في القفر ـ محافظة إب :بني مفتاح.. حيث لا ماء.. لا كهرباء والآبار الخاصة سبب جفاف الحمامات الطبيعية

2009-04-18 03:56:54



استطلاع/عبدالوارث النجري

مع بداية موسم هطول الأمطار في إب تبدأ قيادة المحافظة في الحديث حول السياحة والموسم السياحي، وأصبحت تقام في كل خريف ما تسمى بالمهرجانات السياحية ويدشن كل مهرجان بملايين الريالات باسم أوبريت وندوات ورحلات سياحية لا علاقة للسياح بها أبداً، ورغم معاناة المواطنين من أبناء المحافظة للكثير من المشاكل والهموم وللقضايا إلا أنه وللأسف لا يزال هناك من يتشدق أمام الإعلام الرسمي وغيره عن مقومات سياحية تمتاز بها محافظة إب عن غيرها من المحافظات رغم أن تلك المقومات قد تعرضت خلال السنوات الماضية للنهب والعبث من قبل من يظنون أنفسهم فوق القانون وعلى مرأى ومسمع قيادة المحافظة، ولعل الخضرة والمناظر الخلابة لمدينة إب أثناء فصل الصيف والخريف أهم المقومات السياحية في اللواء الأخضر لكنه وللأسف وخلال السنوات الماضية يلاحظ الزائر لمدينة إب ذلك البساط الأخضر الذي تمتاز به إب والمديريات المجاورة بدأ ينحصر في بعض المناطق جراء عدة عوامل أولها الزحف العمراني وكتلة الخرسانة والصبيات على الوديان الزراعية الخصبة خارج مركز المحافظة، أما العامل الثاني فيتمثل في الكسارات المنتشرة وسط الوادي الأخضر من أسفل نقيل سمارة وحتى وادي ميتم والتي إلى جانب ما تسببه من تلوث بيئي للمنطقة فهي تأكل البقعة الخضراء وخاصة خلال العامين الماضيين حيث انتشرت هذه الكسارات بشكل غير عادي في المدخل الشمالي والمدخل الجنوبي لمدينة إب، ورغم التحذيرات من قبل مختصي البيئة حول خطر تلك الكسارات على الإنسان والنبات إلا أن قيادة إب التي تتشدق باسم السياحة والمهرجان السياحي لم تحرك ساكناً.

ومن الخضرة إلى المعالم الأثرية والتاريخية والتي هي الأخرى تتعرض بين الحين والآخر لعمليات السرقة والنهب المنظم من قبل عصابات ذات علاقة بالآثار والمخطوطات إلى جانب ما حدث في منطقتي العود والعصيبة العامين الماضيين هناك العديد من المساجد التاريخية تم استهداف مخطوطاتها باسم الترميم لتلك المساجد في مديريات جبلة ومذيخرة وذي سفال وغيرها، والعامل الثالث من مقومات السياحة في محافظة إب هي الحمامات الطبيعية والتي صارت هي الأخرى مستهدفة من قبل أصحاب المصالح الشخصية كما هو الحال في مديرية القفر التي تشتهر بانتشار الحمامات الطبيعية حيث تسببت الآبار الخاصة التي تم حفرها جوار الحمامات الطبيعية لغرض ري شجرة القات تسببت هذه الآبار في نضوب المياه من عيون الحمامات الطبيعية، ولعل هذه المذكرة الموجهة من معالي وزير السياحة إلى محافظ إب خير شاهد على ما نتناوله جاء فيها ما يلي "الموضوع الحمامات الطبيعية بمنطقة القفر بني مفتاح بالإشارة إلى الموضوع أعلاه فقد تلقينا شكوى من أهالي منطقة القفر بني مفتاح وبقيام بعض المواطنين المجاورين للحمام بعمل آبار لغرض ري القات مما يؤدي إلى استنزاف مياه الحمامات التي تعتبر أحد المعالم السياحية، وعليه نأمل الإطلاع والتوجيه للمعنيين بمنع الري لشجرة القات من هذه الحمامات حفاظاً عليها كأحد المعطيات السياحية للمنطقة وتقبلوا خالص التحية وزير السياحة بتاريخ 29/3/2009م.

وعلى ضوء هذه الرسالة تم عمل مذكرة أخرى بتوقيع وكيل المحافظة المساعد فؤاد يحيى منصور إلى مدير عام مديرية القفر برقم "789" وتاريخ 4/4/2009م جاء فيها "بالإشارة إلى الموضوع أعلاه فقد تلقينا مذكرة وزارة السياحة الصادرة برقم "53 1 3275" وتاريخ 29/3/2009م مفادها أن أهالي منطقة القفر بني مفتاح تقدموا بشكوى قيام بعض المواطنين المجاورين للحمام بعمل آبار لغرض ري القات مما يؤدي إلى استنزاف مياه الحمامات التي تعتبر أحد المعالم السياحية، وعليه وبناء على توجيهات معالي الأخ وزير السياحة ومعالي الأخ محافظ المحافظة يتم التوجيه إلى المعنيين بمنع الري لشجرة القات من هذه الحمامات حفاظاً عليها كأحد المعطيات السياحية للمنطقة"، ومن خلال المذكرتين فإن رحلتنا كانت إلى عزلة بني سيف الأسفل منطقة بني مفتاح ولا شك أن الحمام المقصود في المذكرتين السابقتين هو حمام زراه المتواجد في سائلة "ذراه" وعبر الطريق الأسفلتي الذي تم زفلتته مؤخراً والذي يربط محافظة إب من منطقة الدليل "المخادر" إلى مدينة "الشرق" ويمر عبر مديرية القفر وعتمة، ومن مدينة الدليل كانت بداية الرحلة لنصل إلى بني مفتاح بعد قرابة الساعة حيث تمتاز بني مفتاح بانتشار أشجار العنب وزراعة الذرة، وكانت آخر زيارة لنا إلى المنطقة في عام 2005م لكن الحال كما يبدو قد تغير خاصة في مجال الزراعة حيث بدأت تنتشر زراعة القات في وديان المنطقة بشكل غير عادي وازدادت آبار المياه الخاصة بري شجرة القات في الوقت الذي لا يزال سكان المنطقة يعتمدون على الحمير في إيصال مياه الشرب إلى منازلهم وبني مفتاح كغيرهم من أبناء مديرية القفر معظمهم يشتغل في السلك العسكري وأثناء فترة العصر تشاهد طوابير الحمير وهي تنقل المياه إلى المنازل كما يوجد في المنطقة وحدة صحية تعد أحد المشاريع المتعثرة في المديرية ويقال أن مقاول هذا المشروع يعد أحد كبار المقاوتة للقات العمري وفجأة تحول إلى مقاول، هناك أيضاً في بني مفتاح مدرسة مكونة من ثلاثة فصول فقط تم بناؤها بعد أن كان يدرس الطلاب تحت الأشجار هذه المدرسة يدرس فيها من أول وحتى تاسع، حيث يحشر طلاب أول وثاني وثالث في فصل واحد وهكذا، لم تنعم بني مفتاح حتى الآن بشيء سوى بالطريق الإسفلتي الذي يمر من المنطقة إلى أسفل القفر وعتمة حتى مدينة الشرق، أما الكهرباء فحدث ولا حرج، فلا يزال الفانوس هو صديق المواطن والمرأة والطالب، رغم تنفيذ ما يسمى كهرباء القفر السدة النادرة إلا أن هذا المشروع لم يشمل الدائرة "108" من مديرية القفر حيث تعد بني مفتاح في إطار هذه الدائرة ولم يصل التيار إلا إلى رحاب مركز مديرية القفر فقط بعد مروره بقرى بني مسلم وبني سيف العالي وعند غروب الشمس كنا قد وصلنا إلى "حمام زراه" والذي صار أشبه بمنطقة أشباح لم نجد في الحمام الطبيعي سوى آثار لبقع الخيام التي كان ينصبها زواره من السياح وفي الضفة الثانية للسائلة توجد مضخة وبئر لري القات حيث لا يفصلها عن الحمام سوى عدة مترات من "2-4" أمتار، أحد أبناء المنطقة أكد لنا أنه في حال توقفت المضخة ليلة واحدة نشاهد عودة المياه إلى الحمام، وعند غروب الشمس غادرنا المنطقة ونحن نتساءل ماذا لو قامت قيادة محلي إب بردم البئر كيف ستعود الحياة إلى حمام زراه خاصة بعد أن أصبح الخط الإسفلتي على مقربة منه؟ هذا إذا كانت هناك نوايا صادقة لإنعاش القطاع السياحي في المحافظة!! نأمل ذلك!!

تنويه

أثناء زيارتنا قبل عدة أشهر لمديرية حبيش كنا قد قلنا أننا وجدنا مدير الوحدة الصحية في الطريق وقال لنا "الآن ساعة عودي قات" وتبين لنا لاحقاً أن ذلك الشخص ليس مدير الوحدة الصحية والمدير هو علي محسن حاجب الذي كان متواجداً في المركز وقال لنا ساعتها إنه يعمل إداري في المركز ولم يقل إنه المدير ولذا لزم التنويه.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد