مراقبون يعتبرون مقاومتها طعنة في خاصرة الانقلابيين بإقليم آزال ومحللون يصفونها بالمعول الذي حطم صندوق التمرد الأسود..

"عُتمة".. أيقونة ذمار التي كسرت كرسي الحوثيين

2017-02-22 06:51:05 ملف خاص/ وليد عبد الواسع

عصر الخامس عشر من فبراير الجاري كانت مديرية "عتمة" التابعة إدارياً لمحافظة ذمار- والتي ظل قادة الانقلاب يعتبرونها من المناطق التي لا يحق لها أن تقول كلمتها بقوة كما فعلت وتفعل الآن- على موعد مع فصل جديد من تاريخ اليمن المعاصر، وهي تشهد مواجهات عنيفة اندلعت بين أبطال المقاومة الشعبية وعناصر المليشيات الانقلابية، وذلك إثر محاولة عناصر المليشيات مهاجمة بعض قرى المديرية.
عودة مديرية عتمة، غرب محافظة ذمار، إلى واجهة الأحداث في اليمن، الأيام القليلة الماضية، واحتدام المعارك بين المقاومة الشعبية ومليشيا الانقلابيين، مثل ضربة قاصمة، في نظر مراقبين ذهبوا بتأكيداتهم إلى إحداث المعركة هناك تحولاً في مسار الحرب بين الانقلابيين والحكومة الشرعية، نظراً لما تمثله المديرية من أهمية إستراتيجية بالنسبة للحكومة الشرعية.
أحداث مثلت طعنة في خاصرة إقليم آزال، وبحسب تصريحات محللين وسياسيين لـ"أخبار اليوم"، ضربت الانقلابيين في العمق. فيما أعدها مراقبون ضربة للانقلابيين في الخاصرة، خصوصاً أنها تحدث في محافظة طالما اعتبرتها جماعة الحوثي المعقل الثاني لها بعد محافظة صعدة، انطلاقاً من وصفها بأنها كرسي الحركة الشيعية في اليمن وصندوق التمرد الأسود، نظراً للحاضنة الشعبية الأكبر للحوثيين والتي ظلت ترفد مختلف الجبهات بالمئات من أبنائها.

في واجهة الأحداث
تعد عتمة في محافظة ذمار المعقل الثاني لميليشيات الحوثي بعد محافظة صعدة، وإحدى أهم المديريات التي شهدت صراعا مسلحا وخاضت حروباً شرسة في حقبة ما يعرف بحرب الجبهة في المناطق الوسطى، خلال نهاية عقد السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن الماضي، في ما كان يعرف الشطر الجنوبي من اليمن، وقد شُهد لأبنائها بأنهم كانوا من أشد المحاربين. 
عادت المديرية إلى واجهة الأحداث في اليمن، الأيام القليلة الماضية، من خلال التحركات العسكرية (المقاومة) التي نشطت فعاليتها لصد تحركات ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في المديرية الجبلية الواقعة غرب محافظة ذمار، وهي أقرب إلى مديريات محافظة إب، التي شهدت ظروفا مشابهة خلال الحقب الماضية، عندما انتفضت المناطق الوسطى ومأرب والجوف وغيرها من المحافظات ضد النظام في إطار جبهة مسلحة عريضة، نهاية السبعينات.
وتشهد مديرية عتمة التابعة لمحافظة ذمار مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثي وصالح التي حشدت المئات من مقاتليها معززين بكافة الأسلحة في محاولة لمهاجمة قرى حلبان وما حولها، وواجه ذلك صمود ومقاومة من قبل المقاومة الشعبية.
وتخوض المقاومة الشعبة في مديرية عتمة غرب محافظة ذمار مواجهات عنيفة منذ أيام في منطقة (المهلالة) ومنطقة (حلفان) عقب إرسال المليشيا تعزيزات كبيرة بغرض السيطرة على المديرية التي تمردت على المليشيا مطلع العام 2016م.
وكانت مجموعة من الأطقم العسكرية التابعة للميليشيات الانقلابية تحركت إلى منطقة سوق الثلوث، وهذه المنطقة تعتبر منطقة متحكمة في خط مدينة الشرق والدليل، وحاولت أن تتوغل في بعض المناطق وأن تسيطر على بعض الجبال وكانت عناصر المقاومة الشعبية لهم بالمرصاد، حيث دارت معركة عنيفة وتم أسر العشرات من الميليشيات الانقلابية ومن ضمنهم قيادات حوثية كبيرة، ومقتل عدد من الميليشيات وجرح، بالإضافة إلى أن المقاومة تمكنت من الاستيلاء على طقم عسكري وتفجير آخر، الأمر الذي دفع من تبقى من فلول الميليشيات الانقلابية إلى الانسحاب من المنطقة.
ويؤكد قائد مقاومة عتمة- الشيخ/ عبد الوهاب معوضة أن إصرار ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية للسيطرة على مديرية عتمة يأتي كون المديرية تُعد مثلث طرق هام واستراتيجي، وهي شريان رئيسي لعدة طرق، خط ذمار- الحسينية (المعقل الرئيسي لقبائل الزرانيق المناوئة للانقلابيين في محافظة الحديدة)، وخط مدينة الشرق- الدليل (الدليل التابعة لمحافظة إب) الذي يأتي من الحديدة وآنس - عتمة إلى منطقة الدليل، ويمر عبرها.
موضحاً أن عتمة تعتبر بالنسبة للميليشيات الانقلابية نقطة إستراتيجية وإذا تمكنوا منها فقد تمكنوا من السيطرة على الجبهة الغربية - الجبهة الثلاثية (عتمة ووصابين ومحافظة ريمة)، بالإضافة إلى كونها سلسلة جبلية، ولو تمكن منها الانقلابيون سيكون هناك صعوبة بدحرهم من هذه الجبال.
ونوه معوضة، في تصريحات صحفية، بأن المقاومة الشعبية في مديرية عتمة ليست مقاومة وليدة الساعة، فهي موجودة منذ ما يقارب العام والنصف، وتعمل على دحر الميليشيات الانقلابية، إلا أنه كان هناك اتفاقية وقف إطلاق النار واتفاقية صلح التزمت المقاومة بها، وعندما خرقت هذه الميليشيات الانقلابية الاتفاقية عدنا نقاوم وسننتصر عليهم وسيتم دحرهم من المديرية، إن شاء الله تعالى.
وأشار، لـ"الشرق الأوسط"، إلى أن هناك تنسيقا بين المقاومة الشعبية والجيش اليمني، وأن الميليشيات الانقلابية تواصل الدفع بتعزيزات وبشكل مستمر، وإن انتصرت مقاومة عتمة وتم تحريرها من الميليشيات الانقلابية، سيتم تحرير محافظة ذمار بشكل كامل منهم.
وبحسب قائد المقاومة الشعبية في مديرية عتمة، فإن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية لجأت للتعويض عن خسائرها الكبيرة التي لحقت بها في جبهة عتمة وأسر عدد من عناصرها، إلى شن حملة اختطافات ضد أبناء المديرية، وقال:" لكن هذه الاختطافات طالت أبناء المديرية في المدينة والمحافظات اليمنية الأخرى التي تخضع لسيطرتها وهم عُزل، حيث وصل عدد المختطفين إلى أكثر من 10 أشخاص".
مصادر محلية أفادت بعودة التوتر بين مليشيات الحوثي وصالح من جهة وأفراد المقاومة الشعبية بعتمة من جهة أخرى، بعد اختطاف المليشيات يوم الإثنين، لأحد وجهاء عتمة ونقيب المعلمين فيها الأستاذ/ إبراهيم الجحدبي، واقتياده إلى جهة مجهولة.
وكانت المواجهات التي استمرت أكثر من شهرين قد انتهت باتفاق قبلي راعاه عدد من مشائخ ووجهاء المديرية يقضي بانسحاب عناصر المليشيات من المديرية وتسليم المقار الحكومية التي كانت قد سيطرت عليها للسلطة المحلية والمكاتب التنفيذية في المديرية إلا أن المليشيا الانقلابية خرقت الاتفاق للتجدد المواجهات.
وتواصل المقاومة في مديرية عتمة- غرب محافظة ذمار، جنوبي العاصمة صنعاء- تصعيدها ضد مليشيا الانقلاب بعد أن شهدت المديرية مواجهات مسلحة بين مسلحين قبليين تابعين للمقاومة ومليشيا الحوثي الانقلابية.
وكانت المقاومة في عتمة أعلنت مداخل المديرية، مناطق مواجهات وقالت إن قيادة كتائب الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمديرية عتمة دعت كافة أبناء المديرية إلى سرعة التحرك والالتحاق بصفوفها مصطحبين أسلحتهم الشخصية، والانضمام إلى جبهات القتال. مؤكدة أنها اتفقت مع الحكومة الشرعية ورئاسة هيئة الأركان العامة على استيعابهم وضمهم رسمياً ضمن قوات المؤسستين العسكرية والأمنية.
وكانت مواجهات عنيفة اندلعت في المديرية، عصر الخامس عشر من فبراير، بين أبطال المقاومة الشعبية وعناصر المليشيات الانقلابية، وذلك إثر محاولة عناصر المليشيات مهاجمة بعض قرى المديرية، ما دفع أفراد المقاومة إلى التصدي لذلك الهجوم.. ليتمكن أبطال المقاومة أخيراً من السيطرة على العديد من مواقع ونقاط الحوثيين في نقيل حلفان والمناطق المجاورة له.. مكبدين المليشيا الانقلابية خسائر فادحة وسقوط عشرات القتلى والجرحى والأسرى في صفوف الحوثيين.
وتشهد مديرية عتمة التابعة لمحافظة ذمار- جنوب العاصمة صنعاء- مواجهات عنيفة بين ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح من جهة وأبناء المديرية بعد أن حشدت المليشيا الانقلابية المئات من مقاتليها معززين بكافة الأسلحة في محاولة لمهاجمة قرى حلبان وما حولها.
ويواجه أبناء المديرية محاولة الاجتياح الحوثية بصمود ومقاومة شديدة، حيث تدور مواجهات عنيفة منذ أيام قتل خلالها العشرات من المليشيا الحوثية .
وتعد عتمة- الواقعة ضمن مديريات محافظة ذمار- المديرية الوحيدة من بين مديريات كافة محافظات إقليم أزال الخارجة عن سيطرة المليشيات الانقلابية.

انتقام المهزوم
يشبه الباحث السياسي ورئيس المنتدى العربي للدراسات والتنمية/ نبيل البكيري انفجار مقاومة عتمه بأنه بمثابة فخ محكم للمليشيات في ارض تقاتل إلى جوار رجالها.
ويعتبر البكيري، في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم"، استهداف عتمة من قبل المليشيات الطائفية، بأنه تعبير واضح عن حقيقة وجذور هذا الصراع الذي يصر أتباعه على توضيحه بأنه في عمقه وجذوره صراع تاريخي بين اليمنيين والخرافة الإمامية الزيدية، لأن عتمة منطقة خارج ثقافة الخرافة الطائفية، حد تعبيره.
ويقول:" تؤكد هذه الحرب التي تشن ضد أبناء مديرية عتمه من قبل المليشيات على الطابع المذهبي للمليشيات في صراعها مع اليمنيين وحبها لأخذ الصراع هذا المنحي لمزيد من الإثاره والتجييش لمقاتليها". ويضيف:" هذه ثاني معركة لأبطال عتمه مع هذه المليشيات بعد معركة العام الماضي التي انتصر فيها أبطال عتمه، مما اضطر المليشيات لطلب الصلح معهم، وها هم بعد عام يعاودن الكره ثانية انتقاما للهزيمة التي وقعوا فيها سابقا".
ويطالب رئيس المنتدى العربي للدراسات والتنمية، في ختام تصريحه، كلاً من الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي دعم وإسناد جبهة عتمه بالسلاح الثقيل لمواجهة سلاح الدولة الثقيل الذي تستخدمه المليشيات ضد أبناء عتمة الذين يقاتلون بإمكانياتهم البسيطة والمتواضعة.

دعوة لإسناد الجبهة
يشير المحلل السياسي/ ياسين التميمي إلى أن اشتعال المواجهات في مديرية عتمة في أعقاب عام من الهدنة يعود إلى أن الانقلابيين لا يرغبون في بقاء مديرية تتمتع بثقل سكاني كبير وتحتل موقعاً في العمق الجغرافي لحضورهم وسلطة الأمر الواقع التي أسسوها.
ويقول، في حديثه لـ"أخبار اليوم"، أنه مع تآكل شعبية تحالف الانقلاب في الحاضنة الاجتماعية المتمثلة بمعظم إقليم آزال، تزايدت المخاوف من أن تؤسس عتمة تجربة مقاومة ورفض ناجحة قد تنتقل معها العدوى إلى المديريات المجاورة، إلى جانب وجود بؤر حوثية تشكلها العائلات التي تتشاطر الانتماء السلالي نفسه.
ويضيف:" هناك ثقل واضح لمديرية عتمة في مجلس مقاومة ذمار وهذا يشكل أحد التحديات التي تواجه الحوثيين وهم يحاولون فرض نفوذهم في هذه المحافظة التي تشكل موئلاً لحركة الإحياء الزيدية التي تحولت فيما بعد إلى نشاط حركي ميلشياوي يلتزم الاثني عشرية ويعمل تحت مظلة الحرس الثوري".
وفي إشارته إلى نجاح الحوثيون في تطييف قطاع واسع من سكان بعض مديريات ذمار، مما جعل أحد المصادر الرئيسية التي تغذي الجبهات بالمقاتلين، الأمر الذي ينعكس بشكل واضح في حجم المقابر الجديدة التي فتحت منذ اندلاع الحرب الأهلية التي أعلنها الانقلابيون على الشعب اليمني. ينوه التميمي إلى أن هناك قلق من أن تتنامى روح المقاومة في مديريات أخرى بمحافظة ذمار تأسيساً بنجاح مقاومة ذمار وبصمودها.
غير أن التميمي يعتقد أن مآلات المعركة في مديرية عتمة تتحدد تأسيساً على صمود هذه الجبهة، وهو صمود لا يفتقد إلى عزيمة الرجال، ولكنه يحتاج إلى دعم وإسناد بالأسلحة والتدخلات اللازمة لطيران التحالف بالنظر إلى اختلال ميزان القوى لصالح الانقلابيين الذين لا يزالون يحشدون الأسلحة الثقيلة إلى العديد من الجبهة البعيدة ناهيك عن عتمة القريبة.
ويؤكد أن أي انتصار يتحقق في هذه الجبهة لصالح المقاومة سيسهم إلى حد كبير في توجيه مسار الأحداث ليس فقط في ذمار بل أيضاً في المحافظات المجاورة. مشدداً على الحكومة والتحالف أن يبقيا هذه الجبهة تحت أنظارهما، وأن يوفرا كافة أشكال الدعم التي تسند صمود المقاومة وتمكنها من تحقيق الانتصار.

تحذير من تعقيد الصراع
يرى الخبير في شئون النزاعات المسلحة/ علي الذهب أن مناطق عتمة ووصابين تمثل امتدادا طبيعيا للمناطق المناوئة للحوثيين، لكنها لم تستثر مبكرا خشية تفاقم الصراع وتوسع مداه.
ويحذر، في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم"، من أن خطر هذا الصراع سيزداد تعقيدا إذا ما تخلله النفس المذهبي أو المناطقي، لكون هذه المناطق متباينة المذهب مع الحوثيين. مستدركاً:" لكن فيما يبدو أن الحوثيين دفعوا بأنصارهم في المنطقة، كما هو دأبهم، درءا لهكذا تكييف".
الاعتقاد الراسخ لدى الخبير العسكري هو أن الحوثيين لن يدعوا الأمر يتوسع أكثر، فقد تحل المشكلة قريبا؛ لأن تمدد المقاومة في ذمار سيضعف من سيطرة الحوثيين عليها لتدخل دائرة مدن الحرب القائمة وهي أقرب منطقة للعاصمة من ناحية الجنوب.
غير أنه يستبعد حدوث ذلك، إلا أن يكون الأمر ضمن قرار الحرب وخطط قيادة الجيش، لأن هذه المناطق شاسعة وتضاريسها صعبة، فضلا عن كونها مناطق مغلقة يمكن محاصرتها من قبل الحوثيين الجيش المساند لهم، وفقاً لتصريح الذهب.
كما هو أيضاً وضعها الراهن في المواجهة لا يختلف عن وضعها ومناطق أخرى، مثل ريمة ووصابين، إبان حرب الجبهة الوطنية نهاية السبعينات ومطلع الثمانينيات.

أهمية إستراتيجية
مديرية عتمة هي إحدى مديريات محافظة ذمار في اليمن البالغ عددها 13 مديرية. بلغ عدد سكانها 145284 نسمة عام 2004. وتقع المديرية ضمن الامتداد الطبيعي لسلسلة جبال السراة، وتقع بالتحديد بين خطي طول (43,50– 44.50)، وعرض (14.21– 14,35).
وتبعد عن مركز محافظة ذمار غرباً حوالي (55 كم) تقريباً، كما تبعد عن العاصمة صنعاء جنوباً حوالي (155 كم) مسافة جوية، يحدها من الشمال ضوران آنس وجبل الشرق والسلفية، ومن الجنوب وصاب العالي ورحاب القفر، ومن الشرق مغرب عنس، ومن الغرب السلفية وكسمة ووصاب العالي.
وتبلغ مساحة عتمة حوالي 441 كم 2 حيث تبلغ المسافة الجوية بين نقطتي الحدود الشرقية والغربية 232 كم وأقصى عرض المديرية في حديها الشمالي والجنوبي حوالي 27 كم.
وتمثل المديرية "عتمة" أهمية إستراتيجية بالنسبة للحكومة الشرعية. وتعد محمية عتمة بوابة العبور إلى الحديدة وطعنة في خاصرة إقليم آزال، كما تعتبر عتمة ذات موقع استراتيجي سوف يحول مجرى المعركة ويضرب الانقلابيين في العمق. ويحدها من الشمال الغربي وصابين المطلة على ساحل الغربي مما يجعلها البوابة الشرقية للسيطرة على الحديدة.
وفي بعدها عن مركز المحافظة بحوالي (55كم) يعد مراقبون اشتعال جبهتها بأنها تمثل ضرب انقلابيين إقليم آزال في الخاصرة، وبأنه يسبب من استنزافهم وتشتيت قواتهم. كما أن عتمه تعتبر محاذية لمديرية حبيش التابعة لمحافظة إب التابعة لإقليم الجند، بمعنى خنق ومحاصرة الانقلابيين في إقليم الجند.
في نظر محللون فإن عتمة التي تتبع إداريا محافظة ذمار، هي بالنسبة لقادة الانقلاب من المناطق التي لا يحق لها أن تقول كلمتها بقوة كما فعلت وتفعل الآن.. لذلك يحشدون لها جحافلهم بقوة معتقدين أنهم قادرين على تأديبها.
ويعلق المحلل السياسي ورئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث/ عبد السلام محمد: أولى مناطق آزال تقاوم الانقلاب بشجاعة.. عتمة اليوم تستحق دعما إعلاميا وعسكريا كبيرا.. القدوة لا يجب أن يفشل أو يسقط.
ويضيف عبد السلام، في تدوينة له على صفحته بالفيس بوك:" من عتمة يذكرنا اليمنيون أن مقاومة الانقلاب أصبح طريق الحياة الوحيد لهم وليس هناك قوة تفرض عليهم خيار الموت تحت الانقلاب. في الوقت الذي نشهد مسارات خارج الهدف الرئيسي لليمنيين في استعادة الدولة تخرج عتمة في ذمار لتذكرنا بالمشروع الوطني".
ويبدي الصحفي/ حمود هزاع مخاوفه من أن تكون أحداث عتمة بذمار تكراراً لأحداث مقاومة الشعاور والأهمول بمحافظة إب. ويقول: الجميع يتحدث عن عتمة ولكن ما الذي بمقدورهم تقديمه لها؟، مقاومة أسطورية وملاحم بطولية يسطرها أبطال عتمة تفرحنا حد الانتشاء. يتجلى ذلك في قوة التفاعل مع مساجداتها في مواقع التواصل الاجتماعي.
ويستدرك هزاع، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي- فيس بوك،: ذلك لا يكفي إذا لم يقدم لأبطال عتمة الدعم والإسناد الذي يحتاجونه، لابد من الانتقال من حالة العواطف إلى التفكير بفعل والضغط على الشرعية إذا لم تقدم لهم ما يحتاجونه. ويشدد:"لذا يجب أن ندفع باتجاه منع تكرار المشهد نفسه في عتمة".
وتوصف محافظة ذمار.. الحاضنة الشعبية الأكبر للحوثيين، بأنها الصندوق الأسود للتمرد الحوثي في اليمن، إذ ظلت ترفد مختلف الجبهات بالمئات من أبنائها، ولا تكاد تكف عن استقبال عشرات القتلى ومئات الجرحى، الذين قضوا في جبهات تعز والبيضاء ونهم ومأرب، فضلا عن الحدود مع السعودية.
ويعد أبناء محافظة ذمار من أكثر المقاتلين الذين تستخدمهم جماعة الحوثيين في مواجهاتهم مع القوات الحكومية وحلفائها، والترسانة الأكبر من حيث التواجد والتجنيد العسكري، باعتبارها احد المعاقل الرئيسة للجماعة.
وتدفع جماعة الحوثي شيوخ القبائل ووجهائها الموالين لها، لحشد المغرر بهم للذهاب للقتال بمختلف الجبهات ضد قوات الرئيس هادي والمقاومة الشعبية، وعادةً ما يعودوا إلى أهاليهم، لكن في صناديق، البعض منهم جثة كاملة، والبعض الآخر، نصف جثة، بينما يعود البعض مجرد بقايا، حسب موقع مأرب برس.
ويواصل الحوثيون استنزاف محافظة ذمار، جنوبي العاصمة صنعاء، بشكل غير مسبوق، والزج بأبنائها في جبهات القتال بمختلف المحافظات اليمنية، وفقاً لمصدر حوثي ميداني يؤكد أن جماعته لا زالت تعمل على الحشد العسكري والتجنيد وإرسالهم إلى جبهات القتال في مختلف المناطق.

قائد مخلص في زمن الخيانات
قد يتساءل البعض: من هو قائد المقاومة الشعبية في مديرية عتمة؟!.. باختصار هو عبد الوهاب محمود معوضه، عضو مجلس النواب وشيخ من شيوخ قبيلة بني معوضه كبرى قبائل المنطقة، وهو من أنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
إلا أن الممارسات الأخيرة من قبل المليشيا الغازية دفعته إلى إعلان الولاء للحكومة الشرعية وخوض مواجهات مباشرة مع المليشيا في مطلع العام 2016.
وهي المواجهات التي خسر الحوثيون معه، مما دفعهم إلى عقد صلح قبلي معه والانسحاب من المديرية وتسليمها إلى السلطة المحلية القديمة المعينة من قبل الدولة قبل الانقلاب الحوثي.
وفي الآونة الأخير نقضت المليشيا الحوثية الاتفاق المبرم بينها وبين قبائل "عتمة"، مما دفع الأخيرة إلى إعلان النفير لمواجهة الحوثيين.

حصاد مر
نشر المركز الإعلامي لمقاومة ذمار تقرير أولي حول نتائج الحرب بين الإنقلابيين ومقاومة عتمه محافظة ذمار والتي بدأت قبل خمسة أيام، وأورد المركز إحصاءات عن خسائر الطرفين، على النحو التالي:

*أولاً: الحوثيون
170 قتيل بينهم شقيق مشرف محافظة ذمار أبو زيد الطاووس.
15 أسيراً حوثيا منهم مشرف المديرية أبو مالك الجرموزي.
عدد كبير جداً من الجرحى.
1 مدرعة تم تدميرها.
1 بي إم بي تم تدميرها.
4 أطقم تم تدميرهم.
1 طقم غنيمة.
40 بندق غنيمة.

*ثانيا: المقاومة
2 شهداء من المواطنين.
1 شهيد من شباب المقاومة.
1 جريح جراحه خطيرة أسره الحوثيون.
1 جريح جراحه بسيطة.
10 مختطفين من البيوت والطرقات.
منهم: الشيخ عامر بن عبد الوهاب معوضه من بيته في صنعاء- الموجه والصحفي إبراهيم الجحدبي من الطريق.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد