مجدداً.. عاصمة الشرعية تغرق في الظلام

2017-02-21 04:02:06 تقرير خاص

لليوم الثاني على التوالي خيم الظلام على العاصمة المؤقتة عدن، نتيجة عطل فني أصاب أحد الكابلات بمديرية دار سعد، أخرج المنظومة الكهربائية عن الخدمة بشكل كامل، في حادثة لم تشهدها العاصمة المؤقتة عدن خلال فترة الحرب التي شنتها ميليشيا الانقلابيين مطلع العام 2015.
وتعيش العاصمة المؤقتة عدن انقطاع متواصل للكهرباء منذ عصر أول من أمس الأحد، والذي يعد الأول من نوعه منذ انتهاء الحرب التي شنتها مليشيات الانقلاب على المدينة العام قبل الماضي.
وخرجت منظومة الكهرباء في مدينة عدن عاصمة اليمن المؤقتة عن الخدمة خلال اليومين الماضيين، ما تسبب في انقطاع تام للكهرباء والانترنت والاتصالات. وصادف بدء الانقطاع وصول الرئيس عبد ربه منصور هادي قادما من المملكة العربية السعودية.

ويأتي خروج المنظومة الكهربائية عن الخدمة بهذا الوقت القياسي دون أن تعود خلال فترة وجيزة كما اعتاد المواطنون، نتيجة عطب فني أصاب أحد الكابلات بمديرية دار سعد، لتستمر أعمال إصلاحه قرابة 24 ساعة.
وبحسب مصادر فنية بمؤسسة كهرباء عدن فإن تأخر إصلاح العطب الفني جاء نتيجة الاهتراء الذي تعانيه الشبكة وكابلاتها وعدم صيانتها في مواعيد دورية.
وأضافت المصادر في حديثها لـ"أخبار اليوم" بأنه فور إصلاح العطب وبدء عودة المنظومة الكهربائية للعمل، توقفت مجددا نظرا للأحمال المرتفعة والعجز القائم في التوليد.
وذكر المصدر بأن هذه المشكلة كان يمكن تفاديها من خلال عزل المنطقة التي تعرضت فيها الكابلات للأعطال، ويتم الاعتماد على مولدات طوارئ تكون جاهزة لمثل هذه الحوادث. وأشار إلى أن مؤسسة كهرباء عدن تعاني من شحة في الإمكانات وتراجع كبير في القدرة على التغلب على الأعطال الفنية كونها بحاجة إلى قطع غيار لا تملكها المؤسسة أو تستطيع توفيرها.
يذكر أن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها والتي تتسبب في إغراق العاصمة المؤقتة عدن تحت جنح الظلام لمدة تجاوزت 24 ساعة، فقد كانت الحوادث السابقة نتيجة نفاد المشتقات النفطية من مادتي المازوت والديزل.
وفي سياق متصل فقد أكد السكرتير الإعلامي لرئيس الوزراء غمدان الشريف في تصريحات صحفية بأن الحكومة أقرت اعتماد 30 ألف طن من الديزل و24 ألف طن من المازوت لمحطات الكهرباء في عدن وهي الكميات التي تحتاجها محطات التوليد من الوقود في الشهر وهذه الكمية تشمل المولدات الجديدة التي انضمت للمنظومة حديثا.
وقال أن الحكومة سوف تحقق في انطفاء الكهرباء في عموم مديريات عدن، وقد شكل وزير الكهرباء لجنة لتحقيق فيما حصل، ولن تتوانى لحظة في محاسبة المقصرين في ذلك.. داعياً وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والمصداقية في نقل الأخبار.
أسباب
وقُطع التيار الكهربائي عن مديريات محافظة عدن، جنوبي اليمن، منذ أول من أمس الأحد، جراء خلل فني تسبب بخروج جميع محطات توليد الكهرباء بالمحافظة عن الخدمة بشكل كامل، بحسب مصادر محلية.
ونقلت وسائل إعلام عن مصدر مسؤول في المؤسسة العامة للكهرباء في عدن، مفضلا عدم ذكر اسمه، قوله إن محطات توليد الكهرباء في محافظة عدن (عددها 5) خرجت عن الخدمة بالكامل، بسبب خلل فني أصاب إحدى المحطات في منطقة دار سعد (شمال المحافظة)".
وأضاف المصدر أن "التيار الكهربائي قطع بشكل كامل عن مديريات عدن منذ الساعة 16.00 بالتوقيت المحلي (13.00 تغ)، ولا يزال الظلام يخيم على جميع مناطق المحافظة (حتى الساعة 21.15 تغ)".
وأشار المصدر في وقت سابق إلى أن المهندسين والفنيين في مؤسسة كهرباء عدن يعملون بشكل متواصل لإصلاح الخلل، مؤكدا أن التيار الكهربائي سيعود تدريجيا لبعض المناطق خلال ساعات ليصل إلى جميع مدن المحافظة، صباح الاثنين. غير أن التيار ظل منقطعاً دون الوفاء بالعهود.
استياء شعبي
ويبدي مواطنون استياءهم من الانقطاع تام للتيار الكهربائي، بعد أن غطى الظلام عموم المحافظة. في حين تعددت أسباب هذا الانقطاع التام. وشهدت عدد من مديريات المدينة مظاهرات شعبية تنديداً بانقطاع التيار التكهربائي.
وفي الوقت الذي يتم الحديث عن نقص في مادة الديزل لدى محطات التوليد، ذكرت مصادر مسؤولة أن سبب الانقطاع هو خروج منظومة الكهرباء عن الخدمة بسبب عطل فني. كما تم الحديث عن ضخ عشرة آلاف طن متري من مادة الديزل عبر شركة "جريس" لخزانات مصافي عدن المخصصة لمحطات الكهرباء، مساء أمس الأول.
وسبق أن حذر أطباء وعاملون في مستشفيات عامة وخاصة، ومراكز غسيل الكلى، في محافظة عدن من كارثة صحية قد تقع جراء انعدام المشتقات النفطية، التي تعتمد عليها المستشفيات في تشغيل مولدات الكهرباء الخاصة، لتجاوز أزمة انقطاع التيار الكهربائي عن المحافظة.
ونقل مراسل الأناضول عن عاملون في مستشفيات الجمهورية (حكومي)، وحويلات وصابر والبريهي (خاصة)، أن كارثة صحية باتت محدقة بالكثير من المرضى، جراء نفاد مخزون المشتقات النفطية لدى المستشفيات.
وأوضح المتحدثون أن مولدات الكهرباء الخاصة في المستشفيات أوشكت على التوقف، جراء نفاذ المشتقات النفطية (الديزل)، الأمر الذي سيؤدي الى توقف العمل في تلك المرافق الصحية.
وتشهد عدن العاصمة المؤقتة لليمن، منذ نحو شهر أزمة خانقة في المشتقات النفطية، دفعت المواطنين الى التظاهر مرات عدة.
كما تعاني المحافظة من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر ولساعات طويلة وصلت خلال الأيام الماضية إلى 14 ساعة يوميا، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد، وعجز السلطات الحكومية عن إيجاد حل للمشكلة المتفاقمة منذ حوالي شهر.
وعلى الرغم من تطمينات الحكومة اليمنية للمواطنين في عدن وجوارها، بقرب انتهاء أزمة المشتقات النفطية، إلا أن شيئا لم يتم حتى اللحظة، الأمر الذي ضاعف من معاناة السكان.
وتعيش الحكومة اليمنية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، أزمة مالية خانقة بعد استحواذ الحوثيين على موارد الدولة، وتراجع إنتاج النفط الخام، وهبوط حاد في العملة المحلية تزامناً مع شح النقد الأجنبي في البلاد.
افتعال الأزمات
انقطاع الكهرباء عن مدينة عدن جاء عقب ساعات قليلة من وصول الرئيس هادي للعاصمة المؤقتة ، في إشارة لتصاعد الأزمة.
ويبدي مراقبون استغرابهم، متسائلين عن من يقف خلف أزمة قطع الكهرباء عن عدن عقب وصول الرئيس للعاصمة.
مصادر خاصة أفادت بأنه وعقب وصول الرئيس هادي إلى عدن حتى قامت بقطع الكهرباء منذ عصر يوم الأحد.
ووجهت حكومة الدكتور أحمد بن دغر قبل أيام بشراء كميات كبيرة من المازوت لغرض إمداد محطات الكهرباء بالطاقة وهو ما تم عرقلته وتسبب بالأزمة التي افتعلت بهدف إعاقة الرئيس هادي من استقراره بالعاصمة واستمراره بإدارة البلاد.
وكان مجلس الوزراء قد اتخذ عدداً من القرارات على أن يتم بصورة شهرية شراء ٣٠ ألف طن من الديزل لصالح الكهرباء، و٢٤ ألف طن من المازوت، وتلتزم وزارة المالية والبنك المركزي بدفع القيمة شهرياً بالدولار الأمريكي، لضمان عدم حدوث اختناقات جديدة ، وتعتبر الكمية التي يتم بعد ذلك شراؤها ملكا للكهرباء ولا يحق لأي جهة التحكم فيها أو التصرف بها بأي حال من الأحوال.
وتعاني العاصمة عدن من افتعال أزمات عدة أبرزها أزمة المشتقات النفطية وطالت الخدمات الأساسية وحياة المواطنين ، في محاولة لعرقلة سير الحكومة ، وإحراجها ، خصوصا مع تواجد رئيس الجمهورية في عدن.
ووصف مراقبون افتعال تلك الأزمات بأنها ممارسات باتت مفضوحة تشي بخدمة أجندات الانقلاب، وإفشال الحكومة المتواجدة داخل الأراضي اليمنية لممارسة مهامها- رغم كل هذه العراقيل- وتقديم خدماتها للمواطنين، والتخفيف عنهم جراء المعاناة التي يذوق ويلاتها كل ابناء الوطن كنتيجة طبيعية للانقلاب على إرادة الشعب وشرعيته.
ادعاءات
وفيما تعيش عدن أزمة الكهرباء تتواصل منذ أسابيع أزمة انعدام المشتقات النفطية منذ منتصف الشهر الماضي، بالتزامن أيضا مع زيارة الرئيس هادي شركة مصافي عدن ولقاء مسؤولي الشركة وحثهم على تحسين الأداء بما يخدم المواطنين في إشارة إلى الأزمات التي تشهدها البلاد بين وقت وآخر نتيجة عدم توفير المشتقات النفطية لأسباب عدة.
الجديد في انقطاع الكهرباء هذه المرة أنه ليس بسبب نفاد المشتقات النفطية خاصة مادتي الديزل والمازوت التي تزود بهما محطات الكهرباء في عدن، كما يحصل كل مرة، ولكن الانقطاع تقف خلفه أسباب أخرى، حيث ادعت مصادر في مؤسسة الكهرباء أن السبب يعود إلى وجود خلل طارئ أسفر عنه توقف التيار الكهربائي بشكل عام عن المدينة، بينما تجزم مصادر أخرى أن الانقطاع الكلي للكهرباء ناتج عن وجود فساد وتلاعب في مخصصات الكهرباء.
وفور انقطاع الكهرباء قال مصدر مطلع في المؤسسة إن مشكلة حدثت في خط دار سعد القادم من محطة المنصورة القديمة أدى إلى خروج المنظومة كليا عن الخدمة، ووصلت كمية إنتاج الطاقة في الساعة الرابعة عصرا، أي عند الانقطاع 100 ميجا وات بينما بلغت أحمال عدن في الوقت نفسه 187 ميجا وات.
وهو ما يعني أن المدينة فقدت ما كانت توفره الشبكة إضافة إلى العجز السابق، وتعيش وضعا ماساويا بعد مرور 26 ساعة على انقطاع الكهرباء بشكل كامل.
وبإضافة أزمة المشتقات النفطية التي انعدمت بشكل كامل هي الأخرى وبات سعر البترول في السوق السوداء يناهز خمسة عشر ألف ريال للدبة الواحدة سعة 20 لتر.
وظهرت الآثار السلبية للأزمتين بتعطيل الحياة العامة وتوقف حركة النقل والمواصلات وارتفاع الأسعار فضلا عن دفع قطاعات واسعة من الموظفين عن الالتزام بالدوام وارتفاع نسبة الطلاب والطالبات المتغيبين عن المدارس والمعاهد والجامعات.
حلول ووعود
وفيما لا يزال الغموض يكتنف مصير الكهرباء فإن إعلان شركة مصافي عدن أنها ستبيع البترول لمحطات الوقود بحسب توجيهات الحكومة بفتح باب المنافسة في استيراد المشتقات النفطية وبيعها للسوق المحلية، يشكل بارقة أمل بإمكانية انفراج جزء من الأزمة.
وقال مسؤولون بكهرباء المدينة، في تصريحات صحفية، "إن محطات التوليد تعاني منذ أشهر من تدهور متواصل، قبل أن تخرج الأحد والاثنين عن الخدمة بشكل كلي". وذكروا أن الرئيس هادي الذي عاد إلى عدن الأحد وجه بضرورة حل مشكلة الكهرباء قبل حلول الصيف.
ومع استمرار العاصمة عدن ومحافظات الجنوب في معاناتها المتمثلة بالكهرباء، وأزمات المشتقات النفطية، تواصل حكومة بن دغر النظر لهذه المعاناة، مكتفية باجتماعات، تخرج عنها تصريحات، بدعم كهرباء عدن بمبالغ ضخمة، لو أنها حقيقة لصنعت في عدن ومحافظات الجنوب فائضاً كهربائيا كبيراً.
وأمس أعلنت حكومة بن دغر، عن رصد ما يزيد عن 31 مليون دولار، لدعم كهرباء عدن، وخاصة محطة الحسوة، وهي كسابقاتها من المبالغ والأرقام التي تعودت حكومة بن دغر وغيرها من الحكومات السابقة، الحديث عنها، فيما على ارض الواقع تتبخر تلك المبالغ، لتستمر معاناة المواطنين مع الكهرباء.
وتسببت الحرب التي شنها الحوثيون وقوات المخلوع صالح بتدمير البنية التحتية للكهرباء، قبل أن تقدم الإمارات قرضاً بشراء مولدات كهربائية ساهمت في التخفيف من الانقطاعات، إلا أنه بحسب المسؤولين فإن الانقطاعات ناجمة عن عدم توفر المشتقات النفطية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد