تطهير اليمن من الفساد والتدخلات هي الثورة الحقيقية

2014-09-07 11:15:38 باسم المحمدي


هتف الشعب وهلّل وثار ضد الظلم وكبر وضحى بخيرة شبابه ورجاله من أجل يمن أفضل ومستقبل أجمل، لكن كل هذه التضحيات للأسف اعترضتها الأحزاب بدم بارد، وبعنف كبير حين ركبت موجة الثورة لتتسلق على ظهور الشباب والثوار لتحقق ما عجزت عن تحقيقه خلال عقود مضت وهي تلفظ أنفاسها ولم تحقق شيئاً..

 هكذا كان الربيع في اليمن كأشقائه في سوريا ومصر وتونس وليبيا نابعاً من المعاناة والظلم والفساد وسياسة الانفراد بالحكم وتكميم الأفواه؛ لذا كانت شرارة الانتفاضة من ثورة الياسمين في تونس متجهة برياحها صوب أُم الدنيا مصر معلنة انتفاضة شعبية ضد الحكام العملاء وضد التدخل الأمريكي والصهيوني في الدول العربية وهكذا الوضع بليبيا واليمن وسوريا شهد موجة غضب عارمة هز فيها أصوات الثوار أركان الأنظمة المستبدة والمتخاذلة المتحالفة مع الغرب وبالتالي فقد أتى الربيع لينفض غبار الذل والخوف ويعلنها ثورة مدوية ضد الظلم ضد المناطقية والمذهبية, ثورة شعب من أجل الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية والعدالة للجميع .

وكما هي العادة تأبى بعض الدول كقطر والسعودية وإيران وتركيا للتباري في تحقيق انتصارات سياسية خارجية وكذلك دول الغرب كلاهما يصرون إلا أن يحشروا أنفاسهم في سيادة الدول الأخرى لبث الصراعات والتفرقة وزرع الفتن والاقتتال وتنمية الحروب الداخلية لإنهاك أنظمة هذه الدول وتدمير اقتصادها كي تصبح هذه الدول بمثابة الحضانة للدول والشعوب الأخرى بمقابل تحقيق مصالحها وأطماعها وتصفية حساباتها السياسية والإقليمية على أراضي الدول المنهكة اقتصاديا والمدمرة اجتماعيا بعد تفكيك نسيجها المجتمعي وإشعال الفتن وثقافة العنف والاقتتال في مواطنيها.

بسبب هذه التدخلات الخارجية ومحاولة بعض الجماعات المسلحة والدينية لفرض فكرها وتأطير المجتمع برأي وسياسة واحدة وتفرد من جديد لم يحقق الربيع العربي النجاح بل زادت الأطماع الخارجية وكثرت بؤر الصراعات والتشظي في النسيج المجتمعي مما خلق الكثير من القتلى وتنامي ظاهرة التصفية السياسية وإعادة إنتاج الأنظمة السابقة نفسها من جديد لتعود للحكم بكروت جديدة وبنفس الخلفية والفكر والتوجه في القمع والاستبداد والتحالف مع الغرب والصهاينة مما جعل شعوبهم تعود مرة أخرى لتنتفض وما يجري اليوم في اليمن دليل على أن الثورة لم تنتهي بعد كونها لم تحقق أهدافها بسبب سرقتها من قبل الأحزاب وتقاسم السلطة على حساب الشعب والتدخل الخليجي لقطر والسعودية وكذلك تركيا في دعم الجماعات المختلفة والمسلحة والدينية لضرب جماعة بأخرى من أجل تقسيم المجتمع اليمني على شاكلة تقسيم العراق لكي تستطيع هذه الدول التحكم بمصير اليمن وتحقيق انتصار دولي في سياستها الخارجية والضحية الشعب اليمني .

لذا يجب على الجميع اليوم دعم ثورة اليمن التصحيحية من أجل القضاء على الفساد والظلم وتوفير الأمن والمتطلبات الضرورية لتحسين الحالة الاقتصادية والمعيشية للشعب اليمني وكذلك لتأسيس حكم وفق الكفاءة لا المحاصصة والتقاسم التي دمرت كل شيء في اليمن ونسفت بأحلام الشباب وثورتهم وبالتالي يجب على الإخوة في مصر وتونس وليبيا النظر لثورة اليمن الحالية والمضي وفقها من أجل استعادة الربيع المسروق منهم ، لكي يتحقق العدل والتنمية ويحفظ الأمن بدلاً من الصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية بما يخدم المصالح الأمريكية والصهيونية ويدمر بلداننا العربية.

...............

*نقلاً عن موقع التغيير نت.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد