محللون: انتصارات الشرعية تحررها من ضغوط الحل السياسي الهادفة لتمكين الحوثيين وإبعاد خطرهم عن باب المندب

"الرمح الذهبي".. رمية الشرعية الفتاكة في خاصرة الانقلابيين

2017-01-12 06:07:04 ملف أعده/ وليد عبد الواسع

تدخل العملية العسكرية الكبرى "الرمح الذهبي"، اليوم الخميس يومها السادس، وسط معنويات مرتفعة للقوات الحكومية التي استطاعت خلال الأيام الأولى من انطلاقتها، تحقيق مكاسب نوعية على الأرض، وتأمين مناطق هامة مشرفة على مضيق باب المندب غربي البلاد.
تأتي هذه الانتصارات في إطار العملية العسكرية، التي أعلنت عنها قيادة محور تعز لتحرير الساحل الغربي وكافة المناطق الواقعة في الجهة الغربية لتعز وانطلقت رسمياً مطلع الأسبوع الجاري، وسط اندحار وتقهقر مليشيات الانفلاب.
التميمي: سيطرة الدولة على باب المندب يعزز من فرص الحسم العسكري
بتمكن قوات الجيش الوطني من تحرير منطقة "ذوباب" الاستراتيجية شمال باب المندب، والسيطرة على معسكر العمري وغيرها مناطق في نطاق الساحل الغربي لمحافظة تعز، تكون الحكومة الشرعية قد أصابت هدفاً حساساً في طريق معركتها لاستكمال استعادة الدولة.
يؤكد المحلل السياسي/ ياسين التميمي، في تصريح خاص لـ" أخبار اليوم"، أنه من المهم جداً أن تضع الدولة يدها بشكل كامل على منطقة باب المندب وأن تؤمن هذه المنطقة وتنهي أي خطر للانقلابيين على الملاحة الدولية.
يعتبر مراقبون تحرير مواقع ذات أهمية في سواحل اليمن الغربية، في إطار عملية "الرمح الذهبي"، ضربة موجعة في مشروع الانقلاب. وينظر قادة عسكريون إلى العملية بأنها مكسب عسكري واستراتيجي. ويصف محللون سياسيون، الانتصارات التي حققتها القوات الشرعية هناك بأنها تشكل بداية اندحار للانقلابيين في تعز وكامل السواحل والموانئ اليمنية.
يعتبر المحلل السياسي/ ياسين التميمي أن كل قطعة من الأرض يتم استعادتها من الانقلابيين هي انتصار وانجاز يضاف إلى انجازات الشرعية والمؤمنون بمشروع الدولة. لكن معركة الرمح الذهبي، في نظر التميمي، هي أولوية للتحالف أكثر من أي طرف آخر. وذلك انطلاقاً من شعور التحالف بالخطر من تنامي نفوذ الانقلابيين في هذه المنطقة الإستراتيجية. ولأن التحالف لا يريد أن تتكرر كارثة سفينة الإمداد الإماراتية، يعتقد المحلل السياسي اليمني أن حضوره في هذه المنطقة يبرر المعركة الهامة التي يخوضها التحالف العربي في اليمن.
وعن أهمية العملية بالنسبة للحكومة الشرعية في إطار معركتها الكلية في سبيل استعادة الدولة يقول التميمي أن:" الدولة حينما تضع يدها على منطقة باب المندب فإنها تعزز من فرص المضي قدما في خط الحسم العسكري والتحرر من ضغوط الحل السياسي التي تهدف إلى تمكين الحوثيين أكثر من حرصها على تحقيق السلام وإنهاء الانقسام".
ويضيف:" آخر المعطيات الميدانية تشير إلى استعادة الجيش والمقاومة "الجنوبية" مدينة ذوباب ومعسكر العمري، وهي مناطق مهمة بالقرب من مضيق باب المندب، وتتبع إدارياً محافظة تعز، ومن شأنها أن تُبعد خطر الانقلابيين عن هذا المضيق الاستراتيجي الهام".
ويشير قادة عسكريون في القوات المسلحة اليمنية إلى أن أهمية تحرير هذه المواقع تتمثل في قطع خطوط تهريب الأسلحة للميليشيات وإطباق الحصار عليها وإخراجها من كافة المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
المحلل السياسي- الدكتور/ عبد الباقي شمسان لـ"أخبار اليوم":
استكمال أهداف العملية سيعجل من استعادة صنعاء وصعدة
في قراءته التحليلية سياسياً لعملية "الرمح الذهبي"- ينظر المحلل السياسي وأستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء- الدكتور/ عبد الباقي شمسان إلى العملية بأنها ذات أهمية عالية، رغم تأخرها. 
يقول:" هذا سيؤدي حتما إلى هزيمة الانقلابيين، واستعادة الجغرافية الوطنية سريعا؛ كما أن هذه العمليات تعد فعلا وطنيا لتغيير الموقف التفاوضي والوجودي في الجغرافية والمعادلة السياسية بالنسبة للحكومة الشرعية"..
ويوضح شمسان، في حديثه للمحرر في "أخبار اليوم"، إلى أن استعادة الساحل الغربي يعني قطع الإمدادات للحوثيين وقطع التواصل اللوجستي للقطاعات الانقلابية.. مقتطفات..
*ما هي قراءتك من وجهة نظر سياسية لعملية الرمح الذهبي التي بدأتها قوات الشرعية والتحالف العربي في الساحل الغربي لليمن مطلع الأسبوع الجاري؟
-عملية الرمح الذهبي ذات أهمية عالية، واعتقد أنها تأخرت كثيرا وفقا لجملة من الأهمية الإستراتيجية والجيووطنية، والأمنية ونقص الأمن القومي العربي، حيث تعد السيطرة على الممرات البحرية أحد نقاط الضغط الدولي على السلطة الشرعية ودول التحالف في حال عدم السيطرة المحكمة.
*ومامنبع هذا الضغط؟
-لما لذلك من أثر على السلم والأمن الدوليين وتهديد حركة الملاحة الدولية، هذا من جانب أول. والمخطط الإيراني الذي تم إعلانه بشكل غير اعتيادي في نوفمبر، والمتمثل ببناء قواعد بحرية في كل من سوريا واليمن..
قد كشفت مجلة ( foreign affairs) لمقال للكاتب Guzansky كشف فيه أن ذلك المخطط قيد التنفيذ، طبعا علاوة عن تهريب السلاح الآن للحوثيين، من جانب ثاني.
*ما الأهمية التي تكتسبها معركة الرمح الذهبي الهادفة بدرجة رئيسة إلى استعادة السواحل الغربية لليمن؟ 
-على الصعيد الوطني فإن استعادة الساحل الغربي يعني قطع الإمدادات للحوثيين وقطع التواصل اللوجستي للقطاعات الانقلابية.
*ما المكاسب التي ستحققها الحكومة الشرعية وبالمقابل الخسائر التي سيتكبدها الانقلابيون في هذه العملية؟
-هذا سيؤدي حتما إلى هزيمة الانقلابيين، واستعادة الجغرافية الوطنية سريعا؛ كما أن هذه العمليات- التي تأتي بعد مبادرة "كيري- ولد الشيخ" التي قدمت في نوفمبر 2016م- تعد فعلا وطنيا لتغيير الموقف التفاوضي والوجودي في الجغرافية والمعادلة السياسية بالنسبة للحكومة الشرعية، حيث وصفت بأنها حكومة منفى. علاوة عن مخاطر تلك المبادرة التي كانت تحمل حتما مشروع صوملة اليمن.
*كيف ستنعكس نجاحات حكومة الرئيس هادي والانتصارات التي تحققها القوات الحكومية في السواحل الغربية على علاقة الحكومة بالمواطن اليمني المؤيد والمساند لها؟
-إن تحقيق هذه الانتصارات يعيد ثقة المواطن بالسلطة الشرعية، ويساعد على تماسك الجماهير المتموضعة مع السلطة، ويرفع من تطلعات تلك الرازحة تحت سلطة الانقلاب للخلاص.
*تحقيق الأهداف من العملية ما أهميتها في إطار المعركة الكلية لاستعادة الدولة والجمهورية؟
-إن هذه العملية إذا ما أكملت أهدافها سوف تعجل باستعادة صنعاء وصعدة، باعتبار موقع تعز الجيو وطني، حيث ستمد وتحفز الانتصارات في الساحل الغربي ومدينة تعز وبقية المناطق وبصفة خاصة صنعاء صعدة الحديدة، للتفاعل والاتساق في عمليات استعادة الدولة والجمهورية.
* توصف محافظة تعز بأنها الجزء الأكثر حساسية وتأثيرًا في الخاصرة الطبيعية لليمن، أين تكمن هذه الأهمية؟
-لابد أن أشير هنا إلى أهمية تعز وامتدادها البحري وطنيا، من حيث أنها ستلعب دوراً في الحفاظ على الجغرافية اليمنية وسترفع من المساحة والحجم الديموغرافي للفضاء المستعاد.
كما أن هناك استراتيجية لها بعدها التاريخي، حيث تقول الخبرة التركية:" عليك بتعز تأتيك صنعاء طائعة". ونحن نؤكد ذلك ونقول: أن الطريق إلى صنعاء وصعدة والحفاظ على كيان الدولة اليمنية يمر ويرتكز على تعز في التاريخ الحديث أو الوطني المعاصر.
أهداف العملية
توضح مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الرابعة التابعة للجيش اليمني، أن العملية العسكرية الجديدة التي أطلق عليها " الرمح الذهبي" تهدف إلى تحقيق اختراق نوعي في العمليات العسكرية التي راوحت مكانها منذ أشهر، ولم تحقق أي تقدم جوهري. فيما تشير مصادر عسكرية حكومية أخرى، إلى أن "الرمح الذهبي"، تستهدف تأمين السواحل الغربية الواقعة على البحر الأحمر بشكل عام، وخصوصا التابعة لمحافظة تعز، جنوب غربي البلاد.
وبحسب المصادر تتكون معركة "الرمح الذهبي" من أربعة محاور، وهي ذباب، الوازعية، المضاربة، حمير. وتأمل القوات الحكومية أن تكلل العملية بتحرير مديرية "باب المندب" والشريط الساحلي الممتد من مديرية "ذوباب" المشرفة على المضيق الاستراتيجي والممر الدولي للملاحة، وصولا إلى مديريتي "الوازعية" و"المخا"، التي يقع في نطاقها أحد الموانئ التاريخية، الذي كان يصدّر من خلاله البن اليمني إلى دول العالم.
وخلال الأشهر الماضية، ظلت سواحل اليمن الغربية هي نقطة قوة الحوثيين وصالح، وبتحريرها، سيتم تأمين الممر الملاحي الدولي بعد تعرض سفينة إماراتية وسفن حربية أمريكية لهجمات صاروخية وجهت أصابع الاتهام فيها إلى تلك الجماعة. كما سيتم- في حال استعادة السيطرة عليها- التحكم بالمياه اليمنية والسواحل التي تعد أحد المنافذ الرئيسية لتهريب السلاح للحوثيين من دول القرن الأفريقي، وذلك عبر زوارق سريعة.
وبتحرير السواحل الغربية لتعز، سيكون بمقدور التحالف العربي إنزال عتاد حربي ثقيل عبر سواحل المخا، للبدء في معركة ما تبقى من المحافظة التي تحمل نفس الاسم، أو الانتقال لتحرير سواحل الخوخة واللحية وصولا إلى محافظة الحديدة، غربي البلاد.
ووفقاً لمخطط مسرح العمليات ترتكز أهداف المعركة في السيطرة الكاملة على باب المندب وطرد مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح منه، وحماية الملاحة البحرية، وقطع الإمدادات للحوثيين بين محافظتي تعز والحديدة، ومنع تهريب أسلحة للحوثيين عبر ذباب والمخأ.
ويشير قادة عسكريون إلى هدفين رئيسين تسعى القوات الحكومية اليمنية ممثلة بالجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبجانبها قوات التحالف العربي إلى تحقيقهما من عملية "الرمح الذهبي" على مرحلتين. يتمثل الهدف الأول في فك الحصار وتحرير مدينة تعز، وسط اليمن والقضاء على تحالف الانقلاب في المدينة وتأمينها بالكامل. أما الثاني فيسعى إلى التقدم صوب مدينة المخأ الساحلية والحديدة وتحريرهما، وحماية خط الملاحة التجاري الدولي الاستراتيجي في باب المندب، والقضاء على أي تهديدات مستقبلية لمليشيا الانقلاب قد تستهدفه.
القوة المشاركة
تشارك في عملية "الرمح الذهبي" ألوية عسكرية تابعة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية الجنوبية، تم تجهيزها في عدن، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف العربي والبوارج البحرية المرابطة في البحر الأحمر غربي اليمن.
وتفيد مصادر عسكرية بمشاركة خمسة ألوية عسكرية، تحركت من عدة محاور، مدفوعة بتعزيزات عسكرية كبيرة ومختلفة تضمنت دبابات ومدرعات وعربات عسكرية وناقلات جند ومدافع وكاسحات ألغام، وأسلحة نوعية مختلفة كبيرة ومتوسطة وصغيرة. ورافقت القوة مستشفى ميداني متنقلة، لدعم ومساندة قوات الجيش والمقاومة الشعبية المشاركة في العملية وتقديم الرعاية الصحية للجرحى والمصابين والضحايا أثناء المعارك.
ونُقل عن مصادر عسكرية إشارتها إلى أن اللواء الثالث حزم، الذي تم تأسيسه عقب دحر الحوثيين من عدن منتصف العام 2015، هو أبرز الألوية المشاركة في العملية، بالإضافة إلى وحدات أخرى من الجيش والمقاومة الشعبية. وخسر اللواء الثالث حزم، قائده العميد عمر سعيد الصبيحي، الذي استشهد في معارك السبت.
ووفقا لتلك المصادر، يشارك وزير الدفاع الأسبق، هيثم قاسم طاهر بقيادة إحدى الكتائب في المعركة، وكذلك كتائب "عبدالرحمن اللحجي"، ضمن قوات "القوة الضاربة في الحزام الأمني"، التي تم إنشاؤها منذ 2015 بإشراف التحالف العربي وتدعم القوات الحكومية، بالإضافة إلى قوات المقاومة الشعبية في بلدة "الصبيحة" (جنوب).
ولعبت قوات التحالف العربي أدواراً استراتيجية في الانتصارات التي حققتها قوات الشرعية خلال العملية العسكرية الواسعة التي انطلقت بإشراف من رئيس الجمهورية/ عبد ربه منصور هادي، وإسناد القوات من خلال الغطاء الجوي لمقاتلات التحالف.
مكاسب عسكرية
منذ انطلاقها السبت الماضي، حققت عملية "الرمح الذهبي"، مكاسب نوعية على الأرض، بحسب ما أعلنته القوات الحكومية، حيث تم تحرير مديرية "ذوباب" التي تبعد نحو 25 كم عن مضيق باب المندب الاستراتيجي، بما فيها معسكر "العُمري" الذي تحصن "الحوثيون" وقوات صالح بداخله لمدة 3 أيام قبل سقوطه مساء الاثنين.
وذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة الحكومية، أن العملية العسكرية تمكنت أيضا من تحقيق تقدم في مديرية "الوازعية" القريبة من مدينة "المخا"، حيث تم تحرير جبال "المنصورة" و"كهبوب" بالكامل. ونقل المركز، عن قائد المنطقة العسكرية الرابعة- اللواء/ فضل حسن، أن القوات تواصل زحفها نحو منطقة "الجديد" الواقعة بعد معسكر "العمري"، لافتا إلى أن "المعارك على أشدها".
الناطق الرسمي باسم مقاومة "الصبيحة" المشاركة في العملية العسكرية، فدرين طه، قال للأناضول، إن السيطرة على معسكر "العمري" جاء نتيجة خطة عسكرية بدأت من ناحية جبال "كهبوب". وكشف أن معركة الساحل الأساسية ستنطلق، بعد وصول تعزيزات عسكرية وصفها بـ"الضخمة". مشيراً إلى استكمال القوات الحكومية السيطرة على بلدة "ذوباب" ووصلت إلى "جبل السنترال" المطل على البحر الأحمر، والذي يبعد نحو 2 كيلو عن مديرية "ذوباب".
أهمية عسكرية وسياسية
عملية" الرمح الذهبي"- بحسب مراقبون- تكتسب أهمية استثنائية خلافا لبقية المعارك الدائرة في عدد من المحافظات اليمنية الأخرى، وهو ما يجعل القوات الحكومية والتحالف العربي يدفع بقوة أكبر من أجل كسبها سريعا.
يقول أستاذ علم إدارة الأزمات في جامعة الحديدة الحكومية- الدكتور/ نبيل الشرجبي إن "منطقة الساحل التي تدور فيها المعارك ستحقق انتصارا معنويا كبيرا للقوات الحكومية كونها مفتاحا للسيطرة على محافظات الحديدة، وتعز، وإب، وكذلك منفذ رئيسي لتأمين محافظة عدن. ويضيف أنه للأناضول: "لو عدنا للمعارك الدائرة منذ 6 أشهر، نلاحظ أن هناك تراجعا ناريا للطرف الحوثي، وأنه لن يتمكن من استعادة أي منطقة قد يخسرها، ويبدو أن التحالف العربي قد تنبه لهذا الأمر".
ويعتقد الشرجبي، أن التحالف العربي والقوات الحكومية، يهدفون أيضا إلى فتح جبهات متفرقة من أجل استنزاف متواصل للحوثيين وقوات صالح، وأن معركة السواحل الغربية مهمة لفرض رأي عسكري في الأرض ومنها رأي سياسي في أي مشاورات قادمة. ويرى، أن الانتصار في معركة الساحل، سيؤثر على الحوثيين في باقي الجبهات، وسيغلق في وجههم أحد أبرز الأبواب التي يجنون من ورائها الأموال التي تساعد على ديمومتهم بالحرب، وهي التهريب الذي يتم عبر السواحل.
معسكر العمري.. انكسار الفقرة الأصلب في جسد الانقلاب
تمكنت وحدات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي، الثلاثاء، من تحرير اللواء 17 مدرع المعروف بمعسكر العمري، جنوب غرب محافظة تعز. الذي سبق أن سقط بيد ميليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية مطلع يناير 2015.
ويمثل معسكر العمري مركزا لقيادة قوات الجيش المسئولة عن حماية مضيق باب المندب وميناء المخاء ومدينة ذوباب. وهو أحد المعسكرات ذات التحصينات والتجهيزات العكسرية الضخمة. ويقع المعسكر إلى الشرق من مدينة ذوباب بحوالي 10 كيلو متر، ومحاط بمرتفعات جبلية من اتجاهات الشمال والجنوب والشرق. ووفقا لمعلومات المركز الإعلامي للقوات المسلحة فأن المعسكر يضم 6 كتائب عسكرية تشمل: (كتيبة دباب- كتبية عربات مشاة- كتيبة مدفعية 122-كتيبة صواريخ كاتيوشا-كتيبتين مشاة راجلة).
كما يعتبر المعسكر قاعدة عسكرية تم اختيارها بعناية ومهنية عسكرية تكتيكية من قبل ما يسمى بقوة الردع العربي في مطلع السبعينات. ويقع المعسكر في منطقة تربط بين أربع مديريات تابعة لمحافظة تعز، هي: باب المندب وذوباب والوازعية والمخاء. وجميع التباب المحيطة بهذه المديريات تسيطر على طرق الإمداد البرية والبحرية من جميع الاتجاهات، وتسيطر على طول الشريط الساحلي بذوباب، كما تطل على جميع المراسي البحرية في ساحل مديرية ذوباب الممتدة إلى مضيق باب المندب.
تحرير المعسكر يعد انتصارا كبيرا للجيش والشرعية، وخطوة مهمة تمهد الطريق لاستكمال تحرير المنافذ البحرية والساحل البحري الغربي وتأمين مضيق باب المندب. كما أنه يقطع أهم خطوط تهريب الأسلحة والممنوعات والبضائع للميليشيات الانقلابية، كون المعسكر يتحكم بالطريق الرئيسي الرابط بين ذوباب وميناء المخاء والخط الساحلي الممتد إلى مدينة الحديدة.
الساحل الغربي.. قطع شريان الانقلاب
ينظر مراقبون إلى الساحل الغربي من مناحي أهميته الاقتصادية والعسكرية والإستراتيجية والسياسية.. ووفقاً للمراقبين يعد هذا الساحل الطويل بدء من باب المندب ومرورا بالمخا وميناء الحديدة وميدي يعد ذو أهمية اقتصادية وعسكرية للانقلاب يتم من خلاله الحصول على المال والسلاح.
لذلك يرى خبراء عسكريون في تحريره أهمية ذات أولوية يتوجب على الحكومة الشرعية ألا تدير ظهرها له، بل عليها الحرص والسعي إلى انتزاعه من قبضة الانقلابيين. عن أهمية المعركة في الشريط الساحلي الغربي، يوضح الخبير في شئون النزاعات المسلحة/ علي الذهب أنها تأتي في سبيل قطع طرق الإمداد على العاصمة صنعاء وإحكام الحصار عليها من ثلاث جبهات. ويشير الخبير العسكري إلى أولها تبدأ بهذه الجبهة، ثم جبهة مأرب، فجبهة تعز، أو أي جبهة قد تنشأ في هذا الاتجاه.
ويوضح قادة عسكريون أن تحرير الساحل الغربي بالكامل سيصيب، في ذات الوقت الانقلابيين وقوات صالح بمقتل وسيقطع عنهم خطوط التهريب بالكامل. ويصف قادة عسكريون في الجيش الوطني المؤيد للحكومة اليمنية الشرعية تحريره بالإنجاز الاستراتيجي. على اعتبار أن التحرير سيقطع الطريق على إمدادات إيران بالسلاح للحوثيين عبر مينائها منذ حروبها الست ضد الدولة اليمنية.
ويتمتع هذا الساحل بأهمية إستراتيجية في البعد الدولي والمحلي، تنطلق من أهمية البحر الأحمر بالنسبة للتجارة العالمية، ولكونه يشرف على الممر الدولي بباب المندب، بالإضافة إلى وجود عشرات الجزر اليمنية، أربع منها من أهم الجزر. كما يعد من أهم نقاط الاتصال مع القرن الأفريقي، يقصده الكثير من المهاجرين الأفارقة، فضلاً عن دخول شاحنات بضائع مهربة، بعضها تعبر اليمن إلى السعودية.
وبالنسبة لأهميته على الصعيد الداخلي، يعتبر الساحل الغربي الشريط البحري الوحيد الذي تتنفس من خلاله مناطق الشمال من صعدة إلى تعز، التي لا تزال معظمها تحت سيطرة الحوثيين وقوات صالح. ومن ناحية العوائق، يرى الخبير الذهب أن هناك صعوبات كثيرة، لكن تفوق الآلات العسكرية للتحالف وقوات الشرعية أمام الحوثيين وصالح، يقلّل من أثر هذه الصعاب، فضلاً عن الأضرار ونقص أسلحة الانقلابيين جراء استهلاكها في الحرب.
ويعتبر ميناء المخأ محطة رئيسية بالنسبة لجماعة الحوثي الانقلابية لتهريب الخمور والمبيدات الحشرية والسموم الزراعية والديزل والدقيق. وازدهرت تجارة التهريب في الساحل الغربي لليمن، رغم الحرب والحظر البحري، الذي تفرضه قوات التحالف العربي على السواحل اليمنية.







الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد