المليشيات في طريقها إلى الزوال.. خسائر فادحة وعزوف واسع عن الالتحاق بالجبهات

2017-01-15 05:28:46 أخبار اليوم/ تقرير

تعيش مليشيات الحوثي والمخلوع حالة غير مسبوقة من التخبط والانهيار، وإعلان طوارئ غير معلن، عقب إحراز قوات الشرعية انتصارات نوعية في مختلف الجبهات أبرزها جبهة نهم المتاخمة للعاصمة، في ظل عزوف الأوساط الشعبية عن الدفع بأبنائهم للقتال مع المليشيات.
تجنيد إجباري
ولجأت مليشيات الحوثي والمخلوع مؤخراً إلى إجبار المشايخ الموالين لها من أنصار المخلوع، على تجنيد كتائب عسكرية من مناطق نفوذهم، بغرض تعزيز جبهات القتال التي تشهد انهيارات متسارعة، واستنزافاً وعزوفاً غير مسبوقين.
وأجبرت المليشيات المشايخ الموالين لها في محافظات المحويت وذمار وعمران وحجة على تجنيد الشباب وإرسالهم للجبهات، إلا أن تلك الجهود لم تجد أي تجاوب من قبل الأهالي الذين رفضوا الزج بأبنائهم في معارك عبثية.
الأمر الذي اضطرت معه قيادة المليشيات لإطلاق التهديدات للمشايخ تمثلت بسحب الامتيازات التي قدمت لهم خلال الفترة الماضية (سيارات - وأسلحة - وأموال)، وفصل أقاربهم من المناصب الحكومية في حال لم يدفعوا بمقاتلين جدد إلى الجبهات.
ولم يتوقف الأمر على إجبار مشايخ المحافظات التي يستغل فقر وجهل أبنائها وحسب، بل وصل الأمر إلى تنفيذ حملات دعائية بالعاصمة صنعاء عبر سيارات تحمل مكبرات أصوات تجوب شوارع العاصمة، بهدف حشد مقاتلين جدد إلى الجبهات، لإعاقة تقدم قوات الجيش الوطني في مديرية نهم، إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل الذريع.
حرب بلا أهداف
وتعليقاً على ذلك، يقول الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي، إن ذلك يعود إلى ظهور حقيقة أهداف المعركة الحوثية للكثيرين من الموالين لطرفي الانقلاب، باعتبارها محاولة لجر اليمنيين لصراع دموي هدفه الواضح هو تكريس السلطة في يد هذا الحلف الذي تورط منذ الساعات الأولى لسقوط صنعاء في عمليات واسعة للنهب والفساد والاستفراد بالمناصب، والتصرف عكس الشعارات التي رفعتها ثورتهم المضادة.
وأضاف التميمي- في تصريح لـ"لصحوة نت"- إن هالة السلطة وإغراءاتها تراجعت إلى حد كبير وبدأ أنصار الانقلاب يشعرون بالتأثير السلبي للعزلة السياسية والاقتصادية وتآكل المنافع، وبدأوا بالتفكير في وضع حد لهذه المغامرة التي استنزفت الرجال والأموال، وتحول الوضع من الاندفاع المتحمس نحو الجبهات إلى الدفع بالمقاتلين بالقوة إلى هذه الجبهات.
وأوضح أن اليمنيين لم يواجهوا مصيراً أسوأ من الذي بلغوه في ظل سلطة الأمر الواقع للانقلابيين، حيث افتقدت هذه السلطة لأي غطاء أخلاقي أو وطني.
وتابع '"أسفر الحوثيون عن أهدافهم الحقيقية المتمثلة باستعادة الإمامة وتكريس سلطة ونفوذ السلالة التي تقوم على منطق مرفوض يتعلق بالحق الإلهي في السلطة.
وبين أن قادة الانقلاب ساقوا أنصارهم إلى محرقة لا تنتج إلا الموت، في وقت كان الناس يأملون بانتصار سريع مكلل بالغنائم، لكن مشهد الجنائز الكئيب واتساع نطاق المقابر وتوالي أخبار القتل اليومي في الجبهات، ولدت ردة فعل رافضة لاستمرار البقاء في هذه المعركة الخاسرة وانخفض الحماس حتى لدى أكثر الفئات تحمسا للانقلاب.
ثورة من أجل الثروة
من جهته قال الباحث وعضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية/ فهد سلطان، إن الحرب التي يخوضها الحوثيون باتت حرباً بلا أفق ولا أهداف واضحة بل أصبحت حرباً عبثية، علاوة على أن وضع البلاد تأثر منه الجميع بلا استثناء المناوئون للحوثي ومشروعه والمناصرون له حتى القبائل التي قاتلت ودفعت أولادها لم يف الحوثيون بالالتزامات تجاهها.
وأضاف سلطان- في تصريح لـ "لصحوة نت" إن مليشيات الحوثي تواجه عدة مشكلات منها مشكلة القتلى ومشكلة الجرحى وهي خطيرة جداً وتكاد تقضي على الحوثي ذاته. 
وأوضح أن هناك عدداً كبيراً من القبائل أولادهم بين المفقودين وشاهد الكثير منهم عدم المبالاة تجاههم حتى أن بعض الناس شاهدوا أولادهم مرميين في الشوارع وتأكل منهم الكلاب، فيما الذين هم من أسر خاصة يتم تكريمهم ودفنهم بصورة مبالغ فيها.
وبين سلطان بأن هذه القضايا تنموا ككرة الثلج وبات القبائل والناس غير مقتنعين بما يمارسه الحوثيون على المسار السياسي والعسكري، فضلاً عن أن الأهداف التي رفعها الحوثيون تبين كذبها وزيفها، وأن ما يسمونه ثورة هو انقلاب من أجل السيطرة على الثروة والسلطة لفئة محددة من المنتمين للجماعة.
وأشار إلى أن الناس بدأت تستوعب أن الذي يجري هي حرب عبثية ولعبة إقليمية، وأن الشعب اليمني يدفع ضريبة حرب خاسرة ليس لها هدف ولا أفق وأنها حرب من أجل الحرب وليس من أجل قضايا عادلة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد