سلطات الانقلاب.. قتل المدنيين بدم بارد

2017-01-25 07:32:03 تقرير خاص

لم تقف مليشيا الحوثي وصالح عند شن الحرب في أكثر من منطقة يمنية واستهداف الخصوم السياسيين والصحافيين والمتظاهرين السلميين، بل شملت ممارسات القتل خارج إطار القانون أيضا حالات إعدام بدم بارد لمواطنين عُزَّل، بصورة مفزعة لم يسبق لها مثيل في اليمن، الأمر الذي يكشف حالة مخيفة من الاستهتار بالحق في الحياة.
ووثّقت منظمة رايتس رادار ومنظمات حقوقية أخرى حالات إعدام بدم بارد عند نقاط التفتيش وطوابير المواطنين أمام محطات الوقود وداخل مقرات حكومية خدمية وحتى خلال اقتحامات المنازل.

ففي مطلع آب/أغسطس 2016 ، أقدمت مليشيا جماعة الحوثي على إعدام 4 زعماء قبليين من قبيلة آل عمر بعد ان قامت باختطافهم من داخل منازلهم بمديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء- وسط اليمن.
وأفادت مصادر مقربة من الضحايا أن مواطنين عثروا على جثث 4 مشايخ، مرمية في أرض زراعية، بمنطقة الملاجم في محافظة البيضاء وهم الشيخ أحمد صالح العمري والشيخ محمد احمد العمري والشيخ صالح سالم بنه وصالح أحمد صالح العمري.

إعدام المختطفين
وفي مدينة إب في حادثة مستقلة أقدمت قوات عسكرية تابعة للحوثيين وعلي صالح بتأريخ 14 نيسان/أبريل 2016 ، على تطويق ومداهمة منزل المواطن اليمني بشير شحرة بواسطة عربات عسكرية، ثم باشرت بإعدامه بدم بارد أمام أطفاله وأسرته، رغم تسليم نفسه لهم.
وأوضح شهود عيان أن بشير شحره خرج من منزله أعزلا والتقى بالمسلحين الحوثيين وهو رافع يديه الا ان المليشيا الحوثية باشرت بإطلاق النار عليه وأردته قتيلا على الفور، وقد منعت المليشيا مواطني المدينة من الدخول والخروج الى مكان وقوع هذه الحادثة، وقاموا بالتهجّم على امرأة لأنها خرجت من منزلها مع طفلها، فيما اعتقلت سائق سيارة مرّ بالقرب من المدينة القديمة، مشيرةً إلى أن جثة شحرة تعرضت للسحل بعد القتل، إمعاناً في إرهاب أبناء مدينة إب.
ووفقا لسكان محليون فقد أقدم المسلحون الحوثيون على إعدام بشير شحرة لأنه رفض استبدال خطيب مسجدهم بخطيب موالي للحوثيين.
وفي تأريخ 17 آذار/مارس 2016 ، أقدم مسلحوا حوثيون على قتل 16 شابا مختطفا من منطقة العبدين وغراز كانوا معتقلين في أحد سجون جماعة الحوثي في منطقة الطلح بسحار محافظة صعدة. حيث أفاد التحالف اليمني لرصد وتوثيق انتهاكات حقوق الانسان (رصد)، بأن الضحايا أعدموا رميا بالرصاص في الرأس ثم جمعت جثثهم ووضعت تحتها مواد متفجرة ونسفت عن بعد، ما أدى إلى تناثر جثثهم الى أشلاء.
وبعد يومين من هذه الحادثة، وتحديدا في 19 آذار/مارس، قامت جماعة الحوثي بإبلاغ أهالي الضحايا أن هؤلاء الشباب قتلوا في غارة جوية لقوات التحالف العربي، في حين نفى التحالف رواية الحوثيين، وأنه تمكن من توثيق شهادات اهالي الضحايا الذين تمكن من الاتصال بهم.
قتل علني
وفي تأريخ 10 تشرين أول/اكتوبر 2014 ، أقدم مسلحون حوثيون على قتل الطبيب الصيدلاني وضاح الهتاري في صيدلية دار الدواء المجاورة للمستشفى الجمهوري بالعاصمة صنعاء، بدم بارد أمام مرأى ومسمع المارّة، بذريعة الاشتباه به بسبب لحيته.
وفي تأريخ 2 كانون أول/ديسمبر 2014 ، أقدم مسلحون حوثيون بمديرية ريف إب على قتل الشاب العشريني فاكر محمد عبدالجليل، 28 سنة، في منزله وبجوار والدته وأخته، حيث حاول الضحية الاختباء في دولاب الملابس في غرفة نومه، غير أن المسلحين الذين جاؤوا لاستدعائه على خلفية شكوى من أحد أقاربه طرأت بينهما خلافات عائلية، لاحقوه وأطلقوا عليه الرصاص فأردوه قتيلاً، أمام أسرته.
بالرصاص الحي
وفي تأريخ 6 كانون أول/ ديسمبر 2014 ، قتل الطفل حسين مجلي الابرقي، البالغ من العمر 15 عاماً في محافظة عمران من قبل مسلحين حوثيين بعد اطلاق أحدهم النار عليه بذريعة خروج دخان العادم بكثافة من سيارته الكبيرة أثناء مروره من نقطة تفتيش حوثية.
وفي تأريخ 5 تموز/يوليو 2015 ، قتل مسلحون حوثيون بدم بارد كلاً من عبد الله فرج محمد مرزوق من محافظة الحديدة ومالك عبد الله قاسم العسكري من محافظة تعز، رمياً بالرصاص داخل مبنى مصلحة الجوازات بالعاصمة صنعاء، وأصيب 4 آخرون.
ووفقاً لشهود عيان تمكنوا من توثيق الجريمة بصورة فوتوغرافية نشرتها وسائل الإعلام إن المسلحين الحوثيين باشروا بإطلاق النار على طابور يزدحم فيه المواطنون داخل ساحة مصلحة الهجرة والجوازات بصنعاء، كانوا ينتظرون استلام جوازاتهم أمام نافذة استلام الجوازات، ما أسفر عن مقتل هذين الشخصين وجرح 4 آخرين.
لهيب الوقود
وفي تأريخ 9 حزيران/يونيو 2015 ، قتل مسلحوا الحوثي فتاة تدعى نهى عمر قطاعي، إثر إطلاق نار عشوائي في محطة للوقود بمحافظة الحديدة غرب البلاد.
ووفقاً لشهود عيان فإن الفتاة نهى قطاعي، التي تسكن في حارة اليمن بالحديدة، كانت تنتظر دورها لتعبئة سيارتها بالبنزين، أثناء اطلاق المسلحين الحوثيين للرصاص الحي بشكل عشوائي داخل المحطة ما تسبب في إصابتها برصاصة أردتها قتيلة.
وفي اليوم السابق، قُتل شاب يدعى نور الدين صلاح المعزبي، برصاص مسلحي الحوثي في إحدى محطات الوقود بالحديدة أيضا إثر خلاف نشب بينه وبين أحد الحوثيين، حيث أطلق عليه مسلحون حوثيون رصاصتين في ظهره أردته قتيلاً، في حين تتحدث العديد من المصادر أيضاً عن قتل عدد من ابناء الحديدة في حوادث مشابهة بمحطات أخرى لتعبئة الوقود.
الصرخة القاتلة
وفي منطقة الحدأ بمحافظة ذمار، أقدمت ميليشيا الحوثي صباح السبت 10 كانون أول/ديسمبر 2016 ، على قتل الطفل مشعل محمد صالح مشرف البالغ من العمر 12 سنة أمام زملائه ومعلميه في مدرسة المحيد، بقرية كلبة مخدرة، وذلك بعد رفض طلاب المدرسة ترديد شعار الصرخة خلال الاحتفال بالمولد النبوي، والذي أثار حنق المليشيا التي فتحت نيران أسلحتها على الطلاب فأردت مشعل قتيلا، وخلّفت حالة من الرعب والذهول في أوساط الطلاب.
وفي تأريخ 10 حزيران/يونيو 2016 ، تعرض الطفل عمرو خالد البريهي للدهس من قبل أحد أطقم مليشيات الحوثي في شارع الحوبان، المدخل الشرقي الرئيسي لمحافظة تعز والذي تسبب في وفاته.
وهناك العديد من حالات القتل المشابهة، حيث تحدث ناشطون حقوقيون في منطقة حزم العدين بمحافظة إب عن دهس حوثيين طفلا ثم طلبوا من أهله أن يدفنوه ويؤدوا الصرخة.
 وفي حي مذبح بالعاصمة صنعاء، دهس الحوثيون، بتأريخ 9 حزيران/يونيو 2016 ، الشاب رعد علي إبراهيم الريمي، 17 عام، ثم انصرفوا وتركوه ينزف حتى فارق الحياة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد