تقرير دولي: الحوثيون أكبر خطر على الملاحة الدولية والأكثر قلقاً وتأثيراً على الشحن الدولي

2017-02-20 22:55:22 تقرير خاص

قال موقع Hellenic Shipping المتخصص بأخبار الشحن حول العالم، إن القرصنة في المحيط الهندي يتم السيطرة عليها لكن الأكثر قلقاً وتأثيراً على الشحن البحري هو استهداف السفن البحرية قبالة الشواطئ اليمنية من قبل المسلحين الحوثيين.
وقال الموقع إنه وفي تقرير حول الجرائم البحرية في عام 2016، وأشار تقرير لـ"Marine Fairy" أنه على الرغم من تقارير التي تعمل في منطقة عالية الخطورة قبالة سواحل الصومال فإنه في عام 2016، كان هناك القليل لا تكاد تذكر عن أدوات القراصنة، في وقت يتم السيطرة عليها من قبل القوات الدولية المعنية بحماية الممرات الدولية.

هذا الانخفاض في نشاط القراصنة هو، في جزء منه، بعد أن مدد قرار حلف شمال الأطلسي لإنهاء مهمة مكافحة القرصنة في “عملية درع المحيط” التي بدأت منذ عام 2009. القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي قالت إن “عملية أتلانتا” ستبقى حتى 31 ديسمبر 2018م.
وأشار التقرير إلى عمليات للقراصنة استهدفت عدة سفن كورية ويونانية لكن القوات الدولية استهدفتها وأوقفت نشاطها. موضحاً أن المثير للقلق حوادث الاستهداف من السواحل اليمنية حيث استهدفت سفينة إماراتية وبارجتين حربيتين أمريكيتين من قبل الحوثيين في البحر الأحمر في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني.
في أعقاب هذه الهجمات، (UKMTO) البحرية التجارية البريطانية، أصدرت نصائح للسفن العابرة من المضيق الجنوبي للبحر الأحمر / باب المندب، وقالت: “يجب الحفاظ على أقصى مسافة ممكنة عن سواحل اليمن واستخدام نظام فصل حركة المرور إلى الغرب من جزر حنيش. مضيفاً “إذا كان ذلك ممكنا، ينبغي أن يتم العبور من مضيق باب المندب خلال ساعات النهار وفي أقصى سرعة آمنة”.
خطر إيران
اتهمت الحكومة اليمنية في رسالة للأمم المتحدة دولة إيران بدعم حرب أهلية في اليمن واستمرار تزويد ميلشيا الحوثي بالسلاح.
‏وقالت الحكومة "إن إيران تواصل تمويل الحوثيين وتدريبهم وتسليحهم، بحسب رسالة نشرها موقع الجزيرة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".. 
وطالبت الحكومة في رسالتها تصنيف مليشيا الحوثي جماعة إرهابية. مؤكدة أن ممارسات إيران في اليمن تشكل خطرا على الملاحة الدولية.
‏وأشارت إلى" تلقي ميليشيا الحوثي لتدريبات من قبل الحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله اللبناني".
وأعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، في بيان لها نهاية يناير المنفرط، تعرض فرقاطة سعودية في أثناء قيامها بدورية مراقبة غرب ميناء الحديدة لهجوم إرهابي من قبل 3 زوارق انتحارية تابعة للميليشيات الحوثية.
وأكد قيادة التحالف، أن استمرار الميليشيات الحوثية في استخدام ميناء الحديدة قاعدة انطلاق للعمليات الإرهابية، يعد تطورا خطيرا من شأنه التأثير على الملاحة الدولية وعلى تدفق المساعدات الإنسانية والطبية للميناء وللمواطنين اليمنيين.
وأوضحت قيادة التحالف، في بيانها، أن السفينة السعودية تعاملت مع الزوارق، بما تقتضيه الحالة، إلا أن أحد الزوارق اصطدم بمؤخرة السفينة ما نتج عنه انفجار الزورق ونشوب حريق في مؤخرة السفينة، حيث تم التحكم بالحريق وإطفاؤه من قبل الطاقم، ونتج عن ذلك استشهاد 2 من أفراد طاقم السفينة، وإصابة 3 آخرين حالتهم مستقرة.
وأضافت القيادة، أن السفينة السعودية واصلت مهامها الدورية في منطقة العمليات، فيما واصلت القوات الجوية وسفن قوات التحالف متابعة الزوارق الهاربة والتعامل معها.
ناقوس الخطر
ضرب السفينة الإماراتية دق ناقوس الخطر.. اتجاه الميليشيات للبحر يفتح جبهات جديدة ويهدد الملاحة الدولية. ودق الهجوم الحوثي على سفينة إماراتية في الجنوب، ناقوس الخطر والذي لم يكن الكثير ينتبه إليه، حيث تفتح الميليشيات الانقلابية للحوثيين والمخلوع صالح من خلاله جبهات جديدة للحرب، لتشتيت جهود التحالف العربي، وتهدد من خلاله الملاحة الدولية.
وهو الأمر الذي جاء عقب الإجراءات التي اتخذها الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، من نقل البنك المركزي إلى عدن، واستبعاد هيمنة الحوثيين على عائدات الدولة، والتي كانت تستخدمها لتمويل شراء الأسلحة.
غير أن التحول المفاجئ لنقل الصراع من البر إلى البحر يدل على تغير طرأ على نمط قتال الحوثيين، أملاً في قياس رد الفعل العربي والدولي، والرغبة في توسيع دائرة المعركة لتشمل البحر، والضغط على المجتمع الدولي والخليجي لنيل اعتراف رسمي بهم وبانقلابهم.
الهجوم الحوثي على السفينة المدنية الإماراتية كان بمثابة مؤشر خطير لتوجه حوثي جديد عبر قيامه بأعمال إرهابية بدأت باستهداف السفن المدنية والإغاثية، والتحرش بالقوات القريبة المتمركزة بالقرب من مضيق باب المندب.
وانتابت العاملين في الملاحة البحرية الدولية تخوفات عديدة من أن ينعكس الهجوم الحوثي سلباً على حركة الملاحة في مضيق باب المندب، خاصةً أن أكثر من 21 ألف ناقلة تمرّ سنوياً عبره، في تبادل تجاري بين آسيا ودول العالم.
ومن جانبه، أشار التحالف العربي إلى أن مليشيا الحوثي بهذا الهجوم تكشف عن توجه جديد لتنفيذ عمليات إرهابية باستهداف الملاحة الدولية المدنية، والسفن الإغاثية العابرة من خلال المضيق، خاصةً أن الهجوم الحوثي على السفينة الإماراتية جاء مع حلول الذكرى الأولى لاستعادة قوات الجيش اليمني الشرعي مضيق باب المندب بمساندة التحالف العربي، مطلع أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وهناك رسائل يريد الحوثيون إرسالها إلى العالم باستهدافهم السفينة والمضيق، وهي أن القوات اليمنية الشرعية والتحالف العربي عجزا عن حماية الخط الملاحي الدولي منذ أن استردوه في أكتوبر الماضي، الأمر الذي يثير تخوفات حول احتمال تهديد الحوثيين لمضيق باب المندب مرة أخرى، كرد فعل على قرار هادي، وهو ما دل عليه تصريح لأحد القيادات الحوثية من استهداف اقتصاد الخليج والعالم، في إشارة إلى باب المندب، عقب صدور قرار نقل البنك المركزي.
ومما يهدد الملاحة البحرية هو سيطرة الحوثيين على الساحل الجنوبي اليمني من الخوخة إلى المخا، عبر 15 كيلومتراً، ما يشكل خطراً على الملاحة البحرية، ويدعم تصريحات الحوثيين المستمرة بتحويل الساحة إلى معركة اقتصادية مع المجتمع الدولي.
وفي سياق تلميحه إلى تورط إيران في تمويلها للحوثيين في اليمن، قال الرئيس اليمني هادي، سابقاً: إن “من يمتلك مفاتيح باب المندب وهرمز لا يحتاج إلى قنبلة نووية”.
ووفقاً للإحصاءات الرسمية، فإنه يمر في مضيق باب المندب 3.3 ملايين برميل نفط يومياً، ما يدل على أهمية المضيق بالنسبة إلى الدول الكبرى ودول الجوار، وضرورة تأمينه، وهو ما بدا جلياً في وجود القوات العسكرية متعددة الجنسيات في السواحل القريبة من اليمن؛ بداعي تأمين خطوط الملاحة الدولية من عمليات القرصنة وضربات التنظيمات الإرهابية.
صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية قالت: “إن توسع الحوثيين الشيعة وامتداد وجودهم غرباً بالقرب من مضيق باب المندب الذي يعد مدخلاً إلى البحر الأحمر يمثل تهديداً محتملاً لنحو 8% من التجارة العالمية التي تمر عبر قناة السويس، الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي”.
وبرغم أهمية المضيق، ومراقبة المجتمع الدولي لتجاوزات الحوثي السافرة بدعم إيراني واضح ومعلن، إلا أن تلك الدول لم تمارس دوراً سياسياً ولا أمنياً ولا عسكرياً لحل جذري لإنهاء أزمة اليمن.
الخارجية الأمريكية أصدرت بياناً، الاثنين 3 سبتمبر/أيلول، أدانت فيه بشدة اعتداء مليشيا الحوثي على السفينة الإماراتية في باب المندب قبالة السواحل اليمنية، حيث أعلن المتحدث باسم الوزارة، جون كيربي، أن واشنطن تأخذ الاعتداء الحوثي على السفينة الإماراتية على محمل الجد، وأنها ملتزمة بحماية حركة الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، مطالباً “مليشيات الحوثي وصالح الكف فوراً عن مثل هذه الاعتداءات على السفن الملاحية في الممر الدولي”.
وهناك تفسيرات أخرى تشير إلى أن الهجوم على السفينة الإماراتية من قبل زوارق سريعة يحمل بصمة إيرانية؛ باعتبارها الحليف الوثيق للحوثيين، والمزود الرئيس لهم بالأسلحة، وما يعزز هذا التفسير أن الفترة الماضية شهدت نشاطاً مكثفاً للزوارق السريعة الإيرانية بالقرب من باب المندب، ووصل بها الأمر إلى التحرش بالبوارج والسفن الأمريكية.
تخليص الملاحة من الخطر
مثّل حادث استهداف سفينة إماراتية من قبل مليشيا جماعة الحوثيين، في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول قرب باب المندب، تحولاً لافتاً ينذر بمزيد من التصعيد للحرب الدائرة في اليمن.. وتجددت المخاوف من توقف حركة الملاحة في المضيق الذي يمثل الشريان الأساسي لتوريدات نفط الخليج إلى أوروبا وأنحاء العالم..
استهداف السفينة أثار مخاوف من أن تكون بداية لتصعيد حرب باتجاه البحر، يهدد الملاحة الدولية عبر باب المندب، والذي يشكل شريانا حيويا للتجارة في الدول المطلة على البحر الأحمر، ويمر منه ما يقدر بحوالي 8 في المائة من التجارة العالمية، وأكثر من 21 ألف سفينة سنويا، محملة بشتى أنواع البضائع..
وفيما اعتبر التحالف العربي الحادث مؤشراً على توجه لاستهداف الملاحة الدولية في الممر الدولي، الذي يعد أهم موقع استراتيجي تشرف عليه اليمن.. نبه خبراء اقتصاد من أن الحادثة ستثير قلق شركات الشحن العالمية ومخاوفها من قدرة مليشيا الحوثي على تهديد باب المندب والخط الملاحي الدولي الذي يمر من خلاله مجددا.
يعتبر مضيق باب المندب موقعاً استراتيجياً ومهماً للعالم ولدول الخليج ومصر، فهو يقع بين جيبوتي واليمن ليصل بين البحر الأحمر وخليج عدن، لكنه بالنسبة لليمن مجرد ممر بلا فوائد اقتصادية ولا عائدات مالية.. وتزيد تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية عبر المضيق احتمالات تدويله وفقدان اليمن أية منافع اقتصادية مستقبلية يمكن أن يقدمها.
مؤخراً انتقل مضيق باب المندب إلى واجهة الأحداث، بعد استهداف قوات جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن، الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، سفينة بحرية إماراتية قبالة الممر البحري الدولي الذي تمر عبره عشرات آلاف الناقلات سنوياً، تمثل أساس التبادل التجاري بين آسيا والعالم.
واستهدف الانقلابيون الحوثيون في الأول من أكتوبر، سفينة بحرية إماراتية قبالة مضيق باب المندب.. وأعلنت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن أنها قامت فجر اليوم نفسه بعملية إنقاذ لركاب مدنيين بعد استهداف المليشيات الحوثية للسفينة المدنية (سويفت) التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية.
وأوضحت، في بيان، أن السفينة كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
وقال الحوثيون إنها تعرضت لتدمير كامل، بينما كانت تقترب من منطقة المخا الساحلية القريبة من باب المندب، فيما كانت مصادر مقربة من الجماعة قد ذكرت منذ الساعات الأولى للحادثة أنها استهدفت بارجة حربية إماراتية، وفي وقت لاحق تأكد أنها سفينة.
القوات المسلحة الإماراتية أعلنت ، في بيان نقلته وكالة أنباء البلاد الرسمية (وام) أن إحدى سفنها المؤجرة تعرضت لـ"حادث في باب المندب في أثناء رحلة العودة من مهمتها المعتادة، قادمة من عدن دون وقوع أية إصابات".
وفي وقت لاحق، من مساء السبت، أعلن التحالف أن "المليشيات الحوثية استهدفت السفينة المدنية (سويفت) التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية، التي كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن".
مخاوف إقليمية ودولية
عقب يوم واحد من حادثة السفينة الإماراتية "سويفت"، قالت الحكومة اليمنية إن استهداف مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية للسفينة المدنية (سويفت) التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية المستأجرة من قبل التحالف العربي يعتبر تهديدا واضحا للأمن الدولي.
وأكدت الحكومة، في بيان "توجه المليشيا الانقلابية لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الملاحة الدولية المدنية والسفن الإغاثية في باب المندب" بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. واعتبرت أن هذه الحادثة "جريمة واضحة، وعملية إرهابية تخالف القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية والأخلاقية".
في الثالث من أكتوبر حذر الانقلابيون الحوثيون، جميع السفن من العبور في مياه البحر الأحمر ومضيق باب المندب من دون موافقة مسبقة منهم. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية، في نسختها الخاضعة للحوثيين عن مصدر في القوات البحرية والدفاع الساحلي تهديده باستهداف أي سفينة من القيام بأي أعمال لدول التحالف العربي.
كما حذر المصدر في القوات البحرية من قيام أي سفينة باختراق المياه الإقليمية اليمنية لأي سبب كان، من دون أخذ الأذن المسبق من سلطاتهم. وأكد الحوثيون استهداف السفينة الإماراتية نوع (سويفت)، 1 أكتوبر، بصاروخ نوعي أدى إلى تدميرها أمام سواحل مدينة المخا.
ونبه مراقبون، أن الحادثة ستثير قلق شركات الشحن العالمية ومخاوفها من قدرة مليشيا الحوثي على تهديد باب المندب والخط الملاحي الدولي الذي يمر من خلاله مجدداً.
وبحسب خبراء عسكريين تعتبر عملية استهداف السفينة، عملاً عسكرياً نوعياً، إذ تمكن الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، لأول مرة من استهداف سفينة تابعة للتحالف قرب باب المندب، بإحداثيات وإصابة دقيقة وثقتها الجماعة بتسجيل مصور..
الأمر الذي فتح الباب للمحللين أمام احتمال أن تكون الجماعة قد حصلت على أسلحة جديدة، في ظل الاتهامات المستمرة الموجهة من السعودية والحكومة اليمنية لإيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة والصواريخ.
وكان توقيت الاستهداف من أبرز ما أثار التساؤلات حول الحادثة، إذ إنه جرى استهدافها في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، الذي يوافق الذكرى الأولى لإعلان التحالف السيطرة على منطقة "باب المندب" التابعة إدارياً لمحافظة تعز، بعد مواجهات مع الانقلابيين..
ورغم ذلك، فإن السيطرة الفعلية على الممر الدولي لم تكن للحوثيين أو القوات المتحالفة معهم، بل كان التحالف هو الطرف المسيطر على المياه الإقليمية اليمنية منذ الساعات الأولى لعملياته في اليمن.
ويعتبر باب المندب الموقع الاستراتيجي الأهم الذي يشرف عليه اليمن، وكانت المنطقة القريبة منه وتحديداً مديرية ذباب ساحة معارك متقطعة ترتفع وتيرتها من حين إلى آخر، بين قوات الشرعية والتحالف، التي تحاول التقدم من جهة محافظتي عدن ولحج الجنوبيتين، وبين الحوثيين والقوات المتحالفة معهم، والتي حاولت إعاقة التقدم أكبر قدر ممكن، منذ تصاعد المعارك مطلع أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.
ومضيق باب المندب هو الشريان الأساسي لتوريدات نفط الخليج إلى أوروبا وأنحاء العالم الأخرى عبر قناة السويس، ويمر عبر المضيق سنوياً ما يزيد على 21 ألف سفينة محملة بشتى أنواع البضائع. ووفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يمر من خلال مضيق باب المندب ما يربو على 4.7 ملايين برميل من النفط الخام يومياً.
ويعتبر ميناء المخاء محطة رئيسية لتهريب الخمور والمبيدات الحشرية والسموم الزراعية وتهريب الديزل والدقيق. وازدهرت تجارة التهريب في الساحل الغربي لليمن، رغم الحرب والحظر البحري، الذي تفرضه قوات التحالف العربي على السواحل اليمنية.
وتفيد مصادر أن جماعة الحوثيين تقوم بعمليات تهريب للأسلحة من أرتيريا إلى ميناء "الحديدة"، من خلال قوارب صيد وسفن صغيرة. وبحسب المصادر، فإن إيران لا تزال تقوم بتهريب أسلحة إلى جزر أرتيرية ومن ثم نقلها بواسطة قوارب صيد على شحنات صغيرة إلى الحوثيين.
وأكدت المصادر، أن عمليات التهريب تشمل أسلحة وقطعا للصواريخ ومبالغ مالية ضخمة، وتصل عبر قوارب صيد تابعة للحوثيين أنفسهم، ويتم إدخالها عبر دولتين في القرن الأفريقي، مشيرا إلى أن أبرز عمليات التهريب للأسلحة تتم عبر شخصيات تجارية معروفة، تمتلك تراخيص رسمية بممارسة مهن مختلفة.
وفيما ظل مضيق باب المندب محور اهتمام القوى الدولية، لم يجد أي اهتمام في أجندة الأنظمة التي ظلت تحكم اليمن بشطريها الجنوبي والشمالي وبعد أن أصبحت بلداً واحداً. وخلال فترة حكم نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي حكم البلاد لأكثر من ثلاثة عقود، لم يتم الاستفادة من باب المندب سوى في تهريب السلاح والمخدرات والوقود والمهاجرين الأفارقة.
تهديد ملاحة العالم
تجددت المخاوف من توقف حركة الملاحة في مضيق باب المندب، بعد استهداف جماعة الحوثي في اليمن، مطلع أكتوبر، سفينة بحرية إماراتية قبالة الممر البحري الدولي الذي تمر عبره عشرات آلاف الناقلات سنويا، تمثل أساس التبادل التجاري بين آسيا والعالم.
وكشف اقتصاديون عن إن الحادثة تثير قلق شركات الشحن العالمية ومخاوفها من قدرة مليشيا الحوثي على تهديد باب المندب والخط الملاحي الدولي، الذي يمر من خلاله، مجددا، رغم تعهد التحالف العربي، عقب اعتراض السفينة الإماراتية، بالعمل على تأمين سلامة الناقلات التي تستخدم هذا المعبر.
واعتبر مراقبون استهداف سفينة إماراتية بعد مرور عام وثمانية أشهر على حرب اليمن، بأنها عملية مدروسة يريد الحوثيون من خلالها أن يبعثوا رسالة إلى العالم بأن قوات التحالف العربي وقوات الحكومة اليمنية لم تنجح في تأمين الخط الملاحي الدولي، الذي يمر عبر المضيق.
ووفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يمر من خلال مضيق باب المندب ما يربو على 4.7 ملايين برميل نفط خام، يومياً، تمثل نحو 5.4% من إجمالي إنتاج العالم من الذهب الأسود..
ويعتقد مراقبون أن أهمية مضيق باب المندب لدول الخليج النفطية وللمصالح الدولية، هي سبب الاهتمام الدولي بالشأن اليمني، وهي أحد الدوافع لقيام الدول الخليجية بمناهضة جماعة الحوثيين الموالية لإيران، التي تسعى إلى بسط نفوذها على المنطقة.
ويشكل المضيق نبض الحياة بالنسبة لقناة السويس التي تدر على مصر ما يزيد على 5 مليارات دولار سنويا. وتجدد الاشتباكات في منطقة باب المندب.
حجم التجارة العالمية المارة بقناة السويس عبر مضيق باب المندب، سواء القادمة من دول الشمال للجنوب أو العكس، تمثل تقريبا ما بين 96 إلى 98% من حجم التجارة المارة بالقناة.
ويعد مضيق باب المندب رابع أكبر الممرات من حيث عدد براميل النفط التي تمر به يومياً. وقد مر من خلال المضيق حوالي 3.8 ملايين برميل نفط في اليوم عام 2013، أي حوالي 6.7% من مجمل تجارة النفط العالمية، كما تمر من المضيق سنوياً أكثر من 21 ألف سفينة محملة بشتى أنواع البضائع تمثل 7% من الملاحة العالمية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد