حقق المنتخب الكوستاريكي امس انتصاراً تاريخياً على حساب نظيره الإيطالي بهدف نظيف في واحدة من مباريات الجولة الثانية للدور الأول لمونديال البرازيل 2014، لتُفجر كوستاريكا المفاجأة الكبرى الثانية على التوالي بعد الفوز السابق على أوروجواي بثلاثية مقابل هدف، والأهم هو الوصول بنسبة تفوق الـ90% إلى الدور القادم بست نقاط، فيما تجمد رصيد الآدزوري عند ثلاث نقاط مثل أوروجواي، فيما تأكد خروج المنتخب الإنجليزي من البطولة بشكل رسمي.

بدأ اللقاء بضغط مُكثف من قبل ممثل أمريكا اللاتينية ليُثبت للجميع أن انتصاره على ثعالب أوروجواي بالثلاثة في المباراة الماضية لم يأت من قبيل الصدفة، وتجلى مشهد تفوق المنتخب الكوستاريكي في الأولى من خلال معاناة رباعي دفاع إيطاليا وحارسهم الذين تعرضوا لأكثر من اختبار مُزعج في أول خمس دقائق بالذات.

الفرصة الأولى في المباراة سنُحت لكريستيان بولانيوس الذي راوغ من الجهة اليمنى داخل منطقة الجزاء، ومن ثم سدد بقوة في قدم أباتي، لتخرج الكرة إلى ركلة ركنية نفذها الرائع "بريان رويز" على رأس أوسكار دوراتي الذي حولها بغرابة شديدة فوق عارضة الأسطورة "جيجي بوفون" الذي خرج من مرماه في توقيت خاطئ تماماً، وبعد ذلك انحصر اللعب تماماً في وسط الملعب ولم يتعرض أي من الحارسين لأي اختبار حقيقي.

احتاج أبطال العالم أربع مرات من قبل، لـ31 دقيقة كاملة لتهديد الحارس نافاس جامبوا، وجاء التهديد عن طريق تمريرة حريرية أرسلها المايسترو بيرلو في ظهر المدافعين لزميله الأسمر "بالوتيلي" الذي هيأ الكرة لنفسه داخل منطقة الجزاء، ومن ثم حاول مغالطة الحارس بتسديدة من فوقه، لكن كرته مرت بجوار القائم، قبل أن يُهدر سوبر ماريو فرصة أخرى انتهت بتصويبة أرضية من داخل منطقة الجزاء تصدى لها الحارس الكوستاريكي على مرتين.

في الوقت الذي توقع الجميع حصول الطليان على هدف الأسبقية، حدث العكس تماماً، وكانت البداية عندما تغاضى الحكم عن احتساب ركلة جزاء لمهاجم آرسنال "جويل كامبل" بعد تلقيه دفعة من قبل المدافع كيليني داخل منطقة الجزاء، ما أثار غضب الطاقم الفني وجماهير كوستاريكا، لكن بعد دقيقة واحدة من القرار المُثير للجدل، تمكن المدافع الأيسر دياز من إرسال عرضية نموذجية على القائم البعيد لبراين رويز الذي حولها برأسه في الشباك، لتعلن الدقيقة الأخيرة من عمر الشوط الأول عن تقدم ممثل أمريكا اللاتينية وسط فرحة هيسترية للمدرب خورخي افانادور الذي كاد يفقد عقله من شدة فرحته.

على غير المتوقع، فشل المنتخب الإيطالي في تعديل أوضاعه في الشوط الثاني حتى بعد التغييرات التي أجراها برانديلي بمشاركة الثلاثي "كاسانو، إنسيني وتشيرشي" على حساب "موتا، كاندريفيا وماركيزيو"، وفي المقابل تضاعفت ثقة لاعبي كوستاريكا في أنفسهم مع مرور الوقت، ولولا غياب التوفيق عنهم، لقتلوا المباراة إكلينيكاً بهدف ثانٍ من إحدى الهجمات المرتدة التي شكلت خطورة بالغة على مرمى بوفون في آخر الدقائق الأخيرة، وفي نهاية المطاف حقق منتخب كوستاريكا المفاجأة وفاز بنتيجة المباراة بهدف نظيف على حساب إيطاليا التي كانت دون المستوى تماماً، عكس مباراة إنجلترا.