مضى عام 2016م على أبناء محافظة إب كأسوأ عامٍ عاشوه من قبل، فجرائم الانقلابيين وانتهاكاتهم وصلت إلى كل بيت في المحافظة، وكوارثهم، التي أنتجتها حروبهم على الشعب، أصابت الجميع ورمت بهم في جحيم البطالة ومعاناة المرض ونكبة الفقر والمجاعة.

لأول مرة في تاريخ المحافظة تُعلن مدن ومديريات بالكامل مناطق منكوبة وبحاجة شديدة للعلاج والغذاء، بعد أن سيطرت المجاعة على نحو نصف سكان المحافظة التي تلتهم خيراتها مليشيات الانقلاب منذ أكتوبر 2014م.

فمنذ أكثر من عامين وأبناء محافظة إب يرزحون تحت وطأة الاحتلال الحوثي الغاشم، فما من يومٍ يمر على المدينة المسالمة إلاّ وترتكب فيه مليشيات الانقلاب جرائم وانتهاكات بحق أبنائها الذين فضلوا أن يجنبوا مدينتهم ويلات الحروب فنالوا أضعافها من قبل الانقلابيين.

في رصدٍ جديد للمركز الإعلامي للمقاومة ـ إب، استطاع فريق الرصد الميداني توثيق مئات الجرائم والانتهاكات رغم العوائق والعراقيل والمصاعب التي واجهوها أثناء عمليتي الرصد والتوثيق.

ولأن الحصول على المعلومة في زمن الانقلابيين صعب، ولأن الخوف هو سيد الموقف في محافظة ترزح تحت قبضة الانقلابيين الأمنية فإن الأعداد المرصودة لا تكاد تذكر أمام الواقع المر والأليم والصعب الذي يعايشه أبناء المحافظة .

في التقرير التالي نطلعكم على تقرير المركز الإعلامي لانتهاكات وجرائم الحوثي في العام الماضي 2016م، وفق الرصد المتاح .

1990 جريمة وانتهاكاً 

كشف التقرير الصادر عن وحدة الرصد بالمركز الإعلامي للمقاومة ـ إب، عن جملة من الجرائم والانتهاكات التي مارستها مليشيات الانقلاب بحق أبناء المحافظة خلال العام الماضي، توزعت بين القتل والشروع بالقتل والاختطاف والاعتداء المباشر، والنهب والمداهمات، واحتلال المؤسسات، وغيرها من الجرائم التي سيسلط التقرير الضوء عليها .

وبحسب التقرير، الذي بين أيدينا، فإن جرائم الاختطاف نالت الحصة الأكبر من جرائم الانقلابيين في المحافظة خلال العام الماضي، حيث بلغ عدد المختطفين نحو (1200) مختطف، تلتها جرائم القتل والشروع في القتل، حيث بلغت (226) جريمة موزعة بين (107) جريمة قتل، (119) شروعاً بالقتل .

جرائم المداهمات والنهب جاءت في المرتبتين الثالثة والرابعة من حيث عدد الانتهاكات، حيث بلغت جرائم الاقتحامات والمداهمات للمؤسسات والمرافق الحكومية والمتاجر والمنازل وفق التقرير(179) فيما بلغت إحصائيات جرائم النهب (148) جريمة.

وتوزعت بقية الجرائم بين الاعتداء المباشر على المواطنين، وتفجير المنازل والمساجد وإحراقها، والقصف العشوائي على منازل المواطنين، وعمليات ابتزاز المواطنين مالياً وفرض إتاوات مالية عليهم، وإغلاق محلات ومؤسسات وغيرها من الجرائم .

226 جريمة قتل وشروع في القتل

رصد الفريق الميداني للمركز الإعلامي- خلال العام الماضي- مقتل (107) من المدنيين، برصاص مليشيات الانقلاب وانتهاكات أمنية أخرى كانت الفوضى الأمنية الممنهجة التي تقودها المليشيات مسبباً رئيسياً لها .

جرائم القتل توزعت بين القتل المباشر برصاص الحوثيين أو عن طريق الفوضى الأمنية التي تديرها المليشيات بنحو (90) حالة قتل فيما سجلت جرائم الاغتيال السياسي (6)جرائم، و(7) جرائم إعدام وتصفية، و(4) جرائم قتل تحت التعذيب.

أما جرائم الشروع بالقتل فقد بلغت (119) جريمة تسبب بها جرائم إطلاق مباشر على المواطنين وجرائم قصف لمنازل المواطنين في العود والشعاور بالحزم، واشتباكات مسلحة بين الانقلابيين في أكثر من مكان داخل المحافظة التي تشهد فوضى أمنية كبيرة.

وتوزعت الجرائم، بحسب النوع، إلى (21) امرأة بين قتل وإصابة، ومقتل وإصابة (16) طفلاً، فيما كانت البقية من نصيب الرجال.

1200جريمة اختطاف

تقرير المركز الإعلامي كشف عن اختطاف المليشيات الانقلابية 1200 مدني من أبناء محافظة إب، ومن أبناء محافظات أخرى تم اختطافهم في الخطوط العامة وإيداعهم في سجون الانقلابيين في محافظة إب.

التقرير أوضح أن شهر سبتمبر كان هو الشهر الأكبر من حيث عدد المختطفين، حيث بلغ عدد المختطفين في ذاك الشهر نحو (724) مختطفاً عدد كبير منهم عمال من محافظات (إب، الضالع ، والحديدة) تم اختطافهم في الخط الرابط بين إب والضالع وهو في طريق سفرهم للعمل بالضالع.

وشمل الاختطاف كل فئات المجتمع، حيث لم تستثن المليشيات أي فئة داخل المجتمع، ولا يزال المئات مختطفين حتى اللحظة في عدد من سجون المليشيات داخل المحافظة، فيما أطلقت سراح كثير من العمال بمبالغ مالية طائلة.

جرائم نهب كبيرة ومبالغ مالية لا تُحصى

قدر تقرير الرصد التابع للمركز الإعلامي جرائم النهب والسطو المسلح على أملاك المواطنين ومتاجرهم ومنازلهم بنحو (148) جريمة، نالت المنازل الحصة الكبرى منها، حيث نهبت المليشيات الانقلابية نحو (101) منزل، في عموم مديريات المحافظة وقدرت الخسائر بمئات الملايين .

التقرير كشف عن نهب (29) سيارة موديلات مختلفة، و(4) محلات تجارية، و(5) مؤسسات حكومية، (9) حالات سطو مسلح على أراضي مواطنين تقدر بمئات الملايين.

ولم يتطرق التقرير لاستقطاعات المرتبات، كون الاستقطاعات طالت عشرات الآلاف من الموظفين، وهو ما لم يتم حصره برقم على رغم هول المبالغ المستقطعة .

جرائم تفجير المنازل وإحراقها

اتسمت مسيرة الانقلابيين في المحافظة بالقيام بجرائم قد لا تجد لها مثيل في أصقاع العالم، من حيث هولها وجرمها وبشاعتها، وذلك بارتكابها عشرات الجرائم الكبرى بحق معارضيها في المحافظة من خلال تفجير منازلهم وحرقها كما حدث ذلك في أكثر من مديرية من مديريات المحافظة العشرين.

ووفق الإحصائية فإن المليشيات الانقلابية قامت بتفجير (13) منزلاً، وإحراق (6) آخرين، إضافة إلى تفخيخ منزل وتفجير مسجد، وكان أبناء مديريات (حزم العدين ـ السبرة) أكثر المتضررين من هذه الجرائم .

وتضاف هذه الجرائم لرصيد جرائم الانقلابيين بحق أبناء المحافظة في الأعوام الماضية، حيث سجلت الإحصائيات المحلية السابقة تفجير المليشيات لنحو (60) منزلاً في عدد من مديريات المحافظة ومركزها.

اقتحامات لا تتوقف

التقرير كشف عن اقتحام مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية نحو (179) منزلاً ومؤسسة ومحلاً تجارياً، ومسجداً، وقرية خلال العام ، صاحبها عمليات تفتيش ونهب ونشر الخوف والذعر في أوساط المواطنين .

وتوزعت عمليات الاقتحام بين اقتحام (145) منزلاً، و(13) مؤسسة حكومية، (6) محلات تجارية، (11) قرية، (4) مساجد.

جرائم أخرى 

وكشف التقرير عن ارتكاب المليشيات الانقلابية لجرائم وانتهاكات أخرى توزعت بين الابتزاز المالي للمواطنين بواقع (85)حالة، وعمليات اعتداء بالضرب لمواطنين بلغت (84)حالة، وعمليات قصف على قرى في بعدان، وحزم العدين، بواقع (27) جريمة قصف عشوائي تضرر منها عدد من المنازل، وقتل وأصيب مدنيون.

كما كشف التقرير عن (11)عملية تعذيب مساجين تم توثيقها، و(4)ىمساجد ومدارس تم تحويلها إلى سجون خاصة، و(5) حالات لإغلاق محلات تجارية وشركات صرافة.