زرعت عشرات الآلاف منها في المدن والقرى والطرقات والمؤسسات..

الألغام.. جريمة ارتبطت بالمتمردين تكشف عدائهم للشعب

2017-01-26 06:03:41 أخبار اليوم/عبدالواسع راجح

ما أن بدأت اليمن تتعافى من حقول الألغام في المناطق الوسطى مع حملات الكشف عنها ونزعها في بداية الألفية الثانية، حتى بدأت ميليشيات الحوثي زراعتها من جديد في معظم محافظات الجمهورية وبصورة جنونية غير مبالية بمآلات الكوارث التي تسببها للأجيال القادمة .
جريمة زراعة الألغام ارتبطت في اليمن بشكل واضح وعلني بميليشيات الحوثي ومن ناصرهم مؤخراً (المتمردين)، لا تكاد منطقة دخلتها هذه العناصر الإجرامية إلا ووضعت فيها بصمتها الشهيرة (آلاف الألغام) لتحصد أرواح المدنيين الأبرياء، ضاربة بالقوانين الإنسانية الدولية عرض الحائط ..
(أخبار اليوم) سلطت الضوء على هذه الجريمة المشهودة، وآثارها المدمرة للحاضر والمستقبل، وكيف حولت الميليشيات حياة اليمنيين رعباً يلاحقهم صباح مساء.. إلى التفاصيل :
جريمة تمتد للأجيال
لا تزال منطقة حجور بمحافظة حجة شاهدة على جريمة الحوثيين التي زرعت فيها حقول الألغام بصورة عشوائية منذ 2011م، خلفت ضحايا بالمئات ما بين قتيل ومعاق، فيما لا يزال شبح الخوف يخيم على الأهالي الذين لم يستطيعوا العودة لمنازلهم خوفا من ألغام الموت ..
هنا في حجور حيث دارت معارك عنيفة بين الحوثيين والقبائل، انتهت بهزيمة الميليشيات التي كعادتها تمارس الانتقام ممن يرفضها بزراعة الألغام التي تضل تلاحق الأجيال، هي صورة مصغرة لوجه التمرد القبيح الذي نزعت ميليشياته الإنسانية من قلوبهم، لم تخلوا محافظة من حقول الألغام ابتداءً بصعدة وانتهاءً بعدن الباسلة وما بينهما قصص مأساوية تحكي جرائم بشعة لهذه العصابات الحاقدة على ابناء الشعب كل الشعب اليمني ..
ضحايا بالآلاف
يقول مدير قسم الأسلحة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" ستيف غوس "باستخدام الألغام الأرضية، تُظهر قوات الحوثيين وحلفائها قسوة بالغة تجاه المدنيين. على الأطراف المتحاربة في اليمن التوقف فوراً عن زرع الألغام، وتدمير أي ألغام بحوزتها، وضمان عمل فرق نزع الألغام دون عوائق حتى يتسنّى للأسر العودة إلى بيوتها بسلام".
ويؤكد مراقبون محليون بمختلف المحافظات خاصة التي دخلتها الميليشيات بأن ضحايا الألغام التي زرعها المتمردون قد أودت بحياة الآلاف من المدنيين، كما أنها تهدد أمن واستقرار مستقبل البقية، في حال لم يتم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحمايتهم .
المتمردون وفي كافة المدن والمناطق التي سيطروا عليها منذ خروجهم من صعدة قبل أكثر من عام ونصف حتى يومنا هذا وفي كل موقع ينسحبون منه، يزرعون خلفهم الموت والإعاقة للمدنيين أبناء جلدتهم في الطرقات والأحياء السكنية.. إنهم يقتلون الناس بدم بارد، وما آلاف الألغام التي يتم اكتشافها يوميا في مواقع عدة إلا خير شاهد على ما يقترفونه من جرائم بشعة بحق اليمنيين.
تفجير متعمد للمؤسسات والمنازل
الأحداث والوقائع المشهودة للرأي العام منذ اقتحام المتمردين لعمران وبعدها العاصمة صنعاء تؤكد تورطهم بل وتبجحهم عبر وسائلهم الإعلامية بتفجيرهم العديد من المؤسسات العامة والخاصة ومنها دور القرآن ومنازل قيادات سياسية ومقرات حزبية ..
كل ذلك أمام مرأى ومسمع من العالم، دون أن يتحرك المجتمع الدولي إزاء تلك الجرائم رغم نداءات ومطالبات المنظمات الحقوقية والإنسانية بمحاسبتهم عليها ..
أطفال ضحايا ألعاب ملغمة/
وتشير التقارير الحقوقية لعدد من المنظمات ومنها ائتلاف المنظمات الحقوقية في أكثر من محافظة بأن المتمردين عمدوا إلى صناعة ألغام في شكل العاب وأخرى زرعت في علب بلاستيكية، سببت ضحايا مدنيين خاصة بين الأطفال الذين تناولوها بكل براءة، غير مدركين المخاطر التي ستحل بهم، ما يؤكد مدى جرمهم، وحقدهم على المجتمع اليمني .
جريمة ضد الإنسانية
منظمة "هيومن رايتس ووتش" سبق وأن أعلنت أن لجوء المتمردين إلى زرع كميات من الألغام المضادة للأفراد يشكل جريمة حرب، تعاقب القوانين الدولية مرتكبيها أمام محكمة الجنايات الدولية، داعية إلى التوقف فوراً عن استخدامها.
وأشارت المنظمة إلى أن خبراء أكدوا أن الألغام الأرضية قتلت عشرات الأشخاص وجرحت آخرين في محافظات اليمن الجنوبية والشرقية (أبين، وعدن، ومأرب، ولحج، وتعز).
ويقول مدير قسم الأسلحة في المنظمة، ستيف جوس «الحوثيون يقتلون المدنيين ويتسببون في تشويههم بالألغام الأرضية. وكلنا يدرك أن الألغام المضادة للأفراد هي أسلحة عشوائية يجب عدم استخدامها تحت أي ظرف، وعلى قوات الحوثيين التوقف فورا عن استخدام هذه الأسلحة المروعة، واحترام التزامات اليمن بموجب معاهدة حظر الألغام".
فيما يؤكد الخبير في نزع الألغام/ علي عبد الواسع بأن "زراعة الحوثيين للألغام في كافة المواقع التي ينسحبون منها يبعث على القلق الشديد مطالباً هذه الميليشيات التوقف الفوري عن استخدام الألغام المضادة للأفراد واحترام التزامات اليمن كطرف في معاهدة حظر الألغام".
مشيراً إلى أن المعلومات المتوفرة تفيد أن الحوثيين قد زرعوا أكثر من 150 ألف لغم في محافظات "عدن، لحج، أبين" وأن الخوف يهيمن على سكان تلك المحافظات خاصة وأنها قد شهدت سقوط عدة ضحايا خلال الفترة الماضية .. ناهيك عن باقي المحافظات التي زرعت فيها آلاف الألغام الأخرى ..
الجيش الوطني يكشف الغطاء/
وخلال الفترة الماضية من الحرب مع التمرد تمكن الجيش الوطني من نزع عشرات الآلاف من الألغام في مختلف المحافظات زرعت في الأحياء السكنية والطرقات والمؤسسات، منها ما تم إتلافه وأخرى تم نزعها وجمعها .
تلك الكميات الكبيرة من الألغام كشفت كيف تهدف عصابات التمرد لنشر الموت بكل الوسائل لليمنيين، وليس تكتيكاً حربياً كما يدعون ..
الموت للجميع ولو بعد حين
ألغام الموت المحقق تلوثت أيدي الميليشيات بها، ولسان حالها "الموت للجميع ولو بعد حين" صورة مصغرة تكشف حقيقة المتمردين ووجههم القبيح المملوء بالحقد على أبناء الشعب اليمني والانتقام دون مبرر، سوى أن هذه الشرذمة قد تشبعت بالكراهية واللا إنسانية المستمدة من حقد حوزات إيران على الأمة العربية والإسلامية ..
هل من موقف دولي
وإزاء هذه الوحشية التي تمارسها عصابات التمرد بحق اليمنيين، يتساءل مراقبون وحقوقيون لماذا هذا الصمت الدولي ازاء جرائمهم العلنية التي هم أول شاهد على ارتكابها، بعيداً عن مطالبات المنظمات الدولية لمحاسبتهم، إلا أنه لم يتم إعلان ضم المتمردين في اليمن -على الأقل- ضمن قائمة الجماعات الإرهابية .
ويرى مراقبون محليون وإقليميون بأن تعاطي المجتمع الدولي مع المتمردين في اليمن غير منصف للشعب اليمني، ويتعاطف مع المجرمين بشكل لا يتواءم مع قرارات الأمن الدولي، والتعايش السلمي، بل ويمنحنهم فرصاً أخرى لارتكاب مزيد من الجرائم بحق أبناء الشعب .
وتبقى ورقة "جريمة زراعة الألغام" ذات أهمية بالغة، على القيادة الشرعية تفعيلها والضغط في اتجاه محاسبة مرتكبيها إنصافاً لليمنيين وردعاً لأي جماعات إرهابية تهدد أمن وسلم المجتمع الدولي والإنسانية جمعاء ..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد