في ظل غلاء الأسعار بسطاء عدن يطرحون همومهم ومعاناتهم لـ«صحيفة أخبار اليوم»: غلاء الأسعار يمثل كارثة إنسانية

2007-09-25 08:31:44

فوضى الأسعار من قبل الحكومة والتجار الجشعين المستوردين للمواد الاستهلاكية الأساسية تحولت لدى البسطاء إلى كابوس مرعب لايفارقهم في المنام والصحو.

على الرغم ان طموحاتهم محصورة بين الكفاح للبقاء واستمرار الحياة.

حيث اصبح المواطن ينام على سعر ويصحو على سعر آخر في ظل ظروف معيشية صعبة بالإضافة إلى البطاله المتزايدة.

وبدلاً من أن كان المواطن يعاني في السابق من الصحة والأمراض الوبائية الخطيرة أصبح اليوم يعاني من غلاء الأسعار والبطالة والصحة.

هكذا تحدث العديد من المواطنين في محافظة عدن ل: صحيفة «أخبار اليوم» طارحين همومهم ومعاناتهم على إحدى صفحاتها وكانت ملخص أحاديثهم على النحو التالي:-

استطلاع/ فواز بجاش

رمضان. . . وهموم المواطنين

كان بداية الحديث مع الحاج/ عبدالله عمر هيثم من ابناء محافظة عدن حيث قال: كما تعلمون ونعلم ان شهر رمضان هو شهر كريم وشهر المحبة والإخاء والتسامح لكنه جاء والمواد الغذائية الاستهلاكية غالية والدقيق كذلك غير متوفر ويظل المواطنون يبحثون عنه، فعندما نذهب إلى المؤسسة الاقتصادية يقولون لنا روحوا شركة هائل وعندما نذهب إلى شركة هائل «يردوا لنا مافيش!» فالكيس الدقيق حالياً ب«5400» في محافظة عدن وسبق للمؤسسة الاقتصادية في الأسبوع الماضي عن باعت الدقيق ب«4100» وفوجئنا هذا الأسبوع بعدم وجوده في المؤسسة الاقتصادية.

وأضاف الحاج عبدالله ان أسعار المواد الغذائية تزداد يوماً بعد يوم وبشكل مستمر دون رقيب أو حسيب على سبيل المثال فتحت شركة العيسائي في أوائل شهر رمضان متجراً لتوفير جميع احتياجات رمضان من مواد غذائية وأدوات منزلية وغيرها وعندما ذهبت إلى ذلك المتجر لشراء درزن فناجين فكان قيمته 200 ريال وفي الثالث من رمضان ذهبت مره أخرى لشراء نفس الصنف فوجئت بزياده سعره 100 ريال عن سعر اليومين السابقين أي 300 ريال وهذا يعني ان التجار هم المتلاعبون بالأسعار في ظل عدم جود رقابه عليهم وهم من يمتصون دماء المواطنين.

فالتجار البائعون بالجملة والتجزئة يمارسون البيع بمزاجية دون وجود لائحة تنظيمية تحدد عملية البيع وقيمة كل سلعة في جميع المحلات التجارية ومن المفترض على الحكومة والسلطة المحلية ان تعمل على مراقبة التجار المتلاعبين بالأسعار وضبط كل من يخالف وعليها أن تتبنى الموضوع بشكل إيجابي من أجل توصيل السلع الأساسية للمواطن بالسعر المعقول وتعيد نشاط القطاع العام الذي قد كان على وشك الانتهاء وذلك من أجل ضمان عيش المواطنين مقارنة بالدول الأخرى ليس المتقدمة وإنما النامية كالجزائر على سبيل المثال قدمت اثنين مليار دولار لدعم المواد الغذائية الأساسية في الشهر الماضي من أجل توفير احتياجات المواطنين.

واختتم الحاج قائلاً: بلادنا بشكل عام ومحافظة عدن بشكل خاص يحيط بها البحر العربي والبحر الأحمر ونحن ننعم بالثروة السمكية مقارنة بالدول المجاورة لكن اصبحنا الآن نعاني من عدم وجود الصيد المحلي في السوق وارتفاع سعر الكيلو الواحد إلى 1400 ريال ولم يستطع المواطن شراء كيلو أونصف الكيلو فهناك أزمة في الصيد على الرغم ان بلادنا هي مصدر الأسماك إلاَّ أن شركات الاستثمار في البحر تقوم بتصدير الأسماك إلى الخارج بالأضافة إلى الصيادين التقليديين الذين كانوا يوفرون الصيد المحلي في السوق أصبحت هنالك شركات محليه تعمل على شراء الصيد من الصيادين التقليديين وتصديره إلى الخارج مما تسببت هذه الشركات بخلق أزمة محلية في الصيد المحلي.

يعانون من أشياء كثيرة ليست فقط غلاء الأسعار فالبطالة وعدم وجود فرص عمل مع هذا الغلاء جعل المواطن المسكين في وضع حرج يرثى له فالبعض منهم لا يمتلكون قوتهم اليومي ولا ندري كيف يعيشون؟

ولم تكتفي السلطة المحلية بما يعاني منه المواطنون فقد لاحظنا أرتفاع أجرة النقل الداخلي بمحافظة عدن فالراكب الذي كان يدفع اجره النقل من التواهي إلى المعلا 15 ريال اصبح الآن يدفع 25 ريال وأنا أجزم ان سبب التلاعب بالأسعار من قبل التجار هي الحكومة المتجاهله وهي تزعم أنها ستقوم بضبط التجار المتلاعبين بالأسعار إلاَّ أننا لم نلحظ هذا الضبط فإذا الحكومة لا تستطيع ضبط التجار فعليها ان تعيد القطاع العام لتوفير احتياجات المواطنين وتوصيله إلى المواطن بأسعار ثابته واضاف معافى: أن الماء والكهرباء والصحة والسلع الأساسية الضرورية ركائز أساسية ومهمة يجب ان تتوفر للمواطن وبعدما أصبح الفقر سائداً في بيوت المواطنين يظل هم المواطن ينحصر في توفير القوت الضروري لأبنائه والبعض منهم لا يستطيعون توفيره ومنهم من يعيشون في وضع أليم ومرير يرافقهم طوال الوقت وأطفالهم يعانون من سوء تغذية وربما هذا يتحول إلى كارثه صحية بسبب النقص في التغذية وإنسانية.

ويشارك وليد عبده سفيان في الحديث حيث قال: ان غلاء الأسعار وتدني المستوى المعيشي وهو ما يعانية المواطن اليمني. فعلى مستوى هذا الرصيف تجد طلاباً من خريجي الجامعة ويحملون شهاداتهم ومؤهلاتهم ولم يجدون وظائف أو فرص عمل حتى في القطاع الخاص لم يبقى امامهم سوى وجودهم في هذا الرصيف «حراج العمال» باحثين عن عمل.

فأنا خريج جامعة تعز ولي اعوام في هذا الرصيف وملفي في مكتب وزارة الخدمة المدنية وغلاء الأسعار هو العبء الأول والأخير على المواطن كنا في السابق نعاني من الصحة والأمراض الوبائية الخطيرة المعدية وأصبحنا اليوم نعاني من الصحة وغلاء الأسعار والبطالة المتزايده فكل مواطن يومياً يطرح بذهنه علامة استفهام عن كيفية توفير القوت اليومي الضروري؟

ومنذ الصباح إلى المساء نظل نجري وراء لقمة العيش وبعض الأيام لا نجدها ويصبح توفيرها صعباً جداً.

والبطالة هنا قمة في إسترخاص قيمة الإنسان فمنذ تسعة ايام لم اجد عملاً وقاعد على هذا الرصيف.

وليس عناءالمواطنين فقط بارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والضرورية بل يعانون ايضاً من فساد المكاتب الحكومية في المحافظة هكذا بدء خالد محمد حديثه معنا فقد قال: انه عندما يذهب المواطن بطلب ساعة كهرباء «عداد كهرباء» فيطلب منه مبلغ حق تكلفة مشتركة ولا ندري ايش هذه التكلفة المشتركة؟

هذا وقد ناقش هذه القضية قبل شهر ونصف مجلس النواب وأكد العديد من الاعضاءان هذه التكلفة غير قانونية ولم نجد اي نتيجة لهذا الموضوع.

ولازالت إلى الآن المؤسسة العامة للكهرباء بعدن تفرض هذه المبالغ تحت مبرر التكلفة المشتركة التي هي غير قانونية.

فيما ذكر مواطن آخر يدعى/ عبدالله حسين حيدر أن الشعب كله يعاني من ظروف معيشيه صعبه فأنا واحد منهم فمنذ شهر بدون عمل ولدي أسرة مكونه من «9» أفراد «3» منهم لا أعلم أين هم الأن فقد فروا من البيت بعد ما أوقفتهم عن الدراسة لعدم إستطاعتي توفير إحتياجاتهم الدراسية من دفاتر وأقلام وملابس ورسوم تسجيل وكان آخر جلوسي معهم قبل ما أسافر إلى عدن بيوم فهم عندما سمعوا صوتي المتحشرج «يالله أوفر لكم الكيس الدقيق».

فؤاد محمد نعمان- قال: ان سبب الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون هو عدم وجود فرص عمل بالإضافة إلى غلاء الأسعار الذي يكتوي به كل مواطن يمني وجعلته لا يستطيع توفير حاجاته.

وكذلك الموظف يعاني هو الآخر على سبيل المثال إذا كان راتبه «30» الف ريال او«35» الف ريال فهو يحتاج إلى إيجار بيت وحق الماء والكهرباءوالمصاريف اليومية واجرة نقل إلى العمل واشياء كثيرة واصبح الراتب لا يفي بالغرض ومع هذا الغلاءالمتصاعد يومياً للسلع الاستهلاكية الضرورية أصبح يمثل المشكلة الكبرى أمام المواطن لذلك يجب على العامل ان يزيد أجره اليومي وأيضاً الموظف ان يطالب بزيادة راتبه من أجل ان يعرف المواطن موازنته المعيشية ويواكب عصر الغلاء الذي لم يتوقف ويزداد بين حين وأخر.

وأضاف عمر حسن غالب نحن لا نستطيع التعبير بصراحة تامة عن حالنا وواقعنا المعيشي فغلاء الأسعار يمثل ذبحة أنسانية تمر على كل مواطن يمني.

وفي هذا الشهر الكريم شهر المحبة والإخاء والتسامح شهر النور شهر انزل فيه القرآن هدىً للناس وهذا يكفينا فخراً فيه ونحن نعيش في أجواء روحانية عطرة برحمه الله.

وكان آخر المتحدثين الأخ/ عثمان احمد عثمان: قال نحن واقفون عن العمل من أول رمضان في هذا الغلاء الفاحش الذي أكل الأخضر واليابس حتى وان كنا نعمل فالدخل لا يغطي حاجتك في هذا الغلاء ونحن نطلب من منظمات المجتمع المدني ان ترفع تقارير عن حال المواطن اليمني إلى منظمة حقوق «الحيوان» ليس الأنسان لأن ما تقدمة الدول المتقدمة للحيوان نحن نريده هنا للمواطن اليمني. . . وراضين بذلك.

فالمعيشة اصبحت صعبة في بلادنا «كالانعام بل هم اضلُ سبيلاً» بالاضافة إلى احتياجات رمضان كثيرة والعيد قادم ونحن هنا نفترش هذا الرصيف ا«لحراج» ليل نهار بدون عمل منذ أسبوعين وبدون دخل فالغلاء والبطالة جعلت لُقمَةْ العيش صعبة الحصول عليها فإذا كان الغلاء عالمياً كما يزعمون فنحن نستطيع ان نواكبه بالعمل والحصول على فرص عمل لا بالبطالة ولا ندري اين وعود الرئيس التي قطعها على نفسه قبل الإنتخابات الرئاسية التي جرت في 20 سبتمبر عام 2006م حينما كان يقول «لابطالة لاجرع بعد اليوم» ويحق لنا ان نتساءل اين تلك الوعود التي ربما ذهبت مع جفاف المطر ولم تهب الرياح بعد؟!.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد