"أخبار اليوم".. تنفرد بنشر التفاصيل الكاملة للجرائم والانتهاكات في الدهيمية بحزم العدين..

إب.. همجية المليشيات وسلوك العصابات

2017-01-29 06:24:15 اخبار اليوم / تقرير

" الدهيمية" اسم لقرية غابت عن وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والإنسانية وحضرت بقوة وبشكل غير مسبوق في أذهان وخطط مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع صالح بمحافظة إب وسط اليمن خلال اليومين الماضيين، وتعرضت القرية وأهاليها لسلسلة من الجرائم والانتهاكات التي تزيد على أكثر من 50 جريمة وانتهاكاً وخسائر تصل عشرات الملايين.
"الدهيمية" قرية تقع في منطقة "الأبعون" بعزلة "الأسلوم" بمديرية حزم العدين غرب محافظة إب وفيها تجسدت وحشية المليشيا الغازية وتجلت سلوكيات العصابات وقطاع الطرق والمجرمين والقتلة بشكل واضح لدى أبناء المنطقة والقرى المجاورة لها.
خلال يومين فقط فجّرت المليشيا 8 منازل ولغمت منازل أخرى وهجّرت السكان من القرية وطردتهم من بيوتهم ونهبت محتويات المنازل والبيوت وسط غياب المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية.
البداية
بدأت الحادثة عند السادسة من فجر يوم الخميس من يوم الخميس 26/1/2017م، حين وصلت القرية خمسة أطقم تابعة لمليشيا الحوثي وصالح الإنقلابية وعلى متنها عشرات المسلحين واقتحموا القرية وأطلقوا الأعيرة النارية بشكل جنوني بغية إرهاب الأهالي وبهدف اختطاف بعض المواطنين ورفض الأهالي تلك الممارسات والتصرفات. 
حين قدّم مسلحو مليشيا الحوثي وصالح قبيل طلوع الشمس وأفرغوا نيرانهم بشكل مرعب على المنازل تسببوا بحالة من الرعب والخوف لدى الأهالي، خصوصاً الأطفال والنساء والذين استيقظ كثير منهم على وقع لعلعة الرصاص وروائح البارود.
رفض الأهالي عملية الاقتحام والاختطاف وذلك ليقينهم بأن من يقوم بتلك الممارسات يستخدم التنكيل والتعذيب والاهانة والإخفاء القسري بحق المختطفين وأحياناً يجري استخدامهم دروعاً بشرية وهو ما دفعهم لرفض تسليم أنفسهم واضطروا لمقاومة المليشيا الإنقلابية بأسلحتهم الشخصية.
اضطرار للدفاع
يقول عدد من أبناء القرية: الحقيقة بأن ما أقدموا عليه من تعذيب وتنكيل بمن يختطفونهم جعل فكرة مقاومة الحوثيين من باب الدفاع عن النفس ولأنهم لا يمثلون لا دولة وليس عندهم لا نظام ولا قانون ولا ضمير، ولم يؤمن بفكرة مقاومة الحوثيين سوى مواطنون قليلو العدد والسلاح، لكنهم اضطروا لذلك ولم يكن من خيار أمامهم.
وبحسب الأهالي فقد قاد عملية الرفض المجتمعي أربعة مواطنين فقط وبأسلحتهم الشخصية وحدثت اشتباكات مسلحة أجبرت الحوثيين وقوات صالح على الخروج من القرية وأعطبوا أحد الأطقم العسكرية.
اشتباكات مسلحة
مصادر أخرى أفادت بأن الاشتباكات التي جرت صباح الخميس استخدمت فيها المليشيا القنابل وقذائف الـ "آر بي جي" والرشاشات وخلفت قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين وقوات المخلوع صالح وحضرت سيارات الإسعاف إلى المنطقة وتمكنت من إسعاف الجرحى وأخذ جثث القتلى.
ومن بين القتلى قيادي حوثي كبير وأصيب قيادي آخر يدعى أبو أحمد وينتمي لمحافظة عمران ونقل إلى مستشفى الثورة بمدينة إب.
تعزيزات
وبعد المواجهات، التي اندلعت صباح الخميس، تمكن الأهالي من دحر مسلحي الحوثي وصالح من القرية وإرجاعهم، وعند عودة أحد الأطقم والذي كان قد فر بسرعة جنونية، مر بإحدى الطرق الوعرة بمنطقة "الأبعون" وتعرض لحادث انقلب على إثره الطقم وجرح عدد من المسلحين الذين فروا على متن الطقم.
وخلال الساعات التي أعقبت الاشتباكات، تمكن الأهالي من النزوح للجبال وقرى مجاورة خوفاً من تطورات الأوضاع وخرج الأطفال والنساء بشكل شبه كامل من القرية وبين وشروق الشمس وتمركزها بكبد السماء صار الأهالي مشردين ونازحين يلتحفون السماء ويفترشون الأرض دون سابق إشعار أو إنذار.
اقتحام
وفي مساء الخميس وبعد الظهيرة عززت مليشيا الحوثي وصالح مسلحيها وجاء سبعة أطقم وعليها عشرات المسلحين وأسلحة ثقيلة بغية استعادة هيبتها المكسورة والتي مرغت أنفها بالأرض من قبل أربعة مواطنين وبسلاح شخصي كواحدة من أبرز تجليات المقاومة المجتمعية العفوية والتي تغيب عنها التخطيط والدعم والاهتمام.
وحين وجد الأهالي أنفسهم قد نفذت ذخيرتهم وأسلحتهم الشخصية وبقوا أمام عشرات المسلحين المدججين بمختلف أنواع الأسلحة، انسحبوا من القرية لتتمكن المليشيا الإنقلابية من اقتحام القرية دون مقاومة.
سلوك عصابات
وعقب الاقتحام للقرية أقدم مسلحو الحوثي وصالح على عمليات نهب واسعة للبيوت والمنازل وممتلكات المواطنين وشوهدت سيارات تنقل تلك المنهوبات في مشهد وصفه الأهالي بالهمجي والأرعن ويكشف سلوك العصابات واللصوص وقطاع الطرق.
تفجير 8 منازل بيومين
ولم تكتف المليشيا الإنقلابية بنهب المنازل والبيوت وتشريد الأهالي بل قامت بتفجير ستة منازل مساء يوم أمس الأول وسط تلغيم منازل أخرى استعدادا لتفجيرها.
ويوم أمس فجّر مسلحو مليشيا الحوثي وصالح منزلين بذات القرية لترتفع عدد المنازل التي فجّرت إلى ثمانية منازل ولا يزال الرقم مرشحاً لزيادة أعداد المنازل المستهدفة بعملية التفجير.
ومن بين المنازل التي فجّرها مسلحو مليشيا الانقلاب: 
منزل المواطن/ عبدالله سعيد غانم الحاتمي
منزل أولاد عبده مرشد علي السلمي 
منزل أبناء عبدالله علي السلمي
منزل المواطن فواز عبده مرشد
منزل المواطن عبده عبدالله سعيد
منزل المواطن ردفان محمد عبده مرشد
منزل المواطن محمد بن محمد عبدالله علي
منزل المواطن مختار صادق مرشد
اختطاف لمرضى ومسنين
وخطفت المليشيا عدداً من الأهالي من أبناء القرية والذين ترددوا في عملية النزوح خوفاً على منازلهم بحسب أبناء القرية والذين اقتادتهم المليشيا إلى جهة مجهولة ولا يعرف مصيرهم حتى اللحظة، ومن بينهم مرضى وكبار سن.
أسماء بعض المختطفين
المواطن المسن/ صادق مرشد- 65 عاما.
المواطن المسن/ علي عبدالله أحمد الحاتمي- 60 عاماً- وهو مريض ومصاب بإعاقة في قدمه ولا يستطيع الحركة بحسب العديد من أقاربه.
الطالب/ معاذ محمد علي- 18 عاماً.
الطفل/ هشام عبدالقوي علي عبده- 17 عاما.
ومن بين المختطفين مواطن مريض ومصاب بحالة نفسية وعصبية وهو حاجب عبدالله سعيد السلمي.
نهب وخسائر بالملايين..
قبيل تفجير المنازل أقدم مسلحو الحوثي صالح على نهب البيوت والمنازل بشكل غير مسبوق وتحدث الأهالي عن خسائر كبيرة جراء النهب لممتلكاتهم والتي تقدر بعشرات الملايين.
ومن بين المنازل التي نهبت منزل المواطن/ مرشد حمود علي، ومنزل المواطن/ أحمد عبدالله علي وعدد من المنازل الأخرى والتي نهب منها كل المحتويات والأثاث وتصل الخسائر المالية لعشرات الملايين والتي ذهبت لمنازل قيادات حوثية بعضها بحزم العدين وبعضها تم إخراجها خارج المديرية.
كما نهبت المليشيا عددا من السيارات التي كانت مركونة بجانب المنازل بينها سيارة المواطن أحمد عبدالله علي.
أضرار كبيرة بعدد من المنازل
قرية الدهيمية فيها 46 بيتاً وفيها الأهالي يعتمدون على المحاصيل الزراعية والاغتراب كمصادر وحيدة للرزق، ومباني القرية تمتاز بالعمران الحديث والجميل وأغلبها مكون من طابقين إلى ثلاثة إلى أربعة وبعضها مباني قديمة ظل الأهالي يحافظون عليها كتراث ويسكنون فيها.
وتعرضت عدد من المنازل لقذائف المليشيا وبعضها لتهديم جزئي وبعضها لأضرار كبيرة نتيجة قربها من منازل تم نسفها بالكلية، ومن بين المنازل التي تعرضت للتفجير الجزئي ولأضرار بالغة منزل المواطن علي عبدالله أحمد والمعروف بـ"الأزرق" وأيضا منزل المواطن سيف عبده علي والذي تهدم فيه الطابق الثاني بشكل كلي مخلفا أضرارا على الدور الأرضي.
وتقع هذه القرية على منحدر صخري قابل للانزلاق، ومع شدة الانفجارات والاهتزاز التي أحدثتها عملية التفجير للمنازل من قبل مسلحي مليشيا الحوثي وصالح، تشققت وتصدعت كثير من البيوت مع برك مائية وخزانات أرضية للماء.
تفجير 3 منازل قبل أشهر
وقبل أشهر قليلة اقتحمت المليشيا الإنقلابية القرية ذاتها ونهبت عددا من المنازل وروعت الأطفال والنساء ولم تكتف بما أقدمت عليه آنذاك، بل قامت بتلغيم ثلاث منازل بالمتفجرات وفجرتها بشكل كلي.
ومن بين المنازل المفجرة للمواطنين منزل المواطن/ مقبل عبدالله علي، وكانت البيت بعمرانها من النوع الحديث وكلفتها تصل عشرات الملايين.
ومن بين المنازل المفجرة منزل المواطن/ محمد علي عبدالله علي ومنزل المواطن/ عبدالغني حميد علي عبده.
نداء استغاثة
وجه الأهالي والمواطنون نداء استغاثة للمنظمات وكل من يهمه الأمر لوضع حد لمعاناتهم وتمكينهم من حق العودة لمنازلهم.
وقال عدد من الأهالي بأن النساء والأطفال خرجوا من البيوت دون أن يتمكنوا من حمل شيء من أثاثهم ونفذوا بأرواحهم وأجسادهم إلى العراء فلا مأوى ولا مأكل أو مشرب يجدونه سوى ما تفضل عليه بعض الأهالي بقرى مجاورة وهم أيضا يعانون تبعات الأوضاع الاقتصادية المتردية.
وقال الأهالي بأنهم يدخلون اليوم السبت ثالث يوم وهو مشردون وبلا إيواء وحاولوا العودة للبيوت لكن مسلحي الحوثي وصالح منعوهم من دخول القرية وهددوهم بالقتل والاختطاف وتفجير ما تبقى من منازل.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد