بعد عودة الانقطاعات ونفاذ الوقود من المحطات..

كهرباء عدن.. هل تنذر بكارثة في الصيف القادم؟!

2017-01-30 06:41:22 تقرير/ دنيا حسين فرحان

في العاصمة المؤقتة عدن أصبحت الكهرباء هي الشغل الشاغل للمواطنين، فبعد انتهاء الحرب وعودة ساعات الانقطاع، ظل الجميع يعتقد أن مشكلة الكهرباء حلت وفي انتظار تحسن الخدمات الأخرى.
لكن ما خفي كان أعظم، فسرعان ما عادت الانقطاعات المتواصلة للكهرباء، رغم اختلاف الأسباب تارة بخروج المنظومة عن العمل وعطل في الأجهزة والمعدات، وتارة أخرى بنفاذ كميات الديزل والمازوت من المحطات التي تتحول لساحة لقتال المواطنين من أجل الحصول على كمية حتى ولو كانت بسيطة لتعبئة الممولدات الخاصة بهم أو الانتظار ساعات طويلة لعودة التيار الكهربائي لتعبئة الشاحن لاستخدامه في حال عودة الكهرباء.
ورغم وصول عدد من المولدات في الدول الشقيقة والتوصل الى اتفاقيات لضخ كميات الديزل والتغييرات التي حصلت في ادارة مؤسسة الكهرباء لم يتم التوصل لحل ينهي أزمة الكهرباء التي كانت وما زالت تشكل هاجسا للمواطن ولا يعرف متى ستنتهي هذه المشكلة.

محطات التوليد أصبحت تتلقى الضربات واحدة تلو الأخرى وتشهد تناقصا في عدد الميجا لتصل أحيانا إلى نقطة الصفر وتصبح ساعات بقاء الكهرباء أقل من 4 ساعات في اليوم الكامل.
ناهيك عن الأخبار والتصريحات من قبل المسؤولين التي تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي بنفاذ كامل المخزون وتوقع سيناريو انقطاعها عن المدينة تماما، ويبقى الحال على ما هو عليه وإن لم يكن للأسوأ لتعاد كرة الانقطاعات المستمرة للكهرباء حاليا في عدن.
فما هي تداعيات مشكلة الكهرباء؟!، وإلى أين وصلت الأمور؟، وما هي آراء بعض المسؤولين في هذا القطاع.. التقرير التالي يناقش هذه المشاكل وغيرها..

عودة الانقطاعات في فصل الشتاء
من المعروف أن ساعات انطفاء الكهرباء تقل في فترة الشتاء نتيجة انخفاض الضغط على الأجهزة الكهربائية، وبالتالي يتم توفير مخزون الطاقة في المحطات لإبقائه لفترة الصيف..
لكن أوضاع البلاد الصعبة انعكست بدورها على قطاع الكهرباء، فنفاذ كمية الديزل وعدم الإسراع في توفيره من قبل الجهات المعنية والأعطال المستمرة في مختلف المولدات والأجهزة في المحطات وشركة المصافي، كلها مشاكل وعوامل انعكست سلباً على واقع الكهرباء بمدينة عدن.
وأصبحت الكهرباء تنطفئ وبساعات طويلة حتى في فصل الشتاء لأسباب اعتاد سماعها المواطن، ولكن ما يشكل خطرا حقيقيا هو كيف ستتطور الأمور في الأيام القادمة وكيف ستكون فترة الصيف على العديد من الفئات منها كبار السن والمصابين بأمراض الضغط أو من لديهم مشاكل في التنفس خاصة ومدينة عدن معروفة بشدة الحرارة وارتفاع درجتها صيفا.. فهل من حلول مرتقبة؟.

تكرار مشهد وصول المولدات وقرب تركيبها
وصول دفعة من المولدات، سواء أكانت قادمة من دول الخليج العربي وتحديدا دولة الإمارات العربية المتحدة التي دعمت عدن بمختلف الأشياء بعد التحرير إضافة لوصول مولدات صينية وتركية لطالما تصدرت عناوين الأخبار على أمل تركيبها وحل مشكلة.
الكهرباء التي تعصف بالمدينة، كثيراً ما يفاجأ الجميع باختفائها أو وجود أعطال فيها وتحتاج لتكلفة إصلاح كبيرة أو توفير قطع غيار لها، لكون البعض منها قديمة أو مستخدمة. كل هذا جعل قصة المولدات أكذوبة لعل أخرها وصول المولدات القطرية ولم يصرح أو يذكر بعدها متى سيتم تركيبها أو حتى إشهار ذلك حتى يطمئن المواطنين.
ولعل أزمة المشتقات النفطية كانت الحجة التي أسكتت بها أفواه من يحاول توضيح حقيقة ما حدث. فمتى سيكشف الستار عن حقيقة المولدات التي تصل لميناء عدن لغرض حل مشكلة الكهرباء فيها؟، ومتى سيعلن عن موعد تركيبها أمام الملأ وملاحظة إحداث تحسن في قطاع الكهرباء الذي أصبح أشبه بحرب ثانية على نفسيات المواطنين؟! أم أنه عجز واضح من قبل المسؤولين في القطاع؟!.

أزمة الوقود زادت الطين بله
أزمة المشتقات النفطية تعد العاصفة التي تضرب المحطات الكهربائية والكهرباء هي الضحية دائما، ونتيجة نفاذ كمية الديزل والمازوت الذي يغذي المحطات ويعمل على بقاء الكهرباء أكبر وقت ممكن، لوحظ خروج المنظومة الكهربائية أكثر من مرة عن العمل وتضاعف ساعات انقطاع التيار الكهربائي كاستعداد لتوقف هذه المحطات تماما في أي لحظة مالم تتوفر كميات الوقود الكافية لإعادتها للعمل من جديد.
يفيد مسئول التحكم بمحطة حجيف الكهربائية/ فضل الكريمي أن محطة الحسوة لديها 30 % كمخزون احتياطي للوقود تستخدمه في حال انعدامه من السوق تم استنفاذه بالكامل وحاليا تعمل بمعدل بسيط جدا قد تشهد الساعات القادمة توقف المحطة تماما عن العمل.
وفي حديثه لـ"ألأخبار اليوم"، يقول الكريمي: بالنسبة للمحطات الأخرى وصلت أكثرها لمعدل الـ0 وتوقفت، والبقية تعمل بنسب قليلة ولا تغطي العجز المطلوب. ويحذر أنه إذا لم يتم التحرك من قبل وزارة النفط والحكومة لمد هذه المحطات بالوقود اللازم لتشغيلها ستتوقف عن العمل وسيصبح الوضع أكثر تعقيدا. مطالباً الجهات المعنية بسرعة التحرك لإنقاذ الوضع وتوفير الوقود اللازم لعودة النظام الكهربائي ومعالجة الموقف بأسرع وقت.
من جانبه مسئول الوقود في محطة الحسوة التابعة لمصافي عدن/ محسن سعيد يقول: قبل أيام لم تصلنا سوى 4 قاطرات محملة بالديزل تم تفريغها للمحطات، لذلك عاد الانقطاع للكهرباء والى هذه اللحظة لم تصل أي دفعة من الوقود ولا حتى إشعارنا بقدومه في تالي الساعات.
ويضيف لـ"أخبار اليوم": "الوضع يزداد تعقيدا ونرجو من الحكومة والقائمين بوزارة النفط أن يسعفونا بتوفير الديزل لرفد المحطات به وإلا ستتوقف المحطات عن العمل وتنطفئ الكهرباء تماما.

اتفاقيات واجتماعات لم ينفذ مضمونها
مع وجود العديد من الاتفاقيات والاجتماعات الطارئة لعدد من الشخصيات ورجال الأعمال لحل أزمة المشتقات النفطية وتغطية مبلغ الديون المفروضة على شركة النفط للعيسي، إلا أنها لا تزال حبرا على ورق، ولم تقدم أي خطوة ملموسة في سبيل التخلص من هذه العقدة أو التوصل لحل نهائي لإنهاء مشكلة نفاذ الديزل والوقود وانعدامه وتغطية عجز محطات الكهرباء وشركة المصافي.
عدن مدينة الأنوار تعيش اليوم حالة يرثى لها من تردي خدمة الكهرباء وتدهور حاصل في القطاع بشكل عام، لتجد نفسها تنطفئ يوما تلو الآخر دون معرفة الأسباب الحقيقة أو على الأقل مبررات لكل ما يحدث على مرأى المسؤولين في الحكومة التي استقرت في عدن دون أن تحقق أي تحقق أي تحسن يذكر في هذه الخدمة.
ويظل المواطنون مترقبون لعودة التيار الكهربائي لإشباع احتياجاته التي أصبح الحصول عليها صعبا تزامنا مع الانقطاعات المتكررة للكهرباء آملين لإنقاذ ما تبقى قبل أن تحدث الكارثة في فصل الصيف القادم.

إحصائيات مرعبة لمعدل التوليد في المحطات
أعلن مركز التحكم ليومي الجمعة والسبت الموافق 27- 28/1/2017م إحصائية لمعدل التوليد في المحطات:
الجمعة 27 يناير
الحسوه 36 ميجا
المنصورة (2) 45 ميجا
المنصورة (1) 0 ميجا
خور مكسر 5 ميجا
الملعب 19 ميجا
حجيف (قديم ) 0 ميجا
حجيف (جديد) 3.9 ميجا
خور مكسر الطاقة 0 ميجا
الشيباني (شهناز) 0 ميجا
بئر ناصر 3 ميجا
جعار 0 ميجا
الضالع وردفان 0 ميجا
العجز 102 ميجا
إجمالي التوليد 108.9 ميجا
حمل عدن 207.9 ميجا
التردد 49.7 هرتز
الجهد 135 \ 33.6 ك.ف
نسبه العجز 49 %
دخول الغلايه2 في الحسوه وارتفاع التوليد في الحسوه إلى 36 ميجا
ــــــــ
السبت 28 يناير
الحسوه 36 ميجا
المنصورة (2) 51 ميجا
المنصورة (1) 0 ميجا
خور مكسر 5 ميجا
الملعب 19 ميجا
حجيف (قديم ) 0 ميجا
حجيف (جديد) 0 ميجا
خور مكسر الطاقة 0 ميجا
الشيباني (شهناز) 0 ميجا
بئر ناصر 1 ميجا
جعار 0 ميجا
الضالع وردفان 0 ميجا
العجز 94 ميجا
إجمالي التوليد 111 ميجا

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد