من يزور جامعة إب، لا يكاد يصدق أنه في حرم جامعي وأهم مؤسسة تعليمية بمحافظة إب، إذ تجد عشرات المسلحين من المليشيا الإنقلابية يتجولون في فناء وباحات الجامعة وبين مكاتبها المختلفة، بل تجدهم بالقرب من قاعات التدريس وتحت الأشجار، فضلاً عن وجود عشرات الأطقم التابعة لمسلحي الحوثي وصالح داخل الحرم الجامعة.

طلاب الجامعة وطالباتها، والكادر الأكاديمي يشكون مراراً انتشار المسلحين ويطالبون بإخراجهم والنأي بالجامعة من تبعات الأحداث التي تشهدها البلاد، لكن تلك المطالبات والشكاوى لم تجد أي صدى لها ولم تحرك قيادة الجامعة ساكناً.

كثيرة هي الحوادث الأمنية والاشتباكات وحالات الاعتداء من قبل مسلحي الحوثي وصالح والتي كان الطلاب والطالبات والكادر الأكاديمي والوظيفي الطرف الخاسر فيها، وما أحداث الإثنين الماضي إلا واحدة من تلك الظواهر والنتائج التي أتت بسبب الفوضى الأمنية التي تشهدها الجامعة.

مطالبات

وطالب نائب رئيس جامعة إب بعدم السماح بحمل السلاح داخل الحرم الجامعي واحترام جنود الأمن الذين يعملون بحراسة بوابة الجامعة، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجامعة.

كما طالب نائب رئيس جامعة إب د عبدالله الفلاحي والمعين من قبل المليشيا الإنقلابية في منصبه، طالب- عبر منشور كتبه بصفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"- بعدم إقامة أنشطة وفعاليات للمليشيا داخل الجامعة، بعد أن حولت المليشيا الجامعة مقراً لأنشطتها وفعالياتها بشكل يومي.

مقراً للأنشطة والفعاليات

وحولت مليشيا الحوثي وصالح جامعة إب لمقر لأنشطتها وفعاليتها ومكاناً لمسلحيها، متخذة من طلاب الجامعة وكادرها التعليمي والأكاديمي دروعاً بشرية.

وتقيم المليشيا الإنقلابية عشرات الأنشطة والفعالية بشكل شبه يومي وتتخذ من عدد من القاعات وأماكن الدراسة مقراً لأنشطتها في مشهد يؤكد استباحة قدسية الحرم الجامعي وجعله واحداً من المقرات والحوزات التابعة للحوثيين، فيما تنتشر صور وأعلام المليشيا وشعاراتها بأغلب جدران الجامعة.

خيمة الحوار تتحول لخيمة صور ومسلحين

ومنذ السبت وحتى اليوم حولت المليشيا الإنقلابية خيمة الحوار الوطني والتي كان مقرها داخل الحرم الجامعي منذ انطلاق مؤتمر الحوار الوطني بالعاصمة صنعاء في 2014م، حولتها المليشيا لمعرض لإقامة ما تسمية بـ"أسبوع الشهيد" وصارت خيمة الحوار كلها صورا وأعلاما خضراء وتحولت الجامعة برمتها لثكنة عسكرية للمليشيا خصوصاً وأن أنشطة أخرى أيضا تقيمها المليشيا بالجامعة مترافقة مع فعالية ما تسميه بأسبوع الشهيد.

وكتب د. الفلاحي نائب رئيس الجامعة أيضاً " على الأخوة مشرفي أنصار الله والأوقاف توزيع الفعاليات المختلفة بعدالة بين المرافق المختلفة ليعم الخير على الجميع" في إشارة منه لضرورة إقامة فعاليات المليشيا بمكاتب ومرافق حكومية أخرى نتيجة الضغط الذي يتعرضون له بفعل تواجد مسلحي الحوثي وصالح والمشاكل الأمنية المترتبة على تنظيم تلك الفعاليات.

وأضاف الفلاحي "على جميع زوار ومرتادي الجامعة أياً كانوا احترام الجامعة بعدم دخولهم ومرافقيهم بالسلاح واحترام الخدمة الأمنية الذين يؤدون واجبهم بالبوابة وعدم تجاوزهم تحت أي مبرر" وذلك في إشارة واضحة لعدم احترام جنود بوابة الجامعة واقتحام المسلحين للحرم الجامعي بشكل يومي.

اشتباكات

وشهدت جامعة إب- يوم أمس الأول- اشتباكات مسلحة بين مسلحين حوثيين يتبعون نجل القيادي الحوثي/ نجيب عنتر وبين جنود أمن يعملون في حراسة بوابة الجامعة بعد أن اعترض الأخيرون على دخول عشرات المسلحين من مرافقي نجل القيادي الحوثي.

وتطورت الخلافات بين المسلحين الحوثيين وحراسة بوابة الجامعة لتصل حد الاشتباكات المسلحة وسط حالة من الرعب والخوف والهلع في أوساط الطلاب والطالبات وأكاديمي الجامعة، وسقطت ثلاث طالبات عند بوابة الجامعة إثر تعرضهن لحالة إغماء نتيجة الخوف والتدافع الذي سببته الاشتباكات وإطلاق أعيرة نارية من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

انتشار المسلحين بباحات الجامعة

وتمتلئ باحات الجامعة وحرمها بعشرات المسلحين والأطقم العسكرية التابعة للانقلابيين وسط مطالبات من طلاب وأكاديميي الجامعة بوضع حد لما تتعرض له الجامعة من قبل الحوثيين وقوات صالح والنأي بالجامعة عن تبعات الصراع الذي تشهده اليمن وترك الجامعة تؤدي رسالتها التعليمية كأهم صرح لمؤسسة تعليمية داخل المحافظة.

وفي نهاية ديسمبر الماضي أصيبت الطالبة ميمونة عبدالكريم بطلق ناري من مسلحين حوثيين وكانت في داخل السكن الجامعي لطالبات جامعة إب.

وتشهد جامعة إب فوضى وفلتاناً أمنياً غير مسبوق ترعاه مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع صالح وتسبب بعدد من الحوادث الأمنية والتهديدات التي كادت أن تفتك بأرواح طلاب وطالبات الجامعة.