في ندوة نظمها أوقاف إب.. الشيخ الحميدي : ما يعكر صفو الوحدة يعالج بإقامة العدل بين الناس وإزالة المظالم

2009-05-28 05:49:26


أخبار اليوم/ خاص

قال الشيخ عبده عبدالله الحميدي أحد مشائخ وعلماء محافظة إب إن الوحدة حكمها في الإسلام أنها فريضة شرعية ومن أجلها بعث خير البرية ليوحد البشرية على دين واحد ورب واحد ورسالة واحده وكتاب واحد ومنهج واحد، وجمع بين الأحمر والأبيض والأسود، وبين جميع الأطياف وجمع بين الناس ولم يفرق بين عربي وعجمي، وصارت وحدة الإسلام قوة ضاربة ودولة عظيمة، وبقوتها وعظمتها إستطاعت أن تقهر أكبر إمبراطوريتين حينها الفارسية والرومانية وكان النصر بفضل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبفضل الوحدة التي حققها وجذرها في قلوب البشرية، أن جعل الناس على دين واحد وعلى قلب رجل واحد، ومن أجل هذا نعرف أن الوحدة ليست أمراً هيناً وهي فريضة شرعية كي تعيد للأمة مجدها وقوتها أمام أعداء الإسلام.

وفي الندوة التي نظمها مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة إب يوم أمس وحضرها القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ المحافظة والدكتور أبوبكر المفلحي وزير الثقافة والتي كانت بعنوان ((الوحده من منظور إسلامي)) قال الشيخ الحميدي/ إن التمزق والتفرق نهايته الفشل وعاقبته ذهاب القوة التي يرهبها العدو منا والله تعالى يقول (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)) صدق الله العظيم، فالوحدة هي عنوان العزة ولقد صدق بعض العقلاء العرب عندما كان له بنون عشرة قبل أن يموت جمعهم وجمع حزمة من الرماح وطلب منهم أن يكسروها فما استطاعوا حيث كانت وهي مجموعة قوية ومتينة ثم فرقها بينهم فكسروها فقال لهم كذلك أنتم يا أبنائي إذا اجتمعتم وإذا تفرقتم ثم أطلقها شعراً قائلاً ((كونوا جميعاً يا بني إذا أعترى خطب وتتفرقوا أحادا تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت أفرادا)) ولذا ما جاء هذا الدين إلا ليوحد الناس جميعاً ويضعهم في بوتقة واحدة على منهج واحد وعلى ترك الشللية والنزوات التمزيقية فقال تعالى((واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)) صدق الله العظيم ثم ذكرنا بما ورد في التفرق والتمزق قبل أن يأتي الدين الإسلامي ليجمع الناس بقوله (( واذكروا إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها)) صدق الله العظيم بماذا بهذه الوحدة، حيث كانوا يتقاتلون فيما بينهم كالأنصار [الأوس والخرزج] [120] عاماً يتقاتلون وما جمع كلمتهم ووحدتهم إلا هذا الدين وصاروا قوة ضاربة أمام الزحف الكافر الصليبي الوثني، الذي يتحدانا الآن والذي يستخدم مشاعرنا لأننا نحن الذين أعطيناه الذبيح ومازال بعض الناس عوناً له لانه يريد أن يرجع إلى الوراء والقهقرى وإلى التمزق والتخريب ونحن نقول لكل ناعق بمثل هذا الصوت النشاز أن الوحدة كلها العالمية والعربية واليمنية وهي الأساس كما خططها ميثاقنا الوطني الوثيقة اليمنية السياسية التي كانت صفوة أفكار أبناء اليمن وقاداته وعلمائه ومفكريه، أن الوحدة اليمنية أساس للوحدة العربية الشاملة وهي أساس للوحده الإسلامية، هذا كان هدفنا ولذلكم الوحدة تضرب بجذورها بعميق التاريخ، فهي قدر أزلي وإرادة وطنية أزلية أرادها الله لنا حققها النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مكه المكرمة محاصراً فجاءه خباب بن الإرث رضي الله عنه وهو نائم تحت ظل الكعبة، فقال يا رسول الله الا تدعو الله لنا الا ترى إلى ما وصلنا إليه أي من اضطهاد المشركين فقال النبي صلى الله عليه وسلم مغضباً ((إن الرجل فيمن كان قبلكم كان يحضر له و يضع المنشار في مفرق رأسة فيشق نصفين وينشر ما بين لحمه وعظمه فلا يرده ذلك عن دينه والله ليتمن الله هذا الأمر- أي الدين- حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون)) صدق رسول الله لهذا فوحدتنا مخطط نبوي وإرادة ربانية، لم تكن فجأة بل قدر أزلي ومن خيرات الوحدة أننا صرنا اليوم نسافر من صعدة إلى صنعاء إلى المهرة لا يخاف المسافر إلا الله والذئب على غنمه وغير ذلك من الخيرات الكثيرة وهي منجز وطني بذلنا فيها كل جهدنا وكل الوسائل السليمة، وعندما كنا في مؤتمر الجند بقينا أسبوعاً مرابطين من أجل التوفيق بين الرئيس والنائب السابق البيض، قال علي سالم للوفد المفاوض وفي مقدمتهم القاضي حمود الهتار قال البيض ماذا تفعلوا لنا يا معاشر العلماء تقدمون صكوك الغفران استهزاءاً بالعلماء وعندما طار الخبر ورجع الوفد المفاوض قال الشيخ عمر أحمد سيف رحمه الله الجهاد الجهاد وفعلاً ما تم إلا هذا، وقال الحميدي إن الوحدة لم تكن منحة من أحد وما جاءت هدية في معلبات ولم تأتي بهذه السهولة، بل هي رغبة يمنية إيمانية قرآنية أبدية إنشاء الله إلى يوم القيامة، إن هذه الوحدة أيها الأخوة نعمة عظمى الشمال والجنوب كلانا أخوة لكن هناك امن اعتادوا الفوضوية ولا يعجبهم إلا أن يصطادوا في الماء العكر هم الذين أصبحوا يتوقون إلى الفوضى ويريدون الرجوع بناء إلى الوراء لكن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، وإذا كانت هذه الوحدة أيها الأخوة نعمة كبرى فإنه يجب علينا شكرها لأن الله وعدنا بالتزييد إذا شكرنا على أي نعمة ((لئن شكرتم لأزيدنكم)) ويجب عينا شكر الله على هذه النعمة لأسباب كثيرة منها للحفاظ عليها وعدم التفريط بها بكل الأنواع والوسائل التي تضمن لنا بقاء وحدتنا التي ضحينا من أجلها بدماء الشباب والرجال والأبطال في القوات المسلحة والأمن وما جاءت طفرة أبداً ودعا الشيخ الحميدي إلى توعية الشباب حول نعمة الوحدة وإيجابياتها وحثهم على حمايتها والدفاع عنها من خلال أقامة الندوات والحلقات النقاشية وفي المناهج الدراسية وكذا العمل على إزالة ما يعكر صفو هذه الوحدة بوسائل متعددة منها إقامة العدل بين الناس وإزالة المظالم في كل شبر في اليمن، فيجب علينا أن نعالج أمراضنا ولا نترك المجال لأعدائنا حتى يتدخلوا في علاج قضايانا.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد