الموت بسوط مليشاوي

2017-02-06 05:20:45 تقرير خاص

انتشرت ظاهرة التعذيب بوتيرة ممنهجة في السجون الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين وصالح في اليمن، حيث تحدث العديد من الناشطين اليمنيين المفرج عنهم بمرارة عمّا لاقوه من معاملة سيئة خلال احتجازهم وتعرضوا للتعذيب. وقدّرت العديد من المصادر الحقوقية عدد القتلى المدنيين بسبب التعذيب في سجون الانقلابيين الحوثيين بنحو 71 قتيلا، في أنحاء متفرقة من البلاد.

وتتراوح أعمال التعذيب وسوء المعاملة بين الضرب والصعق بالكهرباء، والحرمان من أي اتصال بعائلاتهم أو الحصول على أي مساعدة قانونية، في ظروف احتجاز سيئة للغاية. وأحيانا بالنسبة للسجون الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، يتم المقايضة على حرية الضحايا مقابل مبالغ مالية، وفقاً لتقرير حقوقي حديث أصدرته منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان، وحصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه.
بروز مبكر
ففي تأريخ 2 حزيران/يونيو 2016 ، أطلقت جماعة الحوثي جثة المواطن اليمني عبد الله سالم عبد القوي الحميقاني إثر وفاته تحت التعذيب بعد عدة أشهر من اختطافه وإخفائه قسريا في محافظة البيضاء.
وفي محافظة إب برزت منذ وقت مبكر ظاهرة تعذيب المختطفين حتى الموت، لكن الظاهرة لم تحظ بتغطية إعلامية وحقوقية تتناسب وحجم الظاهرة. ففي 7 شباط/ فبراير 2016 وصل نبأ وفاة الشاب مجاهد محمد حمد الزيدي من أبناء مديرية بعدان في سجن الأمن السياسي بعد 47 يوما من اختطافه هو وشقيقيه من قبل مليشيا الحوثي وقوات صالح وإيداعهم سجن الأمن السياسي الذي اتخذته مليشيا الانقلاب سجنا لمعارضيها.
وقالت أسرة الزيدي أن الضحية تعرض لعمليات تعذيب قاسية أدت إلى وفاته في ثالث أيام اختطافه، وان المليشيا الحوثية ظلت متسترة على نبأ وفاته قرابة الشهر ونصف الشهر، قبل أن تفاجأ الأسرة بنبأ وفاته متعذرة بإصابته بنوبة قلبية، وهو الأمر الذي كذبه شقيقاه اللذان اختطفا معه، حيث أكدا تعرض شقيقهما لعمليات تعذيب أدت إلى وفاته.
بشاعة التعذيب
وفي 24 شباط/ فبراير 2016 ، توفي القائد القبلي محمد زيد السبل تحت التعذيب بعد يوم من اختطافه من قبل مليشيا الحوثي وصالح في مديرية القفر شمالي غرب محافظة إب، وفقا لشهود عيان ظهرت على جسده آثار عمليات تعذيب بشعة بعد استلام جثته التي بقيت محتجزة لدى المليشيا الحوثية لعدة أيام قبل أن تسلمها إلى أهل الضحية، وهي جثة هامدة وعليها آثار تعذيب بالغة. وفي شهادة قيدتها منظمة رصد الحقوقية، قال أحد أقارب السبل “إن مليشيا الحوثي عندما خطفت ابن عمي محمد زيد السبل في مديرية القفر قامت بتقيده وسحله حيا ووصلت بهم بشاعة التعذيب إلى قطع عضوه التناسلي الذكري، ونحن أولاد عمومته نعرف المجرمين وقادتهم”.
وفي تأريخ 29 كانون ثاني/يناير 2016 تسلمت أسرة الجبري جثة ابنها المختطف منيف الجبري- 27 عاماً- الذي توفي تحت التعذيب في أحد السجون التابعة لجماعة الحوثي وقوات صالح بحي مذبح، شمالي غرب العاصمة صنعاء. وأفاد أحد أقارب الجبري أن منيف توفي تحت التعذيب الذي تعرض له داخل سجن منطقة الكرامة الأمنية بأمانة العاصمة الذي احتجزه فيه مسلحو الحوثي وصالح، وأن آثار تعذيب متعددة كانت ظاهرة على جثته أثناء تسليمها لأسرته التي تعرضت هي الأخرى للتهديد والوعيد في حال أثارت القضية عبر وسائل الإعلام أو المنظمات الحقوقية.
قتل المختطفين
وفي 20 تشرين ثاني/نوفمبر 2015 توفي علي حمود عوضه- 33 عاماً-، يحمل درجة الماجستير، بعد تعرضه للتعذيب الشديد من قبل ميليشيا جماعة الحوثي داخل سجن إدارة أمن مديرية شبام بمحافظة المحويت. وذكر أحد أقاربه أن مسلحي الحوثي وصالح قاموا باختطاف علي عوضه عقب عودته من أداء فريضة الحج وذلك بتهمة زائفة مفادها تسلمه مبالغ مالية مقابل الإدلاء بمعلومات عن تحركات مسلحي جماعة الحوثي وحليفها صالح في محافظة المحويت. وأضاف “منعونا من زيارته في الـ20 يوماً الأخيرة من احتجازه وهي الفترة التي تعرض خلالها لتعذيب جسدي ونفسي بطريقة وحشية أدت إلى وفاته ورفض الحوثيون أن يسلموا لنا جثته إلا بعد أن وقعنا لهم على ورقة تنازل عن القضية”.
وفي تأريخ 31 آب/ أغسطس من العام 2015 ، عثر مواطنون من أبناء مديرية الرضمة على جثث للمواطن عبدالكريم محسن القحف ونجله الشاب المقداد عبدالكريم القحف مرمية على قارعة الطريق في جبل شيزر بعزلة الصبّار، وعليهما آثار تعذيب. وأشارت المصادر الموثوقة إلى أن القحف ونجله تعرضوا لعمليات تعذيب وصلت حد الموت داخل سجون مليشيا الحوثي وصالح في مدينة يريم وسط اليمن. وقالت مليشيا الحوثي اختطفت المواطن القحف ونجله من منزلهما عقب اجتياحها المديرية في آب/أغسطس 2015 وأودعتهما في سجن خاص بالميليشيا في مدينة يريم ومارست ضدهما عمليات تعذيب وحشية حتى الموت قبل أن تقوم برمي جثتيهما على قارعة الطريق في جبل شيزر.
حملات تصفية
وفي مطلع نيسان/ابريل 2015 ، كشفت مصادر حقوقية يمنية عن قيام مسلحي الحوثي بحملة تصفية جسدية وإعدامات لجنود يتبعون اللواء 33 مدرع في محافظة الضالع، طالت الإعدامات 7 جنود، على الأقل، لأنهم رفضوا المشاركة في الحرب على السكان وقرروا مغادرة المعسكر. ووفقا لإفادات ضحايا أفرج عنهم، تعرضوا وزملاؤهم للضرب لفترات طويلة، وتعليق أجساد آخرين في أوضاع معاكسة للوضعية الطبيعية، فضلا عن تعذيبهم بالصعق الكهربائي والحرق بالسجائر وصب الماء الساخن على أجسادهم وتهديدهم بالقتل وانتهاك أعراضهم، وإخضاعهم لعمليات إعدام صورية.
وفي العاصمة صنعاء وثّقت منظمات حقوقية مقتل الناشط اليمني والمعلم صالح عوض البشري، البالغ من العمر 35 سنة، تحت التعذيب في سجون الحوثيين، وهو من أبناء منطقة الحيمة الخارجية بمحافظة صنعاء، وأب لسبعة أطفال، كانت اختطفته مليشيا الحوثي/ صالح مع ثلاثة آخرين من رفاقه، هم علي طاهر الفقيه وعبد الجليل الصباري ومنصور النظامي، بتأريخ 11 شباط/ فبراير 2015 ، عقب مشاركتهم في احتفالية سلمية بصنعاء بمناسبة ثورة 11 شباط/فبراير، واقتيدوا إلى مكان مجهول، تعرضوا فيه لأبشع أنواع التعذيب، قبل أن يتم العثور على أجسادهم مرمية في أحد شوارع العاصمة، بتأريخ 13 شباط/فبراير، كانوا جميعهم في حالة يرثى لها، أسعفوا إثرها إلى المستشفى، غير أن صالح البشري فارق الحياة متأثراً بعمليات التعذيب الوحشية.
سرية بالغة
وتحيط جماعة الحوثي السجون التي تديرها بسرية بالغة، حيث يقبع فيها آلاف المعتقلين المدنيين من الذين خطفتهم ميليشياتها في مختلف المحافظات والمناطق التي تقع تحت سيطرتها، ويقدر عدد المعتقلين في سجونها بأكثر من 8000 معتقل والتي تؤكد الكثير من الشواهد وقوع الكثير من حالات التعذيب في هذه السجون بطريقة وحشية نجم عنها وفاة العشرات. عمليات التعذيب التي تمارسها ميليشيا جماعة الحوثي ضد المختطفين لم تكن أمراً جديداً، فقد وثّق ناشطون حقوقيون منذ وقت مبكّر، جملة من هذه الانتهاكات في سجون الحوثيين في محافظات صعدة وحجة وعمران شمالي اليمن، وقدّموا أرقاماً مهولة ومعلومات مذهلة عن قصص التعذيب وأوضاع السجناء.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد