يعاني أهالي جبل حرير بمحافظة الضالع من وعورة الطريق، التي باتت تشكل تهديداً لحياتهم. إذ يعتبر طريق حرير هو الشريان الأساسي لسكان منطقة جبل حرير التي يبلغ عدد سكانها حوالي 15الف نسمه موزعه على حوالي 15 قرية.
وبسبب وعورتها الشديدة الناجم عن الإهمال التام من قبل الدولة تظل الطريق هي المشكلة الرئيسية لسكان المنطقة.
ولا تزال معانات الأهالي مستمرة حتى هذه اللحظة، إذ تعتبر الطريق الوحيدة على مستوى المحافظة التي لم تلتفت إليها السلطة المحلية أو غيرها من الجهات الحكومية.
ويشتغل معظم سكان المنطقة بالزراعة، حيث تشتهر حرير بزراعه البن والحبوب مثل الذرة الرفيعة والذرة الشامية والشعير والبر، وكذا العديد من الخضروات كالطماطم والبطاط، ومثلها الفواكه كالرمان والفرسك والليمون.
ويقع جبل حرير شرق الضالع، وهو يعتبر ارفع منطقه على مستوى الجنوب، ويرتفع عن سطح البحر 2500م ويبعد عن مركز المحافظة بحوالي 20كيلومتر.
وعورة وإهمال
وتمثل الطريق أكبر عائق أمام الأهالي بسبب وعورتها الشديدة الناجم عن الإهمال التام من قبل الدول. وقد بدأ شق هذه الطريق الجبلية الوعرة في السبعينات بجهود ذاتيه من الأهالي ودعم حكومي محدود.
ولا تزال معانات الأهالي جراء هذه الطريق الوعرة مستمرة حتى هذه اللحظة، إذ تعتبر الطريق الوحيدة على مستوى المحافظة التي لم تلتفت إليها السلطة المحلية منذ تأسيس المحافظة.
معاناة الأهالي
وقد تسببت وعورة الطريق بمعاناة شديدة جدا للسكان، فمعظم الحوامل تسقط أو تجهض قبل وصولها مركز المحافظة.
كما أن معظم السلع الغذائية ومواد البناء تكون تكاليف نقلها مكلفه جدا على المواطن وغيرها من المعاناة التي يتكبدها المواطن.
وتعرض العديد من الأهالي إلى حوادث وانقلابات مروعه أدت إلى وفاة العديد من سائقي السيارات، وقد كان آخر تلك الحوادث انقلاب بابور الفيات الذي كان محملا بطوب، حيث فقد السائق السيطرة عليه بسبب الانحدار الشديد للطريق ووعورتها.
وقد أدى الحادث إلى وفاة السائق وفقدان آلته التي تعتبر مصدر دخله ودخل أطفاله الوحيد.
حملة تبرعات
وفي الآونة الأخيرة، وبعد هذا الحادث قام قائد المقاومة في المنطقة/ صلاح قاسم الحريري بعمل حملة تبرعات من أهالي المنطقة من سكان محلين ومغتربين وذلك لرصف الطريق بالأحجار وفق مواصفات هندسيه.
وقد لاقت هذه الحملة استجابة واسعة جدا من أهل الخير، سواء من أهالي حرير أو من فاعلين خير خارجيين.
وتم تجميع مبلغ من المال ساعد في إصلاح ورصف بعض الأماكن الأشد وعورة، حيث تم تشكيل لجنه للقيام بعملية تجميع المبالغ والبدء برصف الأماكن الأشد صعوبة في الطريق.
بانتظار لفتة
والعمل مستمر بتعاون الجميع ومبادرات ذاتيه من الأهالي، ولا زالت هناك أماكن طويلة وصعبه جدا تحتاج إلى إمكانيات كبيره جدا.
ويطالب أهالي المنطقة الدولة والسلطة المحلية بالمحافظة ممثله بمحافظ المحافظة بلفته منصفه لهؤلاء المواطنين الذين ضحوا بدمائهم الزكية وسقط منهم عدة شهداء سواء أبان الاستعمار البريطاني أو بالحرب الأخيرة مع الحوثيين وقوات المخلوع صالح.
وكل ذلك من اجل الدفاع عن وطنهم وتربته الغالية.. فهل آن الأوان لرد الوفاء ولو بجزء بسيط لهؤلاء المواطنين والتخفيف من معاناتهم؟!.. سؤال يطرحه سكان المنطقة على أمل الالتفات لمعاناتهم.
