ثانوية (الصديق) بأبين.. صرح علمي عريق جار عليه الزمن!!

2017-01-23 01:50:45 أخبار اليوم/ نظير كندح

تأسست ثانوية (الصديق) بمدينة زنجبار عام 1973م وتم بناؤها على حساب الحكومة الليبية ولم تكمل الحكومة الليبية مشروع إنشائها - لأسباب غير معروفه - فتقدمت دولة الكويت الشقيق باستكمال المبنى والكويت دائماً سباقة إلى دعم أشقائها في مجالات عدة ..
وكانت الثانوية تسمّى سابقاً عند تأسيسها بثانوية (زنجبار) وبعدها بسنوات تحول اسمها إلى ثانوية الشهيد/ ناصر أحمد صالح تيمنا بالشخص الذي مات أو أستشهد على بوابة الثانوية، وبعد قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو عام 1990م تحول اسمها إلى ثانوية أبي بكر الصديق ..
وتعتبر ثانوية (الصديق) مجمعاً تربوياً ضخماً يضم الطلاب الوافدين من جميع مديريات المحافظة.. وكان الطلاب يأتون إليها لينهلوا منها العلم والأدب والمعرفة ..
وكانت تضم العديد من المعلمين من مختلف الدول العربية مثل المعلمين المصريين والسودانيين والفلسطينيين والعراقيين وغيرهم من ذوي الكفاءات العلمية العالية ..
 وكانت هذه الثانوية تحتوي على الكثير من المعامل والمختبرات والأجهزة والمواد التي ساهمت في تطوير العملية التربوية والتعليمية في محافظة أبين، كما كانت تقام فيها العديد من الأنشطة الرياضية ..
 وتضم الثانوية مرافق خدماتيه خاصة بالطلاب الوافدين من مديريات المحافظة وخارجها مثل السكن الداخلي والتغذية ومنازل خاصة بالمعلمين.. ولكن كل هذا ساد ثم باد ..
 وتخرج من ثانوية (الصديق) العديد من الكوادر التي كان لها دور فاعل في الحياة العامة توبؤا مناصب قيادية رفيعة في الدولة.. وزراء ومحافظون ونواب وأطباء ومهندسون وطيارون وقادة عسكريون وسياسيون، ويكفي أن نشير إلى بعض من تخرج منها وأصبح لهم شأن كبير في الدولة ومنهم د/ عبدالعزيز بن حبتور - رئيس وزراء الانقلابيين حالياً - و م/ فريد مجور - وزير الزراعة ومحافظ أبين سابقا - واللواء/ عبدالله علي عليوه - وزير الدفاع سابقا - و د/ فضل أحمد ناصر أمطلي - وكيل وزارة التربية والتعليم حاليا - و د/ عيدروس نصر ناصر النقيب - رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني حاليا - و د/ حسين عبدالقادر الجفري - طبيب الأطفال المعروف - وسلسلة طويلة من الكوادر القيادية في مختلف المجالات وتلك من ثمارها الطيبة. 
 مدراء تعاقبوا على إدارتها  
خلال مرحلة العملية التربوية والتعليمية في الثانوية منذ نشأتها تعاقب عليها عدد من القيادات التربوية وهم: أ/ علي بابا السوداني أ/ علي سعيد علي أ/ علي محمد زيد أ/ وعرة عوض ماطر أ/ عبدالله محمد صالح أ/ يسلم سعيد جبران أ/ عوض عبدالله العاقل أ/ عمر عبدالله با شراحيل أ/ أحمد صالح الراعي أ/ خالد جنيد علي أ/ قريش أحمد السقاف - المدير حالياً..
 لمحة تاريخية 
 في عام 1975م أقيم حفلاً فنياً وخطابياً كبيراً وعرضا عسكرياً على مستوى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - آنذاك - في الثانوية بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني 30 من نوفمبر وحضره قادة الدولة وعلى رأسهم الرئيس الشهيد/ سالم ربيع علي (سالمين) - رحمه الله - ونقلت فعاليات الحفل عبر كل وسائل الإعلام - آنذاك - مقروءة ومرئية ومسموعة..
حالها اليوم 
وبعد كل هذا العطاء والأداء الذي قدم من هذه الثانوية العريقة لم ترحمها صراعات الحروب وفوضى اللا دولة فدمرتها الحرب في عام 2011م، ومع ذلك درس فيها الطلاب وهي مدمرة، وفي عام 2015م تلقت الضربات الموجعة من الطيران والمدافع في حرب الحوثيين والمخلوع الغزاة حتى صارت أشبه بالخرابة، ولم تسلّم من أيادي العبث والتخريب فنهبت محتوياتها من أثاث مدرسية ومختبرات وأجهزة ومعامل مختبرية والأبواب والنوافذ بل وحتى أسلاك الكهرباء وغيرها حتى أصبح المبنى عاريا من كل أدواته التي تزينه، والمبنى مليء بالشقوق وآثار القذائف التي حفرت أخاديد في وجه المبنى فشوهت صورته.. حتى أنك لتسمع أصوات الرياح تمر من تلك الفجوات وتصدر أصواتاً حزينة وكأن المبنى يندب حضه العاثر ويشكو حاله للمارة بما يشبه البكاء.
عودة الحياة رغم الدمار
عاد الطلاب والمدرسون إلى ممارسة العملية التعليمية والتربوية في الثانوية تحت ضغط الحاجة لعدم توفر مبنى بديل.. ومع أن المرحلة الثانوية حاسمة وتتطلب توفر كافة المستلزمات الدراسية للطلاب وتوفر المبنى الملائم وهذا مالا يوجد في الثانوية إلا أن الدراسة مستمرة في المبنى فيما يشبه الجهاد وعلى الطلاب والمعلمين أن يكونوا من أولي العزم ليصبروا على وضع كهذا.. والصور خير شاهد على ذلك .
وللمعلمين وطلابهم كلمة 
 الصحيفة زارت الثانوية والتقت بعدد من المعلمين والمعلمات والطلاب فكانت تصريحاتهم تجمع على أهمية الثانوية وضرورة إعادة ترميمها ..
 أ/ ماهر النقيب - وكيل ثانوية (الصديق) بزنجبار - طالب الجهات ذات العلاقة من سلطة محلية ووزارة التربية والتعليم وكل الجهات المعنية بسرعة العمل على ترميمها وإعادة المبنى إلى وضعه الطبيعي حتى يتسنّى لنا تقديم أداء تربوياً وتعليمياً مفيدا لأبنائنا الطلاب .. 
وقال في تصريح خاص:(نوجه نداءً عاجلاً وخاصاً للأخوة في الهلال الأحمر الإماراتي والهيئة اليمنية الكويتية للإغاثة ومركز الملك سلمان للإغاثة لزيارة الثانوية لمعرفة واقعها عن كثب ونقل صورة واضحة عنها لإعادة تأهيلها، فقد دمرتها الحروب وأخرجتها عن وظيفتها الأساسية وما يتم فيها اليوم من دراسة يشوبها صعوبات جمة لا تؤهلها لتخريج طلاب قادرين على بناء الوطن مستقبلاً ، فالثانوية تحتاج إلى أثاث مدرسية متكاملة ومعامل ومختبرات وإعادة ترميم المبنى وهي أهم المطالب الملحة للثانوية) ..
 أ/ إنجي النوبي - مدرسة مادة الكيمياء في الثانوية - طالبت الجهات المعنية بالالتفات إلى حال الثانوية وإعادة ترميمها لتستوعب الطلاب وتوفر لهم بيئة دراسية سليمة وتساعد المعلمين على أداء رسالتهم التربوية والتعليمية بكفاءة واقتدار ..
 وقالت :(وضع الثانوية سيئ جداً ومن لا يصدق عليه زيارتها)..
 وتساءلت: كيف للمعلمات أن يدرسن فيها وهي لا توجد فيها حتى حمامات ولا مكتب للمعلمات ولا مراوح ولا نوفذ ولا أبواب ولا مياه ولا كهرباء وهذا هو حال الثانوية..
 الطالب محمد بلعيدي - ثالث ثانوي - قال للصحيفة "كما ترون وضع الثانوية مزعج جدا فلا يوجد بها أي مقومات للدراسة تساعد الطلاب على تلقي العلوم والمعارف بنفسية منفتحة تؤتي ثمارها المرجوة..
 وطالب بإعادة ترميم المبنى المدرسي وتأهيله بما يليق به كصرح علمي مهم قائلاً "تصوروا أننا ندرس في شعب دراسية لا يوجد بها نوافذ ولا أبواب ولا مراوح سقف ونقص حاد في الكراسي والطاولات ، نأمل من آبائنا الكرام في الهلال الأحمر الإماراتي والهيئة اليمنية الكويتية للإغاثة ومركز الملك سلمان للإغاثة وغيرها من المنظمات والهيئات العاملة في مجال التعليم لزيارة الثانوية وإعادة تأهيلها حتى تعود إلى الحياة من جديد وسيكون ذلك محفورا في ذاكرة الأجيال المتعاقبة".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد