارق المسافتين وتجد إيرادات المديرية تصل إلى الملايين دون أن يرى أي مشروع يذكر باسم المجلس المحلي وليت هذا المجلس قام بتشغيل المشاريع المركزية التي قدر الله وصولها إلى المنطقة, فالمستشفى لا يزال مغلقاً منذ إنجازه "2011"م وأسفاً على تلك الأجهزة التي تلفت المتواجدة فيه منذ ثلاثة أعوام والوحدات الصحية المنتشرة في العزل لا رقابة للدوام الرسمي فيها ولا وجود لأي علاج فيها, حيث لم يسبق وان قد تم إسعاف مريض إلى مثل هذه الوحدات ووجد أن الوحدة مستعدة لاستقباله وإسعافه أو توفر فيها أبسط أنوع الإسعافات الأولية.. هذا غيض من فيض وقليل من كثير وسوادً شاء القلم أو أبى فلنترك الحديث للصورة..

أمن شرعب السلام رمز الإهمال والمعاناة

عند وصولنا الخبر عن قتل وإطلاق رصاص في وضح النهار من أمام إدارة الأمن وقبل كل شيء عن التساهل في حمل المواطنين للسلاح أمام مبنى إدارة الناحية أضف إلى ذلك ما نسمعه في الآونة الأخيرة عن أصحاب النحل المتنقلين داخل البلاد بغرض الرعي بأنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة, بينما هم يقولون إنهم مستعدون لتفتيشهم بأي وقت.. وأمن شرعب السلام أحياء ولكن في نعوش الموتى .. أتينا لنقابل المدير أو النائب تفاجئنا بأن أحد العساكر تطاول بأخذ الكاميرا منا على بعد متر واحد من نائب المدير "وليد حمود محمد" ولم يحرك ساكناً بسبب التقاطنا صورة لمبنى الإدارة المتهالك وتم التداول بالكاميرا بأيادي العساكر والعبث بها دون أي احترام لحرية الصحافة ونقل كلمة الحق.. ولا نعرف سبب كل هذا الخوف.. ولنا جولة أخرى إلى إدارة الأمن لكشف ما تبقى من خوافي لم تظهر في هذا التقرير.. ونترك باقي الحديث لمصدر عسكري من مبنى الإدارة نفسها بحرقة يقول " أولاً من حيث الأمن هناك عساكر في المديرية عدد عشرين جندياً يتواجدون بالإدارة وهم من أهل البلاد رغم القوة العاملة بالإدارة عدد ثمانون جندياً وعدد ستون جندياً مفرغين من قبل مدير أمن شرعب السلام العقيد/ قناف دحان والذي تم تغييره قبل ثلاثة أيام تقريباً, مشيراً إلى أن الجنود المفرغين لا يتواجدون بالإدارة نهائياً إلا عندما تأتي لجنة من قبل إدارة أمن المحافظة أو الوزارة يتواصل معهم مدير الأمن لحضور ومقابلة اللجنة لكونهم متواجدون باستمرار في الإدارة وهم غير متواجدين.. أما بالنسبة لعساكر أهل البلاد المتواجدون باستمرار فهم يحضرون في الصباح كل يوم للدوام ويذهبون إلى منازلهم ظهراً كل يوم أي يؤدون واجبهم خمس ساعات تقريباً كل يوم ما عدا الجمعة والسبت"..

ويلحق بالقول" بالنسبة لمدير الأمن فهو عندما يأتي المواطن ليشتكي قال له أجرنا أو خزن لنا أي يعطي المواطن للمدير فلوس مقابل أنه يرسل جنود من الإدارة على غريمه رغم أن المواطن ضعيف وفقير لا يملك لقمة العيش واذا المواطن لم يعطي فلوس للمدير يتلقى هذا المواطن الضعيف المماطلة والتساهل في القضية وقد يكون مدير الأمن يعلم بمدى الظلم الذي يتلقاه هذا المواطن".

وتابع" ومثل هذا التساهل والتلاعب في قضايا المواطنين بواقعة مقتل أب وابن في داخل سور مبنى المديرية .. ومدير الأمن لم يحرك ساكناً بل جاء الشاكي والغريم حيث أن الجاني فعل جريمته وهرب في الإدارة وعلى مرأى ومسمع من المدير والجنود والسبب في ذلك أن أهل المجني عليهم لم يكون لديهم فلوس فلم ينصفهم ولم يرسل جنود على غرمائهم نهائياً.

وانهى حديثه بالقول" هناك طقم واحد في المديرية ليس معه رشاش معدل فوقه فلا أعتقد أن هذا الطقم ينفع لكل المديرية بالرغم أن المشاكل في البلاد على استمرار في هذه المديرية..

ننتظر الضوء الأخضر

مواطن من أعيان البلاد وحماة الوطن والذي يعمل مساعد ضابط استخبارات فرع الشرطة الجوية بقاعدة العند أنور غالب أحمد يبدأ حديثه بالقول" نؤكد بأننا وجدنا عناصر مسلحة تمر في الطريق المتعرجة في المديرية وتتنقل بين المديريتين شرعب السلام وشرعب الرونة هذه العناصر تنتمي إلى تنظيم القاعدة ويقومون بعملية مسح للمناطق في الجبال والوديان للتعرف على الطريق السرية بالمديرية ومداخلها والبحث عن أماكن للتمركز فيها واستخدامها ضمن خطتهم وذلك بواسطة أشخاص معرفين بالطرق لم نستطع التعرف عليهم .. بسبب أننا قمنا بالبلاغ عنهم إلى إدارة أمن شرعب السلام لمساعدتنا في إلقاء القبض على هذه العناصر وتسليمها إلى الجهات القانونية للتعرف على هويتهم ومعرفة مصدرهم, مضيفاً" ونحن نتوقع بأن هناك بعض الرموز المسلحة في المديرية تقوم بتقديم المساعدة لعناصر تنظيم القاعدة مثل التنقل والإواء وتسهيل لهم بعض الأمور".

ويستدرك قائلاً " ونحن نحذر هذه الرموز ألا يجازفون بأنفسهم بارتكاب هذه الأخطاء لأننا لن نسكت عنهم وندعهم يعبثون بالمديريتين بأفعالهم ويجب على هذه الرموز أن تعرف حجمها تماماً وأننا أبناء المديرية نعترف بخطأ اقترفناه بأننا منحناهم الثقة ووفرنا لهم الحماية وقمنا أيضاً بصد جهاز الأمن في حالة إلقاء القبض عليهم ونساعدهم على الهروب ونتستر عليهم بعدم إبلاغ الأمن بأماكنهم والدفاع عنهم أمام الجهات القانونية وإذا لم يعرفوا حجم أنفسهم سوف نقوم بسحب الثقة منهم وإيصال جهاز الأمن إلى منازلهم خلال 24 ساعة".

ويختم كلامه بالقول " نؤكد مرة أخرى بأننا سوف نحطم رؤوس من يحاولون العبث بالأمن والاستقرار في المديرية والمحافظة وأن رؤوسهم تمر من أمام أفواه سلاحنا في المديرية وننتظر الضوء الأخضر من رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة وأن شرعب السلام وشرعب الرونة محمية بجميع أبنائها الأبطال وسيتحطم فيها رؤوس الخارجين عن القانون".. 

التعليم بالمديرية يكتسي ثوب الحسرة

الحديث هنا يكتسي بثوب الندم ويغتسل بحبر الحسرة وتنتظم حروفه شكوى وأنيناً وتتناثر هنا المفردات التي تحمل في مضمونها لعنة مسؤول متساهل ومدير فاشل وأستاذ ماكر وطالب غير متفهم وحكومة أبعدت نظرها عن مراقبة وأفعال دسائس المتهاونين العابثين واتخاذ الإجراءات وردعهم .. العمود الفقري ونبض الحياة وروح البلاد هو التعليم فكيف تكون البلاد بدون تعليم فالجيل المثقف والواعي يجنب بلاده ووطنه المشاكل ويرتقي إلى أعلى المستويات لكن هيهات هيهات..

تتالت خطانا في هذه المديرية لننظر في واقعها وما آلت اليه أحوال سكانها ومدى المعاناة التي تفرعت جذورها في قراها ومناطقها لتتجه بوصلة أفكارنا في الوهلة الأولى من إعداد التقرير نحو أبرز جانب من الجوانب التي التهمت قواه وقطعت أوصاله مخالب المسؤولين عليه من الدرجة الأولى والذي يليه هو "التعليم" .. فقد وصل الإهمال إلى ذروته فلو قمت بزيارة إلى "السلام" تجد صروحاً تعليمية تم تشييدها وعلى واجهتها تلك الأسماء الراقية..

لكن الحقيقة غير ذلك فلقد أصبحت هذه المديرية نموذجاً للغش وذاع صيتها أرجاء المحافظة.. فلتكن البداية بالحديث عن المدارس وسننتهي وصولاً إلى الكلية التي ضربت الرقم القياسي في تكلفة ميزانيتها على كافة المشاريع التي حصلت عليها هذه المديرية التي هي مرتكز الحديث.. ولنضع الحروف الأولى هنا على مدراء المدارس وتلك الحماقات التي يرتكبونها والجهات المسؤولة في صمت مريب ومخزٍ.

لـ "أخبار اليوم" جولة بل جولات متكررة ومشاهد متعدد داخل المديرية ومستوى التعليم فيها وما علينا إلا نقل الصورة الحقيقة وإزالة القناع عن بعض المتسترين بالوهم والزيف وفي تقرير لا حق سوف نرصد الفاسدين بالاسم..

فذلك مدير المدرسة تجده لا يحضر إلا نهاية العام أثناء الامتحانات أحياناً وقد تمر عليه فترة طويلة لا يحظر وتجد بعض الطلاب لا يعرفون من هو مدير المدرسة ومثل هؤلاء قد يكون مشغولاً بالسياسة والأحزاب وربط علاقات ليس مهتم بواجبه وعمله الذي هو أمانة في عنقه لكن الخلل الرئيسي وكل العيب على مدير المركز "محمد محمد العديني" هو ومن سبقه سبب في تدهور التعليم في مديرية شرعب السلام فهذا المدير صاحبه وهذا أخو صديقه وهذا أبن فلان وذاك صديق صديقه ... إلخ. إلى أن حلت الكارثة واستوطن الفساد صفحات التعليم وحل اليأس بديل الطموح, هكذا نشكو ونكتب ونجتهد ونرصد ولكن لا حياة لمن تنادي.. جيل المستقبل هو الضحية والوطن هو الفريسة.. الضمائر الحية ماتت وحل بدلها جشع النفوس..

حملات التوجيه الموجهة من المركز أصبحت لا تخيف المدرسين وإنما تفرحهم بحضورها لشطب علامات الغياب التي قد وقعت بدلاً من رفعها ومعاقبة المتساهلين في أداء واجبهم.. المحسوبية والوساطة هي من قتلت وحطمت التعليم هي الجاني بمرتبة الشرف لمن يرتكبها في هذه الأيام.. بذور الغش قد زرعت في أوساط الطلاب والمعلمين..

غارقة تحت جنح الظلام

الممثل الرسمي وشيخ المنطقة هاشم عبدالرحمن الطيار يتحدث بعبارات متسلسلة وكلمات فصيحة عن خدمات المديرية وما آلت اليه يبتدأ حديثه بالقول" إن ما عاشته وتعيشه شرعب السلام منذ سنوات لوضع يبكي الصغار والكبار فهناك أجندة ومسؤولين وشخصيات اجتماعية تستهدف تهميش أبناء المديرية وكأننا في حرب بارده ضد طرف واحد من قبل أطراف عديده وما انقطاع الخدمات العامة الشبه كامل عن المديرية إلا خير دليل على ذلك فمديرية شرعب السلام غارقة تحت جنح الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي التام والمتعمد من مركز المحافظة وهذا ليس حديث الساعة وإنما منذ سنوات عده من عهد النظام السابق وحتى بعد نجاح الثورة ثورة 11 فبراير الشبابية وتولي حكومة الوفاق مقاليد الحكم والتي تأمل بها أبناء المديرية الخير الكثير مثلهم مثل بقية أبناء ربوع اليمن السعيد إلا أنها تزيد الطين إلا بلة, ناهيك عن الطرق في المجالات الأخرى والتي أخذت نصيبها في حرب التهميش واللامبالاة وعدم الرقابة..

ويتابع الطيار" هناك العديد من المشاريع المتعثرة في المديرية لا نحمل مسؤولية تعثرها المجلس المحلي كونهم وبحسب متابعين لهم عن قرب بذلوا كل الجهود الممكنة في سبيل استكمالها إلا أنهم صدموا بقلوب لا تفقه وأذان لا تسمع وعلى رأسهم محافظ المحافظة الأستاذ "شوقي أحمد هائل" والذي منذ أن زار المديرية ووعد الوعود لم يحرك ساكناً وكأن المديرية خارجه عن نطاق حكمة ومسؤوليته وهذا لا يدل إلا على عدم المبالة وعدم تمتعه بروح المسؤولية..

مشاريع يحتضنها الإهمال

وعن المشاريع المتعثرة في المديرية يتابع" المستشفى العام في المديرية كأنما بني تذكاراً لا غير فقد تم استكمال بنائه قبل عدة سنوات لكن لم يتم تشغيله حتى الأن فمن يتحمل مسؤولية ذلك ؟ وكذلك الوحدات الصحية في العزل التابعة للمديرية لم نراها إلا في الأحلام أما في الحقيقة نسمع عنها ولا نراها هذا بالنسبة للصحة في المديرية أما الأشغال العامة والطرق فيهات هيهات أضرب مثالاً (نقيل أحوال جبل) فهو يمثل العمود الفقري الذي يربط بين شمال وجنوب المديرية وهو يربط بين أبناء وادي نخلة وايفوع بني علي وغيرهم بمركز المديرية فقد تعثر مشروعه في منتصف مراحله منذ سنوات عديده حتى صار الأن كأنه لم يكن

ويستدرك بالقول" نحمل مكتب الأشغال العامة والطرق في المحافظة كامل المسؤولية عن ذلك فقد كان هذا المشروع شبه مكتمل إلا أن مكتب الأشغال بالمحافظة تعمد إيقافه وإفشال المشروع وذلك من خلال عرقلة صرف مخصصات المشروع مما أدى إلى تعثر استكمال المشروع وعدم مواصلة العمل فيه من قبل المقاول وهذا قبل سنوات حتى عملت عوامل التعرية والسيول على إعادته على ما كان عليه سابقاً فأصبح المرور فيه عند السائقين مغامرة كبيرة بين الحياة والموت وكذلك الطريق التي تربط المديرية بمركز المحافظة فقد هشت وتحفرت قبل أن يتم إنهاء العمل فيها فهل من رقيب على من يهدرون الأموال العامة أم أنها مشاريع مؤقتة يبدأ زوالها قبل تاريخ تسليمها.

ويقول الطيار" الأدهى والأمر من ذلك كله هو تدهور المسيرة التربوية والتعليمية في المديرية وهذه الأفة الخطيرة يعاني منها كافة الشعب اليمني إلا أن شرعب السلام كان لها وما يزال الحظ الأوفر من هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة حتى اصبح الطلاب ومن جهلهم لا يركنون إلا لظاهرة الغش في الامتحانات وخاصة في المرحلتين الأساسية والثانوية فقد انتشرت هذه الظاهرة بشكل طغى على مظاهر التعليم النزيهة وهذا ما هو إلا جزء من المشكلة أما الجزء الأخر فيتمثل في تفريغ الكوادر التعليمية المتخصصة بحجة انضمامهم إلى التوجيه وغيره حتى أصبحت المدارس شبه خاليه من المعلمين المؤهلين والمتخصصين حتى أصبح عدد المنتسبين إلى التوجيه لا يحصى دون فائدة تذكر والسؤال من المسؤول عن كل ذلك؟ وهذا السؤال أطرحه على مدير مكتب التربية والتعليم في المديرية والغائب تماماً عن المشهد التربوي والتعليمي في المديرية, فهو المعني بالإجابة علية كونه في نظري يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عن تلك العوائق والشوائب التي أصابت التعليم في المديرية.

وتابع" كما أننا نناشد جميع شرائح المجتمع المتمثلة بالآباء والطلاب والمعلمين ومدراء المدارس والموجهين وغيرهم كلاً بقدر مسؤوليته في بذل كل الجهود الممكنة في إصلاح التعليم والنهوض به إلى أعلى المستويات والقضاء على الفساد والمفسدين حتى نعيد للتعليم هيبته وكرامته والذي لم يصدق الحديث فعلية هذه الأيام أن يزور المراكز التعليمية الثانوية والأساسية.

وقبل أن ينهي الحديث قال" ليس من الإنصاف ألا نذكر مكتب المالية في المديرية فهو صراحة المكتب الوحيد الذي يؤدي موظفوه واجبه بشكل لا يدع مجالاً للانتقاد وعلى رأسهم مدير مكتب المالية بالمديرية الأستاذ بكيل سلطان ناجي الصوفي الذي يؤدي واجبه الوظيفي بكل نزاهة بعيداً عن المحسوبية والرشوة والعصبية وخالص الشكر لـ"أخبار اليوم" التي أتاحت لنا الفرصة لنقول ما وجب علينا قوله.

الصحة معاناة أكثر من نسجها حبراً على ورق وأكثر من كتابة بين السطور

 تتحول مواسم الأمطار إلى موسم معاناة لـ "مستشفى السلام", كونها تُحول مبنى المشفى إلى بركة أو مستنقع تتجمع فيها المياه وتنبعث منه الروائح الكريهة, حتى تحول إلى مصدر إحباط ويأس وقلق للمواطن والذي أصبح ينتظر بفارغ الصبر من يقوم بتخليصها من هذا الحمل الثقيل التي وضعته على كاهلها السلطة المحلية في المديرية والمحافظة على حد سواء لأسباب لا يعرفها إلا أولي العزم من أرباب السلطة وأذنابها..

مستشفى السلام بالمديرية مشروع متعثر وأموال مهدورة ذهبت أدراج الرياح لم تكن الخطة مرسومة لأن يصبح هذا الصرح الطبي متنزهاً للشباب بدلاً من أن يحتضن الأمراض ويسكت صراخ الأطفال وأنين الأمهات فعندما تزور ذلك المكان ترتسم في ذهنك الميزانية والأتعاب الشاقة التي بذلت من أجل الحصول على هذا الصرح والمشهد بنفسه يجيب عن كل الأسئلة التي تتمحور في الذاكرة ويضع صورة تفصيلية عنه.

مستشفى السلام من حيث التصميم والبناء والمظهر الخارجي مواصفات عالية وجودة في التقسيم والتخطيط فهو عبارة عن طابق واحد لكنه ذات مساحة كبيرة تحتوي العديد من القسام والممرات .. ومن الجانب الأخر من حيث الأثاث والأجهزة والمعدات الطبية فهي توفرت حسب ما ذكرت لنا مصادر وحسب ما تناولت الصحيفة هذا الموضوع في عدد لها ليس ببعيد وتم التقاط الصور لتلك الأجهزة التي من المؤسف أن صلاحيتها انتهت وصارت عبارة عن قطع تالفة ليس لها أي ثمن .. أثر الأمطار والسيول التي تتدفق إلى داخل مبنى المستشفى لكون المبنى لم يتم وضع ممرات مائية في تصريف السيول المتجمعة بعيدة عنه.. وأيضاً عدم تكتيم النوافذ والأبواب لتمنع هبوب الرياح المحملة بالأمطار.

الوحدات الصحية المنتشرة في العزل كلها عبارة عن خرابات وهذا وإهمال متعمد.. فقط كل القائمين عليها يستلمون مرتباتهم شهرياً دون الحضور أو توفير أبسط العلاجات والحديث طويل والشكوى عريضة إلا أننا سوف نعاود الزيارة ونأخذ كل معاناة داخل المديرية على انفراد إلا أننا حاولنا في هذا التقرير جمعها بشكل مبسط.

الكهرباء ليست حديث الساعة لكنها شكوى متكررة

مديرية شرعب السلام لا تزال على حالها ولا يزال الفساد فيها يعشعش بل وينمو كما تنمو الحشائش والمزروعات التي تشتهر فيها هذه المديرية, حيث لا تخلو مرفق من المرافق الحكومية فيها دون أن تنبعث منها روائح الفساد التي تزكم الأنوف, ولكن العجيب والغريب في هذه المديرية هو الصمت المطبق من قبل السلطات المحلية حيث لم نرى أي تغيير يطرأ على هذه المديرية, سواء من ناحية التدوير الوظيفي التي تعمل على تغيير تلك الوجوه التي لم يطالها التغيير منذ سنوات طويلة, حيث يتذكر أبناء المديرية أن كثيراً من الموظفين في بعض المرافق لا يزالون في منصبهم منذ أكثر من ربع قرن, ولم يطالهم أي تغيير رغم الفساد الواضح للعيان الذي يٌ مارس من قبل هؤلاء والذي لا يخفى فسادهم على أحد من المواطنين..

حديث الكهرباء صياغة أخرى ومضمون أخر.. أعمدة الكهرباء المنتصبة على التلال والوديان وهنت وهرمت وغيرت حرارة الشمس من ملامحها وأضعفت من قواها حتى أصبحت الأسلاك الممتدة عليها تثقل كاهلها دون فائدة من امتدادها البعض منها قدمت خدمتها عدد من السنين في تحمل تلك الأسلاك إلا أنها لم تستطيع الصمود ومقاومة طقوس الزمن فانقسمت إلى نصفين.. الحديث لم يكتمل أو ينتهي عند هذه النقطة, فالمعاناة بلغت إلى ذروتها وصارت تلك الأعمدة والأسلاك مشهد مخزي وفاضح لكل المسؤولين في المديرية والأشد خزياً من ذلك محطة الكهرباء الرئيسية في المديرية أو الموزع المستقبل للتيار الواصل من قلب المدينة..

انطلقنا نجر خطانا إلى المكان وهو ليس بغريب علينا كما نعرفه في السابق كانت المفاجأة عند وصولنا إلى المكان المشهد أثار الدهشة وترك مساحة كافية للقلم بأن يتحرك لم يكن ذاك المبنى المعهود سابقاً وجدناه أصبح كحظيرة الحيوان ابتداءً من البوابة التي توضحها الصورة تكفي التعبير عما يختلج داخل السور من معاناة عندما دخلنا لنلتقط صورة لم يكن يوجد حارس على الإطلاق أول ما كان في استقبالنا ريحة تزكم الأنوف أشجار وعروش كثيرة في أحضان السور ولكون هذا المبنى قريب لخزان الماء, أصبح حماماً لقضاء حوائج الشباب..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد